الأمير وليام .. نجح في الربط بين الأسلوب الواقعي الرسمي والشعبي الذي جسدته ديانا

يعتقد الخبراء أن الرباط الذي تعهدته ورعته الأميرة الراحلة مع الأمير ويليام وشقيقه الأصغر الأمير هاري، هو الذي خلق تلك العلاقة القوية بين الشقيقين الآن
يعتقد الخبراء أن الرباط الذي تعهدته ورعته الأميرة الراحلة مع الأمير ويليام وشقيقه الأصغر الأمير هاري، هو الذي خلق تلك العلاقة القوية بين الشقيقين الآن

الأمير ويليام أحد أكثر عزاب العالم وسامة، وكثيرا ما يطلق عليه الفتى الذهبي للعائلة الملكية في المملكة المتحدة. لقد كانت قدرة الأمير الشاب، الثاني في ترتيب وراثة العرش، على الربط بين أسلوبه العصري الواقعي في دوره العام، بـ«لمسة من الشعبية»، جسدتها والدته الراحلة الأميرة ديانا، جعلت منه نموذجا مثيرا للإعجاب. يقول أساتذته في الجامعة، إن ويليام كان «واحدا من عامة الطلاب» خلال سنوات دراسته الأربع بجامعة سانت أندروز باسكوتلندا، التي نال منها شهادة في الجغرافيا عام 2005.


وعن أيام الجامعة، حيث التقى وعروس المستقبل كيت ميدلتون، يتذكر ويليام قصة فتاة مراهقة أعطته ورقة طلبت فيها يده للزواج.

يقول الأمير: «كان سلوكا لطيفا للغاية منها .. غير أنني اضطررت للرفض». وقد تجلت قدراته على التواصل مع الناس مؤخرا خلال جولة قام بها مؤخرا لتفقد الأقاليم التي تضررت من الكوارث الطبيعية في كل من نيوزيلندا وأستراليا، حيث منح الفتى الملكي (28 عاما) لقب «أمير القلوب». كان ويليام يقول دائما «ولدت أميرا، وصاحب سمو ملكي.. لكنني أريد أن يدعوني الناس ويليام.. لا أريد كل تلك الرسميات فلا داعي لها.. أريد فقط أن أكون أنا.. وآمل أن يحدث هذا». غير أنه في نفس الوقت يدرك الشاب الأشقر دوره جيدا: «كل تلك الأسئلة.. هل تريد أن تصبح ملكا؟ المسألة ليست مسألة إرادة أو رغبة.. إنه أمر ولدت به.. إنه واجبي»، كان هذا ما ذكره الأمير في مقابلة أجريت معه بمناسبة عيد ميلاده الحادي والعشرين.

يصف ويليام جدته ملكة البلاد، الملكة إليزابيث الثانية، بأنها «رائعة» ويرى فيها «قامة هائلة يحتذى بها»، ويقول إنه يعتقد أن الملكية تلعب «دورا كبيرا.. غير أنني أرى أنه من المهم أن يشعر الناس أن الأسرة الملكية يمكنها البقاء على قدر تصوراتهم، ومرتبطة بحياتهم».

شهد ويليام الانفصال الذي وقع بين والديه الأمير تشارلز والأميرة ديانا، وهو بعد لم يزل صبيا في أيام مراهقته الأولى. لم يكن الأمير تجاوز الـ15 بعد عندما توفيت الأم. لم يتحدث ويليام عن فقدانه لأمه علانية قبل عام 2009، عندما تولى رعاية عدد من مشاريعها الخيرية، حيث قال آنذاك إنه لم يمر عليه يوم واحد لم يفكر فيها، وإنه مصمم على أن يسير على خطاها، لأنها كانت مصدر «إلهام» له. وقال «الحياة تتغير كما تعلمون.. لا يمر يوم دون أن تفكروا في شخص فقدتموه.. يرى كثيرون أن ذلك الحزن لا يذوي أو يتلاشى تماما».

ويعتقد الخبراء أن الرباط الذي تعهدته ورعته الأميرة الراحلة مع الأمير ويليام وشقيقه الأصغر الأمير هاري، هو الذي خلق تلك العلاقة القوية بين الشقيقين الآن. ونوه أحد الخبراء بـ«أنهما يفعلان كل شيء معا»، مؤكدا «أن اختفاء روح التنافس، بالإضافة إلى الدفء الذي يشيع في أجواء تربية الشقيقين ليس هو القاعدة بأي حال من الأحوال». بل إن النقيض كان هو السائد في حال الأمير تشارلز، الذي سجلت كل فصول فتور علاقته مع والديه وانفصاله عنهما. ولد الأمير ويليام آرثر فيليب لويس، أمير ويلز في الحادي والعشرين من يونيو (حزيران) عام 1982 بمستشفى سانت ماري، في حي بادينغتون بلندن بعد أقل من عام من الزواج الأسطوري للأمير تشارلز والأميرة ديانا.

وبعد أن أنهى دراسته في مدرسة إيتون، قضى ويليام سنة التفرغ - سنة يترك فيها الطلاب الدراسة الرسمية ليلتحقوا بأي نشاط يرغبون في التدرب عليه بشكل اختياري - في التدريب في الأحراش في بيلايز مع الجيش وفي بعثة تعليمية استكشافية في تشيلي. وفي 2005، وبعد أن حول ويليام مساره التعليمي من دراسة تاريخ الفن للجغرافيا، تخرج في جامعة سانت أندروز ببحث عن الشعب المرجانية قبالة جزر رودريجث بالمحيط الهندي.

وخلال أعوام دراسته في المدرسة والجامعة، كان ويليام يصر على أن يعرفه الكثيرون باسم «ويليام ويلز». انضم ويليام لأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في عام 2006 ورشح للانضمام لفرقة الفروسية نهاية ذلك العام، على اعتبار أنه لفتنانت من ويلز. غير أن الشاب الملكي سرعان ما انتقل للطيران، وتدرب ليصبح طيار بحث وإنقاذ في سلاح الجو الملكي وهي الوظيفة التي يقول إنه يحبها وسيستمر في أدائها بعد زواجه.