سيدتي أي من هذه الأحذية تفضلين .. التي تغطي الكاحل أم التي تتعدى الركبة؟

انتعاش سوق هذه الأحذية، وكانت من أشهر مصممات هذه الفترة ماري كوانت التي قدمت لنا فساتين قصيرة ناعمة نسقتها مع أحذية عالية الساق من البلاستيك بألوان جريئة، بسحاب حول الكاحل يسمح لصاحبته بالحصول على إطل
انتعاش سوق هذه الأحذية، وكانت من أشهر مصممات هذه الفترة ماري كوانت التي قدمت لنا فساتين قصيرة ناعمة نسقتها مع أحذية عالية الساق من البلاستيك بألوان جريئة، بسحاب حول الكاحل يسمح لصاحبته بالحصول على إطل

«لا يهم أي نوع أو شكل منها تلبسين، فالأحذية عالية الرقبة (البوت) تتشابه، ولحسن الحظ أنها في كل الحالات تعوض بعض النساء ممن لم تحبُهن الجينات الطبيعية بسيقان طويلة وجميلة عن هذا النقص، لأنها أحذية مثيرة ورائعة».


عندما يقول مصمم أحذية بحجم مانولو بلانهيك، فأنت لا يمكنك التوقف ولو للحظة للتفكير، بل يصبح عليك حتما المسارعة بشرائها. كلام واحد مثله يعتبر دستورا في قاموس عدد لا يستهان به من الأنيقات.

فكيف يعقل أن يقول مصمم، بنى شهرته على أحذية بكعوب أنثوية عالية وصنادل مفتوحة وساحرة، ما قاله وأن يقدم هذه الدعاية المجانية لأحذية تخفي الساق ولا تكشف أي جزء من مفاتنها، من دون أن يعني ما يقول؟

صحيح أنه من المفترض أن تكون هذه الأحذية شتوية وبوظيفة واضحة هي الوقاية من البرد والمطر، لكنها أيضا لا تخلو من الإثارة الغريزية حتى عندما تغطي مجموع الساق، بل خصوصا عندما تغطي الساق وما فوقها.

فالغموض يزيد من الإثارة حسب ما تؤكده التجارب. والدليل أن مظهر الراحلة أودري هيبورن بكنزة الصوف العالية الرقبة والبنطلون، صورة أيقونية في تاريخ الموضة، لما فيها من جمال وإثارة أكثر من مظهر نجمات شابات من زمننا يتصدرن صفحات المجلات البراقة بياقات مفتوحة وأكتاف عارية.

الأمر نفسه ينطبق على هذه الأحذية عالية الساق، التي يمكن القول إنها في هذا الموسم أخذت طولا لافتا استدعى الاستغناء عن البنطلون، بما في ذلك بنطلون الليكرا المطاطي الضيق، في الكثير من الأحيان. فهي تغطي الركبة وما فوقها، وتجمع بين الأناقة والعملية في الوقت ذاته.

أما عن كونها تقتصر على فصل معين فهذا أيضا لم يعد ساريا بعد أن تداخلت الفصول وأحوال الطقس، عدا أن الموضة عموما لم تعد تعترف بهذه الفروقات.

مدلل نيويورك وميداس دار «لوي فيتون» الفرنسية، مارك جايكوبس، أتحفنا بنسخة ذكية من هذا الإكسسوار، تشير إلى أنه يقدر مدى الأزمة التي تمر بها السوق، كما يقدر حيرة المرأة في العلو الذي تختاره منها، هل ذلك الذي يغطي الساق فقط لأنه يبدو أنيقا مع الفساتين القصيرة؟

أم ذلك الذي يغطي الكاحل فقط ويتماشى مع الأسلوب العصري أو مع بنطلون الجينز؟

أم العالي جدا بحيث يغطي الركبة وما فوقها بشكل مثير يمكن تنسيقه مع فستان قصير أو كنزة صوفية طويلة فقط؟
والجواب كما اقترحه جايكوبس لدار «لوي فيتون» جاء على شكل «بوت» مشبوك بسحابات يمكن أن يقوم بهذه الوظائف الثلاث ويمنح صاحبته الإطلالات الثلاث بحركة واحدة.

