ميغيل كاباليرو .. مصمم البدلات المضادة للرصاص

«أرماني المدرعات» .. من زبائنه الرئيس أوباما وملك الأردن
«أرماني المدرعات» .. من زبائنه الرئيس أوباما وملك الأردن

على مقربة من المحطة الرئيسية الشهيرة ترانسميلينيو في العاصمة الكولومبية بوغوتا، تقع مصانع ومستودعات المصمم الكولومبي ميغيل كاباليرو، صاحب الفضل في حماية الرؤساء والسياسيين والمشاهير من خلال تصميم البدلات الرسمية والقمصان وكافة أنواع الألبسة العصرية المضادة لخرق الرصاص، وهو أول من مزج ما بين التصميم والحماية، وكانت فكرته التي أطلقها عام 1992 وليدة الحاجة الماسة للأمن لا سيما في كولومبيا المعروفة بنسبة الجريمة العالية فيها وتهريب المخدرات وتوفر السلاح بين صفوف المدنيين.


لقب كاباليرو هو «أرماني المدرعات» لأن تصميماته جميلة وفي نفس الوقت واقية من الرصاص ومصفحة وخفيفة الوزن وفكرته فريدة، وهو أول من جاء بهذه الفكرة في العالم ليصبح اسما مرموقا في عالم التصميم والأمن.

ردا على سؤال عن ماهية تلك الألبسة وكيفية تمكنها من حماية لابسها، قال ميغيل كاباليرو إن الألبسة التي يصممها ويصنعها من شأنها حماية المعرضين للخرق الأمني ومن سلامتهم مهددة في جميع الأوقات، وتساعد تلك الألبسة على تأمين الحماية لأنها مصنعة من بطانة واقية لخرق الرصاص شبيهة بالسترات الواقية التي يرتديها العسكريون والحراس فوق أو تحت ملابسهم الأصلية، وبنفس الوقت هي مصممة بطريقة عصرية لا يمكن تمييزها عن باقي التصميمات المتوفرة لدى أرقى دور الأزياء العالمية، وهي تناسب بالدرجة الأولى السياسيين والعسكريين الذين يهتمون بمظهرهم الخارجي وبأناقتهم، ويتم تصميم القطع بشكل فردي وبحسب الطلب والحاجة، وتتوزع محلات كبرى حول العالم تقوم بمهمة تدوين الطلبات والقياسات المطلوبة من بينها محلات هارودس في لندن، وتتم الطلبية بسرية عالية جدا، يكفي أن يتصل الزبون بالرقم الخاص بالمحل ويترك رسالة صوتية ليقوم بعدها أحدهم بالاتصال وتعيين موعد للقياس ومناقشة الطلب بالتحديد، وبعدها ينقل طلب الزبون إلى المصانع الرئيسية في كولومبيا وفي غضون أيام تكون القطعة جاهزة للشحن إلى الجهة المحددة.

السياسيون هم أهم زبائن كاباليرو وعلى رأسهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، ويقال إن بدلته التي ارتداها خلال يوم الاحتفال بتنصيبه كانت من تصميم كاباليرو، وكان من اللافت تصميمها الجميل والكلاسيكي وقماشها الناعم ومن الصعب معرفة أنها بدلة مصفحة أو مدرعة وواقية للرصاص، وينضم إلى قائمة الزبائن المواظبين على شراء ألبسة كاباليرو الواقية الملك عبد الله ملك الأردن والرئيس الفنزويلي هوغو شافيز والنجم الهوليوودي ستيفن سيغال والرئيس الكولومبي الفارو اوريبي والأمير الإسباني فيليبي والقاضي الإسباني الشهير بالثازار غارزون وغيرهم من الأثرياء والمشاهير حول العالم، ويعمل كاباليرو حاليا على تصميم الزي العسكري للجيش المكسيكي.

ويقول كاباليرو إن بإمكانه تصنيع أي نوع من الألبسة ابتداء من «التي شيرت» مرورا بالقمصان والمعاطف والجاكيتات الشتوية والصيفية والجاكيتات المصنعة من الجلد الطبيعـــي انتهاء بأغطية الأسرة القطنية.

