أبرز 10 جوانب عن أمراض القلب للنساء في عام 2010

عوامل الخطر الفريدة لديهن تتطلب تغييرات في وسائل الوقاية والتشخيص
عوامل الخطر الفريدة لديهن تتطلب تغييرات في وسائل الوقاية والتشخيص

النساء يتشاركن مع الرجال في أكثر عوامل الخطر التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب - ومنها: ارتفاع مستوى الكولسترول، والخمول، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، والتدخين - إلا أن هناك بعض الاختلافات بين الجنسين في ما يتعلق بنشوء تلك الأمراض، وأعراضها، والتنبؤات بعواقبها.


وبالمقارنة مع الرجال، فإن لدى النساء احتمالات أكثر للوفاة بأمراض القلب، كما يزداد لديهن بمقدار الضعف احتمال التعرض على الأكثر إلى نوبة قلبية ثانية في فترة 6 سنوات بعد تعرضهن لأول نوبة قلبية.

وتكون أوضاعهن الصحية أسوأ بعد إجرائهن عمليات جراحة القلب بهدف وضع وعاء دموي مواز للأوعية المسدودة، أو بعد عمليات إزالة تضيق الشرايين.

ولكن ومن جهة أخرى فإن النساء لا يتعرضن إلى أمراض القلب إلا بعد 10 سنوات من تعرض الرجال إليها.

ما سبب هذه الاختلافات؟
إن الظهور المتأخر لأمراض القلب لدى النساء يعود جزئيا على الأرجح، إلى التأثيرات الواقية للاستروجين المبيضي، وهي التأثيرات التي تدوم لحين وصولهن إلى سن اليأس من المحيض.

ولكن، وما دامت أمراض القلب تظهر لدى النساء في وقت متأخر، فإنهن يكن مصابات على الأكثر، حينذاك، بأمراض أخرى مثل السكري الذي يزيد من تعقيدات العلاج والشفاء.

كما أن لدى النساء قلبا أصغر وشرايين تاجية أصغر، الأمر الذي يجعل العمليات الجراحية أكثر صعوبة.

وأخيرا فإن بعض طرق التشخيص القياسية مثل التصوير الشعاعي للأوعية الدموية قد تكون أقل فاعلية لدى تطبيقها على النساء.

ويستفاد من الصور الشعاعية للأوعية الدموية (angiograms) في رصد ترسبات الكولسترول على جدران الأوعية، وهي الترسبات التي تنبعج مندفعة من تلك الجدران نحو داخل مجرى الأوعية وتقود إلى انسداد الشرايين.

وهذه هي الطريقة التي تتكون فيها تلك الترسبات لدى الرجال.

أما لدى النساء فإن هذه الترسبات تتجه إلى التراكم بشكل متساوٍ تقريبا على طول جدران الوعاء الدموي، ولذلك فإن التصوير الشعاعي للأوعية الدموية قد لا يتمكن من رصدها.

وتحدث النوبات القلبية لدى الرجال في العادة بسبب انفلاق أجزاء من الترسبات من مواقعها، الأمر الذي يؤدي إلى تكون خثرة دموية تعيق ثم تقفل مجرى الدم في الشريان.

أما النساء فيعانين على الأكثر من ظاهرة تعرية الترسبات، أي انسلاخ قطع أصغر من الترسبات، ما يؤدي إلى تكون عدد من خثرات الدم الصغيرة.

وإضافة إلى هذا، فإن النساء يعانين أكثر من الرجال من أمراض الأوعية الدموية الصغيرة (microvascular disease)، أي تضيق أو تصلب الأوعية التي تعتبر روافد الشرايين التاجية.

وهذه الأوعية الدموية الصغيرة، صغيرة جدا بحيث لا يمكن لطريقة التصوير الشعاعي للأوعية الدموية رصدها.

وهي تغذي عضلة القلب مؤمنة له أداء وظيفته بالشكل المطلوب.