انتعاش سوق هذه الأحذية، بما في ذلك توفر واحد على إطلالات متعددة ليست جديدة، فهي تعود إلى الستينات مع انتعاش موضة التنورة القصيرة جدا، وكانت من أشهر مصممات هذه الفترة ماري كوانت التي قدمت لنا فساتين قصيرة ناعمة نسقتها مع أحذية عالية الساق من البلاستيك بألوان جريئة، بسحاب حول الكاحل يسمح لصاحبته بالحصول على إطلالتين مختلفتين.

ولم يقتصر الابتكار والتجديد فيه على هذه الحقبة، ففي أواخر الستينات، ومع ظهور موجة الهيبيز، تغيرت الموضة وأصبحت التصميمات أكثر بوهيمية، مما يستحضر صور فتيات مغامرات متوجهات إلى مراكش أو طنجة بفساتين على شكل قمصان طويلة منسقة مع أحذية عالية تغطي نصف الساق فقط وواسعة إلى حد ما، تسمح للقدم بالتنفس، لا سيما أن الفكرة كانت هي التحرك من مكان إلى آخر بأقل التكاليف.

وفي هذه الحالة كان المشي لساعات هو الوسيلة الأرخص، في نفس الفترة أيضا، عقدت بيتي كاترو، وهي واحدة من الحسناوات اللواتي ألهمن الراحل إيف سان لوران، زواجها في عام 1968، وهي تلبس معطفا فاخرا من الفرو للمصمم بيير كاردان وحذاء عاليا من الجلد اللماع، لتبدأ موضة لم تنتهِ إلى اليوم، سواء كانت المرأة تريد الأناقة أم العملية أم المغامرة.

موضة تتعرض للتهميش أحيانا لكن وهجها لا يخفت تماما، لأنه سرعان ما يجد فتيلا يؤجج حرارته من جديد، بفضل تصميمه الذي برهن على أنه يضفي الكثير من القوة على المرأة وعلى كل المستويات، سواء كان بتصميم أنثوي بكعب عالٍ، مدبب ورفيع، أو بتصميم عملي أشبه بالعسكري، بل حتى تلك التي قدمها المصمم بيتر جانسون منقوشة بالورود ومطرزة بالجلد والفرو توحي بهذه القوة.

وإذا كنت من متتبعات السلسلة التلفزيونية «ماد مان» فهناك لقطة مهمة ظهرت فيها بيتي درايبر، التي ما إن ارتدت هذا النوع من الأحذية من الجلد اللماع باللون البني حتى تغيرت شخصيتها الهادئة لتكتسب قوة غير معهودة فيها.

لكنها بنفس قدر القوة التي توحي بها، فهي أيضا تحتاج إلى قوة وشجاعة عند ارتدائها، والمقصود هنا تلك التي تغطي الركبة وتعلوها ببوصات.

المصمم بيتر جانسون يؤكد هذه الحقيقة بقوله إنها «تحتاج إلى شجاعة، لكن الغريب فيها أنها تبدو رائعة مع كل شيء، وإن كنت أفضل أن تلبسها المرأة في الأيام العادية مع ملابس الإجازات».

على العكس منه يفضلها مانولو بلانيك أنثوية، لهذا اختارها بكعب منخفض وزينها بإبزيمات كبيرة وبطن بعضها بالكشمير والكتان. أما رأيه فيها فهو أنها تبدو أجمل في عينيه عندما تكون منخفضة تماما أو عالية جدا مع تنورة طويلة.

همسات جانبية:
- قد تعتقدين أنها كلما كانت عالية وضيقة جدا كانت أنيقة، والعكس صحيح، فهي عندما تكون عالية تغطي الركبة يفضل أن تكون واسعة بعض الشيء حتى تجنبك المظهر الأنثوي المبتذل.

تذكري أنك لا تريدين أن تظهري مثل النجمة جوليا روبرتس في بداية فيلم «المرأة الجميلة»، قبل التعديل طبعا.

