تقرير للأمم المتحدة : "مرض الإيدز يتحسن في عمليات الكشف والعلاج"

تقرير الامم المتحدة للعام 2009 ان هناك ما يقارب ال4 مليون شخص على مستوى العالم النامي مصابون بمرض الايدز الامر الذي ساهم في تحسين عمليات كشفه وعلاجه، كما أن الجهود الدولية الضخمة التي تبذل لمكافحة مرض الإيدز، والتي يتم تمويلها من قبل الولايات المتحدة الأميركية وعدد من البلدان الأوروبية وغيرها من الجهات المانحة، قد ضمنت أيضًا لأعداد متزايدة من الأطفال المصابين بالإيدز.


كما أكد التقرير على أن البلدان الأفريقية قامت خلال العام الماضي بتمهيد الطريق لإجراء عمليات ختان للرجال على نطاق واسع، حيث ثبت أن تلك العملية تساعد في الحد من خطر إصابة الرجل بالفيروس.

وذكرت هيئة الأمم المتحدة في تقريرها المرحلي لعام 2009 عن فيروس نقص المناعة البشرية H.I.V  ومرض الإيدز AIDS، إن أعداد الأشخاص الذين يخضعون لاختبار H.I.V  قد تزايدت عن الضعف في العشرات من دول العالم خلال العام الماضي، وأكد التقرير على أن ذلك أدى إلى حدوث تحسن في عمليات الكشف عن مرض الإيدز وساهم في حدوث زيادة كبيرة بأعداد هؤلاء الأشخاص الذين يخضعون للعلاج.

كما أشار التقرير إلى أن أعداد الأشخاص الذين يتناولون العقاقير المضادة للفيروسات في العالم النامي ارتفع بما يزيد عن المليون، ليتجاوز الأربعة مليون شخص على مستوى العالم.

وذكرت صحيفة "النيويورك تايمز" الأميركية من جانبها أن الجهود الدولية الضخمة التي تبذل لمكافحة مرض الإيدز، والتي يتم تمويلها من قبل الولايات المتحدة الأميركية وعدد من البلدان الأوروبية وغيرها من الجهات المانحة، قد ضمنت أيضًا لأعداد متزايدة من الأطفال المصابين بالإيدز، والذين عادة ً ما كانوا ينتظرون خطر الموت على نطاق واسع وبصورة غير معلنة خلال السنوات الأخيرة، الاستفادة من تلك علاجات العقاقير المنقذة للحياة.

ونوهت الصحيفة هنا إلى ارتفاع عدد هؤلاء الأطفال إلى 275.700 طفل في عام 2008 بعدما كان 198 ألف في عام 2007.

كما أشار التقرير إلى حدوث ارتفاع كبير أيضًا في نسبة الأمهات اللواتي يحصلن على أدوية تمنعهن من إصابة أطفالهن بفيروس H.I.V  بما يزيد عن نصف السيدات اللواتي لم يكن بحاجة لتلك العقاقير في بعض مناطق من القارة الإفريقية التي تعاني بشدة نتيجة انتشار المرض هناك.

من جانبه، قال مارك ستيرلينج، المدير الإقليمي لجهود الأمم المتحدة الخاصة بمكافحة مرض الإيدز في المناطق الشرقية والجنوبية من قارة إفريقيا :"في غضون عام واحد فقط، شاهدنا زيادة كبيرة في الخدمات التي يتم توفيرها لمكافحة مرض الإيدز، وعلى نحو غير مسبوق، يمكن اعتبار عام 2008 عامًا استثنائيًا، بالنسبة لتلك الجهود التي تم بذلها لتسريع وتكثيف وصول الأدوية للمحتاجين".

وذكرت الصحيفة أيضًا أن ذلك التقرير المرحلي الذي نشرته منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، اشتمل على أخبار واقعية. منها أنه وفي الوقت الذي خضع فيه أكثر من مليون مريض للعلاج بالأدوية خلال العام الماضي ( وهي الأدوية التي سيحتاجون إليها بقية حياتهم )، كان هناك 2.7 مليون شخص مصابًا حديثًا بفيروس H.I.V خلال عام 2007.

وهنا، قال البروفيسور سالم عبد الكريم، الذي يدير مركزًا لأبحاث برنامج الإيدز في جنوب إفريقيا:"نسير على نحو جيد الآن، ولن يمكننا الخروج من تلك المشكلة دون معالجتها".

كما أكد التقرير على أن البلدان الإفريقية قامت خلال العام الماضي بتمهيد الطريق لإجراء عمليات ختان للرجال على نطاق واسع، حيث ثبت أن تلك العملية تساعد في الحد من خطر إصابة الرجل بفيروس H.I.V بنسبة تزيد عن النصف.

غير أن خبراء ومسؤولين في قطاع الصحة قالوا إن على القادة السياسيين – وبخاصة في إفريقيا – أن يكونوا أكثر صراحة ً في التحدث عن حقيقة الخطر الكامن في وجود أكثر من شريك جنسي على المدى البعيد ودوره في زيادة أخطار الإصابة بالوباء، والتأكيد في الوقت ذاته أيضًا على أن علمية الختان تساعد في خفض خطر الإصابة بالعدوى الفيروسية.

وأشار خبراء إلى أن جنوب إفريقيا، التي يوجد بها أعلى معدل إصابة بفيروس H.I.V في العالم، تعد مثالا ً على موجة التحسن التي يشهدها الجانب العلاجي، وكذلك احتمالات الوقاية غير المؤكدة، كما أوضح التقرير حدوث زيادة في عدد الأشخاص الذين كانوا يتناولون العام الماضي أدوية مضادة للفيروسات بنسبة تزيد عن النصف، وبصورة أسرع من أي دولة أخرى.

وتُقدر الأمم المتحدة وجود ما يزيد عن 700 ألف مواطن في جنوب إفريقيا يحصلون على الأدوية، رغم تأكيد مراقبين على أن العدد يقترب فعليا ً من 600 ألف بعد خصم الأشخاص الذين لاقوا حتفهم أو لم يتم الالتفات إليهم.
    
وبرغم ما تم تحقيقه من مكاسب، يرى خبراء أن أقل من نصف الموجودين في البلاد يتحصلون على الأدوية التي يحتاجون إليها، كما تنوه الصحيفة إلى عدم وجود سياسة خاصة بطهور الذكور في جنوب إفريقيا.

وأشارت أيضًا إلى تلك العقبات التي لا تزال قائمة إلى الآن منذ الفترة التي كان يحكم فيها البلاد الرئيس ثابو مبيكي ، الذي كان ينفي الإجماع العلمي على أن فيروس نقص المناعة البشرية يُسبب الإصابة بمرض الإيدز، وأن الأدوية المضادة للفيروسات كانت ضرورية في معالجة المرض.

وقال مارك هيوود، المدير التنفيذي لمشروع قانون الإيدز، ونائب رئيس المجلس الوطني لمكافحة الإيدز في جنوب إفريقيا، إن القادة الجدد للبلاد يختلفون الآن مع تلك الآراء السابقة، لكنهم لا زالوا بحاجة للعمل بمزيد من الإلحاح بشأن الوقاية من فيروس H.I.V.