المرأة الأميركية تصوغ هويتها .. في ليلة بمتحف المتروبوليتان

725 ضيفا طغت على ملابسهم الاناقة.. لكن بتعليمات من رئيسة تحرير «فوج»
725 ضيفا طغت على ملابسهم الاناقة.. لكن بتعليمات من رئيسة تحرير «فوج»

كانت آنا وينتور، رئيسة تحرير مجلة «فوغ»، تنتظر على قمة سلالم مغطاة بسجادة حمراء، وكانت ترتدي فستانا ذهبيا من تصميم «شانيل» وسترة .. أما الشخصيات الأخرى المشاركة في الحدث السنوي، الذي نظمه «معهد الملابس» في متحف المتروبوليتان بنيويورك تحت عنوان «المرأة الأميركية: صياغة هوية وطنية»، كان هناك أوبرا وينفري وباتريك روبنسون، نائب الرئيس التنفيذي لشؤون التصميم لدى متاجر «غاب».


كان من الممكن أن تتخذ الأمور مسارات متنوعة بالأمس بالنظر إلى عنوان المعرض الذي كان من الممكن أن يضم ملابس أطفال تعكس حقبة موسيقى «الجاز» الجديدة أو أصحاب الصيحات اللافتة للانتباه وتخرج عن الأعراف أو أنصار حقوق المرأة أو نجوم هوليوود، وهذه مجرد أمثلة قليلة من قائمة طويلة.

إلا أن غالبية النساء اللائي حضرن المعرض من بين إجمالي 725 ضيفا طغت على ملابسهن الأناقة على نحو لافت، وبذلن أقصى ما في وسعهن للالتزام بتنبيه آنا وينتور لهن عبر رسائل بعثتها من خلال البريد الإلكتروني لضرورة حضورهن في الموعد المحدد.

من الممثلات حضرت ديان كروغر وإيفا منديس وديمي مور وكيت بوزوورث وماريان كوتيلارد وآن هاثوي وجيسيكا بيل وجيسيكا ألبا زو ونعومي واتس وجنيفر لوبيز وغيرهن.

وكان هناك عارضات الأزياء مثل نعومي كامبل التي استضافتها قبل ليلة أوبرا وينفري في برنامجها الشهير. وتألقت كامبل في فستانها الذي جاء مخالفا لما تعرضه في أسابيع الأزياء.

وقالت كامبل إنها لا تتبع أي نظام للحمية، وإنها تدخن أحيانا، مضيفة «إلا أنني أعمل بجهد وأستحق كل مليم أتقاضاه».

الليلة كانت أميركية بكل مقاييسها. إلا أن آن وينتور حاولت إعطاء نفحة فرنسية قائلة في ردها على سؤال حول ما إذا كانت شعرت بتعرضها لضغوط لارتداء ملابس من ابتكار مصممين أميركيين.

ابتسمت وينتور وقالت، في تصريحات لصحيفة «نيويورك تايمز»: «حسنا، مثلما ترون في المعرض، فإن جميع الحضور يرتدين ملابس فرنسية».

يذكر أن وينفري كانت ترتدي ملابس من تصميم أوسكار دي لا رنتا، الذي دعا العمدة مايكل بلومبرغ وباربرا والترز، من بين آخرين، للجلوس على طاولته.

خلال السنوات الأخيرة، تضمنت الأفكار التي دارت حولها المعارض التي أقامها «معهد الملابس» «الولع الإنجليزي»، وقد ساعد ذلك على الأقل في توجيه الحضور لكيفية اختيار ملابسهم في الحفل الذي وصل سعر حجز الطاولة الرئيسية به هذا العام إلى 250 ألف دولار، وقدمت ليدي غاغا فقرة غنائية بعد العشاء.

