الغذاء السليم .. سر نضارة البشرة

لا توجد مادة غذائية محددة قادرة على إضفاء الحيوية على الجلد... بل ثمة عدد من الفيتامينات والمعادن تسهم فى صحة الجلد
لا توجد مادة غذائية محددة قادرة على إضفاء الحيوية على الجلد... بل ثمة عدد من الفيتامينات والمعادن تسهم فى صحة الجلد

أجمع الاختصاصيون على أن التغذية السليمة يمكن أن تؤثر فى مظهر الجلد، وتضمن له نضارة ومظهر طبيعيا خاليا من الأمراض..


ولكن، كيف نعتني بالجلد دون اللجوء إلى مستحضرات التجميل؟ موزة البادى، إختصاصية التغذية فى مستشفى العناية التخصصي أبو ظبي، تذكر أهم ما يمكن أن نتناوله، كى ننعم بجلد سليم ومعافى.

يقال "الجلد مرآة صاحبه"، ذلك أن أى خلل يظهر فى الجلد، يؤشر إلى خلل فى صحة الإنسان. ولا تجدى نفعا أى محاولات لإصلاح الخلل الخارجى عبر مستحضرات التجميل المختلفة ما لم تتم معالجة الخلل الداخلى.

بداية الغذاء السليم والمتوازن قادر على تحسين وظيفة الجلد.. فالغذاء المفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية، كالفيتامينات والمعادن، يمكن أن يخفف من تدفق الدم والأوكسجين إلى الجلد، ويعطل قدرته على الحماية من الألتهابات، ويؤجل الشفاء، ويحدث تغيرات فى تركيبة الجلد، وحتى لونه.

هل من مادة غذائية محددة تختص بالجلد، وتعالج عيوبة وأمراضه؟
لا توجد مادة غذائية محددة قادرة على إضفاء الحيوية على الجلد... بل ثمة عدد من الفيتامينات والمعادن تسهم فى صحة الجلد، لذلك ننصح دائما بتناول غذاء سليم ومتوازن.

ولكن لابد من تناول بعض العناصر الأساسية بكمية كافية، ويجب أن يكون الماء على رأس القائمة، كونه يساعد فى تغذية الجلد وترطيبه من الداخل. يوصى عموما بتناول ستة إلى ثمانية أكواب من الماء أو السوائل يوميا.

وفى حال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، أو شرب الكثير من القهوة أو الشاى. والتى تدر البول. لابد من تناول المزيد من الماء، للحفاظ على مستوى جيد من المياه داخل الجسم.

ومن ناحية أخرى، فإن المواد المقاومة للتأكسد، مثل الفيتامينات أ، د، ه، والمتوفرة فى الفاكهة والخضار، مهمة للجلد الصحى، إذ تساعد فى حمايته من الآثار السلبية الموجودة فى الهواء الملوث ودخان السجائر وأشعة الشمس ما فوق البنفسجية، والناجمة أيضا من عمليات هضم وامتصاص الطعام فى الجسم.

ما هى أهم المواد الغذائية المفيدة للجلد؟
يمكن تلخيصها بمجموعات، أولها الكبدة، الكلى، صفار البيض، مشتقات الحليب، الجزر، السبانخ، المشمش، والخوخ، وجميعها تحتوى عل الفيتامين أ، وهى أساسية لنمو الأنسجة وإصلاحها ومقاومة الألتهابات، ويمكن أن يؤدى النقص الطويل الأمد فى هذا الفيتامين إلى جلد قاس وجاف.

أما الخضار والفاكهة ذات الألوان الصفراء، كالجزر، المانجو، البابايا والشمام، والخضار الخضراء اللون،كالسبانخ، فتمد الجلد بمادة الكاروتين المقاومة للتأكسد، والتى تساعد فى حمايته من أضرار الشمس، ويمكن أن تبطئ من علامات الشيخوخة المبكرة.

كما يعد الفيتامين ج من الفيتامينات الضرورية لإبقاء الجلد مرنا، ويساعد فى شفاء الجروح، وفى محاربة تأثير الأشعة ما فوق البنفسجية والشيخوخة المبكرة، ويتوفر فى الفاكهة الحمضية والملفوف،الجوافة، الشمام، الكرز والطماطم.

