باريس تؤكد حضورها كعاصمة للذوق في حملتها السنوية الخامسة لمهرجان التسوق

مع انطلاق موسم التنزيلات في فرنسا، والذي يستمر لمدة خمسة أسابيع، بدأت حملة واسعة بعنوان «سولد باي باريس» لتشجيع السياحة الشرائية في العاصمة الفرنسية التي يتراجع فيها عدد السياح تقليديا، وفي مثل هذه الفترة التي تعقب فترة أعياد الميلاد ورأس السنة.


ويشارك في الحملة التي تسعى إلى تأكيد موقع المدينة كعاصمة للذوق والأناقة، أصحاب الفنادق والمتاجر ووسائل النقل العام، وتم طبع دليل خاص معزز بالصور لتعريف الزوار بأبرز مراكز التسوق وبالأماكن التي تجعل إقامتهم في باريس ذكرى يصعب نسيانها.

وهي المرة الخامسة التي ينظم فيها مكتب السياحة الباريسي هذه الفعالية التي تتركز في 3 أيام، بالاشتراك مع غرفة التجارة والصناعة وبلدية باريس، وبدعم من شركة «ماستركارد» لبطاقات الائتمان.

ويمكن للسياح القادمين من خارج دول الاتحاد الأوروبي أن يستفيدوا من مكاتب الاستقبال التي يتكلم موظفوها الكثير من اللغات، ومن حسومات ضريبية، كما يسهم أكثر من 300 فندق ومطعم في تقديم عروض لوجبات مخفضة وحجوزات ذات أسعار مغرية.

وللترويح عن السياح، تم وضع مجموعة من «السايكل بول»، وهي عربات نصف مكشوفة تعمل بالطاقة الكهربائية ويقودها سائق في جولة مدتها ساعة تطوف براكبيها على أبرز معالم العاصمة.

وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، أسهمت الأزمة الاقتصادية في تحويل الفرنسيين، وخصوصا الفرنسيات، إلى «صيادي تنزيلات» وجاء في إحصائية نشرت أمس أن 67 في المائة من الفرنسيين يعتمدون على مواسم التنزيلات الشتوية في مشترياتهم من الملابس والأثاث والأجهزة الكهربائية.

ويشكل هذا الرقم زيادة نسبتها 5 في المائة عن أولئك الذين استفادوا من موسم التنزيلات الصيفي الماضي، لكن أصحاب العائلات ذات الدخل المحدود ما زالوا مترددين في تخصيص ميزانيات كبيرة للشراء في هذا الموسم الذي يعقب فترة الأعياد وما يرافقها من نفقات استثنائية، ويعتبر هؤلاء التنزيلات ورطة مغرية.

ومن اللافت للنظر أن فئة الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة هم أكثر من ينتهز فرصة التخفيضات في الأسعار، خصوصا أنها تصل إلى أقل من النصف.

وتبلغ نسبة الشباب بين زبائن «السولد»، وهي اللفظة الفرنسية للتنزيلات، أكثر من 77 في المائة، مقابل 59 في المائة لمن هم في الخمسين من العمر وما فوق.

ويلجأ الشبان إلى المواقع الإلكترونية للبحث عما يريدون من أحذية غالية أو معاطف ذات علامات معروفة أو هواتف جوالة شديدة الحداثة، وهم يقارنون بين أسعارها في هذا المتجر أو ذاك، وحين يصلون إلى الهدف النهائي فإنهم يكمنون للبضاعة في انتظار الحسومات المقررة في مواسم التنزيلات، لكي يفوزوا بها بأقل سعر ممكن.

ويلفت النظر أيضا، أن الرجال ينافسون النساء في الاهتمام بالتنزيلات ومحاولة الاستفادة منها، ولعل رصدهم للتخفيضات يتركز على الرغبة في اقتناء بدلة ذات علامة مميزة، مع رابطة عنق لمصمم معروف وحذاء غال يناسبها، ويقول المتخصصون في مراقبة أنماط الشراء إن مستقبل مواسم التنزيلات سيقع على أكتاف الرجال، أكثر من النساء، لذلك يراهن عليهم خبراء الإعلانات والحملات التسويقية.