وبمقدور أمراض الأوعية الدموية الصغيرة الحد من تزويد القلب بما يكفيه من الأكسجين، حتى لو كانت الشرايين التاجية الرئيسية خالية من الترسبات، وهذا ما يؤدي إلى ظهور أعراض الذبحة الصدرية وغيرها.

إن هناك الكثير مما يمكن تعلمه عن الاختلافات بين القلب لدى النساء، والقلب لدى الرجال، وكيفية شيخوخة قلب كل من الجنسين، وكيفية استجابتهما للنظام الغذائي وللتمارين الرياضية، ولحالات التوتر، وللمؤثرات الأخرى.

ولا تزال الأبحاث جارية في هذا الميدان.

ونقدم في ما يلي 10 جوانب يجب على كل شخص معرفتها حول الأخطار على قلب المرأة، وكيفية التعامل معها.

1- الكولسترول:
إن عوامل الخطر الناجمة عن مستوى الكولسترول (أو الليبدات في الدم blood lipid)، التي تؤدي إلى أمراض القلب، تختلف في تأثيراتها بين النساء والرجال.

فالمستوى القليل من الكولسترول العالي الكثافة (HDL) (الحميد) - (أقل من 50 مليغراما لكل ديسيلتر (ملغم/دل) - هو عامل خطر أكبر لدى النساء مقارنة بالمستوى الكبير للكولسترول المنخفض الكثافة (LDL) (الضار) - وهذا النوع من الكولسترول هو أكثر عوامل الخطر الناجمة عن الكولسترول، تأثيرا لدى الرجال.

والشحوم الثلاثية (triglycerides) (أكثر من 150 ملغم/دل) هي أيضا عامل خطر أكبر للنساء، خصوصا النساء اللاتي يمتلكن خصرا مقاسه 35 بوصة (89 سم) فأكثر.

كما أن مقدار الكولسترول الكلي أقل أهمية من واحدة من القيم الأخرى، وهي النسبة بين مقدار الكولسترول الكلي مقسوما على مقدار الكولسترول الحميد (HDL).

والنسبة المثلى للنساء هي أقل من 3.2. وأيضا لدى النساء يزداد الخطر المرتبط بالكولسترول غير الحميد (non - HDL cholesterol) (مقدار الكولسترول الكلي ناقصا مقدار الكولسترول الحميد) الذي يجب أن يكون أقل من 130 ملغم/دل.

ما العمل؟
يجب إجراء فحص لقياس مستوى الكولسترول عند الصوم، كل خمس سنوات. وإن كان المطلوب هو تحسين مستويات الكولسترول، فيجب التوجه أولا لإجراء تغييرات على نمط الحياة مثل ممارسة التمارين الرياضية، والتوقف عن التدخين، وضبط الوزن، والتغذية الصحية بتناول الكثير من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة غير المقشرة. ووفقا لمستوى الخطر الموجود، فقد يوصي الأطباء بتناول الأدوية.

2- دور الالتهابات:
لا يعتبر الكولسترول عامل الخطر الوحيد في الإصابة بأمراض القلب. وبما أن الدلائل تشير إلى أن الالتهابات تلعب دورها في حدوث تصلب الشرايين، وهي الحالة التي تقود إلى انسدادها، فإن الاهتمام أخذ ينصب على رصد بروتين «سي - ريأكتيف» C - reactive protein (CRP)، وهو مادة يفرزها الجسم كرد فعل للعدوى والالتهاب.

ويوجد الآن اختبار لالتهاب الأوعية الدموية يطلق عليه اسم «بروتين سي - ريأكتيف العالي الحساسية» sensitivity CRP high - أو hsCRP.

وقد وجدت «دراسة صحة النساء» The Womens Health Study أن النساء اللاتي لديهن مستوى عال من «بروتين سي - ريأكتيف العالي الحساسية» hsCRP يتعرضن بمقدار مرتين أكثر إلى خطر الوفاة بسبب النوبة القلبية أو السكتة الدماغية مقارنة بالنساء اللاتي لديهن مستوى عال من الكولسترول الضار.

