ساعات وأكسسوارات .. تعويذات ساحرة بالذهب والماس

تعويذات توقظ مشاعر التفاؤل في نفوس لابسيها وتجلب الخير لصناعها
تعويذات توقظ مشاعر التفاؤل في نفوس لابسيها وتجلب الخير لصناعها

تصميمات مختلفة تتباين بين العين والخميسة والدعسوقة والجعران وغيرها، صاغتها أياد ماهرة عبر التاريخ لتزين جياد النساء ومعاصمهن. بعضها للوقاية من عين الحسود، وبعضها لجلب الحظ أو للشعور بالطمأنينة والحماية.


 وعلى الرغم من تغير العقليات وتطور التاريخ، ظلت المجوهرات تعويذات تتفاءل بها المرأة بغض النظر عن ثقافة هذه الأخيرة وبيئتها ومركزها، مع العلم أن بيوت الأزياء والمجوهرات تتفاءل بها بنفس القدر أو أكثر، لما تحققه لها من أرباح.

وما ساعد على بقاء إيحاءات هذه القطع الصغيرة من المجوهرات جذابة في عيون الجنس الناعم، أن هذه البيوت تفننت فيها وما فتئت تطرحها بأشكال جد مغرية، والأهم من هذا عصرية لا تشي برغبة المرأة في استعمالها كتعويذات، بقدر ما تكشف عن رغبتها في استعمالها كرسائل حب وسلام.

بل تغيرت حتى في أشكالها، فهي لم تعد على شكل عين أو خميسة وغيرها، بل أخذت أشكالا جديدة تستهدف الجمال والسحر بمفهوم الأناقة والإغواء فقط، ومن هنا أسهبت بيوت المجوهرات في طرح الحلي المدلاة التي يمكن شبكها في سوار أو قلادة أو حتى ساعة يد.

وهي في الغالب مستوحاة من السوار المؤلف من قطع صغيرة من الحلي المدلاة، الذي لا شك أن غالبية النساء يملكن واحدا منه من أيام الطفولة.

 إذا لم تعرفيه بعد فهو، ذلك السوار الذي يأتي على شكل سلسلة صغيرة تتدلى منها مجموعة من الحلي صغيرة الحجم، التي من المفترض أنها تحمل ذكريات خاصة.

كما قد تشكل هدايا عملية، لأنه بالإمكان الإضافة إليها في كل مناسبة حلية صغيرة.

ولا شك أن عودة هذا النوع من المجوهرات «الساحرة»، أحيا الرغبة في ابتكار أشكال متنوعة تتراقص فيها الأحجار الثمينة وشبه الثمينة على نفس النغمة.

 فعلى الرغم من أن المرأة قديما كانت تعرف أن هذا السوار غير عملي في كثير من الأحيان كونه يعلق بالملابس ويسحب خيوطها، إذا كانت من الصوف، فإن أحكام الموضة أوامر لا يمكن تجاهلها أو الإخلال بها، ومن أهمها أن الجمال يسبق العملية في كل مرة.

لحسن الحظ أن هذه الصناعة تطورت وأصبحت تأخذ بعين الاعتبار الجانب العملي أيضا، لا سيما أنها مع مرور الوقت أصبحت بالنسبة لبعض بيوت الأزياء زينة أكثر منها للوقاية أو جلب الحظ، وإن كانت في كل الحالات، وبمجرد النظر إليها، توحي بالتفاؤل وتدخل البهجة إلى القلب.

في هذا السياق، أكد فرانكلين أدلر، من مجوهرات «أدلر جولرز» الشهيرة بـ«أولد بوند ستريت»، أن: «البعد العاطفي للمجوهرات ظل قائما على امتداد التاريخ، لكن الاهتمام بالسوار شهد تناميا».

