نظارات عمال المناجم .. موضة تغزو العالم قريبا

يبدو أن الموضة غريبة عجيبة فإما أن يكون مصدرها مغنية غريبة الاطوار مثل ليدي غاغا أو عامل منجم قضى شهران في عتمة نفق انقاذ. لماذا لم يخلع عمال المناجم المنقَذون النظارة السوداء.


أفادت معلومات عن عمال المناجم التشيليين، الذين تم انقاذهم بعد سبعين يوماً من بقائهم على عمق 700 متر تحت الأرض بعد حدوث انهيار في المنجم الذي كانوا يعملون فيه، بأنهم أخذوا يتأقلمون مع الحياة العادية شيئاً فشيئاً، بيد أن هناك شيئاً واحداً لم يعتادوا عليه وقد يحتاجون الى مزيد من الوقت للاعتياد عليه، وهو أشعة الشمس، فما زال هؤلاء العمال يرتدون النظارات الشمسية السوداء، مما دفع البعض للتساؤل عن السبب.

البروفيسور في جامعة ولاية اوهايو اندرو هارتويك يقول ان بقاء العمال لحوالي سبعين يوماً في ظلام دامس تحت الأرض يجعلهم معرضين لخطر تلف الشبكية في حال التعرض لأشعة الشمس مباشرة.

ويشرح هارتويك ذلك في مقالة كتبها لوكالة اسوشيتدبرس بالقول «ان هناك امكانية لاصابة عيون هؤلاء العمال بالانحلال في الشبكية على شكل تدهور في قدرة خلايا العين على امتصاص الضوء».

وهذا أمر طبيعي. ففي المواقف الصعبة، يحتاج الناس للإعتناء بأنفسهم للتخلص من التوتر ولتعزيز الشعور بالراحة، مهما كانت الحياة صعبة.
وكما يبدو فأن العائلات لم تكن الوحيدة التي بدت بأفضل حال.

فبفضل ماركة النظارات أوكلي كان عمال المناجم الـ 33  يلبسون نظارات شمسية مميزة بعد أن حذرالأطباء من خطرتعرض شبكية عيون عمال المناجم للضرر بسبب التغيير المفاجئ في الإضاءة بعد أن عاشوا تحت الأرض لمدة طويلة.

العدسات المزودة بالإيريديوم الاسود، والتي تستعمل نموذجيا للألعاب الرياضية عالية الأداء والمصممة لتقليل الضوء فوق البنفسجي الذي قد ينقذ العيون من الاصابات، لاقت رواجا كبيرا بين الشباب الذين تابعوا عملية الانقاذ والذين اعتبروا النظارات مميزة لفوائدها العديدة وارتباطها بالعمل البطولي الذي قامت به حكومة تشيلي لانقاذ عامليها.

نحن لا نحول أن نقلل من مشاعر الالم والخوف الذي شعر به عمال المناجم وعائلاتهم خلال هذه التجربة التي استمرت لمدة 68 يوم، ولكن يبدو أن زيارة صالون التجميل واستعمال النظارات الشمسية الخاصة ساعد في تخفيف هذه المشاعر السلبية وجعل الجميع يشعر بأنه مميز في هذه اللحظة.