ريجيم «Atkins» الجديد .. نظام حديث منخفض الكربوهيدرات

ريجيم أتكينز الجديد .. مناسب لمتبعي الحمية الغذائية تضم الخضراوات إضافة إلى البروتينات والدهون
ريجيم أتكينز الجديد .. مناسب لمتبعي الحمية الغذائية تضم الخضراوات إضافة إلى البروتينات والدهون

أكدت دراسة صدرت مؤخرا قارنت بين نظم الحمية الغذائية المعتمدة على عناصر منخفضة الدهون وأخرى ذات معدلات منخفضة من الكربوهيدرات، ما آمن به أتباع نظام «أتكينز» للحمية منذ زمن بعيد: أن نظام الحمية الغذائية منخفض الكربوهيدرات قد يفيد القلب.


وكشفت الدراسة التي جرت الإشارة إليها في دورية «أنالز أوف إنترنال ميديسين»، أنه بغض النظر عن الخطة التي ينتهجها متبعو الحمية الغذائية، فإنهم يشهدون تحسنا في تدني مستوى مخاطر التعرض لأمراض القلب، بينما يشهد أتباع نظام الحمية الغذائية منخفض الكربوهيدرات زيادة في معدلات HDL (الكولسترول عالي الكثافة) وهو الكولسترول «المفيد».

تحدثت مؤخرا إلى الدكتور إريك سي. ويستمان، الأستاذ المساعد بكلية الطب جامعة ديوك، وأحد ثلاثة مؤلفين شاركوا في وضع كتاب «أتكينز الجديد من أجلك» “The New Atkins for a New You’’، الذي يعد أحدث تعديل لنظام «أتكينز» للحمية الغذائية منخفضة الكربوهيدرات. وتناولنا التغيير الذي طرأ على نظام الحمية الغذائية وما يجهله الكثيرون حيال خطط تناول الطعام منخفضة الكربوهيدرات. وفي ما يلي نص الحوار الذي دار بيننا:

ما الاختلاف بين هذه النسخة والكتب السابقة التي صدرت بخصوص «أتكينز»؟
- من خلال حياتي العملية، أدركت أن غالبية الأفراد لا يعرفون حقيقة خطة «أتكينز» - وكان هذا تحديدا الهدف من وراء الكتاب الجديد، حيث يطلع الكتاب القراء على الخلفية العلمية لنظام «أتكينز».

والجديد في الكتاب أنه يعرف الناس بأنه أصبح بإمكانهم اتباع هذا النظام في صور كثيرة مختلفة. إن هذا النظام يتميز بقدر من التنوع والمرونة أكبر مما يسود الاعتقاد بشأنه. مثلا، هل كنت تعلمين أن بإمكانك اتباع حمية «أتكينز» نباتية؟

أنا على ثقة بأن الكثيرين يجهلون ذلك. إذن، ما وجهة النظر العامة تجاه «أتكينز»، ولماذا يسيء الناس فهم هذا النظام؟
- يعد «أتكينز» نظاما لتناول الطعام يروج لأنماط الطعام الجيدة والصحية. وتتمثل الفكرة العلمية التي يقوم عليها في أن هذه الأنماط من الأغذية لا ترفع معدل السكر في الدم كثيرا.

لقد دار نظام «أتكينز» دوما حول تناول كميات جيدة من الكربوهيدرات والبروتين والدهون. وكل ما أحاول توضيحه عبر الكتاب أن «أتكينز» نظام غذائي صحي.

أعتقد أن وجهة النظر السائدة عن «أتكينز» ترى أنه يعتمد على اللحم البقري واللحم المقدد. وقد ساعد في الترويج لهذه الفكرة وسائل الإعلام التي ترغب دوما في إثارة النقاشات.

وهناك أيضا العنصر النباتي الذي يتعلق بأولئك الذين لا يرغبون في تناول منتجات غذائية حيوانية. ويمكن لمن يتبع هذا النظام تناول المأكولات البحرية والسمك. ويمكنه التمتع بالكثير من مصادر البروتينات المختلفة - مثل الدجاج والسمك والقشدة والجبن.

تناول الخضراوات ومن الاعتقادات الخاطئة المرتبطة بـ«أتكينز» أن هذا النظام لا يضم خضراوات، وأنه نظام حمية خال من الكربوهيدرات. وفي الكتاب، نتناول هذه المسألة مباشرة، ونؤكد ضرورة تناول خضراوات. في الواقع إن الخضراوات هي الأساس الذي يعتمد عليه نظام «أتكينز».

