مفتي مصر يدرس تنفيذ الإعدام في المتهم بقتل ابنة ليلى غفران

حددت جلسة 17 يونيو المقبل للنطق بحكم إعدامه
حددت جلسة 17 يونيو المقبل للنطق بحكم إعدامه

قضت محكمة جنايات الجيزة أمس الأربعاء بإحالة أوراق محمود سيد عبد الحفيظ (20 عاما) إلى مفتي الديار المصرية (وهو ما يعني الحكم بالإعدام)، بعد أن أدانته المحكمة بقتل هبة العقاد ابنة المطربة المغربية ليلى غفران وصديقتها نادين جمال الدين في منزل الأخيرة بحي الندى بمدينة الشيخ زايد، في السابع والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.


وحددت المحكمة جلسة السابع عشر من شهر يونيو (حزيران) المقبل للنطق بالحكم عقب رد المفتي.

وعقب نطق المحكمة بقرارها انتابت أقارب المتهم حالة من التوتر الشديد وارتفعت أصواتهم بالصراخ والعويل،، وأصيب والده بحالة إغماء نُقل على إثرها إلى المستشفى، بينما أخذ المتهم يوجه سبابا وألفاظا نابية بحق النيابة والمحكمة، مؤكدا أن الاتهامات الموجهة بحقه ملفقة، وأنه لم يقتل أحدا، وطلب من الإعلاميين الابتعاد عنه وعدم تصويره.

وعلى الجانب الأخر قال خالد جمال الدين والد الضحية «نادين» إنه راض عن الحكم، معتبرا أن إعدام المتهم هو القصاص العادل والجزاء الذي يستحقه، مضيفا: «دم ابنتي لم يذهب هدرا»، فيما أعرب إبراهيم العقاد والد الضحية «هبة» عن سعادته للحكم الذي أكد نزاهة وعدالة القضاء، مؤكدا أن دماء ابنته لن تذهب سدى.

وقال حسن أبو العينين محامي أسرة المطربة المغربية ليلى غفران لـ«الشرق الأوسط»: «إن الحكم عادل ولا غبار عليه»، مشيرا إلى أن ليلى غفران توجهت أمس لأداء مناسك العمرة، مضيفا: «أبلغتها بنفسي الحكم في اتصال هاتفي فور وصولها إلى الأراضي السعودية، وهو ما اعتبرته بشارة على أن الحكم عادل وصحيح».

من جانبه، أشاد عصام شيحة محامي أسرة الضحية «نادين» بثبات المحكمة في أثناء النطق بالحكم، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الحكم صدر بإجماع آراء هيئة المحكمة، وهو ما يدل على أن المحكمة اطمأنت لكل الأدلة وشهادة الشهود».

واعتبر شيحة أن حالة الهياج التي انتابت المتهم بعد سماعه الحكم تؤكد أنه القاتل، وقال: «المتهم انتابته حالة هياج عصبي حولته إلى شخص وحشي وهمجي يمكن أن يرتكب أي جريمة».

من جهته، أكد أحمد جمعة محامي الدفاع عن المتهم أنه سيقدم طعنا في الحكم أمام محكمة النقض، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «سأنتظر الاطلاع على أسباب وحيثيات الحكم لأعرف الأدلة وشهادة الشهود التي اعتمدت عليها المحكمة في إصدار حكمها بالإعدام على موكلي الذي لا يزيد عمره على عشرين عاما».

وأضاف: «رغم أننا أثبتنا أن المعاينة التصويرية بها شبهات تزوير، ورغم أن كل الأدلة بها تناقض، من المفترض أنه في صالح موكلي، حيث إن الشك يفسر في مصلحة المتهم، فإن المحكمة رأت إدانته».

وتعد جلسة أمس هي التاسعة في محاكمة المتهم، منذ أن بدأت نظر القضية في السابع من فبراير (شباط) الماضي.

وتعود وقائع القضية إلى يوم الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما تلقى زوج هبة العقاد ابنة المطربة ليلى غفران اتصالا هاتفيا من زوجته فجرا، تخبره فيه أنها تعرضت وصديقتها نادين جمال لاعتداء من مجهول بسكين في مسكن الأخيرة، ليذهب إليها فيجدها في النزع الأخير، بينما كانت صديقتها جثة هامدة، ثم نقل «هبة» إلى أحد المستشفيات القريبة، إلا أن روحها فاضت إلى بارئها رغم محاولات إسعافها.

وعقب ثلاثة أيام من وقوع الجريمة قالت الشرطة المصرية إنها ألقت القبض على المتهم محمود سيد عبد الحفيظ (20 عاما) ويعمل حدادا، وأحالته إلى النيابة بتهمة القتل العمدي المقرون بسرقة هاتف محمول ومبلغ 400 جنيه (نحو 72 دولارا)، بعد أن أوضحت أنها توصلت إليه عن طريق تتبع الهاتف المحمول الخاص بالضحية نادين، والذي سرقه من المنزل وأعطاه إلى أحد أصدقائه.

وشهدت التحقيقات في القضية عدة مفاجآت، منها الكشف عن زواج هبة العقاد ابنة ليلى غفران من علي عصام الدين، الذي كان أول من اكتشف الحادث بناء على اتصال هاتفي من زوجته وهي تحتضر، والخلاف الشديد الذي وضح بين علي ووالدة زوجته بسبب اتهامها له بالتورط في الحادث، وهو ما دفع النيابة إلى توقيفه لمدة ثلاثة أيام خضع خلالها لتحقيقات مكثفة وتحاليل طبية لمضاهاة بصمته الوراثية ودمائه وبصمات أصابعه بالآثار الموجودة في مسرح الحادث، لتخلي النيابة سبيله بعد تأكدها من براءته من التورط في الحادث، وهو ما رد علي عليه بأن دافع والدة زوجته من اتهامه هو رغبتها في الحصول على ميراث هبة.

كما شهدت التحقيقات أيضا تجاوزات في النشر من قبل بعض الصحف المصرية طالت عِرض الضحيتين، الأمر الذي دفع عصام شيحة محامي أسرة نادين لتقديم مذكرة لنقابة الصحافيين المصريين يطلب فيها التحقيق في هذه التجاوزات وإلا فإنه سيضطر إلى مقاضاة الصحافيين الذين نشروا هذه التجاوزات، وهو الموقف الذي انتهى بتقديم نقيب الصحافيين المصريين مكرم محمد أحمد اعتذارا رسميا في مؤتمر صحافي لأسرتَي الضحيتين نيابة عن الصحافيين المتجاوزين.

لمشاهدة فيديو متعلق بالخبر شاهد الرابط التالي

http://video.alarabiya.net/ShowClip.aspx?ClipID=2009.04.13.17.52.28.288