كما أن النساء اللاتي لديهن مستوى عادي من الكولسترول LDL الضار، ولكن لديهن مستوى عال من hsCRP كن معرضات لخطر أكبر مقارنة بالنساء اللاتي كان لديهن مستوى أعلى من الكولسترول الضار ومستوى أدنى من hsCRP. ونتيجة لهذه الأبحاث فإن اختبار «بروتين سي - ريأكتيف» يستخدم حاليا لتقدير احتمالات حدوث النوبة القلبية.

ما العمل؟
لا تحتاج النساء اللاتي لديهن عوامل خطر معروفة للإصابة بأمراض القلب، إلى إجراء فحص «بروتين سي - ريأكتيف» كما لا تحتاج إلى إجرائه النساء اللاتي يتعالجن من تلك الأمراض.

ومع ذلك، فإن كان لدى المرأة مستوى عادي من الكولسترول إضافة إلى عوامل خطر أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم، أو وجود تاريخ عائلي في الإصابة بأمراض القلب، فإن اختبار «بروتين سي - ريأكتيف» ربما يتيح فرصة إضافية لتقرير الحاجة إلى وصف الأدوية.

3- ضبط ارتفاع ضغط الدم:
يؤدي ارتفاع ضغط الدم لدى الجنسين، إلى إحداث أضرار في خلايا بطانة الشرايين التاجية ويمهد الطريق لحدوث الالتهابات وتزايد الترسبات.

والمستوى الأمثل لقيمة ضغط الدم هو أقل من 120/80 ملم زئبق.

ولا تعاني النساء حتى سن 55 عاما أو نحوه، على الأكثر، من ارتفاع ضغط الدم مقارنة بالرجال. إلا أن ضغط الدم يرتفع بعد عبورهن تلك السن، بشكل حاد أكثر من الرجال. وبحلول سن الـ70 عاما، تعاني نحو 80 في المائة من النساء من ارتفاع ضغط الدم.

ما العمل؟
إن ازداد ضغط الدم لديك فوق المستوى الأمثل له، حاولي خفضه بتغيير نمط الحياة: إنقاص الوزن، وزيادة ممارسة التمارين الرياضية، وتقليل تناول الملح، واتباع نظام غذائي صحي.

وإن كان ضغط الدم لديك 140/90 ملم زئبق أو أكثر، فإن الأطباء يوصون بتناول الأدوية، في العادة من أدوية مدرات البول.

4- أهمية التمارين الرياضية:
لقد أظهر أكثر من 50 عاما من الأبحاث، أن ازدياد النشاط البدني يقلل من خطر أمراض القلب.

وفي إحدى الدراسات على النساء اللاتي تخطين سن اليأس من المحيض وكن يعانين من أمراض القلب والأوعية الدموية، ظهر أن اللاتي كن يتمتعن منهن باللياقة البدنية (اللاتي مارسن الهرولة بمعدل 5 أميال (8 كلم) في الساعة، أو ما ماثلها) عانين من معدلات أقل من النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، والوفاة - بغض النظر عن أوزانهن - مقارنة بالنساء الأخريات الخاملات.

وتقدم التمارين الرياضية الكثير من الفوائد للقلب والشرايين التاجية، ومنها تنشيط المواد المضادة للأكسدة، وتحسين عمل خلايا بطانة الشرايين التاجية.

كما أنها تزيد من مستوى الكولسترول HDL الحميد وتقلل مستوى الشحوم الثلاثية، وهي تغيرات مهمة، خصوصا للنساء.

كما تساعد في تخفيف التوتر النفسي، وهو عامل خطر يؤدي إلى رفع ضغط الدم، ومن ثم إلى مشكلات في القلب.

ما العمل؟
إن أغفلنا عامل الامتناع عن التدخين، فإنه يمكن القول إن التمارين الرياضية ربما تعتبر أهم عمل منفرد لوحده للتقليل من تأثيرات عوامل الخطر المؤدية للإصابة بأمراض القلب.