هل طرأ تغيير على هذا الجانب منذ نشر كتاب «ثورة نظام حمية دكتور أتكينز» عام 1972؟
- لقد توافر دوما عنصر الخضراوات. وجرى تحديد القيود على الكربوهيدرات بـ20 غراما يوميا على الأقل. ويضم نظام «أتكينز» في صورته الجديدة المعلومات العلمية الجديدة المرتبطة بمؤشر قياس نسبة السكر في الدم وخصم الغرامات الخاصة بالألياف، وهو أمر لم يتناوله الدكتور أتكينز. وقد عملنا على تحديث هذا العنصر بحيث يتمكن المرء من تناول قدر أكبر من الخضراوات عبر خصم غرامات الألياف.
 
يتحدث الكتاب عن الخضروات «الأساسية»، ولا أتذكر ورود هذه الفكرة في الكتاب الأول، فما المقصود بها؟
- في الكتاب الأصلي، لم تحمل هذه الخضراوات اسما، وظن الناس أنه نظام غذائي من دون خضراوات. ويشير مصطلح الخضراوات «الأساسية» إلى أي من الخضراوات غير النشوية، مثل نبات الهليون والبروكلي والبامية والطماطم والبصل والفلفل.

ويمكن لمن يتبع هذا النظام تناول ما يعادل خمسة أكواب من خضراوات ورقية. وأحيانا يصادفني أشخاص يتبعون هذا النظام ويخبرونني «إنها كميات خضراوات أكثر مما تناولناه طيلة حياتنا».

أتذكر نظاما غذائيا قديما كان يتطلب قدرا محدودا من الكربوهيدرات يدفع الجسم للدخول بعملية يطلق عليها «الكيتوزية» ketosis. هل لا يزال هذا جزءا من النظام؟
- في الجزء الأول منها، تبقى «الكيتوزية» ketosis (ازدياد مرضي في المركبات الكيتونية) كما هي من دون تغيير، لكنها محدودة. وقد وجهنا الدكتور أتكينز نحو كيفية إعادة دمج الكربوهيدرات.

وقد جرى التركيز على هذه النقطة باعتبارها تمثل نظاما غذائيا لإنقاص الوزن، وليس نظام حياة صحيا إلى الأبد. أعتقد أن المشكلة تكمن في أنه عام 2003، خلال فترة صحوة نظام «أتكينز»، اتبع الكثيرون هذا النظام وقاموا باستقراء أتكينز.

ويفد الكثير من هؤلاء الأفراد على عيادتي، ويخبرونني أنهم لم يتناولوا خضراوات وكانوا جاهلين بالخطوة التالية التي يتعين عليهم اتخاذها، وذلك تحديدا هو سبب ظهور نظام «أتكينز» في صورته الجديدة لتوجيهنا نحو كيفية إعادة امتصاص الكربوهيدرات بصورة منتظمة بناء على عملية الأيض (التمثيل الغذائي) بالجسم.

والمعروف أن بمقدور بعض الناس التوافق مع تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات، بينما يصعب ذلك على آخرين وتبدي أجسامهم حساسية تجاهها.

كيف يعلم الإنسان إذا كان جسمه غير متقبل أو حساسا تجاه الكربوهيدرات؟
- يتمثل السبيل الأيسر للتعرف على ذلك، في الوزن، حيث يعكس وزن الجسم الوزن المائي ووزن الدهون ووزن العضلات. ويدرك بعض الناس هذه الأمور عبر الرغبة الملحة التي تغلب عليهم لدى تناولهم الكربوهيدرات.

إذا شرعت في تناول قطعة حلوى وتعذر عليك التوقف ووجدت في نفسك رغبة لتناول المزيد، ومع ذلك يستمر شعورك بالجوع، فإن هذا يعني أن لديك رغبة تجاه الكربوهيدرات.

ويمكن للطبيب قياس الغلوكوز والإنسولين داخل عيادة طبية، وذلك كأداة ذات طابع رسمي أكبر لإصدار حكم طبي. لكن، يمكن للمرء استشفاف هذا الأمر بالنظر إلى وزن جسده ورغبته الملحة في تناول الطعام.

ما السبب وراء اعتقادك مثل هذا الجدال الكبير حول أنظمة الحمية الغذائية منخفضة الكربوهيدرات؟
- في الحقيقة، إن الأمر معقد. لقد حمل نظام حمية «أتكينز» وصفا بأنه نظام مرتفع الدهون، وقد ظل البعض يخبروننا على مدار الأعوام الـ40 الماضية، أن تناول الدهون خلال اتباع حمية غذائية، أمر ضار. والآن، لم تعد الدهون ضارة.

