ويتني هيوستن .. حياة من الكفاح والشهرة ثم الإدمان والإفلاس!

تأرجحت حياة ويتني هيوستن بين الغناء والتمثيل والإدمان والإفلاس، إلى أن لقت حتفها في الثاني عشر من فبراير للعام الجاري
تأرجحت حياة ويتني هيوستن بين الغناء والتمثيل والإدمان والإفلاس، إلى أن لقت حتفها في الثاني عشر من فبراير للعام الجاري

بالرغم من كل ما تمتعت به الفنانة الراحلة من شهرة ونجاح وكفاح، إلا أنها وكما كانت بطلة للعديد من الأفلام، كانت بطلة أيضا لسنوات مريرة وطويلة من المخدرات الإدمان.
 
ويتنى هيوستن " المتزوجة من مغنى الراب " بوبى براون " منذ 14 عام فضحتها أخت زوجها " تينا براون " بعد أن التقطت بعض الصور لحمام ويتنى هيوستن فى منزل العائلة بمدينة أطلنطا خلال شهر يناير الماضى وقامت بنشرها فى العديد من الصحف والمجلات.
 
وتوضح هذه الصور مدى الاهمال وعدم النظافة للمكان الذى تستخدمه المغنية الكبيرة وكرا لادمانها حتى أصبح الحمام مثل مقلب قمامة وقد بررت " تينا براون " أسباب نشر هذه الصور الى أنها تريد انقاذ " ويتنى هيوستن " من الحالة المزرية التى وصلت اليها، وقد اعترفت " تينا براون " أنها هى الاخرى كانت تعانى من مشكلة الادمان ولكنها تخلصت منه فى عام 2004 وقد اصطحبت ويتنى لمصحات علاج الادمان ولكنها فى كل مرة كانت تخرج بدون علاج.
 
 يذكر أن ويتنى أصبحت ترى أشباحا أمام عينها كما أصبحت تنتابها الهواجس وهو الامر الذى يهدد حياتها فى كل ساعة وقد تحدثت " تينا براون " مع الصحفيين عن موزعى المخدرات، الذين يتوافدون على المنزل فى وجود ابنة ويتنى " بوبى كريستينا " والتى تبلغ من العمر 13 عاما فأصبح الخطر يحيط بالطفلة فى كل ركن من أركان المنزل وهو ماجعل " بوبى براون " يطلب الطلاق خوفا على ابنته.
 
وبالفعل طال الخطر الطفلة حيث نُشرت لها صور أثناء تعاطيها للمخدرات، في فضيحة جديدة تطال حياة المغنية التي لها تاريخ معاناة مع المخدرات أيضا.
وباع صديق ابنتها بوبي كريستينا المعروفة بـ"كريسي" صورا لها تشم مخدر الكوكايين لمجلة "أنكوايرر" الأمريكية.
 
وقال صديق كريسي (18 عاما) يوم الجمعة الماضي: "حاولت منعها، ولكنها قالت لي أنا مثل أمي تماما"، وأضاف: "لا بد لـ ويتني أن ترى كيف أن ابنتها تقتل نفسها شيئا فشيئا، وإذا لم تتوقف كريسي عن إدمان الكوكايين فإنها ستموت حتما".
 
يُذكر أن كريسي هي ابنة هيوستن الوحيدة، والصورة المنشورة لها كانت قبل إتمامها عامها الـ18 في منزل أحد الأصدقاء.
 
واعترفت كريسي بصحة الصورة المنشورة، زاعمة أنه تم إيقاعها في فخ مدبر مسبقا، وقالت على صفحتها الخاصة في موقع "تويتر": "نشر هذه الصور صديق سابق، رتب الأمور لتبدو بالضبط كما هي في الصورة، الله سينتقم منهم.. لكن الأمر ليس كما يبدو، الناس مستعدون لفعل أي شيء من أجل المال، هذا أمر حزين، لقد آذوني بشكل بالغ".
 
وقالت كريسي عن صديقها الذي باع الصور: "كانت علاقتي به سيئة جدا، كنت أحبه، وهو كان يحب المال، تعلمت الدرس".
 
