أوبئة أجبرت العالم على فرض حجر صحي .. تعرفي عليها

مرت دول العالم بأمراض مختلفة على مر العصور، ومنها بعض الأمراض والأوبئة التى أجبرت الحكومات على فرض الحجر الصحى، والعزل، مصطلحات كثيرة أطلقت على فترة عزل المدن فى فترة ظهور الأمراض منعا لانتشارها.


ولعل الطاعون، والجذام، والكوليرا، والأنفلونزا الإسبانية، والحمى الصفراء، كانت من أشهر الأمراض التى أجبرت حكومات العديد من الدول وقت انتشارها على فرض حجر صحي ومناطق عزل للمصابين.

- الطاعون
بسبب انتشار مرض الطاعون، كان هناك أول عملية حجر وعزل للمرضى فى التاريخ وتحديدا عام 1377 بمدينة دوبروفنيك الكرواتية، وعام 1423 بمدينة البندقية الإيطالية عندما فرض العزل على سفن قادمة من مناطق ضربها الطاعون.

وكانت مدة الحجر آنذاك 40 يوما مقارنة بفترة الحجر فى الوقت الحالى بسبب كورونا المقررة 14 يوما،
وسميت مناطق الحجر التي تستقبل الطواقم المصابة بالوباء، اسم "لازاريتو"، وهو مشتق من اسم جزيرة سانتا ماريا دي نازاريت، الواقعة في خليج البندقية حيث كانت ترسو تلك السفن.

وفى عام 1665 فرضت انجلترا العزل الطوعى الشهير لعدة أيام، وذلك عقب ظهور إصابة أحد الأفراد بالطاعون، وكان الهدف هو تفادى انتقال العدوى إلى باقى المنطقة.

وفى فرنسا، رفع جدار الطاعون كأحد أنواع الحجر الصحى، على امتداد 27 كلم فى فوكلوز الفرنسية بهدف حماية مقاطعة فيناسان من الوباء.

- الجذام
تسبب انتشار مرض الجذام فى العصور الوسطى، فى بث الرعب فى نفوس الجميع بسبب التشوهات الخلقية التى يتركها المرض على ضحاياه، ولجأ الحكام وقتها لعزل جميع المصابين به وإرسالهم لمناطق نائية بعيدة للعيش بمفردهم لبقية حياتهم، ولعلها أطول فترة للحجر الصحى إذ أنه حجر لمدى الحياة.

وخصصت أوروبا مناطق نائية وجدت بالجبال أو الجزر أطلق عليها منازل العزل، وخصصت لمرضى الجذام وذلك لضمان عزلهم عن باقى أفراد المجتمع، كما تم سك عملة خاصة بمرضى الجذام عقب رواج أفكار عن إمكانية انتقال العدوى عن طريق النقود.

وقد استمر تطبيق سياسة عزل المصابين بالجذام لقرون عديدة وامتدت هذه الإجراءات لتشمل العديد من الدول، ومن أهمها الولايات المتحدة الأمريكية، وحاليا يمتلك 95 % من السكان مناعة طبيعية ضد هذا المرض بينما من الممكن معالجة المصابين به عن طريق خليط من المضادات الحيوية.

- الحمى الصفراء
خلال القرن التاسع عشر، قامت سلطات باريس بإرسال 30 ألف جندى لإغلاق الحدود مع إسبانيا، بهدف وقف امتداد وباء الحمى الصفراء إليها.

- الكوليرا
ظهر مرض الكوليرا لأول مرة فى روسيا عام 1817، وتسبب فى وفاة نحو مليون شخص، وكان السبب الرئيس لانتشاره هو اختلاط مياه الشرب بفضلات البشر، وانتقل هذا الوباء من آسيا إلى أوربا عبر الجنود البريطانيين المقيمين فى الهند، ثم انتقل من بريطانيا إلى إسبانيا وأفريقيا وأندونيسيا والصين واليابان وألمانيا وأمريكا.

ثم ضرب الوباء الدول العربية وكان من بينها مصر والمملكة العربية السعودية وسوريا وغيرها، وفرضت سوريا ومصر الحجر الصحى لمواجهة تفشى المرض بين باقى المدن.

ففى بيروت عام 1834، إبان دخول بلاد الشام تحت حكم محمد علي باشا، انشأ إبراهيم باشا الحجر الصحي فوق أرض تسمى الجنينة شرق قلعة المرفأ وتبعد قليلًا عن جامع الخضر.

وكان الحجر الصحي يتألف وقتها من جناحين، الأول للملوثين الذين يتم عزلهم لمدة ثلاثين يوما، والثاني لمعالجة المصابين الذين يعزلون لمدة أربعين يوما، وكان العزل يشمل المصابين من أهل بيروت، وكذلك المسافرين خوفا من تفشي الأمراض المعدية في حال إصابتهم بها.