مصريه، أم هنديه، أم أسيويه .. عضات الأسماك أحدث تقنيات التجميل

«دكتور فيش» يتغذى على خلايا الجلد الميتة ويتجنب السليمة .. بالفطرة
«دكتور فيش» يتغذى على خلايا الجلد الميتة ويتجنب السليمة .. بالفطرة

عندما تشعرين بالتعب وبأن أقدامك قد تلقت العقاب الكافي من الكعب العالي، وأن جسمك كله تأثر ويحتاج إلى راحة، عليك بـ«الدكتور فيش» آخر صيحة في عالم التجميل.


كلنا نعرف ما للأسماك من فوائد صحية عدا عن طعمها اللذيذ، لكن الجديد أن مزاياها دخلت مجالات التجميل والتنفيس على الروح، من خلال ما أصبح يعرف بـ«مساج الأسماك»، وهو طريقة تدليك تستهدف إراحة الأعصاب والتخفيف من التوتر من خلال استعمال مجموعة من الأسماك الصغيرة المدربة تدريبا دقيقا لتسبح برشاقة في وعاء ماء كبير، وتقوم بعملية تقشير فعالة للأقدام في الوقت ذاته.

كل ما عليك هو اختيار نوع المساج، بمعنى هل تفضلينه فرعونيا، أم هنديا، أم آسيويا. خبيرة التجميل آمال سليمان تشرح: «مساج الأسماك هو أحد تقنيات التجميل الحديثة للعناية بالجلد والبشرة. وهي تقنية آمنة وطبيعية، يقبل عليها العديد من الناس، خاصة من الطبقات الراقية وأهل الفن، من باب تغيير عملية العناية بالأقدام التقليدية (البديكير).

وفي بعض الأحيان تعوضهم عن زيارة طبيب الأمراض الجلدية، إذا أخذنا بعين الاعتبار أنها يمكن أن تعالج من بعض الأمراض كالصدفية، والأكزيما، ومسمار الرجل، والكالو.

ولهذا أطلق على هذا النوع من الأسماك في مراكز التجميل والمنتجعات الصحية (دكتور فيش). أما اسمها العلمي فهو (Garra Rufa) جاراروفا. وهو نوع من الأسماك الصغيرة لا تمتلك أسنانا ولكن تتميز بشفاه قاسية كمنقار الطيور بلون فضي وآخر يميل إلى الحمرة، وتعيش في المياه العذبة والينابيع وتتغذى على خلايا الجلد المتضررة والميتة.

واللافت للانتباه أنها تعمل وكأنها تلقت تدريبا متقنا على المساج لأنها لا تتغذى على الخلايا السليمة، ولا تلمسها إطلاقا»، تضيف سليمان: «جلسة واحدة من هذا النوع تقوم بها مجموعة من 2000 إلى 5000 سمكة (Garra Rufa) تسبح في حوض مليء بماء دافئ.

ويمكن أن تقتصر الجلسة على اليد أو القدم. وفى بعض المراكز يكون هناك أحواض كبيرة تسع لكامل الجسم، ولا تسبب هذه الأسماك أي ألم ولكن تشعر معها فقط بعضات خفيفة تعطي شعورا جميلا بالدغدغة في بداية الأمر، بعدها يبدأ الشعور بتلاشي التوتر وحلول الاسترخاء.

من ميزاتها أيضا أنها تمنح الجلد رونقا ونعومة وصحة ملحوظة، حيث تزيل الطبقة الخارجية الجافة، فضلا عن فعاليتها في تنشيط الدورة الدموية وإزالة البقع والوحمات الصغيرة. وتتراوح مدة الجلسة بين 30 دقيقة إلى ساعة كاملة ويمكن أن تكون جلسة واحدة كل أسبوع أو يوميا».

وعن تجربتها الشخصية تقول سليمان: «تعرفت على جلسات (دكتور فيش) عندما كنت في رحلة إلى ماليزيا، حيث كنت أتردد على المنتجع الصحي يوميا بعد أن وجدت أن لدغدغات الأسماك مفعول السحر في إزالة التوتر وإراحة الأعصاب، لا سيما وأن ضحكاتك ستتعالى من حركات السمك السريعة حولك.

وتكلفت الجلسة 25 دولارا هناك، أما في مصر فنحو 120 جنيها، وعلى الرغم من أن هذا النوع من الأسماك لا يحتاج إلى تدريب حتى يقوم بعمله، فإنه يحتاج إلى عناية فائقة خاصة عند تغير ماء الحوض، علما بأن السمك يجب أن يرتاح يوما كاملا قبل أن يباشر عمله مرة ثانية، كما أنه شديد الحساسية تجاه الضوضاء، ويحتاج إلى طعام خاص».

وتتابع سليمان: «يعتبر (دكتور فيش) تقنية حديثة في الوطن العربي حاليا، إلا أنها عرفت قبل مائة عام في تركيا وماليزيا ثم انتقلت إلى شرق آسيا وكندا وأميركا قبل أن تصل إلينا».

وتلفت إلى أن «دكتور فيش» على الرغم من الفوائد التي يمنحها للجسم كافة، فإن الإقبال عليه يكون من قبل هواة الأشياء الغريبة والجديدة أكثر، فهناك من يخاف منه، فيفقد روح المغامرة والاكتشاف، ومع ذلك فإن الإقبال عليه يتزايد يوما بعد يوم خاصة من قبل الفنانين.