علاج لمرضى السكر و"كيف" المدمنين .. "الجابابنتين"

مرضى السكرى
مرضى السكرى

"الجابابنتين" مادة فعالة تدخل فى صناعة أدوية علاج التهاب الأعصاب الطرفية، وهو مرض يصيب مرضى السكر والمصابين بجلطات فى الأطراف، غير مدرجة فى جداول الإدمان، وخلال الآونة الأخيرة زادت عمليات سحب تلك الأدوية التى تستخدم تلك المادة الفعالة من صيدليات المنوفية، ما فسره صيادلة بأن المدمنين يسحبون تلك الأدوية من الصيدليات لاستخدمها كمواد مخدرة، سواء بشكل مباشر أو بإضافة مادة فعالة أخرى، مؤكدين أن تلك الأدوية يجرى استخدامها بشكل مكثف بعد إدراج مادة «البريجابالين» على قوائم جدول المخدرات من الفئة "أ".


أكد "مفتش الصيادلة" عدم وجود رقابة على الأدوية التى تعتمد على المادة الفعالة "الجابابنتين" لأنها غير مدرجة على قوائم جداول المخدرات، مشيراً إلى أن لجان وزارة الصحة ترصد كافة الأدوية المخدرة وتطالب بإدراجها فى جداول المخدرات، وأضاف: "من الممكن قلب أى مركب كيميائى إلى مخدرات من خلال تناول هذه الأدوية بتركيزات مرتفعة أو بإضافة مواد فعالة أخرى، والتفتيش الصيدلى يقوم بدور كبير لمواجهة التصرف غير المشروع فى الأدوية المخدرة بشكل عام من خلال تنفيذ تعليمات وزارة الصحة ومتابعة النشرات الدورية الصادرة من الوزارة".

صيدلى: يستخدمونها كمواد مخدرة بإضافة مادة فعالة أخرى
"مالك صيدلية"، قال إن سحب الأدوية التى تستخدم مادة "الجابابنتين" زاد بشكل كبير جداً ووصل إلى 100% بعد إدراج مادة "البريجابالين" على قوائم جدول المخدرات، ليبدأ المدمنون فى استخدام تلك الأدوية لأنها تؤدى نفس الغرض، موضحاً أن المادة الفعالة لها تأثير سلبى على المخ، وهو ما انتبهت إليه شركات الأدوية مؤخراً: "الشركات قررت صرف تلك الأدوية بكميات أقل من السابق، بحيث تحصل كل صيدلية على كمية محدودة علبة أو علبتين من كل نوع من المادة الفعالة خلال الشهر للحد من أثر السحب الزائد لتلك الأدوية" وأوضح أن هذه الأدوية تُستخدم فى علاج أمراض مثل السكر والتهابات الأعصاب، وصرفها يتم بدون روشتات أو ضوابط معينة لأنها ليست مدرجة على قوائم المخدرات.

مصدر مسئول بمديرية الصحة أشار إلى عدم وجود قواعد بشأن تداول بعض أصناف الأدوية ومن بينها أدوية الأمراض النفسية، مؤكداً أن القواعد التى وضعتها الوزارة هشة ومن السهل اختراقها وفق تعبيره: "شرط الروشتة لا ينظم تداول هذه الأدوية فمن الممكن أن يكون اسم المريض أو الطبيب وهمياً أو الروشتة الطبية مزورة وعليها أختام مزيفة".

وأضاف المصدر، رافضاً ذكر اسمه، أن هناك الكثير من الأدوية التى يستخدمها المدمنون من بينها قطرات العيون التى تُستخدم فى توسيع حدقة العين والكشف على قاع العين، ويجرى استخدامها من قبَل المدمنين فى تحضير مخدر الهيروين، مؤكداً أن وزارة الصحة تعلم بهذا الأمر دون محاولة لوضع حلول لمواجهة تلك الظاهرة التى يجب أن تتوقف حفاظاً على المجتمع.

ولفت، وكيل كلية الصيدلة بجامعة المنوفية، إلى أن الاستخدام السيئ لمادة "الجابابنتين" يؤثر سلباً على الصحة، خاصة على الصحة العقلية والعضوية والنفسية، موضحاً أن تلك المادة الفعالة تعالج حالات ونوبات الصرع بشكل أساسى، وبعض الأبحاث أكدت أن المادة الفعالة تدمر خلايا الدماغ بشكل كبير، وصنفتها تلك الأبحاث على أنها أخطر مادة عرفتها البشرية لأنها تدمر الخلايا العصبية بشكل سريع، فضلاً عن تدميرها للجهاز البولى، والكلى، وتؤثر على الدم فى الجسم بشكل كبير، وتصيب المرأة الحامل فى حالة الإدمان بتشوه الأجنّة وتتسبب فى فقدان الذاكرة، وتؤدى إلى بُعد الشخص المدمن عن المجتمع المحيط به وإصابته بحالة من الاكتئاب، بالإضافة إلى الكثير من الأمراض والأعراض الأخرى.

وطالب وزارة الصحة بضرورة تقنين صرف الأدوية بشكل عام مثل أدوية السكر والضغط والمعدة والمضادات الحيوية وألا يتم صرفها إلا بموافقة الطبيب المعالج على أوراق معتمدة منه ما عدا الأدوية التى يطلق عليها «الأدوية الآمنة»، مؤكداً أن المدمنين يكتشفون كون الأدوية مخدرة أم لا من خلال استخدامهم لها فى المواد المخدرة بتركيز خاص.