تحذيرات طبية من زيادة احتمالات تعرض الأطفال لأمراض القلب

اضطرابات النوم وزيادة الوزن والخمول تلعب دورها في حدوثها
اضطرابات النوم وزيادة الوزن والخمول تلعب دورها في حدوثها

يحذر براين ماكرينديل، الباحث في مؤسسة «هارت أند ستروك فاونديشين» وطبيب أمراض القلب بمستشفى «فور سيك تشيلدرين» في تورونتو في كندا، من أن سلوكيات النوم السيئة وعدم الحصول على قدر كاف من النوم تمثل تهديدا لصحة الآلاف من المراهقين الكنديين، إذ يحتمل أن يصابوا بأمراض القلب والسكتة الدماغية في مرحلة مبكرة من حياتهم.


عوامل ضارة
وقال الدكتور ماكرينديل في مؤتمر الأوعية القلبية الكندي 2010، الذي استضافته مؤسسة «هارت أند ستروك فاونديشين» والجمعية الكندية للقلب والأوعية الدموية: «تتزايد معدلات الإصابة باضطرابات النوم عند الأطفال بموازاة ارتفاع عوامل أخرى تساعد على الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل الوزن الزائد والسمنة وقلة ممارسة تمارين رياضية والتغذية غير السليمة وارتفاع معدل الكولسترول الضار».

وأوضح الدكتور ماكرينديل قائلا: «يكون مؤشر كتلة الجسم لدى المراهقين، الذين يعانون من نوم مضطرب، من حيث المدة والجودة والطريقة، أعلى مما يؤدي إلى زيادة مخاطر التعرض إلى زيادة الوزن والسمنة»، مضيفا: «يمكن أن يؤدي هذا بدوره إلى ارتفاع معدلات الكولسترول، وهو عامل آخر من عوامل الخطر».

وشارك أكثر من 1600 طالب في الصف التاسع (تتراوح أعمارهم ما بين 14 إلى 16 عاما) في برنامج فحص طبي داخل المدارس تديره منظمة «هارت نياغرا». وصنف 22% من الطلاب نومهم ما بين سيئ إلى سيئ للغاية، بينما قال 40% من الطلاب إنهم يعانون من صعوبة في البقاء متيقظين خلال ساعات النهار من مرة إلى مرتين أسبوعيا، وأشار 5% منهم إلى معاناتهم من مشكلات في البقاء متيقظين أثناء ساعات النهار لأكثر من 3 مرات أسبوعيا.

اضطراب النوم
ويتناول عدد كبير من الأطفال عقاقير تصرف بوصفة طبية أو من دونها لعلاج اضطرابات النوم، بحسب قول الدكتور ماكرينديل، حيث أوضح 70% من الطلاب الذين شملتهم هذه الدراسة أنهم تناولوا عقاقير منومة بانتظام.

ورصد الأطفال المشاركون في الدراسة مستوى نومهم وعدد مرات اضطرابات النوم وتناولهم للعقاقير المنومة بشكل عام من خلال استبيان. بالإضافة إلى ذلك، تم تسجيل تناول عقاقير ضغط الدم ومعدل الكولسترول في الدم وقياس محيط الخصر.

وحسب بعض الدراسات فإن هناك علاقة بين عادات النوم الخاطئة أو عدم الحصول على ساعات كافية من النوم وارتفاع ضغط الدم ومتاعب صحية أخرى. وعلى العكس من ذلك، يمكن لعدم ممارسة التمارين الرياضية وعادات الأكل السيئة أن يؤثرا على نوم الإنسان، حيث يقول ماكرينديل: «إنه نموذج مثالي للطاقة الزائدة الضارة في العمل، فهو مثل جدلية لغز البيضة أم الدجاجة.. أيهما الأول؟ فعدم ممارسة نشاط رياضي يؤثر سلبا على جودة النوم، بينما على الجانب الآخر يمكن أن يؤدي عدم النوم إلى الشعور بالإرهاق وبالتالي عدم ممارسة أي نشاط رياضي وعدم قضاء وقت في تناول الطعام كما ينبغي».

وأوضحت بيث أبرمسون، المتحدثة الرسمية باسم «هارت أند ستروك فاونديشين»، أن أكثر من نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والسابعة عشرة لا يتمتعون بالنشاط بشكل كاف ليتم دعم النمو الأمثل لديهم. وأضافت قائلة: «مثلما نعطي أولوية لتوجيه البالغين إلى مخاطر نمط الحياة غير الصحي، علينا أن نسارع إلى التأكد من حصول أطفالنا على التوعية الجيدة منذ البداية».

