عطور الموسم .. باقات ورد وأطباق فواكه مشكلة

عطورا هذا الصيف تؤذن بدخول خلاصات أخرى، وتبشر باستنشاق نغمات جديدة تقوم على أساس الانتعاش أولا ثم التغذية ثانيا، والمقصود هنا تغذية الحواس طبعا
عطورا هذا الصيف تؤذن بدخول خلاصات أخرى، وتبشر باستنشاق نغمات جديدة تقوم على أساس الانتعاش أولا ثم التغذية ثانيا، والمقصود هنا تغذية الحواس طبعا

رغم أن القيود بين ما هو مناسب للصيف وللشتاء، وما هو مناسب للنهار والمساء اختفت، إلا أن الأمر يختلف تماما بالنسبة للعطور، فللبرد عطره وللحر عطره، وهذا ما يجب أن نحترمه حسب رأي الشركات والبيوت المصنعة لهذه العطور.


تبريرهم لهذا أنك لا يمكن أن ترتدي حذاء عسكري التصميم مع فستان من الشيفون أو الحرير لحضور حفل شاي، مثلا، ولا يمكن أيضا أن يخطر ببالك يوما ارتداء ملابس خفيفة في عز الصيف مع قفاز وقبعة من الصوف أو الجلد، لأنك تعرفين مسبقا أن شكلك سيكون مضحكا ومربكا للعين في الوقت ذاته.

فالذوق قد يتسامح معك بمزج الألوان والخامات، لكن لن يتسامح معك في حال استعملت عطرا قويا في وقت كان عليك أن تستعمليه بنغمات خفيفة وخلاصات منعشة.

والأسباب ليست فقط من باب الديكتاتورية أو المزاجية، حسب قولهم، بل لأن العطور فعلا عندما تكون قوية ودافئة تناسب الشتاء أكثر وتعمل كمضاد لبرودته، وعندما تكون خفيفة، فهي تناسب أجواء الصيف ونشاطاته المختلفة.

وليس أدل على هذا من أنها قد تتضارب مع رائحة كريم الوقاية من الشمس أو العرق وما شابه ذلك من أمور إذا كانت نفاذة.

لذا تذكري أن الصيف لا يعني تسوق ملابس خاصة بالبحر أو قبعات ونظارات شمسية فحسب، بل أيضا البحث عن عطر ينعشك ويحسن مزاجك، والأهم من هذا ينقلك من ارض الواقع إلى عوالم بعيدة تدغدغ خيالك ومن تم حواسك.

فالملاحظ، انه بحلول فصل الصيف، تبدأ الكثير من بيوت الأزياء وشركات العطور ومستحضرات التجميل السفر بنا إلى وجهات جديدة علينا، أو أخرى زرناها من قبل، ولا تزال تحيي بداخلنا ذكريات سعيدة.

بعضهم استغل فكرة السفر حرفيا، إلى حد تصوير فيلم من خمس أو ست دقائق ينقلنا من نقطة انطلاق إلى نقطة وصول مرورا بعدة مناطق ومغامرات، كما هو الحال بالنسبة للدعاية التي طرحتها دار «شانيل» مؤخرا لعطرها الأيقوني «شانيل نمبر 5» والذي سخرت له مخرجا كبيرا هو جون بيير جونيه، والنجمة أودري توتو.

فيلم يتوفر على كل عناصر التشويق والرومانسية، لأن كل أحداثه تجري في قطار الشرق السريع منطلقا من باريس إلى اسطنبول، وبالتالي يلعب على السحر والغموض من خلال رحلة بحث حبيب عن حبيبته متسلحا برائحة عطرها المميزة ليقوده إليها.

عطور الصيف .. ذكريات و رحلات صيفية
- لكن بدون شك، أكثر العطور تميزا يطلق هذا العام وينزل في الأسواق الأوروبية، هو بيج BEIGE من شانيل أيضا، وهو بسعر يقدر بـ160 جنيها استرلينيا، أي انه يخاطب امرأة من نوع آخر.

وعلى الرغم من غموض اسمه، إلا أن روعته ليس فيها أي التباس، فهي تغمرك بإحساس لذيذ بمجرد فتح القارورة، كونه غنيا بروائح الزهور مع نكهة عسل غير طاغية لكن لذيذة.

والجميل فيه أيضا انه عطر كلاسيكي يمكن استعماله في مناسبات عديدة، إلى حد انه من القلائل الذي يمكنك استعماله في كل الفصول، كما يخاطب جميع الأعمار.

