لماذا يكون الطفل المبكر فكريا فاشلا في المدرسة؟

لماذا هذا الطفل الاستثنائي الذي:
- بدء في الحديث من قبل الآخرين في كثير من الأحيان (ويقول الجمل الكاملة في كثير من الأحيان في سن سنتين).
 
- بدأ في القراءة قبل الآخرين (غالبا وحده في عمر 4 سنوات) والذي يبدو مبتسما وناجحا.. غالبا ما يفشل في المدرسة فجأة في بعض الأحيان في الفئة  الأولي أو الثانية أو الرابعة في المدرسة الثانوية.


الأسباب الأولى للفشل في المدرسة:
1- التناذر الفكري المبكر للطفل: والتناذر يعني الاختلاف في مستوي التنمية ( التفاوت)، فالطفل المبكر لديه مزيد من الذاكرة في العمل (أو ذاكرة على المدى القصير).

2- الحدس والإبداع: فنجده يحلل المشكلة بسهولة، لكنه أيضا أقل دقة في التطبيق الحركي. 
 
3- غير مرتب:غالبا ما يكون فوضوي للغاية، ويفقد أغراضه.

 4- النسيان: ينسى في بعض الأحيان عمل واجباته، ونسخ ما يتعين عليه القيام به.

 5- الكسل: فهو شخص يصعب عليه جدا بذل الجهد.وباختصار، فإن الطفل المبكر الذي يظل لفترة طويلة من حياته - نظرا لقدراته الاستثنائية في التعلم (الذاكرة البصرية لديه كبيرة)، الذي لم يفهم مثل غيره من الأطفال ما يعنيه  "التعلم" أو " التذكر" وهو الأمر الذي يستلزم استرجاع النص أو دراسته (لأنه بالنسبة له، يمكنه أن يحتفظ لفترة طويلة حتى بأصغر التفاصيل عديمة الفائدة في بعض الأحيان)- يجد نفسه فاشلا في المدرسة بسبب أنه لم يتعلم حقا كيفية الدراسة.

ونذكر ثلاثة أنواع أساسية للأطفال الذين لديهم تناذر
- التناذر بين الذكاء والمهارات الحركية الدقيقة

الطفل الموهوب الذين يمكنه القراءة بشكل متقدم يتعلم القراءة بشكل "غير نمطي" في أربع سنوات أو خمس سنوات وبشكل طبيعي جدا في الغالب، إنهم غالبا ما يقولون أنه تعلم القراءة وحده.
 
ومن المفارقات أن هذا الطفل قد يكون متوسطا بل وحتي ضعيفا بعض الشيء في الحركة الدقيقة وهذا يمكن أن يسبب العديد من المشاكل في المدرسة وخصوصا عندما يتعلم الكتابة، فسوف يكون هذا التأخير أكثر حساسية عندما يقترح عليه تخطي فئتة الدراسية.

والطفل مبكر النضج  يقول : "أنا  لا أحب الرسم أو التلوين" أو "أنا لا أكتب"، ويتنحي جانبا عن الطلاب الآخرين خلال أنشطة الرسومات.

لكنه في الواقع يقارن نفسه مع غيره من الطلاب وسيجد نفسه متأخرا، وبالتالي فإنه سيرفض هذا النوع من النشاط الذي يجعله في موضع فشل، وعلاوة على ذلك، يحظي الرسم باهتمام كبير في كثير من الأحيان في المدرسة حيث أنه يتيح للمعلم الحصول على فكرة عن إنجازات الطفل بينما يتحدث، وهو المجال المميز للأطفال الموهوبين في كثير من الأحيان ولكنه  يقع موضع التقدير في المدرسة.

- التناذر وبين الذكاء والنمو العاطفي:
على الرغم من ذكائه الشديد، قد يتسم الطفل مبكر النضج، بسلوك غير متوقع في المجتمع فهو قد يحتاج إلى مص إبهامه في وقت متأخر جدا أو أن يكون معه غطاء يأخذه في كل مكان.

وهو بذلك لن يبدو "متقدما فكريا"، إنه طفل يلعب ألعاب الأطفال الصغار في الفناء، ومع ذلك فهذا النضج الملاحظ لدي الكثير من الأطفال المبكرين لا يمنعهم على الإطلاق من مواصلة دراساتهم بشكل رائع ولديهم قدرات مذهلة على التجريد، فإنه لا ينبغي منعهم من تخطي الصف أو تسريع الدورات.

