برلسكوني يهاجم الأسلام .. ثم يلهث وراء مراهقة إيطالية عمرها 18 عاما

برلسكوني يداعب وزيرة التعليم مارجيستلا جلميني
برلسكوني يداعب وزيرة التعليم مارجيستلا جلميني

قد يكون برلسكوني أحد أشهر السياسيين الذين عرفتهم إيطاليا، لكن شعبيته كرئيس للوزراء أصبحت تتضاءل بشكل كبير، بين العرب بسبب هجومه علي الأسلام وفي أيطاليا على الأقل بالنسبة إلى شخص واحد في إيطاليا، وهو زوجته فيرونيكا لاريو.


واتهمت فيرونيكا لاريو زوجها سيلفيو برلسكوني بأنه يشجع المرشحات الجميلات لخوض معركة الانتخابات الأوروبية رغم أنهن «نفايات دون حشمة».

ورد عليها برلسكوني اليوم بأن «السيدة (يقصد فيرونيكا) سقطت في فخ اليسار»، لأن مرشحات حزبه للبرلمان الأوروبي يتحلّين بالمؤهلات والشهادات الجامعية.

وكانت فيرونيكا قد أعربت أمس عن سخطها للمرشحات من حزب «شعب الحرية» اليميني الذي يرأسه برلسكوني، واللواتي يشبهن العاملات في مجال الترفيه والإغراء، إثر حضور برلسكوني حفلة في نابولي بعد انتهاء أزمة النفايات، حيث قبل فتيات لا يتجاوزن الثامنة عشرة من العمر، وخاطبته إحداهن بقولها «يا والدي، حضورك هو أحلى هدية في عيد ميلادي».

وبحسب صحيفة «لا ريبوبليكا» نددت زوجته ممثلة المسرح السابقة بمشاركة سيلفيو برلسكوني في عيد ميلاد الشابة مساء الأحد في نابولي، وقالت: «فوجئت كثيرا بمعرفة ذلك لأنه لم يشارك في أي حفلة بمناسبة بلوغ أولاده سن الـ18، حتى ولو وجهت إليه الدعوة».

الزوجة فيرونيكا لاريو أدانت في رسالة إلكترونية وجهتها إلى وكالة الأنباء الإيطالية (انسا) دعم زوجها لمرشحات للانتخابات الأوروبية التي تقام في يونيو (حزيران)، مؤهلاتهن الوحيدة برأيها أنهن.. جميلات.

وأشارت لاريو في الرسالة التي نشرتها الصحف أمس الأربعاء، إلى أن «خوض النساء الجميلات معترك السياسة ليس عيبا أو فضيلة، لكن ما يبدو للعلن اليوم (...) وقاحة واستهتار في السلطة ينالان من مصداقية كل النساء، وخصوصا من اللواتي كن دوما في الخط الأول يدافعن عن حقوق المرأة».

وأضافت فيرونيكا لاريو التي أنجبت ثلاثة أولاد من سيلفيو برلسكوني: «أتمنى أن يكون واضحا للجميع أني وأولادي ضحايا ولسنا متواطئين في هذا الأمر، وهذا يجعلنا نعاني».

وقالت في رسالتها إن «أحدهم كتب أن كل المرشحات من النساء الجميلات يشكلن ترفيها إضافيا للإمبراطور سيلفيو برلسكوني». وتابعت: «أنا أشاطره وجهة النظر هذه».

ومنذ أيام قليلة، تقدم برلسكوني باعتذار علني للاريو، عندما كتبت إلى إحدى الصحف تشتكي من دفع زوجها مبلغا من المال لإحدى نجمات التلفزيون، وهي مارا كارفانيا، التي تشغل الآن منصب وزيرة تكافؤ الفرص.

وقد جاء غضب لاريو بعد أيام من المناظرة التي دهش فيها خصوم بيرلسكوني أنفسهم حيال التقارير التي وردت في الصحافة المحسوبة على اليسار، والتي أفادت بأن مرشحات الحزب يمكن أن يكنّ متنافسات في برنامج بيغ براذر أو ممثلات أو عارضات أزياء. وقد علّقت أليزاندرا موسوليني، وهي سياسية تنتمي إلى جناح اليمين وحفيدة الديكتاتور السابق بينيتو موسوليني وكانت تعمل بالتمثيل سابقا، على الموضوع وقالت ساخرة إن التحالف الحاكم يجب أن يضم عارضي أزياء من الرجال حتى يكون هناك عدل بين الجنسين.

