فيروس (البابيلوما) الشائع .. سبب رئيسي في حدوث سرطان الشرج

يؤدي أيضا إلى الإصابة بمختلف السرطانات التناسلية، وفي الصورة الممثلة الأميركية فرح فاوست التي توفيت بسرطان الشرج
يؤدي أيضا إلى الإصابة بمختلف السرطانات التناسلية، وفي الصورة الممثلة الأميركية فرح فاوست التي توفيت بسرطان الشرج

بعد أن كبر أبناء بوليت كراوذر الثلاثة، وشدت العزم على تغيير مهنتها، اكتشفت أنها مصابة بسرطان الشرج، لا القولون، من خلال الفحص بالمنظار الطبي للأمعاء. وقد شكل هذا صدمة لها؛ إذ لم يسبق لبوليت، وهي أم لثلاثة أبناء وتبلغ من العمر 51 عاما من مدينة نيويورك، أن عانت أي أعراض، وكانت تشعر أنها على خير ما يرام. وكانت الصدمة هي إدراك انتشار المرض بهذا الشكل.


لكن عندما بحثت هي وأبناؤها عن معلومات حول المرض على شبكة الإنترنت، أخذوا يتساءلون عما إذا كانت الوقاية من السرطان أو على الأقل اكتشافه مبكرا، أمرا ممكنا.

فيروس الورم الحليمي
يسبب فيروس الورم الحليمي البشري (البابيلوما) (human papillomavirus (HPV ما بين 80 و90% من أمراض سرطان الشرج، وهو الفيروس نفسه الذي يسبب سرطان عنق الرحم.

ومنذ عقود مضت عندما كانت بوليت في العشرينات من عمرها تلقت علاجا لتشوهات عنق الرحم، وهي حالة كثيرا ما تسبق سرطان عنق الرحم تتسبب عن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.

لو كانت فقط تعلم! تقول ابنتها جاستين وهي أكبر أبناء بوليت وتبلغ من العمر 27 عاما: «نعتقد أنه كان من الممكن إنقاذها لو أجرت المزيد من الفحوص»، توضح الدراسات أن الإصابة بتشوهات عنق الرحم تزيد من احتمالات التعرض لمخاطر أكبر «على الأقل كان ينبغي أن يتم إخبارها بهذا الأمر»، وتضيف بوليت: «يمكنك علاج سرطان الشرج إذا تم اكتشافه مبكرا».

تسبب الأنواع نفسها من فيروس الورم الحليمي البشري المسبب لسرطان عنق الرحم وهما النوعان 16 و18 من الفيروس، HPV 16 and 18، سرطان الشرج.

وقد وسعت وكالة الغذاء والدواء في ديسمبر (كانون الأول) الماضي نطاق استخدام لقاح فيروس الورم الحليمي البشري «غارداسيل»، بحيث يشمل الوقاية من السرطان والأورام ما قبل السرطانية.

وتوفيت بوليت، التي وهبت حياتها إلى أبنائها الذين قامت على رعايتهم وتنشئتهم في جنوب مانهاتن بمفردها تقريبا بعد طلاقها حتى إن أبناءها يطلقون عليها اسم «أفضل صديق»، في أبريل (نيسان) الماضي.

موقع للتوعية بالسرطان
وفي غضون 3 أشهر أسست جاستين مع أخيها تريستان، البالغ من العمر 25 عاما، وكاميل، البالغة من العمر 23 عاما، مؤسسة «فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان الشرج»، وتهدف هذه المؤسسة إلى زيادة وعي الناس بالعلاقة بين هذا الفيروس، الذي ينتقل في كثير من الحالات عن طريق الاتصال الجنسي، وبين كل أنواع السرطان التي يصيب كل نوع منها عددا محدودا من الناس، لكن معا تصيب عشرات الآلاف.

بالإضافة إلى ذلك هناك صلة بين الإصابة بسرطان الشرج وفيروس الورم الحليمي البشري من جانب وسرطانات الأعضاء التناسلية للمرأة مثل سرطان الفرج والسرطان المهبلي فضلا عن سرطان القضيب الذكري وأنواع معينة من سرطانات العنق والرأس.

ومن خلال موقع إلكتروني قوي هو analcancerfoundation.org ومجلس استشاري علمي من الخبراء، تهدف المؤسسة إلى زيادة الوعي بالفحص الوقائي وتقديم الدعم لأفراد الأسر والرعاية وجمع أموال لإجراء أبحاث عن العلاج وهو لا يزال مقصورا على الأمراض السرطانية.