وعلي عكس ذلك، في كثير من الأحيان يتيح تجاوز الصف تفتح الطفل مما يعزز انخفاض التناذر العاطفي الأمر الذي يكون له تأثير "سحري"، وهنا يكون دور المعلم أمرا بالغ الأهمية لأن فرط حساسية الأطفال مبكري النضج لا يتيح له تحمل الإغاظة أو المضايقة بسهولة دائما، فإذا كان لم يشعر بدعم من معلمه أو معلمته، ويجوز للطفل أن يعاني من الاكتئاب أو الأفكار الانتحارية، وذلك ابتداء من سن خمس سنوات.

- التناذر بين النمو المعرفي والاجتماع:
تطوير اللغة والمفردات ومراكز الاستفادة في سن مبكرة للطفل المبكر فكريا تتحد ضده عندما يدخل رياض الأطفال في سن ثلاث سنوات.
وهذا الطفل مرحب به من قبل الآباء والأمهات وجميع البالغين مما يصبح عائقا عندما يكون في دور الحضانة، فالطفل الناضج لا يجد نفسه ببساطة في مجموعة الزملاء والأصدقاء من الصغار، حيث يميل في الأيام الأولى إلي وصفهم بأنهم "أطفال" أو "أطفال آخرين" ويكون ذلك بدءا من اللحظات الأولى وبطريقة حادة جدا.
 
ومن هذه اللحظات الأولى للمدرسة، فإن الطفل مبكر النضوج سوف يسعي للبحث عن رفقاء من البالغين الذين يفهمون لغته كما كان يفعل عادة في المنزل، أو أطفال أكبر منه سنا.

وهذا الطفل في سن ثلاث سنوات يتسم عادة بسلوك صعب ويشعر بسرور حين يعاقب أو يتم إرساله إلى فئة أكبر منه حيث يجد لأول مرة ألعاب مثيرة للاهتمام بالنسبة له، هذا السلوك الغير عادي بالنسبة للمعلمين (البحث عن البالغين أو العزلة) سوف يثير الفضول والتعجب، وهو ما يفسر بعدم وجود انتماء ورفض العمل وحده، وأنه طفل منطوٍ على نفسه، ذلك لأن الطفل يسعى للحصول علي إجابات على أسئلته بشأن مختلف المواضيع، كالكواكب، عصور ما قبل التاريخ، والانفجار الكبير والموت وبسبب ذلك فهو يبحث عن شريك، ولا يعثر على ذلك في المدرسة، وسوف ينهك والديه في المساء من خلال سيل من الأسئلة.

المساعدات الممكنة:
1- التناذر بين التنمية المعرفية والمهارات الحركية الدقيقة:
يمكن تقديم المساعدة النفسية الحركية أو في الرسم بهدف راحة الطفل وتقديم نهج مختلف جدا عن التعليم النمطي في المدارس، وحين يتقدم الطفل في الكتابة سيبدأ في حب االمدرسة مرة أخرى، بالإضافة إلى أن المساعدات أيضا في الكتابة تساعد الطفل الذي يواجه صعوبات حركية، مثل صعوبة القراءة، الكتابة والرسم .

2- التناذر بين النمو المعرفي والاجتماعي:
لكلا النوعين من التناذر، فإن الطفل يحتاج إلى مساعدة نفسية لذلك، سواء من خلال مجموعات النقاش الجماعية أو مقابلات فردية لفهم أن سلوكه "الغير طبيعي" ينتج عن عدم التكيف مع بيئته، وأحيانا يمكن أن نقدم له إجابات ليكون أكثر استجابة مع البيئة (مثل تخصيص دمية للاستخدام الشخصي في المنزل).
 
ويمكن عمل تقنيات استرخاء للحد من قلق الطفل بشكل كبير والسماح له بالاستجابة على نحو أفضل داخل المجموعة، لأن هناك كثير من الأمور التي قد تعوق الطفل بسبب فرط الحساسية لديه، إن الطفل لا يحتمل الكثير من الضجيج في الفصل، والطفل يعتقد أن الطلاب الآخرين ضده، ويصبح خجولا جدا ولا يجرؤ على التحدث مع الآخرين.