بدأ كاباليرو مشواره بعد دراسة تصميم الأزياء في جامعة بوغوتا وفي تلك الفترة كانت الحرب مشتعلة في كولومبيا وكانت غـــالبية التلامذة في صف كاباليرو من أبناء السياسيين وكانوا يأتون إلى الجامعة مرتدين السترات الواقية للرصاص فوق ثيابهم، ومن هنا خطرت على بال كاباليرو فكرة تصميم الألبسة الواقية تحت اسم «Bullet Proof Chic»، ويرى كاباليرو أنه لا يوجد سبب يمنع المزج ما بين التصميم الجميل وتأمين الحماية للجسد.

ومن بوغوتا بدأ رحلة التصميم وانتشر اليوم عالميا، ويملك حاليا مراكز كبرى خاصة به في كل من مكسيكو سيتي وساو باولو.

وبالنسبة للأقمشة التي تستعمل في التصميم فهي تحمي من طعنات الخناجر والرصاص ويمكن أن تحمي من طلقات من عيار 9 مم وماغنوم 44 ومن أسلحة وعيارات أخرى، ويقوم كاباليرو في معظم الأحيان بتجربة إطلاق الرصاص على إحدى القطع للتأكد من صحتها واللافت هنا هو استعانته بأحد موظفيه لارتداء القطعة وهذا الأمر لا يحسد عليه الموظف أبدا، ولكن الاستعانة بأحد الموظفين يزيد الزبون ثقة بالمنتج، حسب رأي كاباليرو.

وتعتبر المكسيك حاليا من أكبر الأسواق للألبسة التي ينتجها كاباليرو وقد يكون السبب في ذلك هو التوتر الذي يخيم على القسم الشمالي من البلاد، فيكثر الطلب على تصميمات كاباليرو في المناطق الساخنة عموما، ولكن وفي بعض الأحيان يسعى المشاهير أيضا الذين يخافون على أرواحهم إلى حماية أنفسهم وهذا الأمر ينطبق على ممثل الأكشن ستيفن سيغال الذي قام بطلب ثوب واسع فضفاض (كيمونو) مصفح مما يثير الاستغراب، والأغرب هو قيام أحدهم من أميركا اللاتينية بطلب أغطية للسرير مدرعة أيضا!! بالنسبة للأسعار، فلا يمكن تحديد ثمن القطع لأنها تختلف باختلاف تصميمها وشكلها وقماشها الخارجي إلا أنه من المعروف أن سعر «تي شيرت بولو» من القطن يبلغ حوالي 5 آلاف جنيه إسترليني (حوالي 8 آلاف دولار أميركي).

ويبقى سر ما تحويه الأقمشة من مواد واقية، أمرا خاصا يحتفظ به كاباليرو لنفسه، فمن المعروف عن كاباليرو أنه شخصية محببة ومتواضعة جدا ولا يمانع في استقبال المصورين والصحافيين في مصانعه إلا أنه يحظر على أي كان من غير العاملين الدخول إلى غرفة مخصصة بتجميع المواد المستخدمة داخل القماش للحماية من الرصاص، ووزن القطع التي يصنعها كاباليرو يبقى أيضا من الأمور المحيرة جدا التي يصعب تحليلها، فجاكيت من الجلد لا يزيد وزنه عن 1.2 كلغ، وجميع ألبسة كاباليرو حاصلة على شهادات رسمية من بينها شهادة مؤسسة العدل الدولية.

وألبسة كاباليرو مقسمة إلى 4 أقسام بميزات واحدة هي الراحة والتصميم والابتكار والسرية. ويعمل كاباليرو مع القطاع الخاص والعام وإلى جانب اهتمامه بتصنيع القطع الواقية من الرصاص فهو يصنع أيضا الألبسة الخاصة بسائقي الدراجات النارية الواقية من الضربات والحريق مصممة بكثير من التأني لتأمين أعلى درجة من الراحة في الحركة.