مقولة «الشقراوات أكثر جاذبية وثقة».. بين الأخذ والرد

لوّني شعرك حسب شخصيتك تتحسن نفسيتك
لوّني شعرك حسب شخصيتك تتحسن نفسيتك

لأنه تاج جمالها وأنوثتها، فإن المرأة تحاول الاعتناء بكل ما يتعلق به، بدءا من صحته إلى قصته وتسريحته مرورا بلونه.


ومع تطور الشركات المتخصصة في إنتاج صبغات الشعر، ووسط فانتازيا الألوان، تحتار المرأة بين الأشقر أو الأسود أو الأحمر أو البني، وغيرها، ليحتدم الصراع التقليدي ما بين الشقراء والسمراء، مرة أخرى.

وهو صراع أججته قديما مقولة: «الرجال يفضلون الشقراوات»، ومؤخرا دراسة أميركية حديثة، تفيد بأن الشقراوات يشعرن بثقة أكبر لأنهن محطّ أنظار وإعجاب الجميع.

مصفف الشعر علاء الأسمر يتفق مع الدراسة الأميركية، مؤكدا أن الأشقر بدرجاته من البلاتيني إلى الأشقر العسلي، يعرف إقبالا كبيرا بغض النظر عن كونه موضة لهذا العام أو لا.

فالمرأة تشعر بأنها في أبهى إطلالة عندما تكون شقراء. يتابع: «للصبغة دور كبير في حياة المرأة فهي تعيد تغير شكلها وتعيد لها شبابها، بعدما يغز شعرها الشيب، كما أن فئة من النساء يغيرن لون شعرهن في كل مناسبة مثل عدسات العين حتى تكون ذات طله متجددة دائما».

تجدر الإشارة إلى أن المرأة عرفت صبغات الشعر منذ القدم، وبخاصة في الحضارتين الفرعونية والرومانية حيث تفننت في كل ما يتعلق بإبراز جمالها.

وحسب نقوشات على جدران المعابد، فقد كانت لكل من نفرتيتي وكليوباترا وصفات خاصة في صبغ الشعر والعناية به.

ومع بداية عصر النهضة كانت النساء تقمن بصبغ شعرهن باللون الأشقر المائل إلى الأحمر دلالة على علو مكانة الطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها، ومن هنا ساد الاعتقاد بأن الشقراوات أكثر مرحا من غيرهن.

تعلق نبيلة سامي (خبيرة شؤون نفسية) على الموضوع بقولها: «المرأة كائن يعشق الجمال، وكل واحدة لديها مواطن جمالية قد تكون كامنة، وما إن تعبث بداخلها وتغير من شكلها الخارجي حتى ينعكس هذا التغير بصورة إيجابية على النواحي النفسية والفسيولوجية على حد سواء.

ولون شعر المرأة يعد إحدى الركائز الهامة المؤثرة على نفسيتها، لكني لست مع الدراسة التي تقول إن الشقراوات أكثر ثقة من نظيراتهن.

هناك شقراوات تعيسات وهناك سمراوات ناجحات. صحيح أن أغلب النجمات هوليوود شقراوات ويشكلن رمزا للدلال والجمال، ولكن أغلب فاتنات السينما العربية قديما وحديثا من ذوات الشعر الغامق. ويجب أن نعي أن بين الشعر العربي والشعر الأوربي اختلافا خصوصا عند اتخاذ قرار تغيير لون الشعر».

وتستدرك سامي: «في بداية هذا العام طالعنا خبرا على الإنترنت أن الفنانة هيفاء وهبي ذات الشعر الأسود الفحمي تم ترشيحها للقب النجمة الأكثر إثارة وجمالا لعام 2009 وهذا دليل أن المسألة نسبية. كما أن أصحاب العمل لا يختارون الشقراوات في مناصب اتخاذ القرار ولكن يرون أنهن الأصلح في مجال العلاقات العامة وخدمة العملاء».

وتتابع: «الثقة المذكورة في الدراسة تأتي من التغير نفسه، لا من لون الشعر، ذلك أن تغير الشكل الخارجي يؤدى إلى تغيير داخلي، وهناك حالات كثيرة تأتي إليّ ولديها مشكلة صعبة تحتاج إلى تفكير عميق أو اتخاذ قرار، لكن ما إن تعمل الواحدة منهن على تغيير قصة شعرها، أو لونه وترتدي ملابس جديدة وتضع أجمل ما لديها من عطور، حتى تصغر المشكلة في نظرها.

لأن التغيير الخارجي يؤثر على نفسيتها بالإيجاب. من هذا المنطلق، لا أرى مانعا في صبغ شعر أسود إلى أشقر شرط أن تتم العملية على يد مصفف شعر بارع».