ومن الفيتامينات المفيدة لترطيب البشرة، والحيلولة دون ظهور علامات الشيخوخة, الفيتامين ه، ويتوفر فى الأطعمة الغنية بالزيت، مثل الزيوت النباتية والأفوكادو والمكسرات. أما الزنك فيساعد فى العمل الطبيعى للغدد الدهنية، ويتوفر فى اللحوم والعدس والحمص ومنتجات الألبان.

هل يمكن علاج بعض أمراض الجلد، مثل حب الشباب والطفح الجلدى، بالغذاء؟
بالنسبة إلى حب الشباب، فإنه يظهر خلال المراهقة، حين تكون حاجة الجسم إلى المغذيات عالية،على غير العادة. ويمكن تجنب الإصابة به إذا بقى الغذاء متكاملا ومحتويا على كل الفيتامينات من فصيلة B المهمة فى المحافظه على جمال الجلد، ولإبقاء الدورة الدموية طبيعية، وإلا تسبب النقص فى هذا الفيتامين إلى ظهور لون أسمر مع أشقر للجلد... وعلية، يجب أن يتم تناول الغذاء الحيوى، بلإضافة إلى تناول المزيد من اليود، الحديد، النحاس، الفيتامينات من فئةB  ، وكميات كافية من البروتين.

كما أن الفيتامين C مهم بصورة خاصة للأجسام المضادة التى تحارب العدوى، وتعمل على تسريع الشفاء.. مع ضرورة تجنب كل الأطعمة المكررة.. ويمكن أن يستعمل دبس السكر الأسود، كمحل وحيد للغذاء.

وبالنسبة الى الطفح الجلدى؟
الطفح الجلدى، أو الإكزيما منتشرة جدا بين الأطفال، وتحدث عندما يقلل الأطفال من تناول الحوامض الدهنية التى توجد في الزيوت النباتية. هذة الحالة يمكن علاجها بسرعة، بإعطاء الطفل زيت الفول السودانى، والذى يمزج بالحليب المحضر، أو يعطى مباشرة بالملعقة.

وما دامت غالبية الكبار يأكلون السلطة المتبلة بالزيوت النباتية، فإنهم لايعانون غالبا من الإكزيما التى يسببها النقص فى الحوامض الدهنية. كما أن الأطفال معرضون أيضا لحالات جلدية، سببها قلة تناولهم الفيتامين أ والفيتامينات من فصيلة B، أيا تكن حالة الجلد.

فإذا كانت الحمية الغذائية منظمة لسد حاجات الجسم، يتعافى الجلد بسرعة.وعلى المصابين بالطفح الجلدى تحديدا، أن يتناولوا ملعقة كبيرة من الخميرة، ممزوجة بليموناضة غير محلاة، أو بعصير ليمون حامض، أو ماء، بعد كل وجبة. وإذا كان الغذاء ملائما وكافيا من كل الوجوه الأخرى، يزول الطفح الجلدى فى غضون شهر.

كيف تعالج خشونة الجلد أو "القشف"، بالغذاء؟
بتناول الكبد الحيواني، البيض، الملوخية، اللفت والبلح، فكلها غنية بحمض "النيكوتين"، وهو فيتامين مكركب، ومن أكثر الفيتامينات ثباتا، ولا يتأثر بدرجات الحرارة، ويحتفظ بفوائده بعد طهوه.

وماذا عن الحساسية التى تصيب الجلد؟
تحدث بسبب عدم هضم الطعام، ونتيجة " المعركة" التى تنشب بين البروتينات غير المهضومة والأجسام المضادة، فينتج مرض " الأرتيكاريا" أو الإكزيما. وإذا نشبت "المعركة" فى الشعب الهوائية، نتج عندها ضيق التنفس ومرض الربو. فالبروتينات من أهم عناصر بناء الجسم، ولكن لابد من هضمها جيدا، وهى توجد فى اللحوم الحمراء والبيضاء والفول ومشتقاتة.

خلال عملية الهضم تتحول البروتينات إلى أحماض أمينية، وإذا لم تتم عملية الهضم بشكل جيد، لا يستفيد الجسم من الحامض الأمينى المقاوم للحساسية. لذا لابد من طهو اللحوم جيدا، كى تسهل عملية هضمها.

الفيتامينات أ، د، ه، والمتوفرة فى الفاكهة والخضار، مهمة للجلد الصحى الماء على رأس القائمة، كونه يساعد فى تغذية الجلد وترطيبه