وقالت كاميل، التي تفرغت لإدارة المؤسسة المعفية من الضرائب: «ما يجعلنا نستمر هو فكرة أنه لو كان أحد قد فعل ذلك من قبل (أي أسس موقعا حول سرطان الشرج) لما كان ذلك قد حدث لوالدتنا».

المفارقة هي أنه عندما كانت بوليت على قيد الحياة لم تخبر أي أحد بنوع السرطان التي كانت مصابة به. ويقول الخبراء إن هذا ليس غربيا على المرضى المصابين بسرطان الشرج؛ حيث كثيرا ما يخجلون من مرضهم.

وتقول كاميل: «يفترض الكثيرون أن الإصابة بسرطان الشرج تحدث نتيجة ممارسة الجنس عن طريق فتحة الشرج، وهذا ليس صحيحا؛ حيث يصاب بعض الرجال المثليين بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري في فتحة الشرج لانتشار هذا الفيروس. لكن من الذي يهمه إن كنت تمارس الجنس عن طريق الشرج؟».

حدوث السرطان
وتقول كاثي إنغ، الأستاذة المشاركة لعلم أورام الأمعاء بمركز «إم دي أندرسون» للسرطان في هيوستن: «من المهم التأكيد أن المرأة التي يتراوح عمرها بين 50 و60 سنة معرضة للإصابة بهذا المرض». وتعتبر الممثلة فرح فاوست، التي اشتهرت بعد مسلسل «تشارلي إنجلز» التي سجلت معركتها مع سرطان الشرج في فيلم، مثالا على ذلك؛ فقد كانت في الثانية والستين عندما توفيت بسبب هذا المرض عام 2009.

وأضافت كاثي: «يربط الناس سرطان الشرج بالرجال الذين يتصلون جنسيا برجال آخرين مصابين بفيروس الورم الحليمي البشري، لكن هذا ليس صحيحا».

وبينما يتعرض الرجال المثليون إلى الإصابة بسرطان الشرج بشكل أكبر، تفوق نسبة إصابة النساء بهذا المرض نسبة الرجال؛ حيث يبلغ عدد النساء المصابات بهذا المرض في الولايات المتحدة سنويا 3260 في مقابل 2000 من الرجال.

وطبقا لإحصاءات السرطان القومية، فإن معدلات الإصابة بهذا المرض في ازدياد؛ حيث ازدادت الإصابة به سنويا بنسبة 2% للرجال والنساء، كذلك يبلغ عدد الوفيات سنويا من جرَّاء هذا المرض 720.

من عوامل الإصابة بهذا المرض الإصابة بسرطان عنق الرحم أو أي أمراض في الأعضاء التناسلية الأنثوية أو تثبيط الجهاز المناعي أو إجراء فحص مهبلي غير معتاد أو إظهار التحاليل الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري 16 أو 18، كذلك يزيد الاتصال الجنسي المتعدد أو الإصابة بمرض تناسلي في الماضي أو الاتصال الجنسي عن طريق فتحة الشرج من احتمالات الإصابة بالمرض.

يمكن تشخيص الأعراض المبكرة لهذا المرض مثل وجود دم في البراز أو الإحساس بضغط على أنها أعراض مرض البواسير؛ لذا تقول كاثي: «إذا لم تتحسن البواسير، عليك الاتصال بالطبيب المعالج لك».

لا يوجد أي توافق طبي واضح بشأن فحص سرطان الشرج بالأشعة. يتم فحص يدوي للمستقيم أو لفتحة الشرج كجزء من الفحص الطبي أو الخاص بأمراض النساء أو الفحص المهبلي. ويقدم دكتور جويل باليفسكي، إخصائي الأمراض المعدية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، فحصا بالأشعة يسمى فحصا للشرج ذا كثافة نقطية عالية، وهي تقنية ربما تكون حساسة للغاية، لكنها غير منتشرة.

ويقول الدكتور باليفسكي: «إذا أصيبت امرأة بسرطان عنق الرحم، فهي معرضة للإصابة بسرطان الشرج. لقد اكتشفنا هذه الصلة منذ مدة، لكن لم يعر الكثيرون لهذا أهمية كبيرة حتى وقت قريب».

من الأهداف الأخرى للمؤسسة الجديدة محو السمعة السيئة للمرض ووضع حد لإحساس العزلة الذي يشعر به الكثير من المرضى. وتقول كاميل: «لا ينبغي أن تخجل عندما تصاب بمرض السرطان، فيكفي أنك مصاب