الدليل الكامل لعلاج الدوالي باستخدام الليزر

علاج الدوالي .. باستخدام الليزر .. يمتاز بنسبة عالية في النجاح وبقلة المضاعفات
علاج الدوالي .. باستخدام الليزر .. يمتاز بنسبة عالية في النجاح وبقلة المضاعفات

ينقل الدم من القلب إلى أنحاء الجسم كافة بواسطة أوعية دموية تسمى «شرايين»، ويعود منها إلى القلب بواسطة أوعية أخرى تسمى «أوردة».


وتتميز الأوردة الدموية بوجود صمامات، وظيفتها المحافظة على سير الدم في اتجاه واحد (إلى القلب) ومنع رجوعه بفعل الجاذبية إلى أسفل.

وإذا لم تتمكن هذه الصمامات من الإقفال بشكل جيد، فسوف يتجمع الدم بشـكل زائد في الأطراف السفلية ويحدث ضغط عال بداخل الأوردة مما يؤدي إلى تمدد هذه الأوردة وبروزها للخارج مسببة ما يسمى بـ«الدوالي».

ومثال ذلك:
الوريد الرئيسي الذي يمتد من القدم إلى أعلى الفخذ، فيحـدث أن يتدفق فيه الدم بشكل رجعي إلى أوردة أصغر منه ومـتصلة به فتنتفخ وتبرز على سطح الجلد مسببة الدوالي.

وتكون الدوالي، عادة، منتفخة ومؤلمة كما تعطي إحساسا بالثقل في الأقدام، وإذا تركت من غير علاج فقد تسبب مشكلات صحية أشد مثل الأكزيما والتقرحات، هذا بالإضافة إلى ما تسببه الدوالي من تأثير في شكل وجمال الأطراف السفلية.

أسباب الدوالي
هناك الملايين من البشر في مختلف أنحاء العالم يعانون من مرض الدوالي، وأن الوراثة تلعب دورا مهما في نسبة الإصابة بالمرض.

فالدوالي مرض يصيب ما معدله 40 في المائة من النساء و25 في المائة من الرجال، وتحدث الإصابة في مختلف مراحل العمر.

وعن الأسباب المساعدة للإصابة بالدوالي، فاليك الأسباب التالية:
- الحمل، وموانعه.

- الأعمال والوظائف التي تتطلب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة.

- زيادة الوزن وقلة التمارين.

- تقدم العمر والشيخوخة.

درجات المرض
يقسم المرض إلى ست درجات من حيث درجة الانتفاخ، وتبدأ بالدرجة صفر، حيث تكون الدوالي غير ظاهرة للعيان بعد، ولكنها موجودة داخل الساقين، وتعطي بعض أعراضها المرضية مثل ثقل الساقين، وهذه هي أفضل درجة لتشخيص المرض من حيث نجاح الاستجابة للعلاج الذي يمكن أن يتم من دون عملية.

ولربما يطرح التساؤل: متى يجب أن يلجأ المريض إلى استشارة الطبيب؟
من الممكن اتخاذ إجراءات المساعدة لتخفيف ألم الدوالي، وقد يساعد ذلك في الوقاية من أن تتطور الحالة إلى الأسوأ، ولكن إذا كان هناك قلق على مظهر الأوردة ولم تنفع إجراءات العناية البسيطة لمنع ازدياد الدوالي سوءا، فتفضل زيارة الطبيب.

وعند الذهاب إلى الطبيب سيتم فحص الساقين في حالة الوقوف، وسيبحث الطبيب عن مناطق الانتفاخ، وقد يطلب إيضاح وصف حالة الألم في الساقين، وأخيرا قد يجري الطبيب فحصا باستخدام جهاز الفحص بالموجات فوق الصوتية لرؤية ما إذا كانت هناك أي تجلطات دموية.

وقد يوصي الطبيب العام بزيارة طبيب مختص بالأوعية الدموية أو طبيب جلد أو جراح جلد.

مضاعفات الدوالي
قد تحدث مضاعفات أهمها حدوث جلطة دموية في الأوردة العميقة (Deep Venus Thrombosis) (D.V.T).

