لكل أمرأة تعاني .. كيف تتعافين وتتخطين الازمات؟

يجب عليك أن تحترمى ذاتك أولا قبل أن تظهرى احترامك للآخرين خاصة كبار السن
يجب عليك أن تحترمى ذاتك أولا قبل أن تظهرى احترامك للآخرين خاصة كبار السن

فقد العمل
من السهل على أى فرد أن يقول إنه يعرف شخصا ما قد فقد وظيفته مؤخرا؛ حيث خلفت الأزمة المالية العالمية الكثير من هؤلاء الذين طلب منهم إخلاء مكاتبهم .


إن فقد الوظيفة أمر يعتبر فى حد ذاته شئ محطم ومحبط، ولكن التعامل معه كل يوم سيكون أكثر تحطيما للنفس .. وهذه هى حالة " فالدا كريكن " التى تم الاستغناء مؤخرا بسبب الأزمة المالية العالمية التى عصفت بالعالم كله.

وتعلق فالدا قائلة : " كان مرتبى لا يصرف لى بانتظام فى الأشهر الأخيرة وهو الأمر الذى اعتبرته انذارا بخطر قادم، كما طلب منا رئيسنا فى العمل البدء فى البحث عن عمل (نصف دوام) فى مكان آخر، ثم سمعت أحد زملائى يقول إن رئيس العمل أخبره بأنه يجب علينا البحث عن بديل لنا وترك مناصبنا .

وبسؤال فالدا عما إذا كانت قد فعلت شيئا حيال هذا الأمر فردت بالقول: " كنت أتمنى لو أنى بدأت فى البحث عن عمل آخر فى وقت مبكر ولكنى كنت أشك فى رئيس العمل، أتمنى أن تزول الأزمة العالمية قريبا وحينها أكون قد تسلحت بمهارات أكثر للعثور على فرصة عمل أفضل."
رغم أن فقد الوظائف يعتبر ظاهرة عالمية إلا أن الأمر يختلف مع العرب المغتربين فى دول عربية أخرى؛ حيث أنهم معرضون لإلغاء تأشيرات إقامتهم فى هذه البلدان ومغاردتها خلال 30 يوما.

وفى محاولة لتأقلم الناس نفسيا مع فقد وظائفهم يقول الأطباء النفسيون إن فقد الشخص لوظيفته يعتبر الوقت المثالى لإعادة تقييمه لنفسه ولقدراته، كما يجب استغلال هذه الفترة فى تنمية مهاراته بالدراسة والتدريب والعمل التطوعى وممارسة الهوايات .

قد يكون فقد العمل بمثابة صدمة للفرد، وهذا هو الحال فى حالة كريستى التى فقدت وظيفتها كمنتجة ومقدمة لأحد برامج الأطفال فى التليفزيون وهى فى الشهر التاسع من حملها بعد أن استمرت فى العمل لمدة ثلاث سنوات وتعلق قائلة:" كانت مرتباتنا  فى الأونة الأخيرة تتأخر إلى أن فقدت مساعدتى وأعز صديقاتى وظيفتها، إلى جانب الكثير ممن يعملون معنا، ورغم ذلك كنت متفائلة إلى أن استلمت المظروف والخطاب الذى أعفانى من العمل، ولكنى فخورة أننى أما لطفل جميل وأحب كثيرا قضاء الوقت معه فى المنزل".

تذكرت كريستى الوظائف والفرص السابقة التى رفضتها لأنها كانت تشعر بنوع من الولاء لشركتها وتعترف قائلة: " فى بعض الأوقات يجب أن تقدم مصلحتك أولا علي مصلحة الشركة التى تعمل بها".

فقد العلاقات
هل تعرفين كيف تسير الأمور؟ تقابلين فتى أحلامك وتقضين معه أمتع الأوقات وتجهزين فستانك الأبيض، ولكن فجأة لا تتم الأمور كما كنت تخططين لها، وتكون الصدمة هى النتيجة وتصبحين وحيدة، ليس فقط بالطلاق ولكن قد تصبحين وحيدة بسبب التغيرات التى تطرأ على حياتكما .

اكتشفت ليلى هذا الأمر بعد مرور 8 أشهر فقط من زواجها، تبلغ ليلى من العمر 36 عاما وتعمل مستشارة تسويق .. تزوجت من أب لطفلين فاستعدت لمشاركة زوجها حياته العاطفية والعقلية ومساعدته فى تربية أطفالا ليسوا أطفالها وشعرت بالصدمة عندما علمت أن زوجها ما زال على علاقة بزوجته الأولى .

وتقول ليلى: " فى الفترة الأولى من زواجنا لم تكن زوجته الأولى فى الصورة، فلم نكن نتحدث عنها، ثم علمت بعد فترة أنه ما زال على اتصال بها حيث كانت تطلب منه المساعدات المالية ".
وعلى الرغم من أن ليلى وثقت فى زوجها والتزامه بتعهداته، إلا أنها أكدت فشلها فى وضع حواجز وحدود بين زوجها وزوجته الأولى حيث تقول: " كان زوجى وكأنه متزوج بامرأتين فى آن واحد وشعرت بالإحباط وعدم وضوح فى الهوية كما أننى فشلت فى تكوين علاقة جيدة خاصة بنا".

