النتائج الكاملة فى حفل جوائز الأوسكار لعام 2008

المخرج البريطاني داني بويل مع الطفلين أزهر الدين محمد إسماعيل وروبينا بطلي فيلم «المليونير المتشرد»
المخرج البريطاني داني بويل مع الطفلين أزهر الدين محمد إسماعيل وروبينا بطلي فيلم «المليونير المتشرد»

رغم كونه فيلمًا صُوّر بميزانية محدودة وممثلين مغمورين ولم يكن من المقرر عرضه في الصالات، فإن «المليونير المتشرد» أرسل رسالة مفعمة بالأمل إلى جماهير السينما في العالم حين حصل على ثماني جوائز أوسكار في الحفل الذي أقامته أكاديمية الفنون والعلوم في لوس أنجيليس أول من أمس.


والفوز الكبير الذي حققه «المليونير المتشرد» أضفى أجواء تفاؤل على الأوسكار وسط كساد عالمي بعد أن سيطرت في السنوات الأخيرة أفلام الجريمة المظلمة مثل فيلمَي «لا مكان للعجائز» و«الراحلون» على جوائز أوسكار لأفضل فيلم.

ومن بين الجوائز الأخرى التي حصل عليها «المليونير المتشرد» أوسكار أفضل مخرج للبريطاني داني بويل.

ويدور الفيلم حول فتى هندي فقير يشارك في مسابقة ببرنامج تلفزيوني لكسب المال والحب.

وحصل سايمون بيفوي كاتب سيناريو الفيلم على أوسكار أفضل سيناريو أعد للسينما.

كما حصد الفيلم أيضا جوائز أوسكار لأفضل تصوير وأفضل مؤثرات صوتية وأفضل مونتاج وأفضل موسيقى للمؤلف الموسيقي «أ. ر. رحمن»، وأفضل أغنية. وتدور أحداث الفيلم في أحياء مدينة مومباي الهندية.

وتَعرّض الفيلم لمشكلة عندما تَخلّت عنه جهة الإنتاج وهي استوديوهات «وارنر إندبندنت بيكتشرز» التابعة لشركة «وارنر بروس» العملاقة، ولكن في نهاية الأمر أنقذت استوديوهات «فوكس سيرشينغ لايت بيكتشرز» الفيلم وعرض في نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال بويل في الكواليس للصحافيين بعد حصوله على جائزة أوسكار أفضل مخرج: «الفيلم يروي قصة حب ولكنها غير ظاهرة. العمود الفقري للفيلم هو برنامج المسابقات، ولكن إذا نظرتم إلى ما وراء ذلك ستجدون قصة أخرى مستترة وهي قصة الحب».

والفئة الوحيدة التي لم يحصل فيها «المليونير المتشرد» على جوائز كانت في التمثيل الذي حصد نجوم بارزون جوائزه.

فقد حصلت النجمة البريطانية كيت وينسليت على أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «القارئ» الذي جسدت فيه دور حارسة معسكر نازي سابقة تقع في حب شاب.

أما النجم شون بين ففاز للمرة الثانية في تاريخه بجائزة أوسكار أفضل ممثل. حصل بين على الجائزة عن دوره في فيلم «ميلك» الذي جسد فيه دور النشط المدافع عن حقوق المثليين هارفي ميلك الذي قُتل بالرصاص عام 1978.

وكان بين فاز بجائزة أوسكار لأفضل ممثل للمرة الأولى عام 2004 عن دوره في «نهر غامض».

وقال لدى استلامه الجائزة: «لم أكن أتوقع ذلك، وأريد أن أكون واضحا تماما، أنا أعلم مدى الجهد الذي كثيرا ما أبذله لكي أحصل على تقديركم».

وفازت بينيلوبي كروز بجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة لتصبح أول ممثلة إسبانية تحصل على جائزة أوسكار عن دورها في فيلم «فيكي كريستينا برشلونة».

أما أوسكار أفضل ممثل مساعد فحصل عليها هيث ليدجر الذي توُفي العام الماضي ليصبح ثاني ممثل بعد بيتر فينش يحصل على جائزة أوسكار بعد وفاته.

وفاز ليدجر بالجائزة عن أداء دور الجوكر في فيلم «فارس الظلام» الذي يأتي ضمن سلسلة أفلام «الرجل الوطواط».

وتوُفي ليدجر إثر تناوله جرعة زائدة من دواء بطريق الخطأ. وتسلم والده كيم ليدجر ووالدته سالي بل وشقيقته كيت الجائزة وسط وقوف الحاضرين والتصفيق له.

وفي بقية الجوائز فاز داستن لانس بلاك بجائزة أوسكار أفضل سيناريو كتب خصيصا للسينما عن فيلم «ميلك»، كما فاز فيلم «وول اي» على أوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة.

