حرب الأناقة على لا تقل عن حرب الفن .. أزياء الأوسكار توازي جوائزه نفسها

العنوان العريض لتصميمات معظم فساتين هذا العام هو حقبة الخمسينات والستينات و«الفينتادج» واللونان الطاغيان على أزياء النجمات هذا العام هما الأحمر واللون الزهري الفاتح جدا «النيود»
العنوان العريض لتصميمات معظم فساتين هذا العام هو حقبة الخمسينات والستينات و«الفينتادج» واللونان الطاغيان على أزياء النجمات هذا العام هما الأحمر واللون الزهري الفاتح جدا «النيود»

على الرغم من أن ليلة الأوسكار تتركز على من سينال الجائزة، إلا أن نجمات هوليود يستطعن بكل سهولة أن يخطفن الأضواء بطلاتهن الجميلة وفساتينهن الأنيقة، لتنتقل المنافسة إلى مستوى آخر وبشكل غير مباشر حول أحلى الفساتين التي ظهرت في تلك الليلة الفنية بامتياز. والمناسبة تنتظرها النجمات كل عام، ليس فقط لحضور حفل توزيع جوائز الأوسكار التي تعد الأهم في رزنامة عالم السينما، إنما لعرض الفساتين والمفاتن والمجوهرات وسرقة الأضواء على السجاد الأحمر الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من حيثيات هذا الحفل المهيب.


وفي كل عام، هناك مرشحون ورابحون وخاسرون لجوائز الأوسكار، وهناك رابحات وخاسرات أيضا من النجمات المتحمسات اللاتي يقمن بالمستحيل للفوز بلقب صاحبة أفضل خيار وذوق ومرتدية أفضل فستان، الحرب بينهن قوية ولو أنها صامتة، كما هو الحال في أوساط المصممين العالميين الذين يرون في هذه المناسبة مناسبة لا تثمن لحفر أسمائهم في عمق جداول الموضة، وهذا العام كان الصراع ما بين ماركيزا وإيلي صعب وفالينتينو وجيفانشي وشانيل.

وكالعادة أبهرت نجمات هوليود المشاهدين في شتى أنحاء العالم بدخولهن المسرحي على السجادة الحمراء، وكانت مباريات بين الألوان، علما أن الأسود كان أقل الألوان شعبية هذا العام؛ حيث كثرت الفساتين الفاتحة كالأبيض والفضي والذهبي.

وكانت النتائج على الشكل التالي:
كان اللون الأحمر ظاهرا بقوة؛ حيث لجأت إليه كل من ساندرا بولوك وبينلوبي كروز، ومقدمة الحفل آن هاثاوي، ولنبدأ بمقدمة الحفل الممثلة آن هاذاوي التي قامت بتبديل هندامها 7 مرات، نجحت في اختيار بعض من تلك الفساتين، في حين لم توفق في اختيارها للفستان الأحمر من تصميم فالينتينو الذي جاء بعيدا كل البعد عن الخفة والدعابة، وكانت النتيجة استعمالا مفرطا للقماش وكثير من الورود في مؤخرة الفستان، واللون الأحمر لم يناسب بشرة الممثلة البيضاء.

ومن الفساتين غير الموفقة أيضا فستان المغنية السمراء كايت هادسون باللون الأحمر الفاقع المائل إلى البرتقالي، الفستان ثقيل وفيه كثير من الحركة وصمم بطبقات كثيرة من القماش من الخلف، لدرجة أنها احتاجت إلى مساعدة أحد الحراس لرفعه عن الأرض لكي تتمكن من السير، وعلى عكس حفلات الأوسكار في الأعوام الماضية التي لاقت الممثلة الأسترالية فيها نيكول كيدمان استحسان نقاد الموضة والمعجبين، لم توفق هذا العام بفستانها الأبيض من تصميم كريستيان ديور، فاللون لم يناسب بشرتها كما أن تصميمه ممل وفيه الكثير من المبالغة وأشبه بفساتين الأعراس، خاصة أنه تم استعمال قماش الساتين فيه مع التطريز، كما أنها بدت متأثرة جدا بصرعات موضة الشعر للموسم الحالي، فتبنت موديلا غير موفق لشعرها من وحي عروض الأزياء الأخيرة التي شهدتها ميلانو ولندن وكانت النتيجة شعرا مرفوعا بطريقة عفوية جدا، لدرجة أنه يتخيل إليك بأنها قامت بتصفيفه بنفسها مباشرة بعد خروجها من الحمام.

