دور الأزياء العالمية تشارك لأول مرة في معرض داخل العراق

جانب من المعرض الذي يشارك فيه أكثر من 150 شركة عالمية من 13 دولة عربية وأوروبية وآسيوية
جانب من المعرض الذي يشارك فيه أكثر من 150 شركة عالمية من 13 دولة عربية وأوروبية وآسيوية

اختتم أمس في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق ثاني أكبر معرض للأزياء بمشاركة أكثر من 150 شركة عالمية من 13 دولة عربية وأوروبية وآسيوية شهيرة، ولاقت منتجات دور عرض الأزياء العالمية قبولا كبيرا بين العراقيين، خاصة النساء.


المعرض استمر لثلاثة أيام وحضره مسؤولون من دول متعددة، وتخلله عرض أزياء، وضم أجنحة لأرقى الماركات العالمية ودور الأزياء التي أكد مندوبوها عن نيتهم العودة مرة أخرى للمشاركة في معارض قادمة في بغداد وغيرها من المدن بهدف إطلاع المواطنين على مستجدات الموضة.

ووصف المدير المفوض لمجموعة شركات «برايمد كروب» محمد الشريف العراق بالبلد المتعطش للأزياء العالمية، خاصة أنه انعزل تماما عن عالم الموضة منذ ما يقارب الأربعة عقود، مؤكدا خلال افتتاح المعرض أن هذه الخطوة الأولى ستتبعها إقامة عروض للأزياء بمشاركة عارضات يمثلن أفضل دور الأزياء العالمية.

وأضاف شريف: «شركتنا لم تتخصص في الملابس فقط، بل هناك خمسة قطاعات، منها الملابس والغذاء والتجاري والموبيليات، وسبق أن أقمنا معارض متخصصة في تركيا وأربيل، لكن معرضا دوليا للملابس يعد الأول من نوعه في العراق» وأشار شريف إلى أن المعرض حظي بدعم من الحكومة التركية التي أبدت استعدادها لدعم معارض أخرى في مدن العراق.

وقال شريف: «نشعر أن هذا البلد بحاجة للتطور في قطاع الموضة والمراكز التجارية التي بدأنا في إنشائها في بغداد ومدن الشمال، وهنا سيشعر العراقيون بأنهم أقرب للتطور في قطاع الملابس مع العالم».

وقال شريف إن المشروعات القادمة للشركة تتضمن إقامة 12 معرضا متخصصا في بغداد وحتى عام 2010، مضيفا: «زرنا بغداد أكثر من مرة ووجدناها آمنة لإقامة هذه المعارض وبمشاركة دولية أيضا، وبعدها سنتجه إلى البصرة والنجف».

واختتم المعرض أعماله بعد أن استقبل آلاف المواطنين من بغداد ومدن الشمال وحتى من محافظات جنوبية، واستطلعت «الشرق الأوسط» آراء بعضهم، حيث بينت شيرين عبد القادر أنها أصرت على مشاهدة العروض لسبب واحد، وهو أن بلدها كان في عزلة تامة عن العالم، خاصة في قطاع الموضة، حيث اقتصرت تجارة العراق على استيراد ملابس من مناشئ غير معروفة ونوعيات رديئة، «لهذا كنا نقوم بتكليف أقاربنا أو أصدقائنا لشراء ملابس لنا من أوروبا وإرسالها عبر البريد، وهذا ما كان يزعجنا أكثر لأن من يقوم بالشراء يشتري على ذوقه هو وليس باختيارنا، ونطالب هنا أن تكون لنا مراكز دولية تتعامل مع دور العرض وتأمين متطلباتنا، ولا يهم أسعار الملابس، بل ما يهمنا هو الانفتاح على العالم».

أما نوروز عثمان فأوضحت أنها فوجئت بخلو المعرض تماما من جناح متخصص بملابس المحجبات واقتصر الأمر على جناح صغير لشركة سورية عرضت ملابس إسلامية نسائية، وقالت: «كنا نتمنى من دور العرض الدولية مراعاة هذا الجانب، فهي أيضا مسؤولة عن تأمين ملابس تلائم العادات والتقاليد للبلد الذي ترغب بفتح مراكز تجارية فيه».

صلاح محمد أكد أن اقتصار إقامة المعارض وعروض الأزياء في إقليم كردستان بسبب الوضع الأمني هو أمر غريب جدا لأن أوضاع بغداد حاليا وحتى مدن العراق الأخرى تغيرت نحو الأفضل، ولهذا على غرف تجارة المحافظات التحرك في هذا المجال وعدم التركيز على جوانب صناعية وإسكانية، وإن كانت مهمة في المرحلة الحالية، لكن المجتمع يريد تطوير قطاعه التجاري وواقعه من النواحي كافة.

ولوحظ خلال أيام المعرض إقبال النساء على دور العرض الفرنسية والإيطالية على الرغم من الأسعار الباهظة، لكن الغريب أنها نفذت في اليوم الأخير قبل الملابس الأرخص ثمنا، ويعلق مندوب إحدى دور الأزياء التركية، محمد عبد الحميد قائلا إن «هذا الأمر متوقع جدا لأن هناك تشوقا لاقتناء ملابس غالية في البلدان كافة».

وقال تونجال سليم بوشول مالك شركة «فيما تامبل» التركية لصناعة الألبسة الجاهزة في إسطنبول إن «غايتنا من المشاركة هي الترويج لبضائعنا في الأسواق العراقية لكون العراق بلدا جارا لتركيا في المنطق».

وأضاف بوشول الذي يمتلك مصنعا لإنتاج الألبسة الرجالية أن الشركات التركية تنوي فتح فروع أو اعتماد وكلاء لها في أسواق إقليم كردستان وقال: «أنا في أربيل منذ ثلاثة أيام ولم ألمس فيها سوى الأمن والاستقرار والهدوء، ولا شيء يعكر صفو الحياة الاقتصادية في المنطقة، وهذا يشجعنا بالتأكيد على توسيع أنشطتنا في المنطقة».

فيما أكد يعقوب عبد الأحد مدير شركة «عبد الأحد» السورية للألبسة الجاهزة أن نحو عشر شركات سورية متخصصة في إنتاج الألبسة والأقمشة والأحذية تشارك في هذا المعرض وللمرة الأولى، وقال: «إننا نأمل من مشاركتنا في هذا المعرض بإقامة روابط وعلاقات تجارية وثيقة مع التجار والمستوردين في مدينة أربيل وسائر مدن الإقليم والعراق وبالتالي توسيع نطاق توزيع منتجاتنا التي نعتقد أن لها رواجا معقولا في الأسواق العراقية».

وبخصوص رؤية الشركات السورية للمنافسة الحادة بين منتجاتها ومنتجات نظيراتها التركية في أسواق إقليم كردستان والأسواق العراقية عموما، قال عبد الأحد: «لكل شركة ولكل منتج مكانة خاصة وسوق وزبائن، ونعتقد أن المنتجات السورية نجحت في استقطاب قطاع كبير من الزبائن هنا في العراق، ونتمنى أن نحقق مزيدا من التوسع في الأسواق العراقية».