الأحذية تسحب السجاد من أرجل حقائب اليد

تألقك فيها يكمن في مدى فنيتها وعلوها
تألقك فيها يكمن في مدى فنيتها وعلوها

مسكينة حقيبة اليد، فبعد سنوات من النجومية والأضواء، سحب السجاد من تحتها بقوة ومن دون رحمة.


 فمؤشرات السوق تقول إن أهميتها شهدت تراجعا ملموسا، على الأقل في أولويات المصممين بعدما فقدت توهجها في السوق، والسبب هو الأحذية. فكل أنيقة تعرف اليوم أن حذاء فنيا بتصميم مميز وتفاصيل لافتة هو الشهادة لها بأنها مواكبة للموضة.

بعبارة أخرى: عندما تلبس حذاء تتوفر فيه هذه العناصر، فهذا يعني أنها تفهم خباياها وتعرف تطوراتها، وكالعادة أغرقها المصممون وبيوت الأزياء بشتى الأشكال والألوان والخامات كما تدل عروض الأزياء ومحلات الموضة الشعبية، وكأنهم متآمرون على أن لا يعطوها فرصة لتغيير رأيها أو استرجاع توازنها، الذي أصبح مهددا بكعوب تكاد تنافس ناطحات السحاب في علوها الذي وصل في بعض الحالات إلى أكثر من 8 بوصات.

وبعد أن كانت هناك لوائح انتظار طويلة للحصول على حقائب يد تنفد من الأسواق بسرعة أو تتعمد الدار المصنعة لها أن تأخذ وقتها في صنعها باليد حتى تحترم اسمها من جهة، وتبرر أسعارها من جهة ثانية، أصبحت هناك لوائح انتظار خاصة بالأحذية مثل الصندل الذي عرضته دار «بالمان» مرصعة بالأحجار البراقة، والحذاء العالي الساق من «إيف سان لوران»، و«سبايسي» من «لوي فيتون»، الذي ما إن ظهر على منصات العرض حتى أشعل منافسة بين النجمات للحصول عليه.

وكما نعرف، فإن اللعبة النفسية والتسويقية التي يعتمدها صناع الموضة، هي أنه إذا كان يليق بالنجمات فهو حتما يليق بالتي تستطيع دفع أكثر من 1000 جنيه استرليني من أجل ريشه وجلده والأصداف التي تزينه، حتى وإن تطلب الأمر أن تنتظر مدة أطول من تلك التي احتاجتها مادونا أو فكتوريا بيكهام.

فهاتان المحظوظتان حصلتا عليه مباشرة بعد العرض، والسبب معروف: صداقتهما بالمصمم مارك جايكوبس وكونهما تروجان لدار «لوي فيتون» مما يعطيهما الأولوية، وهي أولوية مدروسة وذكية، تعرف الدار أنها ستفتح شهيتنا للمزيد.

لكن سواء حصلت على «سبايسي» أم لا، فإن المهم هو أن تختاري هذا الموسم حذاء بتصميم مبتكر وفني، حتى وإن وصل إلى حد الغرابة، فالسائد حاليا أن بساطة فستانك لا تهم، كما لا يهم أن تكون حقيبة يدك من الموسم الماضي، لكن المهم أن يكون ما تلبسينه على أقدامك، جديدا على كل الأصعدة، سواء من حيث اللون أو التصميم أو الترصيع.

فحذاء «سبايسي»، مثلا، وكما اعترف مارك جايكوبس تم تنفيذه في آخر الليل قبل العرض بساعات ولم يتوقع له كل هذا النجاح، لكن إيحاءاته الأفريقية وجرأة خاماته المتضاربة من أصداف وريش ورسومات، أعطته التفرد الذي تتوق له أوساط الموضة حاليا.

وتبقى المشكلة التي تعترضنا كل صيف أننا نحلم بصنادل مريحة، تمكننا من المشي لساعات إما على الكورنيش، أو على شاطئ البحر أو في المدن للتسوق أو زيارة المتاحف وغيرها، والموضة التي يقترحها علينا أمثال «لوي فيتون»، «ديور» و«بالمان» وغيرهم تعتمد على لفت الانتباه الذي يتعارض في الكثير من الأحيان مع الراحة والعملية.

وهم غير ظالمين في هذا، لأنهم يطرحون اقتراحات لا غير، والمرأة هي التي تختار في الأخير، ثم إن كل الأبحاث التي أجريت حول هذا الموضوع تشير إلى أن المرأة هي المسؤولة عنها وليس المصممين، بدليل أن حوالي 70% منهن يشعرن بأنوثتهن أكثر عندما يلبسن كعوبا عالية، بغض النظر إن كن فارعات الطول أو قصيرات.