أما العنصر المستجد فهو حدوث تحول في أسلوب التفكير حيال الكربوهيدرات والدهون والبروتينات والصحة - وتلك الأمور يتطلب تغييرها وقتا.

طبقا لنظام «أتكينز» الجديد، نؤكد أن صديقنا الجديد هو الدهون. في الحقيقة، إننا نحاول القيام بما يشبه حملة دعائية لصالح المغذيات الكبيرة التي لا يرغب أحد في الحديث عنها.

إن تناول الدهون في النظام الغذائي الذي يتبعه المرء لا يعني بالضرورة تراكم الدهون في الشرايين ومنطقة الفخذ، وهو الاعتقاد السائد داخل الولايات المتحدة. إذا ما سافرت إلى أوروبا، ستلاحظ أنهم لا يبدون حساسية تجاه فكرة الدهون. في الواقع إن هذا التفكير الأميركي ينطوي على قدر بالغ من ضيق الأفق.

وما استرعى انتباهي أن زملائي خارج الولايات المتحدة لا يبدون هذا الخوف الشديد تجاه الكولسترول في الدم، ولا يلجئون لوصف عقاقير الستاتين كثيرا.

كيف تطورت الأفكار العلمية منذ وفاة دكتور أتكينز منذ بضع سنوات؟
- لم يكن العلم (هذا) موجودا في حياة دكتور أتكينز، لكنه تطور ووصل إلى ما بلغناه حاليا من فرض الطابع العشوائي على تجارب كانت تخضع لقيود شديدة. وتوحي الأدلة التي بحوزتنا الآن على أنه ليست هناك علاقة فعلية بين الدهون الغذائية والأضرار الصحية التي قد يتعرض لها المرء. إننا لا نعمد إلى الترويج لسبيل معين على المرء اتباعه، ذلك أن الناس يختلفون وما يناسب أحدهم لا يناسب بالضرورة آخر.

وإذا كان هناك ما تعلمناه خلال السنوات الأربع الماضية، فهو أن نظام الحمية الغذائية منخفض الكربوهيدرات أو توجه أتكينز ينبغي التعامل معه كخيار مناسب قابل للتطبيق. ينبغي أن يتمكن الناس من تناول الطعام على هذا النحو إذا ما رغبوا في ذلك، وخاصة أنهم أنفسهم اتخذوا موقف المدافع حيال هذه الرغبة لفترة طويلة.

هل تعتقد أنه من الممكن أن يدمن شخص ما الكربوهيدرات؟
- لقد بدأ العلم للتو في دراسة أنماط الطعام المسببة للإدمان. والملاحظ أن معظم الناس يجهلون إدمانهم نمطا معينا من الطعام، مثل شرائح اللحم، حيث يعجزون عن التوقف عن التهامها.

لكن غالبية الناس يعرفون شخصا ما يعجز عن التوقف عن تناول الكربوهيدرات. وأعتقد أن هذه الفكرة تحمل بداخلها بعض الحقيقة. على المستوى الشعبي، يعترف الكثيرون بإدمانهم تناول طعام معين، لكن العلم لا يزال في الطور الأول من سعيه لسبر أغوار هذا الأمر.

كيف اجتمع مؤلفو الكتاب معا؟
- على امتداد الأعوام العشر الماضية تقريبا، وجدنا أننا خلال المنتديات العلمية نطرح وجهات نظر ونتائج متشابهة. وقد أصبحنا جميعا من أنصار أتكينز. وعليه، طلبت منا شركة «أتكينز نيوتريشينالز» وضع كتاب حول الأمر.
 
هل كنت على معرفة بدكتور أتكينز؟
- التقيته في عدة مناسبات. وزرت عيادته. وأرسلت إليه خطابا، ورد عليه. وبعد محادثة موجزة، قلت له: «أين العلم؟ لقد قرأت كتابك، لكنه يخلو من العلم، وإنما يعتمد على أدلة شفهية».

وأجابني: «تعال لزيارة عيادتي. لم يتعين علي أن أقوم بالدراسات في الحين الذي أعلم فيه ما هي النتائج؟»، وبالفعل، زرت عيادته وكانت ناجحة بالفعل. ولم تكن لدي فكرة عن الجدال الذي أقحمت نفسي فيه، حيث كنت لا أزال ساذجا.