دراسة جديدة تقول أن الطعام العضوي (أورجانيك) لا يعني أكثر قيمة غذائية

 الطعام العضوي يحتوي على مستويات أعلى  للطاقة لكن ليس هناك أي دليل لدعم اختيار الأطعمة المنتجة عضويا ًعلى الأطعمة التقليدية
الطعام العضوي يحتوي على مستويات أعلى للطاقة لكن ليس هناك أي دليل لدعم اختيار الأطعمة المنتجة عضويا ًعلى الأطعمة التقليدية

كلمة غذاء عضوي كانت تعني الغذاء الكامل المفيد ذي القيمة الغذائية الكاملة للجسم، والذي كان في بادئ الأمر نادراً جدا، وكان مقتصرا على وجوده عند المزارعين، وبعض التجار القلائل، أما الآن فقد أصبح أسرع نموا في أسواق الغذاء، على الرغم من ارتفاع تكاليفه.


وفي عام 2008 قُدرت مبيعات التجزئة للأغذية العضوية بمبلغ 28 مليار دولار ارتفاعا ًمن مليون دولار فقط عام 1990 في أمريكا، ووفقا لمركز تسويق الأغذية الأمريكي، فإن أكثر من نصف الأمريكيين يشترون غذاءً عضويا ًمرة واحدة على الأقل في الشهر.

ولكن لماذا زاد الإرتفاع هكذا في شعبية الأطعمة العضوية؟

هل لأنها تم زراعتها بطريقة تقليدية طبيعية؟

إن كان هذا هو الجواب أم لا، فلقد أصبحت الأغذية العضوية محل نقاش كبير، والإجابة تعتمد على من يتم سؤاله.

على سبيل المثال: المركز العضوي، وهو مركز بحث غير ربحي مؤيد للأغذية العضوية في فوستر، رد (أيلاند)، والذي اختتم أعماله البحثية بقوله إن الطعام العضوي يعرض نسبة فائدة غذائية أعلى 25% من الطعام العادي.

وقال باحثون آخرون في جامعة كاليفورنيا إن الطعام العضوي يحتوي على مستويات أعلى للطاقة، ومستويات أعلى للمواد المغذية، مثل الطماطم العضوية، وفاكهة الكيوي، والذرة، والفراولة أعلى من مثيلاتها التقليدية.

وعلى الجانب الآخر هناك منظمات صحية كبيرة جدا، مثل الجمعية الأمريكية للتغذية، ومايو كلينيك والتي تقول: إن تسمية تلك الأطعمة بالعضوي ليس ضمانا ًبأن هذا الغذاء هو الأرقي، والأعلى في القيمة الغذائية، وهو ما اكتشفه مجموعة من الباحثين البريطانيين بعد مراجعة 50 عاما ً للبيانات المنشورة حول هذا الموضوع.

وقد تم هذا البحث بتكليف وكالة معايير الأغذية البريطانية لكلية الطب في جامعة لندن، وقد وجد الباحثون أن الطعام العضوي لا يشمل أي قيمة غذائية أكثر من الطعام التقليدي.

وعموماً فقد وجد الباحثون اختلافات في معظم العناصر الغذئية بما في ذلك فيتامين (ج) وعنصري الكالسيوم، والحديد بين المحاصيل التي تزرع تقليديا، والتي تزرع عضوياً، والشيء نفسه منطبق على اللحوم، ومنتجات الألبان والبيض التي وجد فيها اختلافا في مستويات النيتروجين، و الفسفور.

 ورجح الباحثون أن هذا ربما يكون بسبب اختلاف الأسمدة، واختلاف حالات النضج وقت الحصاد، وعلى الأرجح لم يتم اكتشاف أي فوائد صحية لتلك الفوارق، والاختلافات.

يقول الدكتور "آلان دانجور" مؤلف الدراسة، وعالم بالصحة العامة: " يشير بحثنا إلى أنه ليس هناك أي دليل لدعم اختيار الأطعمة المنتجة عضويا ًعلى الأطعمة التقليدية".

وقال الدكتور "كوني ديكمان" مدير التغذية الجامعية في جامعة واشنطن في سانت لويس، والرئيس السابق لجمعية التغذية الأمريكية: "إنه لأمر جيد أن نراجع الأشياء التي كنا نعتقدها منذ زمن طويل، وقد اكتشفنا أن اعتقادنا بتفوق الطعام العضوي كان اعتقادا خاطئ.

وأضاف قائلاً ": يوضح هذا التقرير للمستهلكين أن الطعام التقليدي سيلبي احتياجاتهم، وأنه متساوٍ في الفائدة مع الطعام العضوي"

ومع ذلك، تمت معارضة النتائج، ومهاجمتها وتم نعتها بالدراسة الفاشلة، وعلى حسب اعتقادهم فإن الطعام العضوي تم استخدام المضادات الحيوية الأفضل، وطرق الزراعة الأحسن معه، وقد دعوا إلى إعادة إجراء البحث على نحو أفضل.

وقال "رارباك" مدير مركز التغذية في ميلمان في جامعة ميامي: " نحن نعلم أن الأطفال في حاجة إلى التغذية الصحيحة، ولكن يجب أن ننظر إلى تقييم الأغذية من منطلق المبيدات".

تقول "جيل فاين" مدير هيئة الرقابة المالية، وحرية المستهلك، بأن تلك الدراسة على وشك إخبار الناس بمعلومات دقيقة جدا بخصوص الطعام الذي يتناولونه من أجل اتخاذ قرارت مستنيرة بخصوصه.

وقالت: "لا تعني هذه الدراسة أن الناس لا يجب أن تأكل الطعام العضوي"، وأضافت قائلة: "كل ما في الأمر أنه إن كان هناك إختلاف بين الطعام العضوي، والطعام التقليدي فهو اختلاف طفيف جدا، وأنه لا يوجد دليل على وجود فوائد إضافية من تناول الطعام العضوي".