5 أسئلة هامه لكل مريض بعد زراعة صمام بالقلب؟

أهمية المتابعة الطبية والفحوصات وتجنب العقاقير المؤذية للصحة
أهمية المتابعة الطبية والفحوصات وتجنب العقاقير المؤذية للصحة

أجريت عملية زرع صمام معدني في مكان الصمام المايترالي مع توسيع الصمام الأورطي، قبل 8 سنوات، وأنا بصحة وعافية، وأتابع مع طبيب القلب. لدي الأسئلة التالية:


- كيف تكون متابعة القلب والصمامات؟ وما هي المدة التي تتطلب إجراء الأشعة أو غيرها من الفحوصات خلال المتابعة؟

- وصف لي طبيب القلب بمكة تناول نصف قرص من عقار «كونكور»، ما هي فائدته لحالتي؟

- هل وجود الصمام المعدني في القلب يعني أن بمقدوري أن أمارس حياتي العادية مثلما سبق؟

- هل تناولي لأدوية تنشيط القدرة الجنسية مضر لي، مع العلم بأني لا أستخدمها؟

- هل يمكنني تناول حبوب «كابتاجون» المنشطة، أي «أمفيتامين»، لأني أسافر مسافات طويلة بالسيارة؟ وهل لها تفاعلات سلبية مع أدوية منع تخثر الدم، الوارفين؟

هذه أهم النقاط التي وردت في رسالتك بعد اختصارها. وكما طلبت مني أن يكون صدري رحبا في تقبل هذه الأسئلة، أطلب منك أن يكون صدرك رحبا في تقبل الإجابات عليها وفي فهمها بعمق، لأن الأمر يتعلق بصحة قلبك الذي خضع لعملية جراحية تطلبت زراعة صمام وإصلاح صمام آخر.

إصلاح الصمامات
وبداية، تذكر أن إجراء عملية زراعة الصمام، سواء كان معدنيا أو من أنسجة حيوانية، لا يعني نهاية مشوار المتابعة الطبية والاهتمام بصحة قلبك وعملك الجاد للمحافظة عليه وتجنيبه أي أضرار. وما تم لك، هو زراعة صمام معدني في موقع الصمام المايترالي، وهذا الصمام الجديد هو جسم معدني.

وهذا الجسم المعدني عرضة لأن يفشل عن العمل بشكل سليم، وعرضة للإصابة بالتهابات ميكروبية، وعرضة لأن يتجلط عليه الدم ويعوقه عن العمل بكفاءة.

وتتطلب هذه الاحتمالات المذكورة التعاون مع الأطباء خلال المتابعة الطبية، وتتطلب تناول الأدوية الموصوفة لك من قبل الطبيب، وتتطلب أخذ جانب الحيطة عند إجراء عمليات جراحية أو في الأسنان بتناول المضادات الحيوية. وأعلم أن هذه الأمور كلها معروفة لديك ولكن من الواجب التذكير بها.

أما الصمام الآخر، أي الصمام الأورطي، فلقد تم له، كما ذكرت، إصلاح، أي توسيع. ومن المفترض أن يكون داعي التوسيع الجراحي هو وجود تضيق في مجرى فتحة الصمام.

ومن المحتمل جدا أن يكون ضيق الصمام الأورطي ناجما عن التهاب روماتزمي أُصبت به في الصغر، نتيجة لتكرار حصول التهابات اللوزتين. ويؤيد هذا الاحتمال وجود إصابة في الصمام المايترالي تطلبت زراعة صمام جديد مكانه.

وهنا عليك أن تعرف أن من المحتمل أن يعود الضيق تدريجيا، عبر السنين. وهو ما يعني أن حالة الصمام الأورطي تتطلب متابعة للاطمئنان على وجود مجرى كاف لخروج الدم من القلب.

متابعة طبية
بالنسبة للمتابعة الطبية بعد زراعة الصمام في القلب، تشير الإرشادات الطبية الصادرة عن رابطة القلب الأميركية وغيرها من الهيئات العالمية المعنية بصحة القلب، إلى أن الأشخاص الذين تمت لهم زراعة صمام فقط، يحتاجون للمتابعة مع طبيب القلب مرة كل سنة.