قامت ليلى بالتخلى عن علاقتها بزوجها وفضلت فقد تلك العلاقة للحفاظ على ما تبقى من عقلها فتقول: " لقد فضلت الانفصال، وحصلت علي وظيفة أخرى فى بلد آخر".
أدركت ليلى بعد مرور أسابيع قليلة من زواجها أن زوجها ليس بالرجل الذى كانت تعرفه فى فترة الخطوبة، ولكنها استغلت الأمر فى التعافى فتقول: " لقد وقفت بجانبى إحدى صديقاتى بالنصيحة والدعم ".

وتذكرنا روان البنا التى تعيش وتعمل فى دبى بحقيقة أنه رغم محاولتنا السيطرة على الألم والتخلص منه إلا أننا فى نفس الوقت سنشعر بألم اللوعة والشوق حيث تقول روان:" تعلمى أكثر ما ينفعك وما هو فى مصلحتك من خلال القراءة وتثقيف نفسك، كما يجب أن يكون لديك روح عالية وإيمان بنفسك، وتسليم ألم اللوعة والشوق إلى قوة أعلى، وكما هو الحال فى كل ما نفقده فإن الوقت يداوى كل الجروح والآلام، وقد يأخذ القلب المجروح وقتا أطول حتى يضمد جراحه، ولكنك فى النهاية ستشعرين بالفرح والمرح من جديد".

وعلى الرغم من الحزن والألم الذى يصاحب الطلاق، إلا أنه يعتبر فرصة للتعلم وأخذ الخبرة الكافية لتكونى أكثر قوة وصلابة وحكمة .. وهذا ما شعرت به سارة – 27 عاما وتعمل فى أحد البنوك- بعد زواج دام سنتين تقول سارة: " كانت أكبر مشكلة فى حياتنا أن حماى وحماتى كانا ينتقلان للعيش معنا فجأة ودون ترتيب من زوجى الذى كان فاقدا للإتصال معى وهو الأمر الذى أدى إلى سوء العديد من الأمور الأخرى".

وتضيف سارة :" كانت أمى هى أكثر الأشخاص دعما لى، ولكنى مع الوقت كنت أستغرق ساعات أطول فى العمل، وكنت مع الوقت أيضا أحمل الكثير والكثير من المشاعر السيئة التى تتراكم مع مرور الزمن، فليس لدينا زر أو مفتاح سحرى نضغط عليه لمسح الذكريات السيئة، وليس هناك امرأة عاقلة تريد خراب بيتها لأسباب تافهة ولكن الأمر يحدث فجأة ".

 وبحسب الإحصاءات التى تتناقلها الصحف فإن نسبة الطلاق فى الإمارات العربية قد تخطت 46% وليس هناك نظام جيد يمكن أن يساعد على حل هذا الأمر .

ويؤكد الخبراء على أهمية عدم مقارنة امرأة بأخرى، فلكل حالة ظروفها الخاصة، وتنفصل النساء عادة لأسباب مختلفة، وينصحون النساء عادة بقضاء وقت أطول مع من يعطونهم النصيحة والدعم، كما كما ينصحونهم بسؤال أنفسهن أسئلة تبدأ ب " لماذا" ومع الوقت سيجدن الحل والراحة.

فقد الاحترام الذاتى
يجب عليك أن تحترمى ذاتك أولا قبل أن تظهرى احترامك للآخرين خاصة كبار السن ..ولكن ماذا يحدث عندما يفقد المرء احترامه لذاته؟

يمكن للمرأة أن تفقد احترامها لذاتها للعديد من الأسباب .. وهذه هى الحالة التى مرت بها سوزان – 46 عاما- والتى كانت فى المدرسة الثانوية عندما تعرض لها زوج والدتها بالتحرش الجنسى فتقول :" بمجرد حدوث ذلك فقدت احترامى لذاتى ونفسى نهائيا".

تحكى سوزان وهى تتذكر الشعور الذى مرت به وهى تنظر إلى نافذة غرفة النوم لعلها تجد من ينقذها مما تمر به . وبدراسة حالة سوزان نجد أن التحرش الجنسى الذى تمر به المرأة يؤثر بالسلب على علاقتها بالجنس الآخر .

وتضيف سوزان قائلة :" إن هذه التجربة جعلتنى أكون صورة سلبية عن الجنس الآخر ولم أعد أثق بالرجال مطلقا ".

وبعد مرور سنتين من العلاج النفسى كانت سوزان تلوم نفسها على تعرضها لهذا التحرش الجنسى والذى دمر حياتها واحترامها لنفسها وتقول:" لطالما شعرت أننى السبب فيما حدث ذلك اليوم".

وتضيف سوزان :" لقد قرأت كتاب the six pillars of self-steem والذى كتبه  Nathaniel Branden  وتتحدث فيه عن احترام المرء لذاته، ولقد ساعدنى كثيرا فى تخطى المحنة وغير حياتى تماما إلى أن تعرفت على رجل رائع أعاد لى احترامى لذاتى".