وكانت مسيرة الأم المهنية قد تعرضت لهزات عديدة من جراء معاناتها مع المخدرات، وهو الأمر الذي يبدو ألقى بظلاله على ابنتها المراهقة التي ستحتاج إلى دخول مراكز تأهيل للعلاج.
 
لم ينتهى الأمر عند ذلك الحد حيث تدهور الوضع المالي للنجمة الأميركية ويتني هيوستن لدرجة أنها باتت تتوسل مساعدة أصدقائها والطلب من أحدهم إعطاءها 100 دولار.
 
وحصل موقع "رادار أونلاين" الأميركي على تفاصيل عن وضع هيوستن المالي المتردي، ونقل عن مصدر مقرب منها قوله انها خسرت كل ثروتها، وأضاف المصدر ان "ثروة ويثني تبددت"، مشيراً إلى ان العديد من الأشخاص في قطاع الموسيقى يدعمونها. 
 
من ناحية أخرى ذكر المصدر "كانت ستتشرد لولا إنقاذ بعض الناس لها، وهي مفلسة".
 
وأضاف أن هيوستن، الحائزة على 6 جوائز غرامي، "كانت قد طلبت من أحدهم إعطاءها 100 دولار"، وتابع أنها طلبت مساعدة أصدقائها "ووضعها محزن فكان يفترض أن يكون معها مال بقدر ما لدى ماريا كيري لكنها مفلسة تماماً".
 
يشار إلى أن مشاكل إدمان هيوستن وتصرفاتها الهستيرية أبعدتها عن الأضواء طوال عقد كامل قبل أن تعود من جديد عام 2009 وتطلق ألبوم "أنظر إليك"، وقد عملت منذ ذلك الحين على الابتعاد عن الكحول أو المخدرات لتفادي أي فضائح علنية.
 
يجدر بالذكر أن ويتني هيوستن _مغنية الـ ار اند بي الاميركية_ تملك صوتا جهوريا دافئا يمكنه أن يحطم الزجاج إلى قطع صغيرة ما جعلها تصبح واحدة من أشهر مغنيات عقد الثمانينيات من القرن الماضي.
 
كما استطاعت هيوستن في مرحلة من مراحل مسيرتها المهنية أن تتفوق على ملكة البوب الأميركية مادونا في مبيعاتها لألبوماتها.
 
ورغم ما تناقلته وسائل الإعلام عن التحاقها الى مركز التأهيل للتخلص من إدمان المخدرات خلال السنوات الاخيرة والحكم على زوجها مغني الـ ار أند بي بوبي براون بالسجن بسبب مخالفته لشروط إطلاق سراحه المشروط، إلا أن هيوستن تمكنت من الإبقاء على رفعتها كمغنية مرموقة ومتعددة المواهب.
 
بدأت مسيرتها الفنية في بداية الثمانينيات بعد أن اشتهرت في مجال الموضة والأزياء لتجد أبواب الشهرة والمنتجين مفتوحة لها.
 
وبعد اصدارها أولى البوماتها «أريد أن أرقص مع شخص ما» صعدت ويتني صعوداً رائعاً في سباق صيف 1986، وعرف العالم حينها أنها موهبة قادمة لكي تحتل عرش الموسيقى الأفروآسيوية.
 
اسمها الحقيقي وتيني هيوستن، ولدت في 9 اغسطس 1963 وهي أميركيةالأصل، مغنية ومؤلفة أغانٍ، منتجة للألبوامات وللأفلام وعارضة أزياء.
 
بدأت هيوستن غناء الترانيم في كورال كنيسة، لكن موهبتها في الغناء وجمالها برزا منذ البداية، وفي فترة المراهقة كانت تغني في كورس المغني تشاكا خان ولو رولز، ثم توجهت إلى عرض الأزياء والظهور على أغلفة المجلات المتخصصة بالموضة، قبل أن تشارك في عدة إعلانات تلفزيونية، ولكن هذا كله كان مجرد تحضير لمهوبتها الحقيقية .. الغناء.
 