وتهمة المصممين بلاؤهم فيها وإغراق السوق بكل ما لذ وطاب للعين منها، مما يجعلها خطيرة على الصحة وغير مناسبة للنشاطات السالفة الذكر، لذلك فإن الحل هو الصنادل المفتوحة المستوحاة من «الغلادياتورز» أي محاربي الإغريق القدامى، فهي رائعة، مبتكرة وفي غاية الأنوثة سواء كانت بكعب عال أو منخفضة تماما.

الطريف هذا الموسم أيضا أن الأحذية العالية الساق، التي كانت تقتصر على فصلي الخريف والشتاء، اقتحمت فصلي الربيع والصيف بعد أن طرحها العديد منهم عالية مثلها تماما مثل تلك المخصصة للشتاء، مع اختلاف بسيط أنها مفتوحة عند الأصابع، وكأنهم بهذا يحللونها لهذا الفصل الحار، ويقترحونها عليك للتميز بأسلوب مختلف تماما. فهو أسلوب متميز كما قد يكون مريحا إذا اخترته بكعب معقول.

وفي كل الحالات، عليك أن تتحملي وتعرفي أن نيل العسل من دون قرص النحل أمر صعب، أي عليك إما تحمل آلام الكعب العالي إذا كانت النية المشي لساعات، أو تحمل الحرارة المرتفعة.

ـ في الصيف والإجازات نحتاج أكثر من أي وقت آخر لأحذية مريحة وأنيقة في الوقت ذاته، لذا من المهم أن تختار المرأة أحذية لا تكون ضيقة، بحسب ما ينصح كونراد فايسلر من المعهد الألماني للأحذية في أوفنباخ، مؤكدا أن «الحذاء يجب أن يلائم القدم، لأنه من الصعب إجراء تعديلات عليه فيما بعد، لهذا إذا ظهر هناك ما يشير إلى ضيق الحذاء أثناء تجربته بالمحل فمن الأفضل تركه على الفور».

ـ ليس كل حذاء يناسب كل قدم حتى إذا كان من نفس المقاس، لأن الأقدام تختلف من حيث شكل وطول الأصابع والكعب وحساسية الجلد، وبالتالي إذا كان ضيقا بمليمتر واحد عندئذ سوف يسبب ألما فظيعا طوال النهار، ولن يؤثر على القدمين والظهر فحسب بل قد يسبب أيضا صداعا في الرأس.

ـ الغالبية منا تفضل عدم استعمال جوارب في الصيف، وهذا مفهوم لأن جوارب النايلون والحر لا يتماشيان مع بعض.

لكن المعروف أيضا أن عدم استعمالهما فجأة بعد أشهر طويلة من الراحة في أحذية شتوية، يؤدي إلى ظهور بثور (فقاقيع) تحدث بسبب احتكاك الجلد بالحذاء عندما يكون ضيقا، أو فقط عندما تنتفخ الأقدام بفعل الحرارة أو الجلوس أو المشي لفترات طويلة.

 يقول إندرياس ساندرز رئيس الرابطة الألمانية لطب القدم، في هذا الصدد: «عندما يحدث ذلك يجب عليك فورا تغيير الحذاء إلى تصميم مناسب، من حيث المقاس والخامة وأيضا ألا يزيد ارتفاع كعبه عن 4 سنتيمترات».

ـ عدم محاولة وضع لاصق طبي على البثور ثم انتعال نفس الحذاء، لأن وضع القدمين وضغطهما في الحذاء لن يؤدي سوى إلى تفاقم البثور، ويشير ساندرز إلى إنه إذا تكونت الفقاعة فإن أفضل حل هو التخلص من الحذاء تماما لتخفيف الضغط على القدم، ثم تطهير البثور وتغطيتها بلاصق طبي نظيف حتى لا تنتشر العدوى مع العرق.

ـ من الأخبار المفرحة التي أزيل الستار عنها مؤخرا تعاون مصمم الأحذية الشهير جيمي شو ومتاجر «اتش اند ام» السويدية لطرح مجموعة خاصة تباع بأسعار معتدلة في الخريف المقبل للواتي لا يمتلكن الإمكانيات لشراء أحذية تحمل توقيعه، ولن يقتصر التعاون على الأحذية فحسب بل سيشمل حقائب اليد بالنسبة للنساء وإكسسوارات متنوعة للرجال.

ويرجح أن تصل أسعارها لحوالي مائة جنيه استرليني (117 يورو)، هذا على الأقل ما صرحت به تامارا ميلون رئيسة الشركة التي أنشأها المصمم الماليزي الأصل جيمي شو في عام 1996.