جدير بالذكر أن محلات «أدلر»، صممت منذ ما يزيد على عامين مجموعة من قطع حلي صغيرة مدلاة تدعى «ثيرد آي» أي «العين الثالثة»، تم تزيينها بالألماس، وتتألف من سلسلة ذهبية من الذهب الرقيق، وجرى طرحها في صورة سوار وقلادة.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت قطع الحلي المدلاة من على الايد أو المعصم، عنصرا أساسيا في إكسسوارات المرأة العصرية.

والملاحظ أن صناعة مثل هذا النمط من الدلايات، وبإتقان، ينطوي على صعوبة كبيرة، وهذا هو سبب قلة عدد الأشخاص القادرين على، أو الراغبين في، صنعها، مما جعلها من اختصاص كبريات دور المجوهرات، مثل «فان كليف آند أربلز» التي عمدت إلى إدخالها في تصميم الساعات النسائية الفاخرة أيضا.

فقد ربطت الدار الحلية بالساعة من خلال سلسلة يمكن فكها وإضافة قطعة حلي صغيرة أو أكثر إليها، ثم إعادة ربطها بالساعة.

 «فان كليف آند آربلز» أطلقت عليها اسم «تشارمز»، وهي كلمة يمكن ترجمتها بعدة معان حسب الرغبة والثقافة.

 ففي الوقت الذي تترجمها دار «فان كليف آند أربلز» بالجاذبية والجمال، نسبة إلى فعل «يسحر» في اللغة الإنجليزية، وهو ما يتواءم بالفعل مع مظهرها، يمكن للبعض الآخر أن يترجمها بالتعويذات الجميلة.

أول ما يلفت النظر في هذه الجواهر أنها تأتي بغطاء من الذهب 18 قيراطا، وبأحجام تتنوع بين 32 و38 مليمترا، فضلا عن رقتها وقدرتها على التكيف مع كل لحظة في اليوم، واحتفاظها في الوقت ذاته بالأناقة والفخامة التي تشتهر بها دار عريقة مثل «فان كليف آند أربلز».

كذلك تتسم الساعة بشكل دائري وإطار للقرص مرصع بعدة صفوف من الألماس. ويتدلى من إطار القرص قطعة الحلي المذكورة أعلاه، وتتخذ صورة أحد الرموز المستوحاة من حضارة الأندلس «الهامرا» الذي يتمثل في زهرة البرسيم الرباعية الشهيرة المحلاة بالألماس.

ومن المعروف أن هذا التصميم أصبح شائعا في منتجات «فان كليف آند آربلز» في السبعينات، ويرمي لمنح مرتدي الساعة شعورا بالسعادة وجلب الحظ السعيد له.

من خاصيات هذه الساعات تضمن وجهها أربعة أرقام رومانية كبيرة تشير إلى الأرقام 3 و6 و9 و12.

 أما الخاصية الثانية المميزة لساعات «تشارمز» هذه، فتتمثل في الغطاء الذهبي المصنوع من الذهب الأحمر أو الأبيض، علاوة على حجمين أو ثلاثة أحجام من قطع الألماس.

 تحيط قطع الألماس الكبيرة بوجه الساعة، بينما تحيط القطع الأصغر بحافة الغطاء المصنوع من الذهب الأحمر.

 ولأن هذه الحلية تضاف إلى الساعة، ويقصد من ورائها جلب الحظ وإدخال السعادة على نفس صاحبتها، فإنها تتيح المجال لارتدائها باستمرار، كونها متوفرة بمجموعة من السلاسل الملونة التي يمكن ارتداؤها بالتبادل حسب المناسبة، بعضها مصنوع من الجلد، للنهار، وبعضها من الساتان الأسود، للمساء والسهرة.

أيضا، في شركة «مونبلان» أدرك المسؤولون القيمة التي تحملها قطع الحلي المدلاة. وكمشارك جديد في سوق المجوهرات، حرصت «مونبلان» على رسم هوية محددة لها وتصميم خاص بها، مع الاهتمام بالمجوهرات المعتمدة على قطع الحلي المدلاة التي تمثل نموذجا للمجوهرات التقليدية غير المتقيدة بفترة زمنية بعينها، التي تعكس قيما أو ذكريات أو موروثات معينة، وتم تصميمها في إطار بالغ الأنوثة.

