رقي ونجاح دائم مع مباديء العمل اليابانية

 في اليابان، الحفاظ على علاقة شخصية طيبة يمنحك مصداقية
في اليابان، الحفاظ على علاقة شخصية طيبة يمنحك مصداقية

بالرغم من وجود قليل من ثقافات العمل التي تخلصت تماما من سيطرة الغرب، فإن الطريقة اليابانية في القيام بالعمل مازالت تحتفظ بأصالتها حتى يومنا هذا رغم تغيرات الحياة وهذا من عوامل استمرار وتميز اليابان عن باقي دول العالم.


يشعر العديد من رجال الأعمال أو المغتربين بالارتباك عند أول تعامل لهم مع اليابانيين، لكن سرعان ما يتعايش العديد منهم ويتعلموا درسا أو اثنين من الزمالة مع الشرق، تملك الدولة التي أحضرت لنا نظام تطور وتحسين العمل والصناعة في وقتها المناسب بالإضافة إلى الكثير لتعلمه لنا عن كيفية التصرف في علاقات العمل، لذلك نقدم لك عزيزي القاريء بعض الدروس الهامة المثمرة لتتعلمها من الشعب الياباني:

العلاقات الشخصية تقوي تماسك العمل:
في ثقافة العمل اليابانية، تشتهر تفاصيل عقد الصفقات وعقود العمل في مجال معين أن يكون هناك سلاسة وتعاون أثناء نمو وتطور ترتيبات العمل، ويكون العامل الأساسي للتعاون في هذا النوع من السلوك هو امتلاكك بعض من الخبرات الماضية أو الألفة بين طرفي الصفقة حتى يبدأ العمل منها.

في حالات أخرى، ربما تعتمد العلاقة على توصية من جانب يتمتع باحترام دائم، حيث تستمر مواصلة العمل كما لوكان كل طرف لديه مسؤولية أخلاقية نحو الآخر واستعداد لرؤية الترتيبات حتى النهاية، لأن العمل إذا ظل مجرد تعامل على الورق يظل يقلل من قيمة وهدف هذا العمل.

الدرس المستفاد هو:
في اليابان، الحفاظ على علاقة شخصية طيبة يمنحك مصداقية تكون شيئا حاسما لصفقات عمل مستقبلية، حيث يعي هؤلاء الذين عملوا مع شركات يابانية صعوبة الانخراط في سوق العمل، ومع ذلك في اللحظة التي يتواصل بها عملك بنجاح مع شركة يابانية ستجذب الآخرين ليصبحوا على استعداد للعمل وعقد الصفقات معك.

كيف نطبق هذا الدرس؟
تفاوض ولديك إيمان ونية طيبة لأنه من  الغير المرغوب فيه هو أن الناس من المجتمع الغربي سيتخيرون أبدا الاستمرار بدون التعاقد لأجل ترتيبات العمل، حاول واكتشف تسوية في المنطقة الرمادية، التي لا تعتبر محددة على نحو واضح في الاتفاق.

تنازل من أجل المجموعة واحترم قراراتها:
اليابان مجتمع يؤكد بشدة على مفهوم "نحن" كمبدأ مناهض لمفهوم "أنا" أي يعترف بالجماعية وليس الفردية، حيث يتم مناقشة القرارات الهامة قبل العمل بها، كما تقتصر العضوية داخل مجموعة المناقشة غالبا على مجموعة من الناس يتم اختيارها وترشيحها لذلك.

ومثلما توجه القرارات الهامة للمجموعة فمن غير المناسب ترشيح شخص بعينه، ولتحكم المجموعة يجب أن تكتسب أولا العضوية لها وبعدها سيتم اتخاذ القرار فقط عندما يصبح هناك اتفاق جماعي.

الدرس المستفاد هو:
ينبع النجاح من الجهد الذي تبذله الجماعة ولايمكن لشخص أن يحققه بمفرده، يفهم اليابانيون هذا ويؤكدون على الحاجة إلى كل جهد وكل شخص للعمل معا، فهم يمنحون الأولوية والأسبقية لعملية المناقشة التعاونية التي ربما تعتبر بطيئة بعض الشيء لكنها تؤكد في النهاية أن كل فرد لديه صوت فعال ولا يتم الإنجاز بدونه.