وهذه الحالة تهدد حياة المريض، وقد تحتاج إلى جراحة عاجلة إذا ما كانت الجلطة كبيرة، وقد تنفجر الأوعية مسببة نزيفا من جراء حادثة أو سقوط أو رياضة، وقد يكون هذا النزيف داخل الساق وغير منظور، وقد يكون كبيرا، وقد يستمر ليؤدي بعد ذلك إلى تقرحات جلدية.

هل الوقاية منها ممكنة؟
لا طريقة محددة للوقاية من الإصابة بدوالي الساقين، لكن ثمة وسائل يمكن أن تحسن الدورة الدموية للعضلات، وبالتالي تقل فرصة الإصابة بالدوالي.

ومن الطرق التي تحسن الدورة الدموية:
- التمارين الرياضية:
لمشي بشكل مستمر هو الخيار الأفضل لتحسين دورة القدمين الدموية.

- التحكّم في وزن الجسم:
تؤدي زيادة الوزن إلى الضغط على الأوردة، وبالتالي تزيد فرصة الإصابة بالدوالي. لذا ننصح بالمحافظة على الرشاقة والتخلص من الكيلوغرامات الزائدة.

- مكافحة الإمساك:
بالاعتدال في الطعام وتخفيف تناول الملح والقهوة والشاي وغيرها، وتناول أحد الملينات البسيطة، عند الشعور بالإمساك، كالزيت أو الأملاح الفوارة.

- في الشتاء:
ارتداء الملابس الصوفية لمنع إبطاء حركة الدورة الدموية في الأعضاء السفلية.

- تجنّب التغيّر المفاجئ في درجات الحرارة.

- نوع الملابس:
يُفضل عدم ارتداء الملابس الضيقة على الفخذين أو الساقين لأن هذه النوعية من الملابس تحدّ من سلاسة عملية الدورة الدموية.

- تجنب ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي.

- رفع القدمين:
لمدة 10 إلى 15 دقيقة من ثلاث إلى أربع مرات يوميا، لتحسين الدورة الدموية للقدمين.

- تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة:
فيستحسن تغيير وضعية جلوسك والوقوف بين الفترة والأخرى، وذلك لتحسين عملية تدفق الدم في الساقين.

- ارتداء الجوارب:
هي أفضل الوسائل التي يمكن تجربتها قبل بداية اتباع وسائل العلاج، فهي تساعد أوردة الرجل وعضلاتها على تدفق الدم بشكل أكثر فاعلية.

علاج الدوالي بالليزر
من ضمن وسائل العلاج الحديثة لمرض الدوالي استخدام الليزر (EVLT) والذي يعتبر علاجا سريعا يعمل على إغلاق الدوالي من دون جراحة، ويجرى تحت التخدير الموضعي، ومن دون ألم نسبيا.

يستغرق العلاج 60 دقيقة، يستـــطيع المريض مغادرة غرفة العلاج مشيا فور الانتهاء منه، ويستطيع أيضا ممارسة الأعمال اليومية التي تعود القيام بها حالا مع فترة نقاهة قصيرة حيث يمكن الرجوع للعمل خلال يـوم أو يومين بعد العلاج.

وهناك ثلاث مراحل للعلاج، تتضمن فحص ما قبل العلاج، العلاج نفسه، ضمادات ما بعد العلاج والمتابعة.

وبالنسبة لفحص ما قبل العلاج، فيتم فيه إجراء تصوير ‏بموجات دوبلر فوق الصوتية Doppler) (Ultrasound للأطراف السفلية مع فحص سريري لمعرفة سبب ومدى عمق المشكلة، وفي نفس الوقت يتم شرح طريقة العلاج للمريض والإجابة على كل التساؤلات التي تشغله.

وبالنسبة للعلاج، فتتم العملية تحت التخدير الموضعي، ويتم أولا تعقيم الساق المراد علاجها، ثم يدخل الطبيب المتخصص في هذا المجال أنبوبا طبيا صغيرا وخاصا في الوريد المراد علاجه في الساق أو على الفخذ، ويتم إجراء ذلك تحت الأشعة التلفزيونية، ومن خلال هذا الأنبوب سيتم إدخال أنبوب اصغر يوجد في أعلاه مصدر الليزر يتم به علاج هذه الأوردة.

وبعد الانتهاء من الخطوات السابقة من العملية مباشرة يتم وضع الطرف السفلي في ضمادات ضاغطة وتوضع الساق في جوارب ضغط طويلة.