ونفى برلسكوني الموجود في وارسو ما ذكرته الصحف عن أن حزبه سيرشح للانتخابات الأوروبية ممثلة تلفزيونية ومشاركة سابقة في مسابقة ملكة جمال إيطاليا.

وقال في تصريح نقلته وسائل الإعلام الإيطالية: «يتعلق الأمر بمؤامرة مركزة تشنها ضدي صحف اليسار». وتابع: «يؤسفني أنه حتى زوجتي صدقت ما كتب في الصحف».

وأضاف: «نريد تجديد الطبقة السياسية من خلال دعم أشخاص مثقفين ومهيئين وملتزمين بأن يكونوا حاضرين عند كل عملية تصويت، ونزيهين وأنيقين، وليس كما هي حال بعض النواب من الأحزاب الأخرى في البرلمان».

وقد أثارت هذه المشاجرة العلنية الأوساط السياسية في إيطاليا وأنهت التوافق بين قوى اليمين واليسار بعد فاجعة الزلزال في مقاطعة ابروتزو في أوائل الشهر الحالي.

وتناقلت الصحف في عناوينها الرئيسية تصريحات الزوجين، وبدأت في التحقيق حول ماضي المرشحات وهل مارسن مهنة الاستعراضات في التليفزيون أو الملاهي كما هي الحال مع إحدى الوزيرات الأربع في وزارة برلسكوني الحالية.

وصرح رئيس الوزراء الإيطالي بأنه يريد تجديد الطبقة السياسية الحالية، ثم تابع برلسكوني هجومه قائلا إنه سيقف إلى جانب مرشحاته في الحملة الانتخابية للبرلمان الأوروبي التي يخوضها أيضا وريث العائلة المالكة الإيطالية، أما عن حضوره الحفلات الشبابية يوم الأحد الماضي فقال إنها أثارت حفيظة زوجته، لكن أولاده يكنون له المحبة والاحترام، فالأمر اقتصر على تبادل الأنخاب والتقاط بعض الصور.

ومن بين المرشحات الجميلات اللاتي يدور اللغط حولهن بارباره ماتيرا، وهي ممثلة سابقة ومقدمة للبرامج التلفزيونية حاليا، وكذلك ليشيا رونزولي، من أوساط التليفزيون الخاص الذي يملكه برلسكوني، ولارا كومي التي وصفها برلسكوني بأنها تهتم برعاية الأطفال القادمين من بنغلاديش، مردفا: «وهل تعتبرون ذلك من متطلبات المشاركة في الاستعراضات؟».

وفي حكومته هناك أيضا مارا كارفانيا، وهي وزيرة الفرص المتكافئة، والتي أطلق عليها الإعلام الألماني لقب «أجمل وزيرة في العالم»، ويلقبها الإيطاليون بـ«مارا لابيلا»، أي مارا الحسناء، هي واحدة من أربع وزيرات حسناوات اختارهن سيلفيو برلسكوني.

ورغم أن مارا قد تعمدت تجنب الإثارة والظهور بمظهر سيدة الإغراء، فإن ذلك لم يحمِها من المشاغب برلسكوني في تعليق شهير له أغضب زوجته حينها عندما قال: «لو لم أكن متزوجا لتزوجتها على الفور»، مما دفع زوجته فيرونيكا لاريو للرد على زوجها عبر صحيفة إيطالية برسالة تطالبه بها للاعتذار منها على الملأ، واعتذر يومها الزوج المشاغب.

وأعلنت آنا باولا كونشا، النائبة عن الحزب الديمقراطي (اليسار) لوكالة «فرانس برس» دعمها لانتقادات فيرونيكا لاريو، موضحة: «مرة بعد أخرى تشكل مواقف برلسكوني صفعة للنساء، مما يعكس صورة سيئة عن إيطاليا».

