في أسبوع لندن للموضة 2011 .. دار «يايجر» تبتكر معاطف بأحجام وجيوب كبيرة

الموضة تنافس السياسة في 10 داونينغ ستريت .. بيتي جاكسون تقول إن الأحمر سيد الألوان
الموضة تنافس السياسة في 10 داونينغ ستريت .. بيتي جاكسون تقول إن الأحمر سيد الألوان

زوجة رئيس الوزراء البريطاني، سامنثا كاميرون أو «سام كام»، الاسم الذي تدللها به أوساط الموضة، لم تكتف بافتتاح أسبوع لندن لموضة خريف وشتاء 2011 في الصباح الباكر من يوم الجمعة، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بإقامتها حفلا خاصا في بيتها في مساء نفس اليوم، تكريما للموضة.


فرغم تأخرها عن هذا التقليد الذي بدأته سارة براون، زوجة رئيس الوزراء السابق، جوردن براون، في الموسم الماضي بسبب حملها ووضعها مولودتها، فلورانس، فإنها سرعان ما التقطته بحكم عشقها للموضة أولا وثانيا بحكم أنها السفيرة الرسمية للموضة البريطانية منذ ستة أشهر. مساء أول من أمس، أكدت أنها تأخذ هذا الدور بجدية، حين فتحت باب 10 داونينغ ستريت لنخبة من وسائل الإعلام المتخصصة وصناع الموضة والمهتمين في جو غلبت عليه الحميمية أكثر من الرسمية.

فالوجوه كانت معروفة وتعرف بعضها البعض، وإن كانت لم تلتق منذ فترات طويلة بسبب ظروف العمل أو الجغرافيا. لهذا وبعد يوم حافل من العروض والتوقعات، كانت المناسبة فرصة ليس لاسترجاع الأنفاس فحسب، بل أيضا لتجديد روابط المودة بين أشخاص من الصعب مقابلتهم، بعيدا عن أجواء العمل، مثل المصمم كريستوفر بايلي، مصمم دار «بيربيري»، وفيفيان ويستوود، وعثمان يوسف زادة، وكريستوف دي فوس وبيتر بيلوتو، وغيرهم ممن كان التعب باديا على وجوههم.

فهم لا يزالون يحضرون لتشكيلاتهم، وقلما ترى عيونهم النوم هذه الأيام، كما قال كريستوف دي فوس من ماركة «بيتر بيلوتو»، بيد أنه على الرغم من كم المصممين الموجودين والشخصيات المهمة، إلا أن كل الأنظار كانت مصوبة اتجاه «سام كام»، التي كانت تنتقل مثل النحلة بين الضيوف ترحب بهذا، وتجيب عن سؤال هذا بابتسامات لا تعرف إن كانت تواضعا أو خجلا، لكن في كل الحالات كانت تشي بشخصية دافئة وقريبة من النفس، تشعر معها وكأنك مع صديقة قد لا تتشارك معها نفس أسلوب الحياة، لكنك تتشارك معها على الأقل حب الموضة. حب لخصته في كلمتها الافتتاحية للأسبوع بقولها: «غالبا ما يقول الناس إن الموضة واحدة من أهم الصناعات، والحقيقة أن هذا خطأ.. لأنها الأهم».

الطريف منذ بداية الحفل أن الكل كان مهووسا بسؤال واحد، ربما تكرر على مسامعها عشرات المرات خلال عشر دقائق، وهو من مصمم زيها في ذلك اليوم. فهي معروفة بميلها إلى دعم مصممين شباب، وظهرت في عدة مناسبات بتصاميم لـ«إيرديم» و«بيتر بيلوتو» وعثمان يوسف زادة، لهذا كان الكل يتساءل: من رسا عليه اختيارها هذه المرة؟ والجواب كان أن التنورة بتوقيع المصمم الاسكوتلندي كريستوفر كاين، والقميصول الرمادي من المصممة النيوزيلندية المقيمة بلندن، إيميليا ويكستيد والقلادة من ماركة «ماوي»، وربما يكون الحذاء هو الوحيد غير البريطاني الصنع، لأنه من محلات «زارا».

لكن حتى اختيارها هذا له ما يبرره، فهو يصب في دعمها المعروف لمحلات شوارع الموضة الشعبية وحبها لمزج الغالي بالرخيص. وهذا ما أكده رئيس منظمة الموضة البريطانية، هارولد تيلمان، في كلمته التي ألقاها في المناسبة، بقوله إنها تحب مزج أزياء بتوقيع أسماء معروفة مع أزياء من محلات شعبية مثل «توب شوب»، و«ماركس آند سبانسر»، و«زارا»، و«يونيكلو»، وغيرها لتعطي لكل حقه، شكلا ومضمونا.

وهذا بالضبط ما ترحب به صناعة الموضة، التي تدر على اقتصاد البلد ما لا يقل عن 21 مليار جنيه إسترليني سنويا، والفضل في هذا لا يعود إلى الأسماء الكبيرة وحدها، بل أيضا للمحلات المترامية في شوارع الموضة، التي توظف الآلاف من الناس، وتستقطب الملايين من المشترين.

بل إن الكثير من هذه المحلات الشعبية أصبحت لها عروض مهمة خلال الأسبوع، مثل «توب شوب» و«يايغر» العريقة. فهذه الأخيرة مثلا تأسست في عام 1884، لكنها فقدت بريقها في فترة من الفترات قبل أن تسترجعه في عام 2003، عندما اشتراها رجل الأعمال ورئيس منظمة الموضة البريطانية، هارولد تيلمان.

