ميشيل أوباما وكارلا بروني .. اجتماعاتهما العامة حلبة تنافس لإظهار الجمال

لقاء السيدات الاوائل: لقاء الاناقة ما بين تصميمات ديور في ملابس كارلا بروني وعز الدين علايا في جاكيت ميشيل أوباما
لقاء السيدات الاوائل: لقاء الاناقة ما بين تصميمات ديور في ملابس كارلا بروني وعز الدين علايا في جاكيت ميشيل أوباما

دائما ما تكون هناك توقعات بحدوث منافسة في الأزياء قبل كل لقاء يجمع بين السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما والسيدة الفرنسية الأولى كارلا بروني ساركوزي.


 ومن الواضح أن لكل واحدة منهما ثقة من نوع خاص بخزانة الملابس التي لديها. فقد استخدمت بروني ساركوزي، وهي عارضة أزياء ومغنية سابقة، خطوطا أنيقة وظلالا خفيفة من اللون الرمادي من العلامة الفرنسية «كريستيان ديور» لتغير صورتها القديمة التي تتناقلها المجلات إلى صورة مهيبة تليق بالسيدة الأولى لفرنسا.

ومن جانبها، استخدمت ميشيل أوباما الأناقة لخلق صورة معاصرة تناسب جميع النساء مع إظهار حماسها للموضة الرفيعة.

ولكن، بدلا من الحديث عن أن الموضة تمثل موضع اهتمام مشترك وربما تقرب بين الاثنتين، نظر إلى الأمر على أنه سبّب عداوة ومنافسة.

ويجري التعامل مع ذلك كما لو كان محل تنافس دولي. ومن المحتمل أن يعيد الاجتماع بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي داخل واشنطن وحفل العشاء، الذي أقيم ليلة أمس، بين الرئيسين وزوجتيهما هذه المنافسة في مجال الموضة، التي وصلتها إلى ذروتها في ربيع 2009 عندما تقابلت الاثنتان في مدينة ستراسبورغ الفرنسية.

وكان ذلك بمناسبة قمة الناتو، وتعاملت وسائل الإعلام مع اللقاء كما لو كان عرضا للأزياء. ووصف اللقاء بمصطلحات تستخدم عادة مع أشخاص متنافسين: «عملاقتان في مجال الموضة تتقاتلان في معركة الحياكة» و«الزوجتان سوف تتقاتلان مجددا» و«مواجهة في عالم الموضة».

وكانت النبرة توحي بمشاحنة بين الاثنتين، وبدا الأمر كأنه شيء بعيد عن الواقع وكأسلوب يعود إلى الخمسينات في النظر إلى امرأتين متميزتين، ولم تكمن المشكلة في الاهتمام بأناقتهما.

فعلى أي حال، تنظر الاثنتان إلى الموضة بصورة مختلفة عن سابقتيهما، وينتج عن ذلك حكايات، تفرض نفسها، تتناول التغيرات الاجتماعية والثقافية، فالأزياء ليست شيئا إذا لم تكن مؤشرا على العادات الاجتماعية المتغيرة.

ولكن، كانت المشكلة في اللغة، حيث جعلتنا المبالغة نشعر كأن كل واحدة منهما ستقوم فجأة بانتزاع دبابيس الزينة من ثياب الأخرى وتحطيم لياقتها.

 ولا تتعامل هذه اللغة مع الأزياء كوسيلة متميزة يمكنها إظهار شخصية المرء. ولكن، تتعامل مع الموضة على أنها جوهر شخصية الفرد وأنه يستحق القتال من أجلها، كما كان يحدث، لأنه كل ما يملكه الفرد.

وأنقصت المبالغات من منزلتهما عن طريق تحويل اجتماعاتهما العامة إلى ما يشبه حلبة مصارعة لإظهار الجمال.

وكما هو معروف، لا تترك لغة المنافسة في الأزياء مساحة كبيرة لإظهار المضمون، فهي تعتمد على الفكرة القديمة التي تقول إن أي امرأتين، ولا سيما امرأتين فاتنتين، يجب أن تتنافسا على المستوى الظاهري، بدلا من الدخول في تقييم عقلاني للأناقة وكيف تؤثر في الساحة العالمية.

