كتابان عن عالم الموضة .. يقدمان مفهومين مختلفين لعالم الأزياء

يشكل كتاب «العالم في فوج الناس .. والحفلات والأماكن»، خلاصة وافية للصور التي تخص «فوج»، انتقتها ألكسندرا كتور، مديرة شؤون الأزياء في المجلة، بسعر: 75 دولارا
يشكل كتاب «العالم في فوج الناس .. والحفلات والأماكن»، خلاصة وافية للصور التي تخص «فوج»، انتقتها ألكسندرا كتور، مديرة شؤون الأزياء في المجلة، بسعر: 75 دولارا

في مقال نشرته بمجلة «فوج» عام 1978، أشارت سوزان سونتاغ إلى صور ريتشارد أفيدون المتعلقة بالموضة باعتبارها مؤشرا على حدوث تحول تاريخي في الفترة الأخيرة لم تعد «الموضة» بمقتضاه بالسلوك الرائع (مثل أسلوب المشي بوجه عام ومراعاة قواعد اللياقة والذوق (الإتيكيت) وأسلوب الحديث واللهجة)، وإنما باتت تعني المظهر الحسن فحسب.


وأشارت سونتاغ إلى أن «الموضة أصبحت أمرا مرئيا بصورة تكاد تكون كاملة، أي مصورة. ومع تحول تركيز الموضة إلى المظهر فحسب فإن الصور تعكس مجملها على نحو نموذجي».

فيما يتعلق بأعمال أفيدون، فإن اللفظ الجوهري في التناول هنا كان «نموذجي»، ذلك أن أسلوبه الجمالي الدقيق خلق عالما من الجمال الخيالي الساحر يكاد يكون من المستحيل إدراكه في الواقع.

في هذا الصدد، أشارت سونتاغ إلى أنه من اليسير التعرف على أعمال أفيدون، مثلما يسهل على المرء التعرف على أعمال النحات برانكوسي.

يعد كتاب «موضة أفيدون: 1944ـ2000» (دار نشر أبرامز، السعر: 100 دولار)، بمثابة قائمة رائعة تضم إسهامات المصور في المجلات، مثل «بازار» و«فوج».

وقد تولى كل من كارول سكويرز وفينيس أليتي، وكلاهما يعمل لدى «المركز الدولي للصور»، تحرير الكتاب.

وتقدم الصور الواردة في الكتاب النساء في صور من الجمال المتناغم على غرار تماثيل برانكوسي، وإن كانت أعمال النحت لا تشكل المثال الأنسب، بالنظر إلى تمتع أفيدون بموهبة تصوير الجمال المتحرك، مثل صورة سوزي باركر وهي تتزلج بميدان الكونكورد، وصورة دوفيما وهي مطوقة بأفيال وترفع يديها إلى أعلى لمحاكاة خرطوم الفيل.

وهناك صورة أخرى لسايد تشاريز وهي تختال في رداء من الشيفون.

أما نادية أورمان فتقتحم برأسها عاصفة هوجاء، ويتبعها هيكل عظمي متشبثا بطرف ردائها الشفاف.

وتظهر كل من بنيليوبي تري وجان شرمبتون وفيروشكا وليندا إيفانغليستا وستيفاني سيمور في الصور وهن يقفزن ويدُرن حول أنفسهن برشاقة يتعذر وصفها.

ولا تعدو الموضة في هذه الصور كونها تأنقا بصريا، وما من أحد يرغب في أن تصبح غير ذلك.

من ناحية أخرى، يشكل كتاب «العالم في فوج: الناس والحفلات والأماكن» (دار نشر «نوبف»، السعر: 75 دولارا)، خلاصة وافية للصور التي تخص «فوج»، انتقتها ألكسندرا كتور، مديرة شؤون الأزياء في المجلة.

ويسلط الكتاب الضوء على جانب آخر من وجهة نظر سونتاغ حول الموضة كمظهر سطحي، حيث أكدت كتور أنه حاليا «لم تعد الموضة معنية مطلقا بما يفعله الناس، وإنما تركز اهتمامها على نحو شبه حصري بما يبدون عليه، والمكان الذي يشاهدهم الآخرون فيه».

في إطار هذا الكتاب، البراق الفاتن، يجري التعامل مع البيئة باعتبارها العامل المحدد في الأناقة المعاصرة. على سبيل المثال، جرى تصوير المدعوين إلى الحفلات الأسطورية التي كانت تقام في «قصر براندوليني» في فينيسيا، في إطار الصور الخاصة لمجلة «فوج»، على خلفية القصر الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثاني عشر وتصميماته الداخلية الساحرة التي صممها توني دوكويت.

وتضم صور المهرجان السنوي الذي يقيمه «معهد الملابس» التابع لـ«فوج» الحشد المعتاد من المشاهير، أمثال نيكول كيدمان وكيت موس وريانا.

وفي الصور أيضا تظهر الشخصيات الأسطورية في عالم صناعة الموضة، مثل بالوما بيكاسو وإنيس دو لا فريسانج ولولو دو لا فاليز في إطار منازلهم الخاصة، والتي تتألف على الترتيب من شقة في نيويورك تعج بأعمال بيكاسو، وشقة في باريس تزدان جدرانها بلوحات سويدية يعود تاريخها إلى القرن الـ18، وكوخ في بيكاردي. في مثل هذه الأطر الجذابة تتحول أي ملابس يرتديها الأفراد إلى عروض لـ«الموضة».

ومثلما سبق أن أوضحت تاليثا غيتي، التي التقطت لها «فوج» صورا داخل قصرها المشيد على الطراز المغربي، فإنه «بمقدورك ارتداء أي شيء رائع وغريب هنا، فكل شيء يبدو جميلا في مراكش».