هذا طالما لا توجد لديهم أي أعراض أو ما يشكون منه، مثل الشكوى من ضيق التنفس حال بذل المجهود البدني أو خفقان اضطرابات نبضات القلب، أو ضيق التنفس حال الاستلقاء على الظهر للنوم، أو وجود تورم في القدمين، أو الشكوى من ألم في الصدر عند بذل المجهود أو غيرها من الأعراض التي تشير إلى احتمال وجود شيء ما غير طبيعي في القلب. وطالما أيضا لا توجد لدى هؤلاء المرضى أي إصابات في الصمامات الأخرى، أي غير الصمام الذي تم استبداله.

أما إذا كانت ثمة إصابات في صمامات أخرى، مثل الحال لديك، فإن الطبيب المتابع يقدّر مدى الحاجة إلى مراجعتك في مدة أقل من سنة.

فحوصات مستمرة
هذا من جانب مراجعة الطبيب، أما من جانب إجراء الفحوصات، مثل تخطيط القلب أو أشعة الصدر، والأهم إجراء تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية، فإن هناك تفصيلا طبيا. لو كانت المشكلة فقط هي زراعة صمام معدني، ولا تشكو من أي أعراض، فإنه لا يلزمك إجراء تصوير القلب بالأشعة فوق الصوتية خلال السنوات الخمس الأولى.

وبعد ذلك يُقدّر طبيبك مدى الحاجة لها، مرة كل سنتين أو مرة كل سنة. أما إذا كانت المشكلة، كما هو الحال لديك، زراعة صمام مع توسيع صمام آخر من المحتمل أن يعود له الضيق مع السنوات، فإن الطبيب قد يطلب إجراء فحص تصوير القلب بالأشعة فوق الصوتية مرة كل سنة وبشكل روتيني، طالما لا تشكو من أي أعراض.

هذا مع العلم بأن طبيب القلب يعلم عن قلبك معلومات لم تذكرها في رسالتك، وتحديدا مدى نسبة قوة القلب ومدى مقدار الضغط في شرايين الرئة، وهل ثمة اضطرابات في إيقاع نبض القلب.

ولذا ليس من الواضح لي من رسالتك سبب وصف طبيب القلب لك عقار «كونكور»، الذي هو من الأدوية المفيدة التي قد تتطلب حالات بعض مرضى صمامات القلب تناوله بانتظام لدواع عدة لا مجال للاستطراد في ذكرها.

أدوية الجنس
وبالنسبة للسؤال الثالث، يصعب إعطاء نصيحة عن بُعد حول مدى السماح الطبي لك بممارسة النشاط البدني. والسبب أنه من غير المعلوم لي درجة قوة القلب لديك، ومقدار ضغط الدم في شرايين الرئة، والأهم ما هي مساحة فتحة الصمام الأورطي في الوقت الراهن لديك. وأفضل من يجيبك على هذه النقطة هو طبيب القلب الذي يفحصك ويراجع الفحوصات وأنواع الأشعة التي تم إجراؤها لك حديثا.

وبالنسبة لأدوية الجنس، فهناك كثير مما يطلق عليه أدوية للجنس. منها ما هو طبي ومنها ما لا تنتجه مصانع الأدوية. وإن كنت تقصد تحديدا الأنواع الطبية المعروفة مثل «فياغرا» أو «ليفيترا» أو «سيالس»، فإن أحد موانع استخدامها وجود ضيق في الصمام الأورطي ووجود ضعف شديد في قوة القلب. ولذا فإن الطبيب الذي يعرف بدقة هذين الأمرين لديك، هو من يستطيع إجابتك حول ما إذا كان بإمكانك تناولها.

أما بالنسبة للسؤال الأخير، فإن «كابتاغون» ليس هو «أمفيتامين» كما ذكرت في سؤالك، بل يحتوي على عقار «فينيثايلين». وهو من العقاقير الممنوعة للتداول منذ عام 1986 بعد تصنيفها من قبل منظمة الصحة العالمية كأدوية محظورة.

وبالإضافة إلى أضرارها الصحية الكثيرة جدا، فإنها أيضا ضارة بالقلب لأن لها تأثيرات على نبض القلب ومقدار ضغط الدم، كما أن لها تفاعلات سلبية مع أدوية علاج القلب لديك. وهذه الأمور مهمة لك أنت بالذات. وتُنصح أنت ويُنصح جميع الناس بعدم تناول هذه المادة الضارة بالمطلق، التي تتسبب في الإدمان.