5- اختلاف الأعراض بين الرجال والنساء:
قد يعاني كلا الجنسين من النساء والرجال من الذبحة الصدرية (angina)، وهي العلامة التقليدية لمرض القلب.

وتؤدي الذبحة إلى ظهور آلام في الصدر، إفراز العرق البارد، الغثيان، وأعراض أخرى.

إلا أنه لن تظهر لدى النساء، على الأكثر، إلا أعراض أقل دراماتيكية، ومنها الشعور بعدم الراحة، والإجهاد، أو ضيق النفس خلال عملهن المتعب اليومي.

كما أن النساء قد يعانين على الأكثر من الذبحة الصدرية الناتجة عن التشنج الوعائي أو «ذبحة برنزميتال» (Prinzmetals angina) التي تظهر عادة أثناء الراحة (عادة في الليل).

وهي تحدث بسبب التقلصات في الشريان التاجي.

ولدى الرجال والنساء، فإن آلام الصدر أو الشعور بالضغط عليه، غالبا ما تعتبر العلامة الأولى على النوبة القلبية، كما أن الآلام في الذراع والكتف، والتعرق، هي أعراض شائعة لدى الجنسين.

إلا أن النساء يعانين على الأكثر أيضا من أعراض الإجهاد والغثيان، وآلام الظهر، والدوار، والخفقان.

وقد وجدت إحدى الدراسات أن 84 في المائة من النساء (وكذلك 76 في المائة من الرجال) يعانون من إمارات المرض النذيرية، أي بدايات الأعراض الأولى (prodromal symptoms) (آلام الصدر، وآلام في الذراع والكتف، وضيق النفس، والإجهاد) في السنة التي تسبق حدوث أول نوبة قلبية.

والدرس الذي علينا أن تستوعبه النساء هنا، هو أن الشعور بالتعب غير العادي، والأوجاع، وضيق النفس، يتطلب التوجه إلى استشارة الطبيب.

6- الكآبة وأمراض القلب:
إن من الصعب تقييم الصلة بين العقل وصحة القلب، إلا أن غالبية خبراء الصحة يتفقون على أن العوامل النفسية بمقدورها الإسهام في زيادة الأخطار على القلب والأوعية الدموية.

والكآبة هي واحدة من أهم تلك العوامل بالنسبة للنساء.

وفي «دراسة صحة الممرضات» (Nurses Health study) ربطت الكآبة بازدياد خطر أمراض القلب القاتلة، ومنها تلك التي تؤدي إلى حدوث الوفاة المفاجئة، حتى بعد أخذ الباحثين بنظر الاعتبار عوامل الخطر الأخرى (ومنها ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول، والتدخين، وقلة التمارين الرياضية).

وإن كانت الكآبة نفسها تزيد من أمراض القلب، فإن حدوث النوبة القلبية قد يقود إلى الكآبة التي تزيد بدورها من مشكلات القلب.

وأسوا ما في الكآبة أنها لا تشجع النساء على العناية بأنفسهن، مثل ممارسة الرياضة، تجنب التدخين، التغذية الصحية، وتناول الأدوية.

 كما أنها قد تؤدي إلى تأثيرات بيولوجية مثل ازدياد ردود الفعل الالتهابية، وتكون خثرات الدم.

ما العمل؟
عند وجود مشكلات عاطفية أو نفسية يفضل استشارة الاختصاصيين.

7- النوم والقلب:
يرتبط النوم السيئ بارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، وعجز القلب، والنوبة القلبية، والسكتة الدماغية، والسكري، والسمنة.

وقد أظهرت إحدى الدراسات أن النساء في أواسط أعمارهن، اللاتي تمتعن بفترة من النوم لا تزيد على خمس ساعات في كل ليلة على مدى 10 سنوات، ازداد لديهن خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 30 في المائة، مقارنة بالنساء الأخريات اللاتي تمتعن بفترة ثماني ساعات من النوم في المتوسط.

