هل تكون السيدة الأولى القادمة في الفلبين .. سعودية؟

الرائجُ بين الناس بالفلبين مما يعرفونه في الإعلام بأن أباها سعودي، ولأن الأبَ ترك البنت راجت تقاريرٌ تسيء لنا كلنا كسعوديين
الرائجُ بين الناس بالفلبين مما يعرفونه في الإعلام بأن أباها سعودي، ولأن الأبَ ترك البنت راجت تقاريرٌ تسيء لنا كلنا كسعوديين

تتحدث الصحافة الفلبينية عن فتاة تخوض حملة انتخابية شرسة مع خطيبها المرشح القوي للرئاسة نبنجينو أكينو، بأنها ابنة لمواطن من المملكة العربية السعودية، وباتت الأقرب الآن لدخول القصر الذي عرفته منه أشهر نساء القرن العشرين اميلدا ماركوس وسكنته 20 عاما قبل أن تخرج مطرودة مع زوجها عام 1986 اثر مظاهرات شعبية عارمة.


الفتاة اسمها "شالاني" وهي حاليا المستشار الأول في منطقة "فالنزويلا" من ضواحي العاصمة "مانيلا" وستصبح قريبا السيدة الأولى للفلبين بعد زواجها المتوقع من أكينو الشهير شعبيا باسم "نوي نوي" مرشح الحزب الليبرالي للرئاسة والذي يتقدم باقي المرشحين بفارق كبير حسب استطلاعات الرأي في الانتخابات التي ستجري في مايو القادم.

وتبلغ شالاني التاسعة والعشرين ربيعا، لم تكمل تعليمها وانهمكت مبكرا في العمل، ذات جمال هادئ، جريئة وتجيد التعامل مع وسائل الاعلام.

وأعلنت شقيقة أكينو "كريس" إنها ستصبح قريبا زوجة لشقيقها الذي ينتمي إلى أشهر العائلات السياسية في أرخبيل الفلبين "اكينو" والتي يعتبرها الشعب هناك رمزا للديمقراطية، وهو ابن الرئيسة السابقة كوري اكينو.

ويتفوق اكينو في استطلاعات الرأي بفارق 60% عن أقرب ثلاثة مرشحين آخرين هم بالترتيب وزير الدفاع غيلبرتو تيودور (مرشح الحزب الحاكم ويحظى بدعم الرئيسة الحالية) ورجل الأعمال عضو مجلس الشيوخ السيناتور مانويل فيلار الذي يحظى بدعم مجتمع الأعمال، والرئيس السابق المخلوع الممثل جوزيف سترادا.

وتقول الصحافة الفلبينية إن السيدة الأولى القادمة ابنة لمواطن سعودي، وأن شالاني لم تنف ذلك أو تؤكده. ويشير موقع "بينوي اوبزرفر" إلى أنها بالاضافة إلى منصبها كمستشار أول لمنطقة "فالنزويلا" كانت عضوا في تحالف الشعب الوطني، ثم انضمت إلى حزب خطيبها أكينو.

وينقل الموقع عن تقارير إخبارية أنها بصدد ترشيح نفسها مرة ثانية مستشارا أول، وينسب لها أنها ستصحب "نوي نوي" في جولاته الانتخابية.

شالاني مع خطيبها المرشح الرئاسي
اسم والد شالاني في شهادة ميلادها هو سوليداد، لكن الصحافة الفلبينية تؤكد أنه ليس حقيقيا وأنه اسم والد أمها. ويضيف موقع "بينوي ابزرفر": البعض يعتقد أن والدها الحقيقي شخص سعودي.

شالاني تواجه تحديا خاص بعلاقتها مع حاكم منطقة فالنزويلا شيروين جاتشيلاين عضو تحالف الشعب الوطني الذي كان يمول حملاتها ، بعد تحالفها مع غريمه وزوجها القادم "نوي نوي".

إلا أن الصحافة الفلبينية تؤكد أن ذلك لن يكون عائقا أمام طموحها الرئاسي، وستذهب بعيدا في تأييدها للمرشح صاحب الحظ الأوفر والدعاية له في منطقة نفوذها "فالنزويلا"، باعتبار أنها ستصبح سيدة الفلبين الأولى بوصوله لسدة الرئاسة.

وكانت الرئيسة الحالية جلوريا أرويو تولت منصبها في عام 2001 بصفتها نائبة لرئيس الجمهورية خلفا للمثل السينمائي جوزيف استرادا الذي قدم استقالته بعد انتفاضة شعبية اعادت إلى الذاكرة المظاهرات التي اندلعت ضد الرئيس الأسبق الديكتاتور الراحل فرناندو ماركوس وزوجته "اميلدا" التي كانت اشهر السيدات الأول في العالم فى ثمانينيات القرن الماضي.

وذاع صيتها بين نساء العالم المترفات، لأنها امتلكت 3 آلاف زوج من الأحذية الفاخرة، وكانت وكالات الأنباء قد التقطت صورا لمحتويات بينها بينها خزانة الأحذية عندما أجبرت مع زوجها الراحل على مغاردة قصر الرئاسة ثم مغادرة الفلبين بعد 20 عاما في الحكم.

ثم فازت أرويو في انتخابات 2004 كرئيسة للفلبين بفارق ضئيل عن النجم السينمائي الراحل فرناندو بوي، ولا يجيز لها الدستور الترشح لفترة جديدة.