طريقة العلاج
عند علاج الدوالي بالليزر، تسري طاقة الليزر (EVLT) عبر الألياف إلى الوريد المسبب للدوالي، فتسبب ضمور هذه الأوردة ومن ثم إغلاقها تماما، بحيث تمنع جريان الدم خلالها مستقبلا.

وهنا قد يطرح التساؤل حول احتمال وجود أي مشكلة من جراء فقدان هذه الأوردة! يجيب د. القناوي بالنفي، لأن هذه الأوردة مصابة ومسببة للمرض أصلا.

وبعد العلاج هناك أوردة كثيرة غير مصابة بالمرض سوف تعمل على نقل الدم من القدم إلى القلب بشكل طبيعي.

ويضيف د. القناوي بأن هناك آثارا جانبية يحتمل حدوثها بعد هذا النوع من العلاج، مثلها في ذلك مثل بقية العمليات.

ومع هذا فإن الآثار الجانبية لهذه العملية تكون طفيفة مثل وجود أثار كدمات مؤقتة أو ألم خفيف بعد العلاج، وهناك حالات نادرة يحدث فيها نوع من الخدر المؤقت.

وبعد إجراء أي من العمليات السابقة يجب ارتداء جوارب طبية ضاغطة للحصول على أفضل النتائج لفترة عشرة أيام.

ويساعد ارتداء هـذه الجوارب على تخفيف الكدمات وإبقاء الأوردة المعالجة مغلقة.

وهنالك اليوم جوارب طبية رقيقة وجميلة ويمكن تحمّلها بسهولة بعكس الجوارب القديمة السميكة والغليظة.

وتختفي الكدمات التي تظهر حول المنطقة المعالجة عادة بعد الأسـبوع الأول من العملية. عند معالجة الأوردة العريضة تظهر أحيانا بقع بنية فاتحة جدا بعد العلاج وتبقى لمدة 6-7 أسابي .

عودة الدوالي
إذا عولج سبب الدوالي بطريقة جيدة فسيتم الحصول على أحسن الفرص العلاجية وأعلى نسبة من عدم عودة الدوالي، ومع هذا فلا يوجد ضمان لعدم عودتها في المستقبل سواء كان العلاج عن طريق الليزر أو بالجراحة التقليدية.

وتشير الدراسات في هذا المجال إلى أن نسبة النجاح في العلاج بالليزر تقارب 98 في المائة. هل هناك أخطار لأشعة الليزر؟

لا شك في أن هناك خطرا شديدا لأشعة الليزر على العين، مثلا إذا تم تسليط أشعته مباشرة إلى العين، ولكن هناك إجراء وقائي يتبع في جميع العيادات والأقسام التي تتعامل مع الليزر، وهو وضع نظارات خاصة أثناء العملية فقط كوقاية من الحوادث العرضية.

طرق بديلة في علاج الدوالي
هنالك عدة طرق لإزالة الدوالي والشعيرات الدموية، وذلك حسب درجة ونوع الدوالي، فالدوالي الرفيعة والشعيرات الدموية تزول بجلسات الليزر الخاص بإزالة الدوالي والأوعية.

والدوالي المتوسطة الحجم تزول بالتصليب، أي بحقنها بمادة كيميائية مزيلة للدوالي باستخدام إبرة رفيعة ومن دون ألم. تستغرق الجلسة حوالي 30 دقيقة ويحتاج المريض عادة إلى جلستين أو ثلاث جلسات.

أما الدوالي العريضة (عرض الإصبع) فتعالج بسحبها من خلال إبرة رفيعة من دون ألم، بحيث لا تترك أي أثر (سحب الدوالي بالتخدير الموضعي Ambulatory Phlebectomy) وهذا فرق شاسع مقارنة بالطرق القديمة التي تتطلب التخدير العام وسحب الدوالي الذي تتلوه ندبات كثيرة مثل سكة القطار.

العلاج التقليدي، الذي يجرى عن طريق الجراحة لربط الدوالي وسحبها تحت التـــخدير الكامل، ويتضمن ذلك التنويم في المستشفى مع التعرض لمضاعفات العمليات الجراحية المحتملة وكذلك مضاعفات التخدير المعروفة.

وبالمقارنة فإن الآثار الجانبية وفترة النقاهة في العلاج بالليزر هي أقل من ذلك بكثير.