ومن الفساتين التي قد تنقسم الآراء حولها فستان الممثلة غوينيث بالترو من تصميم كالفن كلاين، فالبعض رأى أن لونه وقصته لا تليقان بأي كان، ولكن المشكلة هي في لون الفستان الذهبي الذي جاء مطابقا للون شعر الممثلة، فلم ينصف لون بشرتها وكانت النتيجة طلة عادية ولافتة سلبا.

أما بالنسبة للممثلة سكارلت جوهانسون، فبدت عادية جدا بفستانها من تصميم دولتشي إند غابانا باللون الزهري الغامق، وشعرها ينسدل على كتفيها وقماش الفستان من «الغيبور» المخرم بدا كأنه كان ممزقا، الفستان ليس قبيحا ولكنه يليق أكثر بحفلة عادية وليس لحفل الأوسكار، كما أن قصة شعرها وتركه على سجيته لم يساعد في إظهار جمال الممثلة المعروفة كونها حسناء.

الممثلة الإسبانية بينيلوبي كروز بدت من خلال اختيارها لفستانها من تصميم لورن سكوت كأنها تحاول أن تثبت للناس أنها استطاعت التخلص من الوزن الزائد بعد وضعها مولودها الأول منذ شهرين تقريبا، ولكن السحر انقلب على الساحر وكانت النتيجة فستانا عاديا جدا، لون غامق وغير جذاب وتصميم مألوف من ذي قبل، كما أنها لم تنصف نفسها، فبدت آثار الولادة واضحة حول خصرها وصدرها، وكان من الأفضل لها أن تتحايل على هذه المنطقة من خلال اختيار فستان يلبسها بدلا من أن تلبسه.

وتظهر الصور فساتين كل من بورتمان -الفائزة بجائزة أفضل ممثلة التي تلقت انتقادات حول فستانها (تصميم رودارت)؛ حيث توقعت الصحف الفنية الأجنبية الصادرة صباح الاثنين أنها ستختار فستانا أكثر أناقة نظرا للتوقعات القوية، التي سبقت الحفل بفوزها، وأطلت زميلتها سكارلت جوهانسن بفستان بنفسجي مطرّز من توقيع دار الأزياء "دولشه آند جابانا".

وبالنسبة للممثلة البريطانية هيلينا بونهام كارتر المعروفة بذوقها الغريب في اختيار الأزياء، ورأيناها في حفل مؤخرا وهي تنتعل حذاءين بلونين وتصميمين مختلفين، اختارت هذه المرة فستانا أسود اللون بوهيمي من تصميم كولين أتوود كان أفضل مما توقعناه أن يكون للولا أنها لم تتخل عن جنونها وربطت رجليها بعلم بلادها.

الممثلة إيفا مينديز اختارت فستانا أشبه بالـ«توتو» أو فساتين راقصات الباليه، ولم يساعد فستانها في إظهار مفاتن جسم الممثلة صاحبة القوام الرشيق. وإذا شاهدت فيلم «ذا غلاديايتر»، فسوف يذكرك فستان الممثلة كايت بلانشيت بتصميم الملابس في الفيلم، فستانها من تصميم جيفانشي، أبيض مع ياقة عالية وأكتاف عريضة مع القليل من اللون الأصفر على الأكتاف مع تصميم غريب على منطقة الصدر، قد تنقسم الآراء هنا، الفستان جديد في تصميمه ولكنه لا يروق للجميع.

وفستان الممثلة كايت بيكينسايل كان أفضل من الفستان الفضي الذي اختارته في حفل الأوسكار العام الماضي، وكان خيارها صائبا هذه المرة، فستان أسود يزينه الترتر اللماع وضيق، مع شعر مصفف بطريقة أنيقة وطبيعية.