فمنذ ذلك الحين وهي ترقى بخطى حثيثة إلى مصاف بيوت الأزياء البريطانية المهمة، لا سيما بعد أن التحق بها المصمم ستيوارت ستوكدايل في عام 2008. عرضها أمس (السبت)، في قاعة «سومرست هاوس» جسد هذه الثقة من خلال تشكيلة غنية بالابتكار والرقي، سواء تعلق الأمر بالتصاميم أو الأقمشة أو الألوان، وتحمل بين ثناياها الكثير من التفاصيل الجديدة التي لا يمكن أن تتجاهلها العين وتهفو لها نفس أي أنيقة أيا كانت جنسيتها.

البطولة فيها كانت للمعاطف، بلا منازع، حيث تباينت أطوالها بشكل لافت، وإن كان الطويل جدا الذي يغطي الكاحل أبرزها وأكثرها إثارة بياقاته الواسعة وجيوبه المربعة بحجم كبير، ستجعله يتماشى مع موضة حقائب اليد الصغيرة التي لا تسع الكثير، لتكون هذه الجيوب مكملا أنيقا وعمليا لها. كانت هناك أيضا معاطف تصل إلى الركبة، بعضها بأكمام والبعض الآخر من دون، مما يسمح بارتدائها مع كنزات أو فساتين صوفية سميكة في فصل الشتاء.

اللافت أيضا في هذه التشكيلة، شالات بياقات رجالية كبيرة، تعطي الانطباع من بعيد، كما لو أنها سترات، ويمكن أن تكون إضافة مميزة لأي زي مهما كانت بساطته. وعلى الرغم من أنها تنوعت من حيث الخامات والطول ونوع الياقة، الأمر الذي يحسب لها، إلا أنها قد تكون أكثر من مجرد مبتكرة، لو تمت إضافة جيوب إليها.

قبل ذلك، قدمت المخضرمة بيتي جاكسون، تشكيلة لا تقل ثراء، غلب عليها اللون الأحمر بدرجاته، إلى جانب النقوش في أقمشة حديثة أدخلت عليها تقنيات عصرية، مثل مجموعة مغزولة بمزيج من صوف الأنغورا وصوف الألبكة، أعطت نتائج مثيرة ومنعشة إلى حد كبير، أكدت فيها المصممة المخضرمة أن تعديها الستينات لم ينسها لغة الشباب.

وظهرت هذه اللغة أكثر في الأحجام الكبيرة والطول «الماكسي» الذي يغطي الكاحل وجاكيتات بياقات ضخمة نسقتها مع بنطلونات فضفاضة لكن قصيرة إلى حد ما، مقارنة بالطول العادي.

كانت هناك أيضا فساتين من الشيفون مطبوعة بالورود لمن لا تميل إلى القطع المنفصلة، لكن لا مهرب من الأحمر فيها. فبيتي جاكسون أرسلت رسالة واضحة مفادها أن الأحمر هو لون الشتاء المقبل.

من جهتها، ظلت ماركة «داكس» وفية لجذورها الإنجليزية، وقدمت تشكيلة غلبت عليها المربعات والعملية، على الرغم من قولها إنها استوحت خطوطها من «أليس في أرض العجائب».

فالقطع تنوعت لتناسب أجواء المدن والريف، وبالتالي شملت الكثير من الصوف في كنزات واسعة وأخرى محددة على الصدر مع قمصان بياقات صغيرة.

تجدر الإشارة إلى أن أسبوع لندن سينتهي بالنسبة للكثير من الحضور يوم الثلاثاء المقبل، إلا أنه سيمتد بالنسبة للبعض الآخر، خصوصا من الرجال، إلى يوم الأربعاء.

فمنذ بضعة مواسم، أصبح للجنس الخشن نصيب منه، يتمثل في تخصيص اليوم الأخير لهم، لهذا سنشهد عروضا مهمة لكل من «دانهيل»، و«لو دالتون»، و«هاردي أيميز»، و«إي توتز»، التي تعتبر من بيوت الأزياء التي تثير الكثير من الاهتمام مؤخرا، على الرغم من أن تاريخ تأسيسها يعود إلى 1867. فهي الآن وعلى يد مصممها باتريك غرانت، أكثر عصرية وحيوية من أي وقت مضى، وما تقدمه من بدلات أقرب إلى مفصلة على المقاس منها جاهزة.

- تدور في الأوساط أيضا همسات عن عرض المصمم توم فورد، الذي قرر أن يخص أسبوع لندن بتشكيلته النسائية هذا الموسم. طبعا لن يقدم عرضا كبيرا، حتى يبقي على هالة الغموض التي اتخذها كماركة مسجلة له منذ إطلاقه خطه النسائي في الموسم الماضي، وقال إنه سيستقبل حفنة فقط من محرري الموضة والمشترين.

نفس الفكرة طبقها خلال الموسم الماضي في نيويورك ولقيت تجاوبا كبيرا من قبل من سنحت لهم الفرصة بحضور العرض، من مثيلات كارين روتفيلد، رئيسة تحرير مجلة «فوج» الفرنسية السابقة. ويقال إن سبب استقالتها في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي هو تخصيصها لصفحات كثيرة من المجلة للمصمم، إلى جانب أسباب أخرى.