كما أن فترة النوم غير المناسبة ارتبطت بوجود الكالسيوم في الشرايين التاجية، وهو أحد المواد التي تدخل في تركيب الترسبات الموجودة على الشرايين المتصلبة.

وهناك خطر آخر على القلب والأوعية الدموية هو خطر انقطاع التنفس أثناء النوم (sleep apnea).

كما أن مستويات عدد من علامات الالتهاب الموجودة في الدم تزداد مع قلة فترة النوم (مثل «بروتين سي - ريأكتيف» CRP، «إنترلوكين - 6» (interleukin - 6)، «عامل نخر الورم - ألفا» tumor necrosis factor–alpha، وعلامات أخرى).

ما العمل؟
حاولي أن تتمتعي بالنوم لفترة 7 إلى 8 ساعات كل ليلة، وإن كان نومك مضطربا باستمرار أو كنت تشعرين بالنعاس أثناء النهار، فيفضل استشارة الطبيب.

8- تقييم المخاطر:
لسنوات طويلة اعتمد الخبراء على أداة لتقييم المخاطر بالاستناد إلى بيانات مستقاة من «دراسة فرامنغهام للقلب» (Framingham Heart Study) التي وضعت تقديرات حول خطر حدوث نوبة قلبية في غضون 10 سنوات لاحقة، بعد الأخذ في نظر الاعتبار: العمر، والجنس، والتدخين، ومستويات الكولسترول، وضغط الدم.

كما أن مقياسا آخر يسمى «نقاط رينولدز للخطر» (Reynolds risk score) يأخذ بنظر الاعتبار أيضا مستوى بروتين «سي – ريأكتيف» العالي الحساسية hsCRP والتاريخ العائلي، قد أدى إلى تحسن التوقعات في ما يخص توقع حدوث النوبات القلبية لدى النساء.

وفي إحدى الدراسات نجح مقياس رينولدز في إعادة تصنيف النساء اللاتي كن من المصنفات في خانة الخطر المتوسط في حدوث النوبة القلبية وفق أداة فرمنغهام لتقييم المخاطر، حيث وضعهن في واحد من صنفين، لخطر أعلى، أو أدنى.

ما العمل؟
لتقييم المخاطر وفق أداة فرمنغهام، اذهبي إلى الرابط الإلكتروني: www.health.harvard.edu/heartrisk، فإن كان الخطر معتدلا، أي في حدود 5 إلى 20 في المائة، فيجب التفكير بقياس بروتين hsCRP، ثم إعادة تقييم الخطر باستخدام مقياس رينولدز بالذهاب إلى الرابط الإلكتروني: www.reynoldsriskscore.org.

9- أدوية ضرورية أو غير ضرورية:
لقد أصبحت أدوية «الستاتين» (statins) خيارات لتحسين مستويات الكولسترول.

فهذه الأدوية تخفض الكولسترول LDL الضار، وتزيد بشكل قليل من الكولسترول HDL الحميد، كما أنها تقلل بشكل قليل من مستوى الشحوم الثلاثية، بمقادير مختلفة حسب نوع الدواء.

وأدوية «الستاتين» هي خيار حينما يظل مستوى الكولسترول عاليا، رغم إجراء التغييرات على نمط الحياة. إلا أنها لا تعطى لكل شخص، إذ إنها قد تتسبب في حدوث أعراض جانبية متعبة، خصوصا الأوجاع في العضلات، ومشكلات في الكبد نادرة الحدوث.

ورغم أن هذه الأدوية أظهرت قدرتها على التقليل من مخاطر حدوث مخاطر على القلب والأوعية الدموية (ومنها النوبات القلبية المميتة) لدى النساء من المصابات بأمراض القلب، فإن فائدتها غير واضحة للنساء من ذوات الكولسترول العالي ولكن اللاتي ليس لديهن أي أعراض لأمراض القلب.

كما توجد أدوية أخرى موجهة لعلاج الكولسترول قد تكون مفيدة في بعض الأحوال.