لكن معرض هذا العام الذي تولى تنظيمه أندرو بولتن، أمين المعرض، ركز على أنماط الملابس التي سادت في الفترة بين العقد الأخير من القرن التاسع عشر وعقد الأربعينات من القرن العشرين، بالاعتماد على قطع استثنائية من مجموعة «متحف بروكلين» من فساتين «ورث» وملابس رجال مخصصة للعمل.

كان من المثير للصدمة مدى ضآلة الأجساد والخصر والأقدام التي سادت المعرض.

وبطبيعة الحال، كان لدى كل مشارك من الحضور فكرة خاصة به حول ما يميز النسق الأميركي.

في هذا الصدد، قالت فيرا وانغ، التي كانت ترتدي فستانا أبيض طويلا أثناء حديثها إلى أعضاء أسرة «نيو هاوس»، ثم ويندي مردوخ التي كانت ترتدي فستانا من الحرير الأخضر بذيل أسود طويل: «أعتقد أن العنصر المميز هو الثقة».

وكان فستانها من تصميم برابال غورونغ الذي بدأت التعامل معه حديثا. وأشارت إلى أن وينتور نصحتها بارتداء ملابس من تصميمه.

العميل البريطاني جيمس بوند (دانيال كريغ) حضر بصحبة ساتسوكي ميتشل التي ارتدت فستانا لا يختلف كثيرا عما ارتدته زميلاتها في تلك الليلة الأميركية. كما حضرت الممثلة جيسيكا بيل مع جاستن تيمبرليك.

على بعد بضعة أقدام، كانت تسير كل من نيكول ريتشي في فستان فضي من تصميم مارك جاكوبس، وتحاول تفادي ذيل فستان ويندي مردوخ، ومارغريتا ميسوني في فستان أسود طويل عار تقريبا من الجانبين.

وقالت ميسوني: «أريد إعادة روح التسعينات»، أما ريتشي فقالت إنها رغبت في ارتداء ملابس مواكبة للعصر الحالي، مضيفة أنه «في الواقع أحب ارتداء الفساتين الطويلة كثيرا».

عبر «بيتري سكلبتشر كورت»، التي تقام بها حفلات الكوكتيل، أحيت لورين سانتو دومينغو أيضا روح التسعينات، منوهة بمصمم يدعى توم فورد تردد اسمه على كثير من الألسنة.

أما الفستان البيج الطويل الذي كانت ترتديه بالفعل فكان من تصميم «برونزا شولر». وكانت تقف مع كلوي سيفيني التي كانت ترتدي فستانا تركوازيا لامعا من تصميم «برونزا شولر».

وقالت سيفيني موجهة حديثها لسانتو دومينغو: «لم أتمكن من جذب فستانك، ولم تتمكني من جذب فستاني». وبدا أنهما متفقتان على هذه الفكرة.

من جانبه، شرح كريستوفر بايلي، مصمم «بيربري»، فكرته عن الطراز الأميركي بقوله: «إنه بسيط وعملي ومريح مع لمسة من الجاذبية. وأرى أن لورين هتون تعد تجسيدا لهذا الطراز».

ارتدت فرانكا سوزاني رئيسة تحرير «إيتاليان فوغ»، فستانا بيج من الحرير من تصميم «فالنتينو». وأكدت أنه «بالنسبة لي، الموضة الأميركية تعني تشارلي جيمس».

أما جنيفر لوبيز فقد ارتدت فستانا من تصميم زهير مراد، وجاء التصميم متناسقا مع ما هو مطلوب في تلك الليلة.

جدير بالذكر أن دكتورة ليزا أيران، المتخصصة في الأمراض الجلدية في مانهاتن، رغبت في ارتداء فستان من تصميم تشارلي جيمس، لكن صديقتها مصممة الأزياء غيلز ميندل أثنتها عن هذه الفكرة باعتبارها غير مناسبة.

وعليه، اتجهت أيران إلى مكتبة متروبوليتان وأجرت بعض الأبحاث، ثم كلفت ميندل بتصميم فستان لها يحمل الطابع المميز لتشارلي جيمس.