بعض النجمات يعتمدن على الخيار الآمن ولكن هذا الخيار ليس صائبا في جميع الأحيان، وهذا ما حصل هذا العام مع جينيفر لورينس لاختيارها فستانا أحمر من تصميم كالفن كلاين ولا يتميز بأي قصة أو شكل، ونفس الشيء حصل مع المغنية الكندية سيلين ديون التي اختارت فستانا من أرماني بريفي، الفستان جميل ولكن التصميم مألوف وليس فيه ما يشد العين والنظر.

العنوان العريض لتصميمات معظم فساتين هذا العام هو حقبة الخمسينات والستينات و«الفينتادج» واللونان الطاغيان على أزياء النجمات هذا العام هما الأحمر واللون الزهري الفاتح جدا «النيود»، لكن من المعروف عن الأحمر أنه لون صعب ولا يليق بأي كان، ولكن الممثلة ساندرا بولوك كانت موفقة باختيارها فستانا باللون الأحمر من تصميم فيرا وانغ، وبدت أنيقة جدا، التصميم جميل وموفق، والقصة تناسب تكوين ساندرا الجسدي. ومن الفساتين البسيطة والجميلة أيضا فستان ميلا كيونس من تصميم إيلي صعب كوتور من تشكيلته الأخيرة التي عرضها في باريس، والنتيجة أناقة ولون جديد، أزرق مائل إلى الأقحواني استعمل فيه الدانتيل، وتم اللعب على تنوع الأقمشة في التصميم.

ومن الفساتين الجميلة أيضا، فستان الممثلة هالي بيري من تصميم ماركيزا باللون الزهري الفاتح، استعمل فيه الخرز اللماع وقماش التول ولكن بطريقة متناسقة ومتوازنة حافظت على أناقة ونعومة الممثلة الحسناء. أما بالنسبة للممثلة ناتالي بورتمان التي فازت بجائزة أفضل ممثلة لدورها في فيلم «بلاك سوان» وهي حامل في شهور متقدمة لم تفز فقط لأدائها في الفيلم، بل أيضا في اختيارها فستانا من تصميم رودارت، وأجمع نقاد الموضة على أنه أجمل فستان للحمل وسوف يكون له وقعه في خطوط موضة الحوامل للموسم القادم، اللون أقحواني غامق، القصة جميلة وخفيفة وتغطي منطقة البطن بطبقات عديدة من القماش الناعم ومفتوح عند منطقة الأكتاف ليسرق العين من منطقة البطن.

واستطاعت الممثلة هيلاري سوانك التي قامت بتقديم جائزة في الحفل جذب الأضواء من خلال فستانها من تصميم دار غوتشي، الفستان بسيط وبنفس الوقت جذاب وفيه رونق ضيق ويتمتع بحجم واسع عند أسفل القدمين، مما يساعد على إظهار المنطقة العليا من الجسم بشكل أنحف.

وبالعودة إلى أسلوب البساطة، نجحت ميشيل ويليامز بقطف ثمار البساطة المتزنة من خلال فستان من تصميم شانيل، بسيط جدا تزينه حبات اللؤلؤ باللون الأزرق الفاتح جدا المائل إلى الأبيض، وعلى الرغم من بساطة التصميم فإن النتيجة كانت بساطة وأناقة إلى أبعد الحدود وساعد في ذلك قصة شعر ويليامز القصيرة التي أظهرت تفاصيل وجهها الناعمة.

ومن الفساتين الناجحة أيضا فستان الممثلة ريس ويزيرسبون من تشكيلة أرماني بريفي باللون الأسود مع ياقة بيضاء تغطي منطقة الصدر أيضا، وساعد في نجاح شكلها تصفيف شعرها بطريقة أنيقة وعصرية من دون تكلف، ولكن شبه بعض نقاد الموضة الفستان بالفستان الذي ارتدته الممثلة جوليا روبرتس أثناء تسلمها جائزة الأوسكار من قبل. ولكن لا يمكن القول إلا أن الفستان جميل وأنيق وبسيط بنفس الوقت.

نترككم مع الصور التالية والخيار لكم باختيار الفستان الأحلى ..