الكادميوم في حلي الأطفال .. مادة سامة تشكل مخاطر جسيمة على صحتهم

أثبتت دراسة جديدة أن الأطفال الذين يضعون قطع الحلي في أفواههم أو يبتلعونها ربما يكونون عرضة لتناول جرعات أعلى بـ100 مرة من الحدود المسموح بها، من مادة الكادميوم السامة.

وعلى الرغم من إصدار لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية الأميركية تحذيرها الأول بشأن مجوهرات الأطفال الأكثر عرضة لمستويات عالية من الكادميوم العام الماضي، فإن الباحثين قالوا إنه لم تتضح بعد كمية المعدن التي ينبغي أن يمكن أن يتعرض لها الأطفال تحت ظروف معينة.

أخطار الحلي وفي الدراسة التي نشرت في دورية منظورات الصحة البيئية Environmental Health Perspectives، قام الأطباء بقياس كمية الكادميوم التي يتوقع أن تصل إلى جوف الطفل في أعقاب وضعه مجوهرات ملوثة بهذا المعدن في فمه أو ابتلاعها.

ووجد الباحثون أن المستويات المحتملة للتعرض للكادميوم لدى الأطفال تصل إلى 2109 ميكروغرامات، عند وضع الأطفال قلائد لكرة القدم في أفواههم، وهو ما يتجاوز 100 ضعف الكمية التي توصي بها لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية التي تبلغ 18 ميكروغراما في حال وضع الأطفال الحلي في أفواههم.

ويعتبر الكادميوم معدنا ثقيلا ساما وقد يتسبب في أمراض مثل الفشل الكلوي وأمراض الرئة والكبد. وقد ربطت الكثير من الدراسات بين التعرض للكادميوم وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض السرطان. بيد أن هذه الدراسات لم تثبت تأثير أو أسباب الكادميوم.

المصدر الأساسي للحصول الكادميوم بشكل عام يكون عبر المنتجات الغذائية الغنية بالكادميوم مثل أسمدة الفوسفات والتبغ. ويمكن للكادميوم أن يتراكم في الجسم، ومن ثم يوصي مسؤولو الصحة بتجنب كل المصادر التي يدخل فيها الكادميوم للحد من تأثير الإصابة السلبية.

الكادميوم في الحلي يعكف الباحثون على تقييم مستويات التعرض للكادميوم في 69 قطعة من الحلي تحتوي على 101 مكون مختلف، غالبيتها من الحلي الصغيرة وقلائد ملوثة بالمعدن التي يتم تداولها في الولايات المتحدة منذ عام 2006. وغالبية هذه القطع تسوق من أجل الأطفال وتستورد من الصين وتتكلف أقل من 5 دولارات.

من بين 34 قطعة تم تحليلها تحت ظروف محفزة لوضع الأطفال الحلي في أفواههم، أنتجت إحدى هذه القطع 2109 ميكروغرامات من الكادميوم وتجاوزت 8 قطع أخرى حاجز 18 ميكروغراما المسموح بها.

ومن بين 92 قطعة تم اختبارها تحت ظروف بلعها بصورة عرضية، أنتجت قطعتان أكثر من 20000 ميكروغرام أو ما يوازي مائة مرة ضعف الحد الآمن بها والبالغ 200 ميكروغرام، فيما أنتجت 14 قطعة مستويات من الكادميوم وصلت إلى 1000 ميكروغرام.

إضافة إلى ذلك وجد الباحثون أن كميات من الكادميوم المنبعثة من هذه المواد تزداد كلما استمرت هذه المواد في فم الطفل وهو ما يزيد من إمكانية تعرضه للأذى.

ونظرا لأن الأطفال عادة ما يعمدون إلى كسر الحلي في الظروف الطبيعية، لذلك أجرى الباحثون سلسلة منفصلة من الأبحاث على المجوهرات التي تضررت القشرة الخارجية منها، حيث أظهرت النتائج أن القطع المحطمة تطلق الكادميوم أكثر بثلاثين مرة من القطع غير المحطمة.

وفي رسالة لها العام الماضي حثت لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية الآباء ومقدمي الرعاية على عدم السماح للأطفال باللعب بالألعاب المعدنية الرخيصة خاصة غير الخاضعة للإشراف.