ما العمل؟
استشيري الطبيب، فإن كان لديك ارتفاع في مستوى الشحوم الثلاثية وفي الكولسترول LDL الضار، فإن أدوية تسمى «مشتقات حمض الفبريك» (fibric acid derivatives) يمكن أن تكون مفيدة.

وإن كان لديك مستوى قليل من الكولسترول HDL الحميد، فإن أحد الخيارات هو «نياسين» (niacin) الذي يزيد من مستوى HDL ويقلل من مستوى LDL، وأيضا من مستوى الشحوم الثلاثية في الوقت نفسه.

ويعطى «نياسين» بجرعة عالية نسبيا تحت إشراف الطبيب.

الأسبرين يظل محل التساؤل بالنسبة للنساء.

فقد ظهر أن تناول الرجال جرعة يومية من الأسبرين يقلل من مخاطر تعرضهم للنوبة القلبية.

إلا أن الدراسة قدمت نتائج ملتبسة أكثر بالنسبة للنساء.

إذ ظهر أن تناول الأسبرين يوميا ساعد في درء حدوث أحد أنواع السكتات الدماغية الشائعة، وهي السكتة الدماغية الاسكيمية (الانسدادية) (الناجمة عن النقص في التروية الدموية بسبب حدوث انسداد في أحد الأوعية)، وأنه كان فعالا بشكل ما في درء النوبات القلبية لدى النساء في سن 65 سنة فأكثر.

إلا أنه لم يكن أكثر فاعلية من الحبوب الوهمية، في درء النوبات القلبية بالنسبة للنساء اللاتي تقل أعمارهن عن 65 سنة.

ومن الواضح أن الأسبرين ليس حبة دواء معجزة! كما أنه ليس جيدا في كل الجوانب، فالنزف في الجهاز الهضمي، والنزف الناجم عن السكتة الدماغية النزفية، هما عاملا خطر يمنعان تناول الأسبرين.

ما العمل؟
استشيري الطبيب حول فائدة وأخطار تناول الأسبرين، وتذكري أن نمط الحياة الصحي هو أكثر فاعلية من الأسبرين في درء حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

10- تحسين وسائل التشخيص:
المبدأ القياسي لتقييم أعراض أمراض القلب والأوعية الدموية هو إجراء التخطيط الكهربائي القلب electrocardiography (ECG) - أثناء الراحة، ولدى مشي المريض على الدواسة الكهربائية (أثناء الإجهاد) - وقد يستمر التشخيص لأبعد من ذلك ليشمل التصوير الشعاعي للشرايين التاجية coronary angiography الذي يتم فيه توجيه أشعة إكس للتدقيق في مواقع الانسدادات في تلك الشرايين.

إلا أن التخطيط الكهربائي للقلب قد يخطئ في تشخيص أمراض القلب لدى النساء، كما قد يخفق التصوير الشعاعي للشرايين، كما ذكرنا آنفا.

ما العمل؟
الفحص النووي أثناء الإجهاد (Nuclear stress testing)، وتصوير صدى القلب أثناء الإجهاد (stress echocardiography)، هي وسائل موثوقة أكثر من التخطيط الكهربائي للقلب.

كما أن بعض النساء يحتجن ربما، لإجراء نوعين آخرين من الفحوصات: «التصوير بالموجات فوق الصوتية للأوعية الدموية» (intravascular ultrasound) الذي يلتقط صورا لمقاطع جدران الشرايين، وفحص «دراسات احتياطي تدفق الدم عبر الشرايين التاجية» (coronary flow reserve studies) الذي يجري بواسطته قياس تدفق الدم استجابة للطلب المتزايد عليه، الذي تظهر من خلاله ما إذا كانت الأوعية الدموية الصغيرة جدا في جدار القلب تجهز كميات كافية من الدم أم لا.

ويمكن إجراء هذين الفحصين أثناء عمليات التصوير الشعاعي للأوعية الدموية.