 وحرصت «مونبلان» في تصميمها لهذه الحلي على المزج بين هذه المشاعر التقليدية ولمسة معاصرة، مع إضافة النجمة المميزة للشركة.

كما نجد مجموعة «كارتييه لوف»، التي أطلقت للمرة الأولى عام 1969 على شكل سوار ذهبي مزود بقفل لولبي، الذي بمجرد إحكام إغلاقه حول الرسغ، لا يمكن فتحه من دون مفك.

واكتسب هذا السوار شهرة كبيرة، لارتباطه بكل من ريتشارد بيرتون وإليزابيث تايلور.

وذاعت شهرته كذلك داخل المطارات، حيث تسبب مرتدوه في إطلاق صفارات إنذار أجهزة المسح.

من ناحيتها، تصف شركة «كارتييه» هذا السوار بأنه تعويذة حب. مؤخرا، عمدت هذه الأخيرة إلى توسيع نطاق المجموعة لتضم خاتما يمكن ارتداؤه في الأصبع أو تعليقه في سلسلة كدلاية، ويمكن نقش رسالة خاصة في الجزء الداخلي منه.

وقد شهدت هذه المجموعة إقبالا بالغا لدرجة جعلتها من أفضل مجموعات المجوهرات التي أطلقتها «كارتييه» مبيعا، لتؤكد أن هذه التعويذات شهدت تطورا كبيرا في الشكل والفكرة والرؤية، كما أنها تجلب الحظ لصناعها أيضا.

من جانبها، تبدي فيكتوار دي كاستيلان، المديرة الفنية لدى «ديور» للمجوهرات الرفيعة، ولعا خاصا بهذه القطع.

 فبالنسبة للدار الفرنسية العريقة، تشكل التعاويذ تاريخا طويلا يعود إلى المؤسس كريستـــيان ديور نفسه، الذي كان يتفاءل بزنبقة الماء. فهذه الوردة لم تكن تغيب عن عروضه بشكل أو بآخر، بل ويتشاءم عندما تغيب.

وعندما استلمت فكتوار جانب المجوهرات الرفيعة عادت إلى هذا التاريخ، وجاءت ترجمتها من خلال قطع مبتكرة وحيوية من الحلي المدلاة تحمل معاني ورسائل متنوعة.

تعلق فكتوار: «لقد أصبحت هذه الحلي قطع مجوهرات ذات طابع عملي للغاية بالنسبة للرجال غير الراغبين في التفكير في هدية في كل مناسبة، فهم يشترون كل مرة قطعة من هذه الحلي ليكملوا بها ما اشتروه سابقا، ويضربون بذلك عصفورين بحجر.

من جهة لا يستغرق منهم التفكير في هدية مبتكرة الكثير من الوقت أو الجهد، ومن جهة ثانية تسعد المرأة بهذه الإضافات كل مرة.

 وتجدر الإشارة إلى أن فكتوار بدأت تطرح هذه التعويذات الرفيعة منذ عام 1999، وكل ما تقوم به في كل موسم، أنها تجددها بين الفترة والأخرى.

شركة «تيفاني آند كو» أيضا أولت اهتماما ملحوظا بقطع الحلي المدلاة التقليدية. كما ابتكرت قطعة جديدة من الحلي مصنوعة من البلاتين المرصع بالألماس وأخرى بعدة أشكال.

والواضح أن الأمر برمته يتعلق بالمعنى الذي تحمله الهدية، خاصة أن الإقبال على هذه الحلي لم يعد مقتصرا على الرجال الذين يشترونها لنساء أو نساء يشترونها من أجل بناتهن أو قريباتهن، وإنما تنتشر أيضا داخل دوائر الأصدقاء، مما يفسر أرقام مبيعاتها المتزايدة.