ريما فقيه تحتفظ بلقب ملكة جمال أمريكا رغم "رقصة التعرّي"

تصف رنا شقيقتها بأنها "رياضية وجميلة وروحها مرحة واجتماعية" وفي الصورة ريما فقيه في احد الملاهي
تصف رنا شقيقتها بأنها "رياضية وجميلة وروحها مرحة واجتماعية" وفي الصورة ريما فقيه في احد الملاهي

أكد متحدّث باسم منظمة "ملكة جمال الولايات المتحدة" لإحدى القنوات الأمريكية أن ريما فقيه ستحتفظ بتاجها رغم الكشف عن صور لها في مسابقة للرقص على العمود تخللها مشاهد تعرٍّ خلال عام 2007 برعاية إذاعة ديترويت.


ووفقاً للمصدر نفسه فإن الملكة الجديدة ذات الأصول اللبنانية تأخذ على محمل الجد التدريبات الإعلامية التي تتلقاها لكونها ستتعرض للكثير من الأسئلة عن فوزها بمسابقة رقصات التعرّي التي نظمتها تلك الإذاعة.

وكانت صحيفة "تليغراف" البريطانية أوضحت أن ريما لم تتخلص من ملابسها بالكامل أثناء المسابقة، لكنها ظهرات بملابس فاضحة جداً، وكانت تتلقى أموالاً من المتفرجين كعادة راقصات التعري في الملاهي الليلية، مشيرة إلى أنها فازت بالمسابقة، وكانت الجائزة عبارة عن عمود ترقص عليه الفتيات.

وسبق أن سحبت لجنة مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة لقب ملكة الجمال من متسابقات تبيّن أن في سجلهن نوعاً من التعري وسحب اللقب من كيتي ريز، ملكة جمال الولايات المتحدة 2007 بعد أن ظهرت صور مثيرة لها على مواقع الإنترنت.
 
وفي بلدة صريفا جنوب لبنان، كان لافتاً أن غالبية أفراد عائلتها لم تتفاجأ بفوز حسناء قريتهم باللقب، وأكدت شقيقتها رنا أنهم لم يصدموا للنتيجة لأنها كانت متوقعة بالنسبة لهم، مضيفة أن شخصية أختها المحببة جعلتها تأسر قلوب لجنة الحكام بمرحها وذكائها وسرعة تأقلمها مع محيطها.

وأضافت: "داخل المنزل تكون ريما لبنانية وعندما تخرج إلى الشارع والأماكن العامة تصبح أمريكية، تقلّد السياسيين والمطربين ولها تعليقات ساخرة حول العلاقة النمطية بين العرب والإرهاب، وهي تتكلم (العربية) وتغني لفيروز وترتجل الشعر، كما أنها تؤلف العتابا (نوع من الشعر اللبناني الجبلي)، وتلعب كرة سلة وتحب الطعام العربي واللبناني مثل الملوخية وطبق الفتوش".

 ولا تخاف رنا على ريما من التعليقات التي ركزت على أصولها الإسلامية لكونها منحدرة من عائلة شيعية من جنوب لبنان، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعرض في أوقات سابقة لانتقادات عنيفة بسبب أصوله الإفريقية وهو سياسي بارز.

وقالت شقيقتها إن ريما باعت سيارتها "لتشارك في مسابقة ملكة جمال ولاية ميتشيغان بهدف نيل منحة جامعية لدراسة المحاماة بعدما حازت شهادة في إدارة الأعمال، فهي منذ صغرها تناصر المظلومين وعملت كثيراً متطوعة في مجال الخدمات الإنسانية".

 من جانبها، قالت حنين فقيه (زوجة شقيق ريما) إنها كانت تتوقع بكل جوارحها أن تفوز ابنة قريتها باللقب لأنها تعرف من هي ريما ومدى جاذبية شخصيتها، ومن جانبهما أبدت كل من أوغاريت وأليسا (شقيقتا ريما) إعجابهما بالإنجاز الكبير الذي تحقق لأختهما، مقرظين على شخصيتها الطيبة والحنونة.

وسائل إعلام إسرائيلية: ملكة جمال أمريكا على علاقة بحزب الله
شنّت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية هجوماً قاسياً على الشابة الأمريكية من أصل لبناني ريما فقيه، التي حصدت لقب ملكة جمال الولايات المتحدة، وربطت بينها وبين ما سمته "إرهاب حزب الله"، ونشرت لها صوراً وإلى جانبها علم الحزب.

وتحت عنوان "ملكة جمال أمريكا: لبنانية على علاقة بالإرهاب"، وفي موضع آخر "على علاقة بحزب الله"، نشر موقع "ماكو" الإسرائيلي تقريراً حول الموضوع.

وجاء في مطلع التقرير: "تعرّفوا إلى ملكة جمال أمريكا، شابة لبنانية، أبناء عائلتها، على ما يبدو، ناشطون في منظمة حزب الله". ومضى التقرير يتحدث عن كون فقيه سجلت خطوة تاريخية بكونها أول عربية أمريكية تحصد هذا اللقب، لكنه لم يلبث أن أعاد تذكير القراء بأنه "فقط في الأسبوع الماضي، نشرنا أن أقرباء فقيه هم في أقل تقدير نشطاء في منظمة حزب الله الإرهابية".
 
