لأول مرة منذ 1977 .. الملكة إليزابيث الثانية تزور ملاعب ويمبلدون للتنس

ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية حضرت المباريات وتتناولت الغداء مع اللاعبين، وفي الصورة تصافح السويسري روجيه فيدرر الفائز بلقب ويمبلدون ست مرات
ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية حضرت المباريات وتتناولت الغداء مع اللاعبين، وفي الصورة تصافح السويسري روجيه فيدرر الفائز بلقب ويمبلدون ست مرات

حضرت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية يوم الخميس الماضي إلى ملاعب بطولة ويمبلدون لكرة المضرب في أول زيارة تاريخية لها وظهورها في المقصورة الملكية منذ عام 1977. وقابلت الملكة، 84 عاما، لاعبين سابقين وحاليين، كما تابعت أبرز المواجهات على ملاعب البطولة البريطانية، التي تعتبر واحدة من الدورات الأربع الكبرى في كرة المضرب المفتوحة.


وبسبب هذه الزيارة التاريخية قام اللاعبون بإحياء التقليد التاريخي والانحناء أمام المقصورة الملكية، وهي إحدى اللقطات التي كانت تميز ويمبلدون عن غيرها من الدورات.

وقال تيم فيليبس، مدير الدورة إنه «سعيد وفخور» لحضور الملكة. وتناولت معظم وسائل الإعلام البريطانية هذا الحدث التاريخي. وكانت قد ظهرت مدرجات الملاعب دون أي حضور يذكر للمتفرجين. لكن الاعتقاد هو ليس عزوف الناس عن الحضور إلى المناسبة السنوية والأشهر في العالم، ولكن بسبب تزامن المنافسة مع مباريات كأس العالم في جنوب أفريقيا.

والملكة إليزابيث هي راعية النادي، كما أن حضورها الأخير من أصل ثلاث زيارات قامت بها، حصل عام 1977 خلال احتفالها باليوبيل الفضي، الذي حمل أيضا اللقب الأخير للبريطانيين في الفردي عبر فيرجينيا ويد. وخاض البريطاني أندي موراي مواجهته على الملعب الرئيسي خلال حضور الملكة، وتمكن من الفوز ليتقدم في مشواره في المنافسات، مما أسعد الملكة، خصوصا أن أبناء بلدها لم يحالفهم الحظ في الفوز في هذه البطولة منذ آخر زيارة لها عندما فازت فيرجينيا ويد ببطولة السيدات في المنافسة الفردية.

هذا، ويعتبر الأمير إدوارد دوق كنت ورئيس نادي عموم إنجلترا، الوجه الملكي الدائم في البطولة.

ودرجت العادة أن ينحني اللاعبون أمام المقصورة الملكية لدى دخول الملعب ومغادرته، لكن هذا التقليد توقف عام 2003 وفقا لرغبات الدوق، إلا بحال وجود الملكة إليزابيث أو الأمير تشارلز ولي العهد.

وقالت الأميركية سيرينا ويليامز حاملة لقب فردي السيدات، إنها تشعر بالقلق حيال اللعب أمام الملكة، مردفة: «ستكون انحناءتي ممتعة. إنه أمر لن أنساه أبدا، إذا لم تسنح لي فرصة لقائها».

أما الإسباني رافايل نادال المصنف أول عالميا فقال إنه متحمس لهذه الزيارة: «بالنسبة لي إنه شرف كبير أن أشاهد الملكة في المقصورة. أود أن تسنح لي فرصة إلقاء التحية عليها».

وسارت الملكة على شرفة «أورانغي» (المعروفة تحت اسم «تلة هيل»)، حيث يتجمع عشاق اللعبة الذين لم تسنح لهم فرصة الحصول على تذاكر المباريات، لمشاهدتها على شاشة عملاقة.

وتابعت الملكة مواجهة بطولة الناشئين خلال الزيارة، قبل توجهها إلى مقر أعضاء النادي للقاء اللاعبين السابقين والحاليين.

وبعد الغداء، أخذت الملكة مكانها في المقصورة الملكية لمتابعة المباريات. وقال متحدث باسم البطولة إلى وكالة الصحافة الفرنسية: «الكل هنا متحمس للغاية. أنا متأكد أننا سنقدم كل جهدنا لتبدو الأمور على أفضل ما يرام، إنها طريقة ويمبلدون للتأكد من أن الأمور مثالية».

وأضاف: «نحن سعداء للغاية، متحمسون وجاهزون لهذه الزيارة. أتمنى أن ننجح في تقديم عرض جيد وبعض كرة المضرب الجيدة».

وتناولت الملكة خلال زيارتها لملاعب ويمبلدون وجبة الغداء مع عدد من نجوم التنس المشاركين في بطولة ويمبلدون.

وكان الغداء الملكي بالنسبة للنجم السويسري روجيه فيدرر الفائز بلقب ويمبلدون ست مرات، بمثابة فرصة العمر للجلوس إلى جانب الملكة والتحدث معها. وقال فيدرر عقب الغداء: «هذا بالتأكيد لن يحدث مرة أخرى في حياتي».

وأضاف: «لديها (الملكة) دراية واسعة، وأبدت آراءها في أمور كثيرة. وتناقشنا بشأن أولمبياد لندن 2012، والتنس، والأمير ويليام». وقال فيدرر «القائمة كانت رائعة، ويبدو أنها (الملكة) استمتعت بوجبة الغداء».

ومن جانب آخر وجّه رئيس الوزراء الأيرلندي بريان كوين الدعوة للملكة إليزابيث ملكة بريطانيا لزيارة دبلن، وقال إن تحسن العلاقات الثنائية بين البلدين مهد الطريق أمام أول زيارة ملكة بريطانيا لجمهورية أيرلندا.

وانقسمت جزيرة أيرلندا التي كانت تحكمها بريطانيا في عشرينات القرن الماضي إلى دولة أيرلندا الحرة التي تضم 26 مقاطعة، بينما بقيت ست مقاطعات جزءا من المملكة المتحدة.

وأصبحت أيرلندا الحرة في وقت لاحق هي جمهورية أيرلندا، بينما أصبح يطلق على المقاطعات الشمالية اسم أيرلندا الشمالية.

وأسفر صراع بين كاثوليك يسعون لتوحيد أيرلندا وجماعات أغلبها من البروتستانت تؤيد بقاء أيرلندا الشمالية جزءا من بريطانيا عن مقتل 3600 شخص في آخر ثلاثة عقود من القرن العشرين.

وصرح كوين بأن الزيارة قد تتم قبل انتهاء فترة الرئيسة الأيرلندية ماري مكاليس بنهاية عام 2011. وقال مصدر في قصر باكنغهام البريطاني بأن القصر لا يعلق على خطط الملكة للسفر بشكل مسبق.