بحث عن جذور "شالاني"
وفي مقال بموقع "الاقتصادية" الالكترونية أشار الكاتب السعودي نجيب الزامل الاثنين 15-2-2010 إلى القصة قائلا إن ’’شالاني’’ اسمٌ غريب في تركيبة الأسماء في جزر الفلبين، فهو ليس اسما كاثوليكيا إسبانيا كما جرت الأسماءُ هناك إرثا من الاستعمار الإسباني الذي استمر ثلاثة قرون، بل إن اللغة الفلبينية ’’التغالو’’ هي هجينة من اللغة الإسبانية القديمة وبعض اللغات المحلية الدارسة المالاوية.

وفي أقاليم بالجزر الغربية من الأرخبيل الفلبيني مثل أنحاء بجزيرتي ’’نيجروس’’ و’’إيلو إيلو’’، يتكلم بعض الأهالي لغة إسبانية صافية قديمة، وإن كانت بعيدة عن النحو والتقييد اللغوي .. سألتُ عن معنى اسم ’’شالاني’’، بين الفلبينيين ولم يعرف أحدٌ المعنى مما يدل أن الاسمَ دخيلٌ على ما اعتاده القومُ هناك من أسماء.

وأضاف:
لأن هناك اتصالات حثيثة مع ’’شالاني’’، فسأترك كثيرا من المعلومات حتى تتأكد لي، ومنها معنى الاسم، ولكني سأروي لكم نظريتي فيما بعد، وتبقى بحدود النظرية، ولا تتعدى إلى منطقة الحقيقة الدامغة.

واستطرد الزامل أن ’’شالاني’’ امرأة عصامية في التاسعة والعشرين بملامح تجمع بين المعالم الفلبينية، ولكن مع اعتدال واضح بالأنف، ورهوة في الشفاه وارتفاع في الجبهة، وهذا ما يصنفه علماءُ الإنسان بأنه من صفات القوقازيين، مما يدل بسطوع على دم من نوع آخر يدور في عروقها.

وتناول المعلومات التي تقول إنها ذات أصول سعودية "من مصادرنا القريبة، ومما أثارته وسائل الإعلام، نعرف أن أب سيدة الفلبين الأولى القادمة هو مواطن سعودي، ولم تنف شالاني ذلك.. ولم أجد لها أيضا تأكيدا صريحا.

أما نظريتي عن الاسم ’’شالاني’’، وهي محض نظرية لا تستند إلى دليل واقعي، هو من واقع أن سعوديين كثيرين يرتادون مانيلا، وبعضهم يبقى هناك، ونعرف من قضى حتى الآن أكثر من ثلاثين عاما متواصلة، والبضاعة الرائجة بينهم، وأكثر ما يربطهم بعادات وطنهم هناك هو الطعام، وبالذات التمر والرز، وأهلُ الشرقية تشتهر بينهم طريقة طبخ الرز الأبيض باسم ’’شيلاني’’، وما لاحظته أيضا بأن طريقة نطق اسم ’’شالاني’’ وأنا أنقله من الإملاء اللاتيني ينطق كما ننطق ’’رز شيلاني، أو عيش شيلاني، كما هي اللهجة المحكية بالمنطقة الشرقية والخليج’’.
 
صاحبة أقوي قرار في الفلبين
وأضاف نجيب الزامل "ربما كان هذا الأبُ السعودي وراء الاسم للطبق المفضل مع السمك المقلي. وهناك بنتٌ فلبينية من أبٍ سعودي اسمها ’’كليجا’’، وواضح طبعا أنه ليس من المنطقة الشرقية هذه المرّة".

واستطرد قائلا "على أي حال، الرائجُ بين الناس بالفلبين مما يعرفونه في الإعلام بأن أباها سعودي، ولأن الأبَ ترك البنت راجت تقاريرٌ تسيء لنا كلنا كسعوديين، وساهمت في إشعالها عن غير قصد ’’شالاني’’ من قصة أبيها، وهذا ما كنت أحلم أن أتجنب حدوثه من ضمن أسباب تكوين ’’جمعية العودة للجذور’’، حتى لا يتخاطف الأبناءَ المتروكين إعلامٌ مغرض، وأعرف أمورا لن أقولها لأني لا أملك إثباتات أكيدة، وقد تسيء لعلاقاتنا بدولٍ أخرى، تساهم في إذكاء حملةٍ كبيرة في الشرق الأقصى موجهة ضدنا، ويكون هؤلاء الأبناءُ لقيم هذه النيران".

وجاء في خاتمة مقال الزامل "يبقى الآن، أن ’’ش الاني’’ ستكون صاحبة أقوى قرارٍ في الفلبين، وبإمكاننا نحن بدبلوماسية تنهيض الفرصة، واغتنام ظرفٍ قد لا يتكرر، بأن نضرب ضربة كبرى إيجابية لتوضيع صورتنا في إطار ما نريد أن يراه الآخرون عنا حقا .. وتفعيل هذه الفرصة بشكل هائل (وأعني هذه الصفة) لما يخدم برفع العلاقات بين البلدين، وتعميق المنافع التي تعود علينا من واقع ما سيحدث بعد وقتٍ قريبٍ عندما تكون فتاة نصفها سعودي السيدة الأولى في الفلبين".