المواد الكيميائية المستخدمة فى الصناعات الغذائية وأثرها علي صحة الإنسان

تعتمد الصناعات الغذائية بصورة رئيسية علي استعمال المواد الكيميائية سواء في زراعة الغذاء أو تصنيعه، وتشمل هذه الكثير من المواد الكيميائية الضارة مثل المواد الحافظة، الألوان والنكهات الصناعية وغيرها حتى أن بعض المواد الغذائية أصبحت تصنع من مواد كيميائية بحتة، وقد أدى استعمال هذه المواد إلى ظهور أمراض واضطرابات صحية كثيرة بين الناس مما دعا الكثير إلى التفكير في طريقة زراعة وتصنيع المواد الغذائية بطرق طبيعية لا تؤثر على صحة الإنسان ولا على بيئته.


يطلق مصطلح الـ "BIO" على جميع المنتجات التي تخلو مراحل زراعتها أو تصنيعها من استعمال الإضافات الكيميائية أو المواد الحافظة، ويرى خبراء التغذية والمختصون أن هذه الإضافات تترك آثارا سلبية على صحة الإنسان على المدى البعيد، الأمر الذي أثبتته الدراسات العلمية.

وعلى الصعيد نفسه يؤدي استخدام النكهات أو الألوان الصناعية إلى عدم تمكن المرء من التمتع بالمذاق الطبيعي لتلك المنتجات، فمنتجات الـ "BIO" أو المنتجات غير الضارة بالبيئة كما تعرف حاليا هي عبارة عن أسلوب زراعي يتجنب استخدام الكيماويات المخلقة سواء الأسمدة أو المبيدات أو منظمات النمو أو الهرمونات أو الأدوية البيطرية وإضافات الأعلاف الحيوانية في الإنتاج الزراعي.

وتعتمد هذه المنظومة إلى حد كبير على الاستفادة من كل عناصر البيئة في الإنتاج كتفعيل دورة المحاصيل الزراعية واستخدام وسائل المقاومة البيولوجية والطبيعية للآفات مع مراعاة الجوانب البيئية.
 
ورغم مرور سنوات قليلة على ظهور المنتجات العضوية في الأسواق، إلا أن منتجي هذه البضائع تمكنوا من تلبية رغبات المستهلك من جميع الطبقات الاقتصادية، وإذا ما قارنا ما طرحته محال الـ "BIO" لزبائنها قبل خمس سنوات مع ما تقدمه اليوم، فلابد للفرق أن يبدو جلياً، ففي السابق كانت المنتجات "المحافظة على البيئة" مقتصرة إلى حد ما على بعض أصناف الخضروات والفاكهة، أما حاليا فلا يوجد داع للتفكير أين ومتى وكيف أتمكن من الحصول على هذه المنتجات من خضراوات، فواكه، لحوم، مشروبات، حلويات وأجبان وحتى الملابس.

وينتشر حاليا في معظم المدن والمناطق الأوروبية، وفي مقدمتها ألمانيا محال تجارية ضخمة متخصصة تعكف على توفير ما لذ وطاب لزبائنها، وتعمل على إرضاء تنوع المذاق على مدار العام وبكلفة تكاد تكون مشابهة للمنتجات غير الطبيعية المتوافرة في الأسواق.
 
فضلا عن ذلك، فإن شبكات المحال التجارية الضخمة في ألمانيا مثل (Lidl، Aldi،Plus، Real) وغيرها التي تنتشر فروعها في جميع القرى والمدن والمناطق الألمانية بدأت منذ وقت قصير بإضافة بعض المنتجات العضوية ضمن عروضها التي تقدمها للمستهلك.

أما الأسباب التي تدفع بمؤسسات وشركات التغذية الكبيرة نحو هذا التحول، فهو إدراكها التام أن هذه المنتجات تمثل المستقبل، خصوصا مع تعالي الأصوات المطالبة بالحفاظ على البيئة ومراعاة سلامتها وصحة المستهلك على جميع الأصعدة.
 
ويمنح المنتج العضوي شعارا معينا وفق كل دولة ليميزه عن المنتج العادي، وهذا الشعار تمنحه الهيئات والمراكز المعتمدة، والتي تصدر بدورها الشهادات للمزارع والمنتجات العضوية وتراقب إنتاجه حتى تسمح بتداولها في الأسواق وفقا للقوانين والمعايير السائدة، كما تعمل هذه الهيئات أيضا على حماية هذه المنتجات من الغش ومن منافسة المنتجات الأخرى غير العضوية.

أما أكثر مستهلكي المنتجات العضوية، فهم من شريحة الطلبة الذين يبحثون عن المنتجات العالية الجودة والسعر المعتدل والمتوافرة على مدار فصول السنة المختلفة، وهي الصفات التي تضمنها المنتجات العضوية، فضلا عن طول فترة صلاحيتها وثبات مذاقها مقارنة بالمنتجات العادية.

الكثير من المنتجات المنتشرة في الأسواق ما تلبث أن تصبح غير صالحة للأكل بعد فترة قصيرة؛ بسبب ما تحويه من إضافات كيمائية أو هورمونات أو عدم مراعاة شروط حفظها، والحديث هنا غالبا ما يدور عن الخضراوات والفواكه، فرغم ارتفاع أسعار بعض المنتجات العضوية عن مثيلتها غير العضوية بشكل بسيط، إلا أنها أكثر أمانا وصحة.