- يفضل اختيار هذا التصميم بكعب منخفض وتنسيقه مع قطع بسيطة وهادئة لا سيما في النهار.

- إذا كنت قصيرة وناعمة احرصي أن يكون بكعب متوسط لتحصلي على مظهر أنيق وانطباع بطول ساقيك، لكن تجنبيها إذا كانت عالية بشكل لافت. فهي يجب أن لا تتعدى تغطية الركبة في حالتك حتى تتمكني من خلق التوازن بينها وبين الفستان القصير.

- إذا كانت النية الحصول على مظهر عصري وشبابي يرقص على إيقاعات «الروك أند رول» يفضل أن تكون بعلو يغطي الكاحل فقط. وحسب رأي المصمم نيكولا كيركوود، فهذا تصميم رائع لإبراز جمال السيقان سواء تم تنسيقها مع بنطلون جينز ضيق أو مع فستان قصير. لكنها أيضا تبدو أنيقة مع بنطلون جينز ضيق.

- الموضة كسرت الكثير من «التابوهات» إن صح القول إلى حد أن ألوان الصيف أصبحت هي ألوان الشتاء والعكس، كما أن بريق الكريستال والترتر والخرز دخل مناسبات النهار، لهذا ليس غريبا أن نرى هذه الأحذية في موسمي الربيع والصيف الحاليين مع فساتين قصيرة أو «شورتات»، بغض النظر عن ارتفاع درجات الحرارة.

- لأن المرأة كانت دائما تميل إلى الحل الوسط، أو بمعنى آخر التصميم الذي يغطي الساق وبالكاد يلامس الركبة، فإن التصميم القصير الذي يغطي الكاحل وجزءا بسيطا من الساق، ظل مثل الذي يغطي الركبة بسنتيمترات، يثير الكثير من التوجس في نفوس الأنيقات، إلى أن تمت ترقيتهما في السنوات الأخيرة على يد مصممين كبار.

الحذاء قصير الرقبة مثلا الذي كان يُلبس تحت بنطلون واسع حتى لا يظهر للعيان، تحول بين ليلة وضحاها في الأعوام القليلة الماضية إلى قطعة إكسسوار يجب إبرازها، لإبراز جمال السيقان من جهة، والأزياء - خصوصا إذا كانت قصيرة - من جهة ثانية.

والفضل في هذا يعود إلى أمثال كل من عز الدين علايا وكريستيان لوبوتان، اللذين نجحا بتصميماتهما المبتكرة وأسعارهما النارية في تغيير النظرة السائدة سابقا، وفي المقابل ألهبا الرغبة بداخل كل أنيقة تتوق إلى التميز. وسرعان ما تجاوب المصممون مع هذه الموضة، بطرح فساتين وتنورات وحتى بنطلونات قصيرة تسمح بإبرازه والتباهي به.

ولأن الخيارات متعددة ومحيرة في الوقت ذاته، فالنصيحة التي نتوجه بها إليك هي اختياره بتصميم «الكاوبوي» أو رعاة البقر لأنه بإمكانك تنسيقه مع بنطلون جينز أو مع فستان قصير، وفي كل مرة ستظهرين في غاية الأناقة والحيوية، مع العلم أن جلده كلما بدا قديما كان هذا أفضل.

الخيار الثاني يمكن أن يكون بكعب متوسط أو «بلاتفورم» لكن يغطي الكاحل فقط ولا يعلو عليه كثيرا، حتى يمنح سيقانك طولا جذابا، وهو مناسب مع بنطلون طويل أو قصير كما مع فستان كوكتيل على شرط أن لا تلبسي معه أي جورب أو بنطلون.

لكن إذا كان البرد هما ثقيلا على قلبك وقاسيا على قدميك، فبالإمكان تنسيقه مع جوارب قصيرة تصل إلى الكاحل ولا بأس أن يظهر منها جزء بسيط.

أما إذا كنت تريدين جوارب تدفّئ أكبر جزء من سيقانك، فلم لا تفكرين في تلك التي طرحتها دار «مارني» مرصعة بالأحجار المتلألئة بشتى الألوان، فهي بلا شك ستمنحك مظهرا في غاية العصرية.