وتخلص سامي إلى أن تلوين الشعر من الأمور المحببة والضرورية لدى كل امرأة من وقت لآخر، لأن التغير علامة على سلامة الصحة النفسية، لكنها تنبه على ضرورة اختيار درجة لون قريبة من الشخصية، حتى تبدو طبيعية ومتألقة.

مريم خالد (27 عاما) ممن يفضلن صبغ الشعر باستمرار بدرجات الأشقر، تقول: «أول مرة قمت فيها بصباغة شعري كنت على أبواب دخول الجامعة، وكان الهدف إخفاء بعض الشعيرات الفضية التي ظهرت في شعري منذ طفولتي وهو ما وصفه الأطباء بأنه (شيب وراثي)، لكن امتزاج اللون الأشقر بالخصال الفضية وشعري البني أعطى نتيجة جميلة، أعطتني ثقة وجعلتني لا أستطيع أن أغيره بسهولة».

أما رضوى فهمي (23 عاما، معدة برامج) فتقول إن الصبغة قديما كانت فقط لمن تريد أن تخفي الشعر الأبيض، ولكن اليوم أصبحت ضرورة لإكمال الأناقة ومجاراة الموضة، ورغم أن بشرتي قمحية فإنني لم أتوانَ عن صبغ شعر بأي لون، بدءا من البني والأشقر إلى العسلي، وكل لون كان يعطيني مظهرا مختلفا ومؤثرا على طلتي. بعض الاختيارات لم تكن موفقة مع ملامحي، لكن ما العيب في هذا؟ فأنا أستفيد من أخطائي وأصلحها بسرعة».

وعلى العكس من رضوى تقول همسة سعيد (26 عاما، موظفة): «لا أتخيل نفسي يوما بلون غير أسود، وهذا لا يعنى أنني لا أصبغ شعري ولكني اختار صبغة أو (شامبو صبغة) معززة للون شعري الأصلي لتمنحه لمعانا وبريقا».

من جهتها تقول ريم الجندي (22 عاما، طالبة): «بشرتي بيضاء، لهذا استطعت أن أغير لون شعري من الأسود إلى الأشقر بطريقة طبيعية اتبعت فيها الأسلوب التدريجي.

فأنا لم أتسرع، وبدأت في تقشيره على دفعات لمدة سنة تقريبا. وهذا ما أفادني وجعل من يراني يشعر أن شعر طبيعي، وليس لدي أي نية لتغميقه في المستقبل، لأن الأشقر يبرز جمال ملامحي ويخفى بعض العيوب».

ويعلق خبير الشعر إياد البيروتي قائلا: «صبغات الشعر اليوم أعطت للمرأة الكثير من الاختيارات، وكل اختيار يمنحها طلة مختلفة.

وهناك بعض الشركات المتخصصة التي تتيح الآن فرصة تجربة اللون دون وضعه، بالدخول على الموقع الإلكتروني، لتلوين الشعر على الصورة، للتوصل إلى الدرجة المناسبة. وهي طريقة فعالة بنسبة 70% تقريبا».

يضيف إياد: «هناك نساء يحضرن ومعهن كتالوغ أو صورة لفتاة شقراء ويطلبن الحصول على نفس المظهر، في هذه الحالة أنصحها أن تختار ما يلائم بشرتها ولون شعرها، لكن عندما تصر على رأيها، فأنا اختار لها الدرجة الأقرب إلى بشرتها وأسلوب حياتها، من بين 10 درجات مختلفة. إلى جانب كل هذا، توجد خطوات يجب اتباعها حتى لا يتحول الجمال إلى قبح، مثل:

- غسل الشعر قبل صبغه بيومين حتى تغلفه الزيوت الطبيعية وتحميه من الآثار الكيميائية.

- بعد الصبغ خصوصا في المنزل، يجب الحرص على شطف الشعر بماء بارد لإيصال الدم إلى الجذور.

- الحرص على استعمال شامبو خاص بالشعر المصبوغ حتى يبقى اللون أطول مدة.

- في حالة عدم الرضا عن الصبغة يفضل عدم اللجوء إلى صبغه بلون آخر قبل 10 أيام على الأقل حتى لا تؤذى شعرك.

- تجنب صبغه بألوان افتح أو أغمق من لونه الطبيعي بـ3 درجات، فهذا يؤثر على الشعر وفروة الرأس، وأحيانا على النفسية في حالة عدم الرضا.

- تجنب استخدام صبغات المتخصصين في المنزل لأنها شديدة الحساسية للضوء وقت الاستخدام.

- يمكنك الاستعانة بالطبيعة، فالشعر الأصفر يمكن أن تشطفيه بين الحين والآخر بمغلي البابونج، والأسود بمغلي الشاي، والأحمر بمغلي الخبيزة، لإضفاء بعض اللمعان عليه.