وتابع التقرير: "في الأسبوع الماضي فقط، ادّعت الكاتبة والمدونة دافي شلوسيل أن فقيه ابنة عائلة شيعية متطرفة، تدعم بشكل مباشر منظمة حزب الله، وادعت شلوسيل في مدونتها أن مصادر استخباراتية أكدت لها أن ثلاثة أشخاص على الأقل من أبناء عائلة ريما فقيه، يتقلدون مناصب مؤثرة في حزب الله، وعلى الأقل ثمانية من أبناء عائلتها كانوا مخربين وقتلوا خلال حروب مع إسرائيل في الماضي"، على حد تعبير الموقع.

وأضاف: "شلوسل التي تكتب في "النيويورك بوست" وفي "الجيروزاليم بوست"، كانت قد طلبت من منظمي المسابقة استثناء فقيه منها بسبب دعمها للإرهاب".

أما موقع صحيفة "معاريف" فذكر في صدر صفحاته أن "ملكة جمال أمريكا الجديدة لها علاقة بحزب الله"، وذكر هذا التقرير أيضاً ما نقل على الكاتبة دافي شلوسيل، حول علاقة فقيه بالحزب اللبناني، كما ذكرت الصحفية أن "فقيه قالت لمنظمي المسابقة إن عائلتها تحتفل بالأعياد المسيحية كما تحتفل بالأعياد الإسلامية".

ولم يقف الموضوع عند ما تناولته وسائل الإعلام، ولكن بدا واضحاً من تعليقات الإسرائيليين على الخبر أن فوز فقيه استفزهم، حيث كتب أحد المعلقين: "يا للعار كيف لهذا أن يحدث"، فأجابه أحدهم "بعد فوز أوباما بالرئاسة بات كل شيء متوقع". ولخص ثالث الموضوع بقوله: "أنا سألخص كل شيء بكلمتين: كاهانا صدق".

وهناك من كتب "ملكة حزب الله تبدين قنبلة، ولكنك موقوتة"، وقال آخر في سياق "القنابل" أيضاً "ستأتيهم ذات يوم وهي تضع قنبلة وستنفجر في وجوههم".

وقالت إحدى المعلقات: "ما تبقى الآن هو أن تساعد في تفجير المزيد من المباني .. الأمريكيون أغبياء، يتم إنزال قنابل عليهم فيعتقدون أنها مطر، ولكن بغض النظر عن هذا كله ، فإنها (أي ريما) فاتنة جداً".

من جانب آخر، انشغلت عائلة ريما فقيه في لبنان باستقبال سيل المهنئين والإعلاميين في بلدة صريفا الجنوبية، مؤكدة في مواجهة بعض الشائعات عدم ارتباطها بأي تيار سياسي وانفتاحها على كل الحضارات والأديان.

وتقول عمة ريما، عفيفة فقيه سعيد (62 عاماً) وهي تقدم البقلاوة والقهوة للزوار: "رفعت ريما رأسنا، رفعت رأس جنوب لبنان".

ووضغت في المنزل المؤلف من طبقتين صورة كبيرة لريما بعد أن فازت بلقب ملكة جمال ولاية ميشيغان. كما توزعت في أرجاء المنزل الصحف المحلية الصادرة اليوم والتي حملت كلها صور "بنت صريفا أجمل الأمريكيات"، كما كتبت جريدة "النهار".

ولا ترى عفيفة التي تضع الحجاب، أي تناقض في ظهور ابنة أخيها بالبيكيني في مسابقة للجمال، وتقول: "الغربيون يصفوننا بالإرهاب والقتل لكننا في الواقع نحب الحياة والحب والجمال لاسيما جمال النفس".

وتقول عفيفة التي تجيد الانكليزية والفرنسية إن عائلتها "لا تملك اي ميل سياسي وأي ارتباط مع أحزاب سياسية"، مضيفة ان شقيقها ربّى عائلته "على عدم التفريق بين مسلم ومسيحي. نحن عائلة منفتحة".

وروت أن والد ريما "كان يرفض دائماً دخولها في مجال الجمال، لكنها طموحة ووالدتها كانت تشجعها".

وتعشق ريما السفر وترغب في أن تصبح محامية. وقد تلقت دروسها في مدرسة كاثوليكية في نيويورك، وصرحت خلال المسابقة للمنظمين بأن عائلتها تحتفل بالأعياد الاسلامية كما المسيحية.

وتروي شقيقتها رنا المستقرة حالياً في صريفا مع عائلتها، أن "والدي الذي كان معارضاً لمشاركة ريما في مسابقات الجمال، قال لي عبر الهاتف متأثراً بعد التتويج: شقيقتك أول شيعية تحمل لقب أكبر دولة في العالم".

وتابعت رنا "نحن لبنانيون وأمريكيون. في الولايات المتحدة، لا أحد يسأل هل انت شيعي ام سني. كلنا تحت النظام الأمريكي". وانتقدت محاولة بعض الاعلام الأمريكي "تشويه صورة ريما بالقول إنها مع حزب الله".

وتصف رنا شقيقتها بأنها "رياضية وجميلة وروحها مرحة واجتماعية".

ويعبر ابراهيم سعيد، أحد أقرباء ريما، بدوره عن فخره بالقول "لقد شهدت صريفا اخيراً هزات أرضية عديدة خفيفة. الا ان فوز ريما أحدث هزة عالمية".