تمارين مدرسية
وتقول أبرمسون إن المدرسة قد تمثل نقطة انطلاق جيدة، حيث يقضي بها الأطفال الكثير من أيامهم، وتضيف قائلة: «ينبغي أن يكون الخيار الصحي هو الخيار الأسهل في المدارس. ومن أفضل الطرق لضمان قضاء الأطفال 90 دقيقة في تمارين رياضية هي البيئة داخل المدرسة التي تدعم وتعزز النشاط الرياضي».

وقالت إننا بحاجة إلى أن نقدم القدوة ككبار لمساعدة الأطفال على العيش بشكل صحي بعيدا عن المدرسة أيضا.

«يمكن للآباء أن يعطوا القدوة الحسنة، فإذا عملنا معا على اتباع أساليب حياة صحية أكثر من خلال تناول طعام صحي والقيام بنشاط رياضي بشكل منتظم سيكون هناك أمل في الحد من عوامل خطر عدم النوم جيدا لدى المراهقين».

نصائح حول النوم 
 وتقول أبرمسون إنه إن كان المراهقون يعانون من مشكلة خطيرة في النوم فعليهم التحدث مع أطبائهم حتى يتوصلوا إلى حلول وسيجدونها متوفرة. وتقدم للآخرين النصائح التالية الخاصة بالنوم:

- التزم بنمط نوم روتيني سليم، فعدم الحصول على قدر كاف من النوم أو عدم الحصول على نوم جيد يمكن أن يجعل من الصعب التعامل مع الضغوط اليومية.

- حاول أن تأوي إلى الفراش وتستيقظ تقريبا في الموعد نفسه حتى في عطلة نهاية الأسبوع.

- اجعل ساعات نومك الأساسية في الليل، وإذا نمت خلال ساعات النهار، فلتكن هذه الفترة قصيرة.

- نم لمدة 8 ساعات على الأقل كل ليلة.

- تجنب المحادثات التي تثير الضيق أو المجادلات أو أي شيء يثير القلق قبل النوم.

- لا تتناول كمية كبيرة من الطعام أو الشراب قبل النوم.

- تجنب تناول النيكوتين والكافيين والكحول مساء.

- مارس نشاطا رياضيا بانتظام، حيث يمكن أن يساعد ذلك على الحصول على نوم أكثر هدوءا. لكن يمكن أن يؤدي القيام بتمارين رياضية قبل النوم مباشرة إلى عدم النوم بسهولة.

- اذهب إلى الفراش عندما تشعر بالتعب وأطفئ الأنوار.

- تسبب التغيرات البيولوجية، التي تحدث في سن المراهقة، التوتر، لذا تحدث مع أحد الآباء أو طبيب عن الطرق الممكنة للتعامل مع هذا القلق أو التوتر.

استنتاجات وآراء أحد أوجه قصور الرعاية الصحية في كندا، بحسب ماكرينديل، هو غياب التوجيه إلى التعرف على إرشادات إدارة عوامل الخطر بالنسبة إلى الأطفال على الرغم من وجود ذلك مع البالغين.

ويقول ماكرينديل: «الحقيقة الأساسية هي أن اضطرابات النوم بين الأطفال على ما يبدو في ازدياد وتؤثر على صحة قلوبهم» مضيفا: «إن هذا لأمر سيئ حقا».

هذه هي آخر بيانات تم الحصول عليها من «هارت نياجرا»، وهي مؤسسة لا تهدف للربح تشارك مسؤولي مجالس إدارة المدارس والصحة العامة في برنامج إثراء منهج التربية البدنية للصف التاسع بهدف الوقاية من الأمراض المزمنة.

ولا تعبر تصريحات واستنتاجات القائمين على الدراسة إلا عن آرائهم وليس عن سياسة أو موقف المؤسسة أو الجمعية الكندية للقلب والأوعية الدموية. ولا تضمن مؤسسة «هارت أند ستروك فاونديشين» ولا الجمعية الكندية دقتها أو مصداقيتها.

ومؤسسة «هارت أند ستروك فاونديشين» (heartandstroke.ca) عبارة عن منظمة خيرية تطوعية للصحة، وتعد كيانا رائدا في مجال الحد من أمراض القلب والسكتة الدماغية، والحد من تأثيرها من خلال النهوض بالبحث العلمي وتطبيقه، وتعزيز أساليب الحياة الصحية.