كيف نطبق هذا الدرس؟
من أول مفاتيح وأسرار الدبلوماسية هو الاستماع للناس من حولك، فغالبا تقوم الأعمال في المجتمع الغربي على ترشيح قائد ليقود دور البطولة واتخاذ القرارات ويملي على كل شخص ما عليه القيام به.

لا يأخذ هذا السبيل في الاعتبار أن القائد يتطلب تعاون كل من هو تحت قيادته لتسيير عمله، حيث يتفهم اليابانيون هذا وبالنسبة لهم العمل لعبة فريق، فهم يحرصون على الحفاظ على روح الفريق من خلال المساهمة في تلقي أي إئتمان وهذا يؤكد ويضمن مزيدا من الإخلاص والوحدة بين المجموعة.

وبالمثل، بواسطة منح الثقة لمجموعة من الناس لن تكون هناك أي غيرة أو تعارض في المصالح الشخصية، لذا تأكد من عدم تسليط الضوء أو تخصيص المدح على شخص واحد أمام الآخرين وسوف تحقق نجاحات مثلما حقق اليابانيون.

تعلم أن تكون تعليماتك غير مباشرة:
مثلما يفضل اليابانيون تجنب المواقف المقارنة التي تتطلب مواجهة بين الأطراف، فيتم تفسير إتيكيت الحديث والتواصل لديهم بطريقة تجنبهم  توبيخ زملائهم ونظرائهم.

فأفضل من عرض موضوع بشكل مباشر، يفضل اليابانيون التلميح على خيارات معينة، وربما يبدو هناك نوع من الغموض في بعض الأوقات، مما يتطلب مزيدا من الاهتمام الإضافي للتأكد من أنه ليس هناك أحد غاضب أو مهان في عمله.

الدرس المستفاد:
تؤكد ثقافة العمل لدى اليابانيين على الاحترام والمجاملة، حقيقة أنهم سيستمرون في طريقهم لتوضيح أنهم لا يفرضون رغبتهم على رفقائهم.

كيف نطبق هذا الدرس؟
لتحقيق هذا الهدف اتبع الخطوات التالية:

1- تفهم الفرق بين الأدب وإظهار اللامبالاه.

2- يجب أن تأخذ الوقت الكافي للاستماع بحرص من أجل إدراك التلميحات التي ينطوي عليها الحوار.

3- تعلم أن تبطيء قليلا وتنتبه للدلائل التي تشير إلى أن نظرائهم ليسوا راضيين كما تتوقع أن تراهم.

4- غالبا ستكون هناك علامات للمشكلة قبل أن يحدث شيء عنيف.

الانضباط هو إشارة للاحترام:
تضع الثقافة اليابانية قيمة ضخمة على الوجه، حيث يتضمن مفهوم كلمة "وجه" على الفخر الشخصي، السمعة والمكانة الاجتماعية، وكل عمل يمكن أن يتسبب في فقدان المستقبل لهذه القيم الهامة هو عمل يتلف بيئة العمل ويقابل بالرفض التام.

وللحفاظ على تلك القيم أو الوجه الجيد يجب أن تتعلم كيفية إظهار احترامك الكامل، وأفضل طريقة توضح لمن أمامك هذا، هي الالتزام بالمواعيد في أي مقابلة، وهذا ما يفعله اليابانيون بل إنهم يحضرون إلى مواعيدهم مبكرا عن الميعاد المحدد.

الدرس المستفاد:
هناك العديد من الأشياء التي قام الأشخاص من الثقافات الغربية بتجاهلها مع أناس آخرين من أجزاء العالم الأخرى والتي ينظرون إليها كشيء هام، الوقت أحدها، حيث ينظر اليابانيون إلى إهمال الوقت بأنه استهزاء وعدم احترام تام إذا لم تلتزم بوقتك معهم.

كيف نطبق هذا الدرس؟
الانضباط عادة هو ما يجب علينا التعود عليه لذلك حاول تطوير مهارة التحكم في الوقت وضبطه مانحا نفسك عشر أو خمسة عشر دقيقة إضافية كمهلة أو وقت ضائع في جدول مواعيدك.

