دار «Pringle» تعود إلى أسبوع لندن للموضة

«دار بيربيري» و ماثيو ويليامسون ضمن مشاركات تمنح الأسبوع البريق الذي زاغ منه لسنوات
«دار بيربيري» و ماثيو ويليامسون ضمن مشاركات تمنح الأسبوع البريق الذي زاغ منه لسنوات

قد تكون الساحة السياسية في بريطانيا غير مبشرة بالخير هذه الأيام، على الأقل بالنسبة لحزب العمال، وعلى رأسهم رئيس الوزراء غوردن براون، لكن الأمر يختلف تماما بالنسبة لساحة الموضة.


 فهي لم تعرف منذ زمن مثل هذا التفاؤل والإحساس برد الاعتبار الذي تشعر به حاليا، فأسبوعها لربيع وصيف 2010 المتوقع في شهر سبتمبر المقبل، سيحتفل بميلاده الـ25 في موقع جديد وعريق هو «سومرست هاوس»، لكن الأهم من هذا كله هو المشاركة المكثفة والمهمة، التي ستعرفها من قبل بيوت أزياء ومصممين سرقتهم عواصم أخرى منها لسنوات.

فقد توالت الولاءات لها من كل صوب، وما إن أعلنت دار «بيربيري» قرارها العرض في أسبوعها، حتى التحق بها المصمم ماثيو ويليامسون، وها هي دار «برينجل» تدير هي الأخرى ظهرها لميلانو، وتعلن منذ أيام مشاركتها لندن احتفالها بعامها الـ25، خصوصا انه يتزامن مع ميلاد الدار الاسكتلندية العريقة الـ195.

ولا حاجة للقول إن هذه المشاركات ستمنح الأسبوع البريق الذي راوغه وزاغ منه لسنوات، وبات على كل من ميلانو ونيويورك أن تعيدا ترتيب أوراقهما، حتى وإن كانت هذه القرارات لن تؤثر عليها بشكل كبير.

 المهم أنه قبل «برينغل» كانت كل من الدار البريطانية العريقة «بيربيري» والمصمم ماثيو ويليامسون، قد أعلنا عودتهما إليها، ولا أحد يعرف إن كانت هذه القرارات من باب الوطنية، التي تستحوذ على المشاعر وتطفو على السطح في أوقات الأزمات، أم أنها مؤقتة بمناسبة عيد ميلاد الأسبوع اللندني الـ25، أو تعود فقط إلى تغيير مكان العروض من متحف التاريخ الطبيعي البريطاني الواقع بمنطقة ساوث كينغستون إلى «سومرست هاوس» وسط البلد، الذي يعتبر مكانا عريقا ومهما من الناحيتين الثقافية والتاريخية.

المهم أن كل هذه العناصر مجتمعة تعتبر بمثابة ولادة جديدة لأسبوع ظل يعاني طويلا من جحود أبنائه وهجرتهم إلى العواصم المنافسة، مخلفين وراءهم فراغا لا يشجع وسائل الإعلام العالمية لحضوره، كما تحرمه من الدعم المادي الذي يحتاجه، والذي يمكن لهذه الأسماء أن تستقطبه بوجودها فيه.

وهكذا ظلت تتجاذب بين الأمل والخوف على مستقبلها، وتتأرجح بين النجاح والخذلان. النجاح لقدرتها على تفريخ المواهب الصاعدة باكتشافها وإعطائها فرصا ذهبية لا تجدها في أي عاصمة أخرى، والخذلان لأن هذه المواهب ما إن تربي ريشها حتى تطير إلى عواصم أخرى باحثة عن الشهرة والعالمية والتسويق السريع.

بيد أن كل هذا يمكن أن يتغير في شهر سبتمبر المقبل، الذي سيشهد عروض موسمي ربيع وصيف 2010 ووجود الصغار والكبار تحت سقف واحد.

