فحص الدماغ بالأشعة قد يظهر وعي مرضى الحالة الإنباتية

المشكلة هي أن السلوك الذي يقوم به المريض ليس مقياسا جيد للوعي، وأن الرنين المغناطيسي هو المقياس الوحيد لدرجة الوعي ونأمل أن تؤثر أشعة الدماغ إيجابياً على الوعي ولو ليوم واحد فقط
المشكلة هي أن السلوك الذي يقوم به المريض ليس مقياسا جيد للوعي، وأن الرنين المغناطيسي هو المقياس الوحيد لدرجة الوعي ونأمل أن تؤثر أشعة الدماغ إيجابياً على الوعي ولو ليوم واحد فقط

عند إجراء رسم لفحص المخ للمصابين بالحالة الإنباتية، قد تظهر دلائل على وعيه بعد الفحص، وقد قام فريق علماء الأعصاب من بريطانيا وبلجيكا بإجراء تصوير رنين مغناطيسي على 54 مريضاً تم تشخيص إصابتهم بالغطاء الإنباتي على المخ أو على الحد الأدنى مصاباً بإصابات في الدماغ أو مصابا بسكتة دماغية أو مصاباً بالتهاب السحايا أو غيرها من التهابات الدماغ.


قال المشرف على الدراسة "مارتين مونتي" وهو عضو مجلس البحوث الطبية لعلوم المخ في كامبريدج: "عندما طلبنا من المرضى التفكير في ضرب كرة تنس أو القيام بجولة حول المنزل أو في الحي وأجرينا مسحا على خمسة من المرضى، أدركنا أنهم قد يقومون بذلك بملء إرادتهم وهذا دليل على التفكير الواعي للمريض".

ووفقاً لإحدى الدراسات يقول الباحثون أنه في هذه الحالة يتساوى النشاط العقلي للمريض مع النشاط العقلي للإنسان السليم، لأنهم قاموا بعملية الفكر الواعي في شيء معين، وأظهرت اختبارات إضافية أن ثلاثة من المرضى يمكنهم القيام بحركات معينة تظهر وعيهم، منهم اثنين تم تشخيص إصابتهم بالغطاء الإنباتي، ولكن لم يستطع الباحثون بعد ذلك إيجاد أية أدلة أخرى، ونتيجة لكل الاختبارات تم إثبات أن 4 حالات مصابون بالغطاء الإنباتي هم في أدنى درجات الوعي.

و قال مونتي: "ليس هناك مقياس معين لعدم الوعي، فلا يمكننا معرفة ما إذا كان المخ واعيا أم لا "وأضاف قائلاً": المشكلة هي أن السلوك الذي يقوم به المريض ليس مقياسا جيد للوعي، وأن الرنين المغناطيسي هو المقياس الوحيد لدرجة الوعي".

المريض بالغطاء الإنباتي يظهر كأنه في غيبوبة ويستيقظ منها ولكن لا توجد علامات تدل على الوعي اطلاقا، فعلى الرغم من أنهم يفتحون عيونهم ولكن لا أعمال واعية، ويقول طبيب الأعصاب "ألان روبر" أن كل تصرفاتهم انعكاسية كحركات العين والتثاؤب والبلع فقط.

إن الحد الأدنى للوعي مصطلح حديث يصف المرضى الذين يعانون من حالة عدم انتظام في الوعي، وعدم انتظام في الاستجابات للمؤثرات الخارجية، وهذه الدراسة بلا شك تثير التساؤلات حول طبيعة الوعي والوعي الذاتي.

وقال روبر: "حتى لو أظهرت الأشعة تلميحات لدرجات الوعي فهناك تساؤلات حول ما يعنيه ذلك؟ كل هذا يوحي لنا أن الحياة التي نعيشها فعلا حياة لها معنى عكس هؤلاء المرضى المساكين الذين يعيشون حياة بلا معنى".

ويحذر روبر من الأمل الزائف في الشفاء من هذا المرض، فنسبة الوعي في المرضى نسبة ضئيلة جداً، فجميع هؤلاء المرضى يعانون من نقص الأوكسجين في الدماغ والذي يسمى بالسكتة الدماغية.

وقال "جوزيف فيتس" أستاذ الطب والصحة العامة: "نأمل أن تؤثر أشعة الدماغ إيجابياً على الوعي ولو ليوم واحد فقط، وقال فيتس إن استعادة المريض للاتصالات الخارجية هو الأمل المنشود لدينا، حيث إن كل الأسر تريد فقط أن يعبر أقاربهم المرضى عن رغباتهم ليس إلا، وليعلموا أن قريبهم هذا لا يعاني من أي ألم، و هذا كل ما تريده الأسر لأقاربهم المغيبون تماما ً عن الوعي.

وقال مونتي: "في هذه الدراسة تم فحص شاب في العشرين من العمر وهو مُصاب بسكتة دماغية إثر حادث سيارة، ووُجد أنه يستجيب لبعض الأسئلة ولكنه لا يتكلم، يحرك رأسه فقط لا أكثر"، وتابع مونتي قائلا: "لانزال نحاول الاتصال مع المريض على الرغم من أن هذا لا يزال من المستحيل"، ولكن إن كانت هناك نتائج إيجابية ولو كانت ضئيلة فيمكننا الوصول لشيء أفضل.

وأضاف مونتي: "يثير الباحثون أسئلة أكثر من الإجابات التي يحصلون عليها"، واختتم مونتي كلامه قائلاً: "إن العقل البشري بالرغم من أننا نتعلم المزيد والمزيد عنه فإنه لا يزال في قمة الغموض بالنسبة لنا، ونحن لا نزال نكافح من أجل فهم معنى كلمة أن يكون المريض واعيا وفهم الوعي الذاتي وتيارات التفكير".