ولا تحظى المرأتان بالاهتمام المناسب، ولا يتم عرض صناعة الأزياء بصورة ممتازة. ومن المؤكد أن النساء يستخدمن الأزياء كوسيلة للتأثير طيلة الوقت ولتعزيز ثقتهن والإعراب عن رفضهن.

والمرأة التي تصل إلى حفل زفاف أفضل صديقاتها في ثوب قصير محكم يكشف ما تحته لا تبعث برسالة حب ودعم، بل تقدم نفسها كبديل ونقطة محورية في وقت لا يجب أن يكون هناك من ينافس مع العروس، التي يفترض أن تكون موضع الاهتمام.

ولكن، يمكن أن تكتنف لغة الملابس تعقيدات، وفي بعض الأحيان تكون هناك مبالغات. وفي لحظات الغضب أو المرح، فإن الخيارات التي يتخذها الناس بخصوص ما يرتدونه، تدلل على الإحساس العام والتقاليد الثقافية والراحة الشخصية والملائمة الاجتماعية.

وفكرة صدام الأزياء فيه سذاجة، ويجعل هاتين المرأتين - ميشيل أوباما بدرجاتها العملية التي حصلت عليها من جامعات «إيفي ليغ»، وبروني ساركوزي المغنية متعددة اللغات - وكأنهما عاجزتان وغير قادرتين على نطق أي شيء أكثر من «ثوبي أجمل من ثوبك».

والتعامل مع الأزياء بهذه السذاجة يمثل عنصر إحباط على ضوء طبيعة دور كل منهما. وفي الأغلب، تبقى هاتان المرأتان صامتتان خلال هذه المناسبات. وتظهران في الخلفية، وتبدو كل واحدة كأنها غير مكترثة للمشاركة.

 وفي أبريل (نيسان)، رأى الناس صورا للأماكن التي تتردد عليها المرأتان. والتقطت لهما صورا وهما جالستان خلال زيارة وجها لوجه، ولكن لم يسمع الجمهور ما تتحدثان بشأنه.

كانت بروني ساركوزي قد خلعت معطفها الرمادي ووضعته مكوما إلى جانبها، فيما كانت أوباما قد خلعت معطفها الأسود ولكنه لم يكن في إطار الصورة.

وكانت الوسيلة الوحيدة للعثور على شيء ذي مغزى في الصورة، هي الطريقة التي تعاملت بها بروني ساركوزي مع معطف «ديور» الخاص بها. أو قرار أوباما ارتداء طقم من «ثاكون بانيشغول».

وللثياب أهميتها، وبصراحة، فإن لها دورا في توضيح شخصية المرء. ولكن هل هي معركة على ثياب نسائية بين امرأتين ناضجتين؟ وسواء كانت مزحة أم مبالغة ممتعة، تظهر القصة على النمط القديم البعيد عن الواقع.

ويكمن جزء من جمال الأزياء المعاصرة في القواعد التي سقطت في الأغلب، وحرية النساء في اتخاذ قراراتها، حتى في هذه المناسبات، وعندما تكون السيدة الأولى لدولة ما.

ارتدت أوباما شورتا على الطائرة «آير فورس وان»، وارتدت ثوبا بلا أكمام عند التقاط صورة رسمية.

وارتدت بروني ساركوزي ثوبا محكما يكشف ما تحته في عشاء رسمي، ولديها خزانة ثياب بها أحذية راقصات البالية غير رسمية تستخدمها في المناسبات الرسمية.

وثمة تبعات لهذه الخيارات: رفض من وسائل الإعلام وكلام حول ما إذا كان الثوب مناسبا.

ولكن، تظهر التعليقات السلبية: كيف تحرر النساء نفسها من قواعد الأزياء، وبالتبعية من قواعد المجتمع.

ويعتمد الخلاف الحقيقي الوحيد المرتبط بالموضة، التي تتسبب فيه هذه النسوة، على الاستقلالية والفردية، وهذا خلاف يستحق الاحتفال به.