وكانت كونشا قد قدمت قبل فترة وجيزة شكوى مع النائبة الأوروبية دوناتا غوتاردي أمام المحكمة الأوروبية في ستراسبورغ ضد برلسكوني لتصريحات أدلى بها اعتبرتها «تمييزية» في حق المرأة.

وهذه ليست المرة الأولى التي تفتح فيرونيكا لاريو النار على زوجها الذي نادرا ما تظهر إلى جانبه. فقبل عامين وجهت رسالة مفتوحة إلى الصحافة، لأن زوجها وجه إطراءات علنية لامرأة جميلة. وقد أفاد متحدث رسمي باسم حزب «شعب الحرية» بأن هذه التقارير ليس لها أساس من الصحة، وأضاف بأنه سوف يتم تقديم القائمة الرسمية للمرشحين في وقت لاحق من يوم أمس الأربعاء.

وجاء في تعليق المتحدث الرسمي خلال المقابلة الهاتفية معه: «لقد نظم الحزب دورة دراسية لعشرات وعشرات من الأفراد، والعديد منهم له خبرة كبيرة وخبرات أكاديمية، والقليل منهم ينتمي إلى الوسط فني». وأضاف بقوله: «لم نقُل على الإطلاق إن أيا من هؤلاء الأشخاص سوف يتقدم للترشيح، فهذه الخرافات والأساطير سوف تزول الليلة عندما يتم تقديم أسماء المرشحين».

سيلفيو برلسكوني عمل في شبابه في ميدان التسلية كمغنٍّ في الملاهي على ظهر السفن السياحية التي تقدم برامج الغناء والرقص وهي تطوف عباب البحر الأبيض المتوسط. وهو رجل في السبعينات من عمره لكنه رجل حيوي ونشيط، وبعملية تجميل لوجهه وزرع الشعر في رأسه يبدو أنه أصغر بعشر سنوات عن عمره الحالي، وسبق له أن قال مرة ساخرا لإحدى الصحف الألمانية عن الكسل المعروف عن الشعب الإيطالي: «أنا تقريبا ألماني»، قاصدا، في حبه للعمل والنشاط.

هو سياسي ذكي، ورجل أعمال وصلت ثروته إلى 12 مليار دولار من خلال محطات التلفزيون الخاصة والأملاك العقارية وشركات التأمين والدعايات. وسبق له أن قال حول ما يميز قنواته التلفزيونية عن غيرها: «الجميع يتابع قنواتنا، فالفتيات فيها أجمل من القنوات الأخرى».

وخلال القمة الأوروبية في بروكسل في ديسمبر (كانون الأول) 2003، قال عندما قابل المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر المتزوج 4 مرات: «دعنا نتكلم حول كرة القدم والنساء»، فرد عليه شرودر: «لماذا لا تبدأ أنت أولا؟».

وعندما زار بورصة نيويورك وأراد أن يحفز المستثمرين على الاستثمار في إيطاليا، التي شهدت في عهد حكومته معدلات نمو منخفضة جدا، قام بتعديد مميزات بلاده وقال إن هناك «سببا آخر للاستثمار في إيطاليا، هو أن لدينا سكرتيرات جميلات.. وبنات رائعات».

وسبق له أن قال مرة إن «الجناح اليساري في إيطاليا ليس لديهم ذائقة رفيعة في اختيار النساء الحسناوات»، مقارنة بحزبه اليميني.

وحديث برلسكوني عن النساء لا ينتهي، فقد صرح من قبل في أعقاب إعلانه عن نية الحكومة زيادة عدد دوريات الشرطة الموجودة في شوارع البلاد، بحيث يصبح عدد أفرادها 30 ألف جندي للحد من جرائم الاغتصاب، قائلا: «يحب علينا أن ننشر عددا من الجنود في الشارع يوازي عدد النساء الإيطاليات الجميلات لمنع حالات الاغتصاب، وهو أمر مستحيل».

يذكر أنه سبق لبرلسكوني أن علق بعد تعيين مزيد من النساء في حكومة رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو بالقول: «ثاباتيرو شكل حكومة وردية أكثر من اللازم»، مضيفا أن ثاباتيرو «سيجد صعوبة في قيادتهن، لكن هو الذي اختار أن يفعل في نفسه ذلك».