لكن تجدر الإشارة هنا إلى أنه من العطور الخاصة بالذواقة التي تطلقها دار «شانيل» بين الفينة والأخرى تحت اسم LES EXCLUSIFS بعدد محدود يتوفر في بعض محلاتها فقط، وفي مناطق معينة من العالم، مثل ميلانو، روما، دلهي، جنيف، باريس، نيس، موناكو، موسكو، هامبورغ، برشلونة ومدريد.

- من بين العطور الجديدة، التي تلقى احتفاء كبيرا أيضا، عطر «بوا ماروكين» Bois Marocain من توم فورد بسعر يقدر بـ100  جنيه استرليني، أهم ما فيه أنه يأخذنا في رحلة ساحرة إلى المغرب، كما يدل اسمه، وبالذات إلى أسواق مراكش الحيوية بألوانها الصارخة، وروائح توابلها.

- بدورها، طرحت دار «ديور» عطرها «إسكال أ بونديشري» Escale a Pondicherry الذي يأخذنا إلى عوالم بعيدة لا تغيب عنها الشمس، حتى في عز الشتاء، وهو عطر استوحته من تشكيلتها للـ«كروز» هذا العام وتغلب عليه رائحة الياسمين وخشب الصندل والشاي.

- نفس الشيء ينطبق على عطر «إيسي مياكي» الموجه للجنسين، والمستوحى من أجواء مدينة تشع بالشمس والفرح.

خلاصاته هو الآخر تعتمد على باقة من الورود والأزهار بشتى الألوان والنكهات.

الحديث عن النكهات يجرنا إلى أن هناك عطورا أخرى هذا الصيف تؤذن بدخول خلاصات أخرى، وتبشر باستنشاق نغمات جديدة تقوم على أساس الانتعاش أولا ثم التغذية ثانيا، والمقصود هنا تغذية الحواس طبعا، رغم اعتمادها على نسبة لافتة من الفواكه والخضراوات والتوابل المعطرة.

- من هذه العطور هناك عطر لوكسيتان روز نوي دي مايRose Nuit deMai ويتميز برائحة ورد قوية مع رائحة أخشاب ضمنية، ويتوفر في زجاجة عطر ذات كرة دوارة يمكن حملها في السفر بسهولة (13.5 جنيه استرليني).

- الخيار كان هو الحاضر الأقوى في عطر مارك جاكوبس «كيوكمبر سبلاش» Cucumber Splash الذي يخاطب كل من تفضل رائحة منعشة وحيوية، وكان مارك جاكوبس قد أعاد إصداره بعد النجاح الذي حققه، يقدر سعره بـ45 جنيها استرلينيا، وهو بالفعل منعش وحيوي.

- أما محبات الفواكه الحمضية، فقد أعادت شركة بنهالينيون مجموعة أنثولوجي ويقدر سعرها بـ 90 جنيها استرلينيا أو أكثر، التي كانت قد ابتكرتها في بداية عام 1963 من الليمون الهندي الغربي وزيت الليمون. وهي تصلح للجنسين.

- الليمون كان أيضا حاضرا في عطر برادا إنفيوشن دي فلور دي أورانجير Infusion de Fleur D"Orange، ويتميز برائحة ناعمة ذات لمسات حديثة تختلط فيها رائحة الليمون مع زيت اليوسفي وروح البرتقال كما أطلقت شركة «سيسلي» ثلاثية من العطور الصيفية المنعشة نذكر لك منها رقم 1، ويقدر سعره بـ90 جنيها استرلينيا، وهو مزيج من البرتقال الأخضر والجريب فروت والكرز الوردي.

- ولأنه لا يمكن الحديث عن العطور من دون التطرق إلى شركة «جيرلان» التي تتحفنا في كل المواسم بعطور متجددة، فقد أطلقت مؤخرا نسختين من مجموعة «أكوا ألغورياس» Aqua Allegorias الشهيرة، وقد يكون أكثرها إنعاشا شيري بلوسوم Cherry Blosso بسعر لا يتعدى الـ29 جنيها استرلينيا الذي يعبق بأريج الأزهار مع قليل من رائحة الخوخ.

- لكل من تفضل العطور الخفيفة جدا في الصيف، طرحت دار «موسكينو شيب أند شيك» عطرها «لايت كلاودس» Light Clouds وهو بـ 22 جنيها استرلينيا فقط، ويتكون من باقة من الأزهار وخليط من الخوخ وأوراقه مع حبة مسك.

- مصممة الأزياء رايتشل إلبيز، المقيمة ببريطانيا، أطلقت بدورها نسخة عن عطرها «رايتشل» باسم «دريم دو رايتشل إلبيز» Dream De Rachel Elbaz تتكون من باقة مشكلة من البتشولي والياسمين مع رشة عنبر حتى لا يتحول الانتعاش إلى برودة.