ولا يختلف اثنان على أن انضمام الأسماء الثلاثة إلى لائحة مشاركين من أمثال فيفيان ويستوود ولويلا بارتلي وجوليان ماكدونالد وبول سميث، سيكون له أثر كبير عليها وسيرتقي بها، لا سيما أنها خسرت بعض الأسماء اللامعة في العام الماضي بسبب الأزمة المالية، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر أماندا وايكلي.

هذا عدا عما سيضيفانه لها من تنوع وحيوية. فدار «برينجل» المعروفة بأزيائها الصوفية الناعمة تستمد سحرها العالمي من طابعها البريطاني، وهذا ما تريد مديرتها الفنية الجديدة، كلير وايت كيلر، أن تركز عليه.

فبالنسبة لها تعتبر «برينجل» ماركة بريطانية: «ورغم أننا فكرنا من قبل في العودة إلى لندن، إلا أن هذه السنة كانت فرصة ذهبية لأن احتفال أسبوع لندن يتزامن مع احتفالنا بالدار».

ومنها سنتوقع الكثير من الفساتين الناعمة والكنزات والإكسسوارات المغزولة بالكشمير والصوف الاسكتلندي الخفيف. من جهته، سينجح ماثيو ويليامسون، أو أمير البوهو كما يطلق عليه، بلا شك في إضفاء الكثير من البريق على الأسبوع، بالنظر إلى علاقاته الجيدة مع نجمات من مثيلات كيرا نايتلي وسيينا ميللر وغيرهما، فضلا عن الكثير من الألوان الزاهية واللمسات الإثنية بالنظر إلى التطريزات الغنية والتصميمات المنسابة التي أصبحت لصيقة بأسلوبه البوهيمي الراقي.

مثل «برينجل» سيضفي مصمم دار «بيربيري» كريستوفر بايلي عليه لمسات بريطانية عصرية، كانت جوازه للنجاح منذ أن التحق بالدار.

فهو الذي جند كل طاقاته الفنية لتخليصها من كل الإيحاءات السلبية التي ارتبطت بها، سابقا على يد حديثي النعمة ومشاغبي كرة القدم، والارتقاء بها إلى العالمية.

وهو أيضا من طرح فكرة إنشاء خط راق بأسعار مرتفعة مقارنة بخط «بيربيري لندن» أطلق عليه اسم «برورسم» يعرضه في ميلانو منذ عام 2001، يخاطب به طبقة راقية تريد التميز بأسلوب كلاسيكي عصري.

ونجحت الفكرة، خصوصا أن «بريطانيته» كانت الطريق السريع لتسويقه في أوروبا والعالم أجمع، حيث توجد للدار محلات عديدة.

ولا شك أن هذه «البريطانية» هي التي ستعيد الروح لأسبوع لندن، وهي التي يترقبها كل من سيحضر الأسبوع ويتابعه.

 الرئيس التنفيذي للأسبوع ورجل الأعمال، هارولد تيلمان أعرب عن سعادته بقرار عودة هؤلاء الثلاثة، قائلا: «نشعر بسعادة فائقة بقبول ماثيو ويليامسون دعوتنا للمشاركة في أسبوع لندن في شهر سبتمبر المقبل، للاحتفال بمرور 25 على الموضة البريطانية.

وسعادتنا لا يضاهيها سوى ابتهاجنا بانضمام دار «بيربيري» العريقة و«برينجل».

فالبرنامج سيكون حافلا ومتنوعا، لأنه سيجمع مصممين عالميين ومواهب صاعدة تحت سقف واحد، ومشاركة دارين مثل «بيربيري» و«برينجل» ومصمم مثل ماثيو ويليامسون لها تأثير قوي وإيجابي».

وتجدر الإشارة إلى أن ماثيو ويليامسون غاب عن لندن، التي شهدت ولادته كمصمم لسبع سنوات، مفضلا عليها أسبوع نيويورك، لأسباب واضحة تتمثل في وجود أكبر عدد من المشترين فيها، فضلا عن كثافة وسائل الإعلام بسبب حضور النجوم، عدا عن أهمية السوق الأميركي عموما.

