دراسة: الجينات تلعب دوراً في اختيار الأصدقاء

فهم الأنماط الجينية التي تكمن وراء علاقة الصداقة قد تساعدنا
فهم الأنماط الجينية التي تكمن وراء علاقة الصداقة قد تساعدنا

ربطت دراسة جديدة بين اثنين من الجينات وما نختار من أصدقاء، هذا ما صرح به باحثون في الولايات المتحدة من أنهم تمكنوا من اكتشاف أدلة مبدئية عن وجود علاقة جينية تلعب دورا في عملية الصداقة.


مصادر المعلومات المستخدمة بالدراسة:
بالاستفادة من بيانات قدمتها اثنتان من الدراسات المستقلة، وجدوا أن شخصين حاملين لجين واحد يرتبط بإدمان الكحول يميلان إلى التلاقي والترابط معا، بينما يبقى الناس ذوى الجينات الأخرى المتعلقة بعملية الأيض والانفتاح بعيدون عن بعضهم.
نشرت تفاصيل هذه الدراسة بجريدة (journal Proceedings of the National Academy of Sciences).

الدراسات التي استعانوا بها:
ركز الباحثون على ست علامات وراثية في اثنتين من الدراسات الطويلة بالولايات المتحدة الأمريكية وهما (the National Longitudinal Study of Adolescent Health) وهي دراسة محلية طولية لصحة المراهقين، و(Framingham Heart Study) وهى دراسة صحة القلب بفرامنغهام، حيث اشتمل كل منهما على بيانات وراثية ومعلومات عن نماذج لبعض الأصدقاء.

الجينات التي ترتبط باختيار الأصدقاء:
الجين الأول يطلق عليه (DRD2)، يتعلق بإدمان الكحول، ووجدوا مجموعات من الأصدقاء يحملون نفس العلامات الوراثية.

الجين الآخر يسمى (CYP2A6)، ويشك العلماء أن له دوراً في عملية الأيض للأجسام الغريبة من بينها النيكوتين، فالناس الذين يحملون هذا الجين يتوجهون إلى هؤلاء الذين يحملون نفس الجين معهم.

لماذا؟.. لا يعرف الباحثون لكن يمكن أن يشكل هذا جزءاً من حيلة دفاعية.

يقول العلماء أنهم لاحظوا وجود أنماط متشابهة بين الأزواج، مع الأشخاص الذين يتجنبون الشركاء المحتملين الذين هم عرضة لنفس الأمراض.

ارتبط جين (CYP2A6) أيضا بالنافذة إلى أفكار ومواقف جديدة.

الغرائز الأولى:
هناك بالطبع الكثير من المحاذير، فهؤلاء الذين يفضلون شرب الكحول يلتقون بمعظم أصدقائهم داخل الحانات وهذا ما يفسر وجود صلة جينية تسبب هذا التجاذب.

لم يتمكن الباحثون من إيجاد أي علاقة قوية بين الجينات والأصدقاء مع أربع من ست علامات وراثية التي تم اختبارها بالدراسة، لكن يقول البروفيسور "جيمس فلور" من جامعة كاليفورنيا، الذي قاد تلك الدراسة، أن الجينات ربما تتخذ طريقا ما لتوضيح السبب الذي يجعلنا غالبا وبطريقة غريزية نحب أو نكره الناس الذين نقابلهم.

يفسر هذا الشعور الذي يجعل الإنسان يحب شخصا ما أو لا يحبه.. حيث نملك هذه الغرائز تجاه الناس في كثير من الأوقات ونحن لسنا متأكدين من أين تنبع، هذا ما أخبرت به وكالة بي بي سي الإخبارية.

وأضاف:
"نحن نعتقد أن فهم الأنماط الجينية التي تكمن وراء علاقة الصداقة قد تساعدنا على فهم أكثر لتلك العملية، فالطرق التي تمكننا من تحديد الموروثات المتماثلة تتطلب أيضا إجراء مزيد من الأبحاث، لكن من المرجح أن تكون قائمة على التكون المادي لبعض الجينات التي نحن قادرون على تحديدها لدى الناس".

هذه الأبحاث ليست شيئا سهلاً إنما هي وسائل تتطلب دراسة جينات تندرج تحت صفات معينة يكون لدينا القدرة على التحري عنها بطريقة ما سواء بشكل واعٍ أو غير ذلك.