وحصل فيلم «حالة بنجامين باتون» على جائزتي أوسكار أفضل موقع تصوير وأفضل ماكياج، في حين حصل فيلم «الدوقة» على أوسكار أفضل ملابس.

وفي إحدى المفاجآت تمكن فيلم «الرحيل» الياباني من التغلب على أبرز المرشحين الفيلم الإسرائيلي «رقصة فالس مع بشير» وحصل على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي.

وفاز فيلم «رجل يسير على حبل» على أوسكار أفضل فيلم وثائقي، وهو يدور حول رجل تَمكّن من السير على حبل ممتد في الهواء بين برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1974.

تاريخ الفائزون بجوائز الأوسكار

شون بن .. ممثل بقلب واسع وطبع حاد
شون بن الذي فاز الأحد بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن دوره في فيلم «هارفي ميلك» اضطلع طويلا بادوار الشرير قبل أن يتحول مخرجا محترما معروفا بمواقفه السياسية الحادة وشخصيته القوية.

شون بن البالغ الثامنة والأربعين بدأ حياته الفنية عام 1981 في «تابز» بعد مشاركة سرية له في سن السن الرابعة عشرة في مسلسل «ليتل هاوس إن ذي براري» إلى جانب والدته الممثلة آيلين راين.

وقام بدور المراهق الشقي في الكوميديا الشهيرة في الولايات المتحدة «فاست تايمز آت ريدجمونت هاي» (1983)، لكن زواجه بالمغنية مادونا عام 1985 هو الذي عرّفه إلى الجمهور العريض خصوصا.

وشون بن معروف بلعبه أدوارا قاتمة، وفاز بأوسكار أفضل ممثل عام 2004، بعد أربعة ترشيحات، عن دور الأب الذي يريد الانتقام في فيلم «ميستيك ريفر» الذي أخرجه كلينت إيستوود.

وفي 2007 أخرج شون بن «إينتو ذي وايلد» حول شاب هامشي، قبل أن يترأس في السنة ذاتها لجنة التحكيم في مهرجان «كان».

وقال لدى تسلمه الجائزة الأحد: «إنني فخور لأنني أعيش في بلد ينتخب رجلا أنيقا رئيسا وبلد فيه فنانون شجعان».

وكان من كبار منتقدي عهد الرئيس السابق جورج بوش، وقد غاب عن حفل توزيع جوائز الأوسكار عام 2003 الذي أقيم بعيد اجتياح العراق بعدة أشهر قليلة.

بينيلوبي كروز أول ممثلة إسبانية تحصل على جائزة أوسكار
فازت الممثلة الإسبانية بينيلوبي كروز الأحد بجائزة أوسكار أفضل ممثلة في دور ثان في هوليوود لدورها في فيلم «فيكي كريستينا برشلونة» للمخرج وودي آلن، لتصبح المرأة الأولى في إسبانيا التي تحصل على جائزة أوسكار.

وتفوقت بينيلوبي كروز التي كانت أكاديمية الفنون وعلوم السينما ترشحها للمرة الثانية بعد «فولفر» للمخرج بيدرو ألمودوفار في 2007، على فيولا ديفيس وإيمي آدامز، وكلتاهما تمثلان في فيلم «داوت» (الشك)، وماريسا تومي في فيلم «ذي ريسلر» (المصارع)، وتاراخي بي هينسون في «ذي كيوريوس كايس أوف بنجامين باتون».

وقالت بينيلوبي كروز وهي متأثرة خلال تسلمها الجائزة الأولى التي تمنح في جوائز الأوسكار لعام 2009: «هل أُغمِيَ على أحد هنا من قبل؟ قد أكون الأولى».

وتُعتبر بينيلوبي كروز (34 عاما) نجمة كبيرة في بلادها، حيث عملت كثيرا مع المخرج الكبير بيدرو ألمودوفار، ولا سيما في «كارني تريمولا» عام 1997، و«تودو سوبري مي مادري» (1999) بعد بداياتها في فيلم «خامون خامون» للمخرج خوان خوسيه بيغاس لونا في سن السابعة عشرة.

واتى فوز كروز عن دورها في فيلم «فيكي كريستينا برشلونة» الذي تلعب فيه دور ماريا إيلينا، وهي فنانة شغوف تنتابها غيرة مرَضيّة على زوجها السابق الذي يقوم بدوره مواطنها خافيير بارديم.وأتى تتويج كروز بعد سنة على فوز أول إسباني بجائزة أوسكار، وهو بارديم نفسه، وقد يعطيها دفعا جديدا لحياتها الفنية في الولايات المتحدة.

ومنذ ثماني سنوات تعمل كروز في إسبانيا وهوليوود، وقد شاركت في بطولة أفلام إلى جانب توم كروز وجوني ديب وماثيو ماكونوفي.