وحين بلغت 18 عاما من عمرها، وقعت عقدا مع مديرة أعمالها جيني هارفي التي أمضت فترة سنتين تعمل على تحسين مظهرها وإعطائها دروسا في التمثيل والرقص.
 
وفي العام 1985 وقعت ويتني هيوسن عقدا مع شركة اريستا للتسجيلات حيث أصدرت أول ألبوم لها تحت إشراف الشركة وحمل الشريط اسمها، وضم عددا من الأغنيات التي لاقت نجاحا كبيرا مثل أغنية  Saving All My Love For You وأغنية How Will I Know وأغنية The Greatest Love Of All، وهي أغنيات احتلت المراكز الأولى ضمن قائمة بريطانيا لأفضل الأغنيات، وقد بيع من الألبوم 13 مليون نسخة، محققة بذلك أعلى مبيعات لأول البوم لمغنية في التاريخ.
 
وفي العام 1987 أصدرت ويتني هيوستن أول ألبوم يتصدر المركز الأول ضمن قائمة أفضل الألبومات في الولايات المتحدة، واحتوى الألبوم الذي حمل عنوان"ويتني" أيضا على عدة أغنيات ناجحة مثل أغنية So Emotional وأغنية Where Do Broken Hearts Go  وأصبحت أول فنانة في التاريخ تحرز المراكز الأولى على لوائح أفضل الأغنيات بشكل متتال.
 
وعن حياتها الزوجية فقد تزوجت من زوجها المغني بابي براون، وحصلت بعدها على أول دور بطولة في فيلم Body guard عام 1992.
 
وفازت الموسيقى التصويرية للفيلم وهي أغنية «ساحبك دائما عام 1994 على جائزة افضل سينجل للعام، وقد حققت واحدة من اعلى المبيعات في التاريخ. 
 
وحصلت ايضا على دور البطولة في فيلم «the preacher,s wife» عام 1996، ثم أصدرت ألبومها الرابع بعنوان «حبي هو حبك» الذي حقق نجاحا منشودا ما جعلها تجدد عقدها مع أريشا 2001 بمبلغ 100 مليون دولار عام 2001. 
 
بعد ذلك صدر لها الألبوم الخامس، فقط في السنة التالية وسط تغطية إعلامية واسعة من الإضطرابات الشخصية والمهنية وانتهى زواجها ببراون عام 2006.
 
هكذا تأرجحت حياة ويتني هيوستن بين الغناء والتمثيل والإدمان والإفلاس، إلى أن لقت حتفها في الثاني عشر من فبراير للعام الجاري، حيث أعلن في الولايات المتحدة الأمريكية عن وفاتها، وقد عثر على جثة الفنانة الأمريكية في إحدى غرف فندق "بيفرلي هلتون" الواقع بمنطقة بيفرلي هيلز في مدينة لوس أنجلس.
 
هذا ولم ترد بعد أية معلومات اخرى عن وفاة هيوستن إلا أن الأنباء الواردة من أمريكا تؤكد أن الوفاة لم تقع بسبب تدخل خارجي.
 
عثر أصدقاء الفنانة عليها في الفندق في تمام الساعة 15:23 بحسب التوقيت المحلي، وقاموا على الفور باستدعاء أحد فرق الانقاذ أملاً بإنقاذها، فهرع الأطباء والمنقذون إلى الفندق وكانوا يحيطون بها في غضون دقيقتين، ومن ثم بذلوا كل ما في وسعهم لإنقاذها لكن دون جدوى، ليتم الإعلان عن وفاتها في 15:55.
 
ومن المرجح أن هيوستن جاءت إلى المدينة للمشاركة  في إحدى الاحتفالات التي تسبق الحفل الـ 54 لتوزيع جائزة "غريمي" المرموقة في عالم الموسيقى، التي يرجح كثيرون أنه سيتم تأجيله إلى موعد لاحق بسبب وفاة هيوستن.
 
وحتى الآن لم يتم التحقق من سبب الوفاة، وجاري التحقيق في الأمر.