استراتيجية علاجية جديدة تعمل على إبقاء بعض السرطانات في حالة خمول

تعتمد الاستراتيجية على تحويلها إلى مرض مزمن مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم
تعتمد الاستراتيجية على تحويلها إلى مرض مزمن مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم

وتشمل الدراسات حول علاج السرطان الذي يستغرق فترة أطول ما يسمى العلاج التحفظي، والذي يساعد على عدم حدوث انتكاسة مرة أخرى.


إنها استراتيجية لتحويل السرطان إلى مرض مزمن مثل داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم، والتي يتم السيطرة عليها عن طريق استخدام الأدوية بصورة مستمرة.

وكالعادة، يتوقف مرضى السرطان عن تناول الأدوية المضادة للأورام بمجرد أن يتقلص حجم الأورام التي يعانونها أو يدخل المرض مرحلة الخمول. ولا يستأنفون تناول الأدوية حتى يبدأ الورم في النمو مرة أخرى. وفي دراسة لنحو 600 مريض تم الإعلان عنها يوم الخميس قبل الماضي، قلل استخدام أدوية ليناليدومايد بعد زرع الخلايا الجذعية بصورة كبيرة من تكرار حدوث مرض المايلوما المتعددة، وهو سرطان النخاع العظمي.

وبعد ثلاث سنوات، لم يعان 68 في المائة من المرضى الذين تناولوا الأدوية من تطور المرض، بالمقارنة بـ35 في المائة من الذين تناولوا الدواء.

وقال ميشيل أتال بمستشفى بوربان في تولوز بفرنسا، وهو المؤلف الرئيسي للدارسة، في محادثة هاتفية: «إن ذلك له أهمية إكلينيكية كبيرة بالنسبة للمرضى».

وكشفت دراسة أخرى أن عامين من العلاج التحفظي باستخدام دواء «رايتوكسيماب» قلل من مخاطرة تكرار مرض السرطان لدى نصف عدد المرضى الذين يعانون سرطان الغدد الليمفاوية، والذي لا يعد من أنواع مرض هودجكين أو لمفومة هودجكين. وشمل هذا الاختبار نحو 1000 مريض استجابوا للعلاج الأولي باستخدام «رايتوكسيماب» بالإضافة إلى العلاج الكيميائي.

والأفراد الذين واصلوا الحقن بعقار «رايتوكسيماب» كل ثمانية أسابيع، كان معدل الانتكاسة عندهم 18 في المائة بعد نحو عامين. وكان معدل الانتكاسة عند الأفراد الذين توقفوا عن تناول هذا الدواء بعد الاستجابة في بادئ الأمر 34 في المائة.

ولم توضح أي من الدراستين بعد أن العلاج التحفظي يسمح للأفراد بالعيش لفترة أطول. حيث إنه فيما يتعلق بسرطان النخاع العظمي وسرطان الغدد الليمفاوية، يستطيع الأفراد العيش لمدة عقد من الزمان أو أكثر بعد التشخيص. من الممكن أن يتسبب استخدام الأدوية على المدى البعيد في آثار جانبية، إضافة إلى أنه يعد أمرا مكلفا، حيث إن العلاج التحفظي باستخدام عقار «رايتوكسيماب»، الذي تبيعه شركة «جينيتيك» باسم «رايتوكسان»، لمدة عامين نحو 50 ألف دولار.

ويتكلف العلاج باستخدام عقار «ليناليدومايد»، والذي تبيعه شركة «سيلجين» باسم «ريفليميد»، أكثر من 6 ألاف دولار في الشهر.

وفيما يتعلق بسرطان المبيض، دأب الأطباء لفترة طويلة على البحث عن طريقة للكشف عن سرطان المبيض مشابهة للتصوير الإشعاعي للثدي، وهي طريقة لاكتشاف الأورام في وقت مبكر مما يجعلها قابلة للعلاج.

وأحد التحديات الكبرى هو أن سرطان المبيض حالة نادرة للغاية. ويثير ذلك مخاطرة الاختبارات الإيجابية الكاذبة، مما يخضع الكثير من السيدات إلى عمليات جراحية لا داعي لها.

ويقول باحثون بمركز «إم دي أندرسون» لأمراض السرطان بجامعة تكساس إن الاستجابة قد تكون كاذبة ليس في بعض الاختبارات الجديدة، لكن في الاختبارات القديمة، وهو نوع من الاختبارات يقيس كمية بروتين يسمى سي إيه 125 في الدم.

ويتم استخدام هذا الاختبار الآن لاكتشاف سرطان المبيض، لكنه ليس أداة يمكن التعويل عليها في اكتشاف الظهور الأولي لهذا المرض. لكن الباحثون حاولوا التغلب على ذلك عن طريق تعقب التغييرات في نسبة بروتين سي إيه 125 بمرور الوقت. وشملت الدراسة أكثر من 3200 سيدة سليمة بعد انقطاع الطمث، حيث تم إعطاء كل منهن رقم للمخاطرة محسوب من نتيجة بروتين سي إيه 125 وعمرهن.

وتم إخبار النساء اللاتي لديهن أرقام مخاطرة منخفضة بأن يعودوا مرة أخرى بعد عام للخضوع لاختبار سي إيه 125، والنساء اللاتي لديهن أرقام مخاطرة متوسطة تم إخبارهن بالعودة بعد ثلاثة أشهر. أما بالنسبة للنساء اللاتي لديهن أعلى أرقام للمخاطرة، فتم تحويلهن للخضوع إلى فحص بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل، مع احتمالية الخضوع لعملية جراحية بعد ذلك.

وبعد تسع سنوات، لم تخضع لعمليات جراحية سوى ثمانية نساء منهن. وكان هناك ثلاث يعانين من السرطان التوسعي، تم اكتشافه في فترة مبكرة مما جعله قابلا للعلاج. وكانت اثنتان تعانيان من السرطان الأقل ضررا، وثلاثة كن لا يعانين من السرطان.

وقال الباحثون إن ذلك كان مشجعا من حيث تجنب العمليات الجراحية غير الضرورية. وفشل الفحص في اكتشاف حالتين من السرطان الأقل ضررا لكنه لم يخفق في أي من حالات السرطان التوسعي. ومع ذلك، قالت الدكتورة كارين لو، قائدة فريق البحث، إن النتائج لم «تغير الممارسات في ذلك الوقت» لأنه لم يكن من المعروف ما إذا كانت استراتيجية الفحص ستنقذ حياة المرضى أم لا. ويتم حاليا إجراء دارسة تشمل أكثر من 200 ألف امرأة في بريطانيا للإجابة على هذا السؤال، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن النتائج عام 2015.

وشارك الدكتور روبرت باست، وهو أحد مؤلفي الدراسة، في اختراع اختبار سي إيه 125، ويتلقى عائدات عن استخدامه. وتم إجراء اختبار اليوغا، بقيادة الباحثين في جامعة روتشستر، بصورة عشوائية على 410 من بين الأفراد الذين تعافوا من السرطان في المراحل الأولى، لكن لديهم مشكلات متعلقة بالنوم بعد الانتهاء من العلاج.

يقوم نصف المرضى بجلسات اليوغا من مرتين إلى أربع مرات في الأسبوع، لكن الباقون لم يفعلوا ذلك. وبناء على استطلاعات الرأي، استطاع الأفراد الذين قاموا باليوغا النوم بصورة أفضل، وانخفض لديهم الإحساس بالتعب.