ورغم انه عاد إلى لندن في شهر سبتمبر 2007، إلا أن المشاركة كانت يتيمة، وكانت فقط من اجل الاحتفال بمرور 10 سنوات على إطلاقه ماركته فيها.

 بعدها عاد مباشرة للعرض في التفاحة الكبرى، مخلفا خيبة أمل وإحساسا بالخذلان. لكن نجاحاته في بريطانيا، حيث يوجد له محل كبير في منطقة «مايفير» الراقية وطرحه مجموعة خاصة بمحلات «أيتش أند إم» السويدية منذ بضعة أشهر، نفذت من الأسواق في غضون ساعات، رسخت مكانته كمصمم متميز، وأكدت أنه بأسلوبه البوهيمي الإثني الخاص، يمكن أن يتألق ويجذب الانتباه أينما كان.

ثم الأهم من هذا فإن عالميته أصبحت واقعا بالنظر إلى محلاته المترامية في العديد من أنحاء العالم بما فيها دبي ونيويورك.

أي متابع لأحوال الموضة لا بد وأن يشعر بأن أسبوع لندن لموسمي الربيع والصيف 2010 لن يكون مثل سابقيه، نظرا لمكانه الجديد وعمره من جهة، والأهم من هذا لمشاركة داري «برينجل» و«بيربيري» فيه، إلى جانب أسماء لا تقل أهمية نذكر منها المخضرمة فيفيان ويستوود، التي عادت إلى لندن منذ عدة مواسم من خلال خطها «ريد» (أحمر فيما احتفظت بخط «غولد» لباريس) والشابة لويلا بارتلي التي تعشقها أوساط الموضة.

كريستوفر بايلي، المصمم الفني لدار «بيربيري» فسر عودته بعد سنوات من الغياب والهجر بأنه كان أمرا طبيعيا «شعرت أن الوقت مناسب، ولندن تتمتع بحيوية عجيبة، سواء في مجالات الفن أو السينما أو الأدب، ثم أن مكاتبنا ومعاملنا موجودة هنا».

 ولحد الآن لم يؤكد أي من المصممين ما إذا كانا سيعرضان دائما في لندن، أم أنها مرة يتيمة بمناسبة احتفال الأسبوع بميلاده الـ25، باستثناء دار «برينجل» التي لمحت أنها ستبقى مخلصة لها لمواسم عديدة مقبلة، فيما ترك ماثيو وكريستوفر الأمر لما بعد العرض، ربما حتى يتمكنا من تقييم التجربة ومدى نجاحها.

فالموضة كما نعرف، تجارة ويجب أن تدخل فيها حسبة الخسارة والربح، وإلا ما كانا توجها إلى نيويورك وميلانو أصلا.

وكما أشار كريستوفر فإن العرض في لندن يكلف أكثر مما يتكلفه في ميلانو، أحيانا حسب المكان وأسلوب العرض والإخراج، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن نسبة المشترين والتغطية الإعلامية أقل فيه من غيرها، فإن لندن تعتبر مجازفة بالنسبة لأي مصمم يريد تحقيق العالمية والكسب الفني والتجاري.

 لكن لا احد ينكر أن المناسبة هذا الموسم كبيرة ومهمة، وبالتالي فإنها ستحظى بتغطية كبيرة جندت لها غرفة الموضة كل جهودها وطاقاتها، وليس ببعيد أن نسمع بحضور المزيد من الأسماء اللامعة، من النجوم والشخصيات السياسية، وهذا يعني بالنسبة لأي جهة منظمة تغطية إعلامية لا تقدر بمال.

سيقام الأسبوع ما بين 18 و22 سبتمبر في مكانه الجديد «سومرست هاوس» وسيكون عرض «بيربيري» في اليوم الأخير منه لمزيد من الترقب والتشويق.