كيت وينسليت تدربت على الأوسكار مستخدمة زجاجة الشامبو
تحظى البريطانية كيت وينسليت التي نالت الأحد جائزة أفضل ممثلة عن فيلم «ذي ريدر» (القارئ)، منذ زمن بعيد بمكانة خاصة لدى الجمهور، بعدما جسدت شخصية روز في فيلم «تايتانيك» قبل 12 عاما. وتلعب وينسليت في فيلم «ذي ريدر» دور هانا شميت، وهي ألمانية يشتبه في ارتكابها جرائم خلال الحرب العالمية الثانية. وكانت المرة السادسة التي ترشح فيها الممثلة الموهوبة البالغة الثالثة والثلاثين للفوز بجائزة أوسكار.

وُلدت وينسليت في ريدينغ (إنجلترا) ونشأت في أسرة ممثلين، وهي حفيدة مدير مسرح. واعتلت وينسليت خشبة المسرح للمرة الأولى وهي في الحادية عشرة، وبدأت مسيرتها الفنية بدعاية تلفزيونية.

وكانت وينسليت في الثامنة عشرة تبيع الساندويتشات في شمال لندن عندما حصلت على أول أدوارها السينمائية المهمة، متفوقة على 175 مرشحة.

وتعد وينسليت إحدى أكثر الممثلات البريطانيات موهبة في جيلها، وهي معروفة بصراحتها وبساطتها. وتفوقت وينسليت (33 عاما) على ميريل ستريب (داوت) وآن هاثواي (راتشيل غيتنغ ماريد) وأنجلينا جولي (تشينجلينغ) وميليسيا ليو (فروزن ريفير). وأهدت وينسليت الجائزة إلى طفليها وأشادت بمنافساتها ولا سيما ميريل ستريب التي رُشحت للفوز 15 مرة بجائزة أوسكار خلال حياتها الفنية.

وقالت: «لا يمكنني أن أصدق أننا في الفئة ذاتها مع ميريل ستريب. أنا آسفة ميريل لكن ينبغي عليك تقبُّل ذلك». وأكدت الممثلة البريطانية التي غلبها التأثر أنها تمرنت على كلمة الشكر هذه أمام مرآة الحمام وهي في سن الثامنة، حاملة زجاجة الشامبو عوضا عن الجائزة.

 وقالت: «أما اليوم فلم يعد بين يدي زجاجة شامبو». ولوينسليت ابنة في الثامنة من العمر من زواجها الأول، وابن في الخامسة من زواجها الثاني بالمخرج سام مينديس. ومينديس أخرج فيلم «ريفولوشناري رود» (2008) الذي أدت فيه وينسليت دور البطولة إلى جانب ليوناردو دي كابريو.

هيث ليدجر يُمنح جائزة أوسكار بعد سنة على وفاته
لم يأتِ فوز الراحل هيث ليدجر بجائزة أفضل ممثل مساعد مفاجأة، فمنذ وفاته العام الماضي أصبح في حكم المقرر فوزه بالجائزة.

والمرشحون الآخرون عن هذه الفئة كانوا جوش برولين في فيلم «هارفي ميلك» وروبرت داوني جونيور في «تروبيك ثاندر» (الرعد الاستوائي)، وفيليب سيمور هوفمن في «داوت» (الشك) ومايكل شانون في «ريفولوشناري رود» (الطريق الثوري).

وقالت كيت لديجر شقيقة الممثل الراحل إلى جانب والديها بعد تسلم الجائزة: «كنا نعرف كلانا أن ما أنجزته من خلال دور (الجوكر) كان مميزا جدا، وتحدثنا عن أننا سنكون هنا في هذا اليوم العظيم».

وسطع نجم هيث ليدجر الذي كان متوقعا فوزه منذ أشهر كثيرة، سريعا في سماء هوليوود. وكان الممثل غادر بلاده أستراليا في سن التاسعة عشرة ليبدأ حياته الفنية في الولايات المتحدة، وقد اختاره مواطنه ميل غيبسون ليقوم بدور نجله في فيلم «ذي باتريوت»، وبفضل هذا الدور اختير ليدجر لبطولة فيلم «إي نايتس تيل».

وواصل بعد ذلك صعوده في هوليوود مع دور صغير في «مونسترز بال» عام 2001، وبدور رئيسي في «ذي فور فيذرز» في 2002.

وتكرست نجومية ليدجر عام 2005 مع فيلم «بروباك ماونتن» للمخرج إنج لي. وفي فيلم «باتمان ذي دارك نايت» الذي حقق ثاني أكبر الإيرادات في تاريخ السينما في أميركا الشمالية بعد «تايتانيك»، اضطلع هيث ليدجر بدور «الجوكر»، العدو اللدود للرجل الوطواط.

وأعطى الممثل الأسترالي عمقا جديدا لهذه الشخصية بعيدا عن تكشيرات جاك نيكلسون الذي جسد الشخصية للمرة الأولى في عام 1989.