ويقول الخبراء: إنه يمكن من خلال العلاج النفسى إقناع الضحية أن الأمر لم يكن خطأها، وليس هناك سبب لفقد احترام الذات وأن العلاج مهم جدا، وإلا أدى إلى الأمر الأسوأ وهو انعدام احترام الذات.

إن أفضل طريقة للتخلص من الاحساس بانعدام احترام الذات هى تجاهل الأمر أو التظاهر بأنه لم يحدث .

وتقول سارة :" عادة ما نحاول تخطى الأمر من خلال جمع معلومات حول ما حدث لنا من خلال القراءة وهو الأمر الذى يعتبر علاجا له ".

قد يكون السبب وراء انعدام احترام الذات هو نتاج ظروف ومواقف نخلقها نحن بأنفسنا .. وهذه هى حالة لورا التى خاطرت بمدخرات عائلتها من أجل تأليف كتاب، فعندما يقدم المرء على انتاج عمل خاص فى ظروف الأزمة المالية الحالية وخاصة إذا كان أبا أو أما فإن عليه أولا أن يسأل نفسه : هل يستحق الأمر كل هذا العناء ؟

جلست لورا لتكتب كتابا رغم علمها بأن عائلتها تدخر الأموال للمساعدة على تخطى الأزمة المالية العالمية .. فتقول لورا :" كان لدينا القليل من الأموال التى نعيش عليها بعد طباعتى للكتاب، ومع الوقت نفدت هذه الأموال وبدأ كل شئ فى الانهيار حيث انقطعت المياه وحرارة الهاتف، وكان أطفالنا يحتاجون الكثير من الأموال لتنفيذ مشروعاتهم المدرسية، ولتأمين ذلك كنت أقترض الأموال من أصدقائى وكان هذا الأمر محرجا وصعبا ".

وتنصح روان أنه فى حالة المرور بحالة انعدام احترام الذات يجب التفكير فى العلاقات الشخصية واللجوء إلى الشخص الذى يمكن أن يعطى النصيحة والدعم وإعادة بناء الثقة معه .. أما بالنسبة للورا فكان شكر كل أفراد عائلتها هو لسان حالها موضحة لهم أن تضحيتهم من أجلها كان لها معنى كبير لديها فتقول : " لقد طبعت الكتاب وأصبحت كاتبة محترمة، ولكن لسوء الحظ كان على حساب عائلتى التى عانت كثيرا".

فقدالعائلة
قد تصيب الفرد حالة من الصدمة ويشعر كأنها نهاية العالم عندما يفقد شخصا عزيزا عليه من أفراد عائلته خاصة عندما لا يكون مستعدا لذلك، أو عندما يحدث الأمر فجأة وبدون مقدمات .. وهذا ما حدث لكاثرين عندما مات والدها منذ 16 شهرا بدبى بصورة مفاجئة ،حيث أثر عليها الأمر وأدخلها فى حزن عميق بعدما كانت الأكثر نشاطا وصحة.

تقول كاثرين :" لقد اتصلت بى شقيقتى وهى تبكى وقالت لى إن أبى مات فجأة، ولم أستوعب الموقف وذهبت إلى الجنازة التى كانت بمثابة أسوأ كابوس مررت به ".

وبعد وفاة والدها تعهدت كاثرين بالعمل على مساعدة والدتها التى تبلغ من العمر 76 عاما، مؤمنة بأن الوقت هو أكثر الأدوات التى تساعد على الشفاء ونسيان الحزن والغضب والإحساس بالفقد.

وينصح الخبراء بأخذ الوقت الكافى لإدراك الكارثة والتعامل معها فيقول أحد الخبراء :" خذي وقتك .. ولا تستعجلي نفسك طبقا لجدول الآخرين .. وكن على علم بقدراتك الجسدية والنفسية ".
كما ينصح الخبراء بإفساح المجال أمام الأهل والأصدقاء بالمساعدة على تخفيف آلام فقد الأعزاء من أفراد الأسرة .

قد يبدأ الحزن على فقد أحد أفراد العائلة فى وقت مبكر وذلك عندما يكون مصابا بمرض خطير ويصعب الشفاء منه .. تقول نيرة فؤاد :" كانت أمى مصابة بسرطان الثدى وهى فى عمر46 عاما ثم شفيت منه إلا أن المرض عاودها من جديد وأصاب رئتيها " وتشير نيرة إلى أنها انتقلت إلى جوار والدتها المريضة للوقوف بجانبها حيث ظلت تعانى من المرض 10 سنوات، شعرت خلالها بالألم كل يوم وكأنها ستفقدها اليوم أو غدا، وبعد فقدها شعرت نيرة بالحزن الشديد خلال السنوات الأولى .. تقول نيرة :" أعرف أن الحياة لابد وأن تستمر وبدأ الألم يقل مع الوقت، ولكن المرء لا يستطيع نسيان من يحبهم ".