جهاز جديد .. يثير الإحساس بالشبع أثناء الأكل

يصمم بمجسات استشعار وتحفيز الأعصاب وقد يكون بديلا لعمليات شد المعدة
يصمم بمجسات استشعار وتحفيز الأعصاب وقد يكون بديلا لعمليات شد المعدة

يباع حاليا في أوروبا جهاز من المستهدف أن يكون بديلا أقل إيلاما لعمليات تدبيس المعدة أو جراحة تحويل مسار المعدة للأشخاص الذين يعانون من أمراض السمنة المميتة.


وعندما يتناول الشخص البدين الطعام يعمل الجهاز، الذي تتم زراعته في المعدة، ويحدث إحساسا بالامتلاء والتخمة عبر تحفيز الأعصاب الموجودة حول المعدة.

ويتوفر هذا الجهاز، التي تم تطويره بواسطة شركة «إنترابيس»، وهي شركة تتخذ من منطقة ماونتين فيو بولاية كاليفورنيا مقرا لها، في كل من ألمانيا وإسبانيا والمملكة المتحدة. وقد تم تنفيذ أول عملية زرع لهذا الجهاز في بداية شهر مارس (آذار) الحالي.

وأفادت الشركة أنه في تجارب أجريت على 65 مريضا، أدى الجهاز إلى متوسط فقدان للوزن بنسبة 22 في المائة بعد عام واحد، مع خسارة بعض المرضى لما يقرب من 38 في المائة من وزن جسمهم. ولم تنشر هذه النتائج إلى الآن.

جهاز مطور الجهاز، المعروف باسم «أبيليتي» Abiliti مزود بمقياس تسارع يوضح للطبيب مقدار التمارين التي يؤديها المريض. ويمكن أن يتم التحميل من الجهاز إلى حاسب آلي لاسلكيا.

ويقترب حجم جهاز «أبيليتي» من حجم منظم ضربات القلب، وهو مصمم لكي تتم زراعته داخل التجويف البطني، ولكن خارج المعدة، من خلال عملية جراحية محدودة وغير توسعية بالمنظار.

وتربط وصلتان سلكيتان هذا الجهاز بالمعدة؛ واحدة للاستشعار والأخرى للتحفيز. ويمر جهاز استشعار عبر جدار المعدة؛ ويكتشف هذا الجهاز وقت دخول الطعام. وبعد ذلك يرسل قطب تحفيز يرتبط بالأعصاب المستقبلة الممتدة خارج المعدة، ثم يرسل أحاسيس بالامتلاء والشبع إلى المخ عبر العصب الحائر (العصب الرئوي المعدي).

وذكر شاك برينيلسن، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «إنترابيس» أن الجهاز يتمكن من تحفيز الأعصاب مبكرا وتحفيز الإحساس بالامتلاء والشبع قبل أن تبدأ المعدة في الامتلاء بالفعل عبر اكتشاف متى يبدأ الطعام في الدخول إلى المعدة، كما نقلت مجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية.

استشعار «ذكي» وقد تم اقتراح عملية التحفيز العصبي المعدي من قبل كطريقة لمعالجة السمنة، ولكن نجاح مثل هذه الأجهزة كان ضعيفا حتى الآن. كما استخدم جهاز مشابه تم تطويره من قبل شركة «ترانس نيرونيكس»، وهي شركة مقرها ولاية نيوجيرسي، طريقة تحفيز العصب الحائر.

ولكن بعدما تم شراء الشركة من قبل شركة «ميدترونيك»، وهي شركة عملاقة متخصصة في إنتاج الأجهزة الطبية، لم تظهر التجارب التي أجريت على المئات من المرضي أي فائدة واضحة، ويبدو أن هذه التقنية كان قد تم تجاهلها.

ويمكن أن تؤدي الأجهزة التي تحفز العصب الحائر باستمرار إلى حالة من حالات التعود، يتكيف فيها العصب مع المحفز ويتعلم كيفية تجاهله بشكل أساسي.

وقال أبيزار سيرالا، أستاذ جراحة السمنة في كلية الطب بجامعة ليدز البريطانية، الذي يخطط لبدء تقديم الجهاز لمرضاه: «ما هو مميز بالنسبة لجهاز (أبيليتي) وما جذبني إليه هو أنه يمتلك القدرة على الاستشعار الذكي».

وذكر سيرالا أنه مع اقتراب تكلفة الجهاز والجراحة من مبلغ 21 ألف دولار، فإن جهاز «أبيليتي» يعتبر أغلى نسبيا من جراحة تحويل مسار المعدة، ويصل تقريبا إلى ضعف تكلفة الحزام المعدي، ولكن هذه الطريقة لن تكون لها أية آثار جانبية مثل الغثيان والقيء اللذين قد يحدثان بسبب تغيير المعدة هيكليا.

وأفاد سيرالا بأن الأثر الجانبي الجديد الوحيد الملحوظ هو خطر التعرض للعدوى بشكل محدود نتيجة لشق المعدة. ومع ذلك، وبينما يناسب الجهاز حالات بعض المرضى، فإن سيرالا يرى أنه ليس بديلا عن عمليات تدبيس المعدة أو جراحات تحويل مسار المعدة للغالبية العظمى من الحالات في المستقبل القريب على الأقل. وقال سيرالا: «سوف تبقى هذه العمليات محاور العمل لجراحة علاج السمنة والبدانة».