خدمة العملاء هي الهدف الأسمى:
إذا سافرت إلى اليابان، ستتفاجأ بعدد كبير من الأشخاص وظيفتهم الوحيدة هي تقديم التحية إليك ومساعدتك في كل كبيرة وصغيرة تخص إقامتك، وفلسفتهم هنا هي أن تقديم أرقى خدمة يجب أن تكون المبدأ والجزء المتمم لعلاقة العمل، ولأن الخدمة جزء من الاتفاق، فلا مكان للبقشيش والعمولات وغالبا يتم رفضها وبأدب.

الدرس المستفاد:
السعي وراء التميز شيء متأصل لدى ثقافة العمل اليابانية، كما أن الرعاية الفائقة وتقديم الخدمة ليست سمات إضافية وضعها اليابانيون من أجل إشعارك بالرفاهية، إنما تعتبر معاملة العميل بالحسنى عمل رسمي يؤدونه من خالص قلوبهم، فهذا مبدأ تفتقده العديد من الثقافات الأوروبية.

كيف نطبق هذا الدرس؟
عندما تتعلم الطريقة التي يسير اليابانيون العمل بها، ربما تكتشف طرقا لتحسين نظام الخدمة بالشركة التي تعمل بها وسيكون مبدئك هو "النسخ والتطوير".

حافظ على توافق صحيح ومنتظم:
في اليابان، من الأفضل تحديد المقابلات والمواعيد من خلال مكالمة تليفونية عن إرسال خطاب أو فاكس حيث تعتبر الطرق الودية إشارة لاحترام الطرف الآخر، فهذا الشعب يقدر علاقات العمل طويلة الأمد لذا كونك مراسل جيد يقابل بأهمية كبيرة بثقافاتهم.

الدرس المستفاد:
يفضل اليابانيون شبكات العمل وبناء العلاقات كمبدأ ثاني لإدراكهم أهمية هذا النوع من وسائل إنجاز العمل.

كيف نطبق هذا الدرس؟
يهمل البعض منا جانب الحفاظ على التواصل مع الآخر، ونكرس لهذا الجانب أقل جهد مما يظهر هذه الروح في صورة نقص في قوة علاقات العمل، ومثلما يفعل اليابانيون يجب علينا إبداء اهتمام إضافي لتعميق الصلة مع بعضنا البعض من خلال التعامل مع هذا المبدأ من وجهة النظر الشخصية موضحا استعدادك لتقديم الوقت للتواصل.

أظهر حسن الضيافة:
مازالت اليابان مثلها مثل العديد من ثقافات العمل الآسيوية الأخرى التي تحافظ على عادة تقديم الهدايا، مع الحرص على تجنب الاعتقاد بأن تلك الهدايا إشارة إلى الرشوى أو محاولة التأثير على سلوكيات الغير.

عليك بالاهتمام بتقديم هدية لأعلى ضيف في حضور الجميع وإذا كنت من استلم تلك الهدية قدم الشكر الوفير للطرف الذي قدمها لك.

إذا تمت دعوتك للعشاء، حاول أن تعرض دفع الفاتورة بطريقة لطيفة وإذا أصر الطرف الآخر على الدفع أظهر نوعا من الاستسلام لكن بضيق لأن هذا يعتبر نوع من الاحترام.

الدرس المستفاد:
يقصد بالطريقة اليابانية للضيافة التأكيد على أن العمل يأتي في المرتبة الثانية بعد العلاقات الشخصية.

كيف نطبق هذا الدرس؟
عامل العميل بطريقة تخرج عن كونه مجرد مصدر للعمل، عليك التركيز على العلاقة الإنسانية في المرتبة الأولى وسوف يزدهر العمل كنتيجة لذلك.

كن على وعي ثقافي بالآخر:
في هذا العالم متعدد الثقافات عليك تفهم الطريق الذي تسير عليه ثقافات العمل وحاول أخذها على محمل الجد، سواء كنت تتعامل مع العميل الياباني أو شريك آخر من جزء مختلف من العالم وتعلم أن تكون حساسا بشكل مثقف حتى تمنح نفسك خطوة للأمام وبروح تنافسية.