محلات في لندن تسرق بيانات البطاقات الائتمانية للسياح وتبيعها للمافيا

البائعون يستخدمون أجهزة صغيرة لنسخ معلومات البطاقات ولص سابق يؤكد: البائعون يتقاضون 50 جنيهاً مقابل كل معلومة
البائعون يستخدمون أجهزة صغيرة لنسخ معلومات البطاقات ولص سابق يؤكد: البائعون يتقاضون 50 جنيهاً مقابل كل معلومة

تنشط خلايا المافيا في أوروبا مع بداية موسم السياحة خلال الصيف، وتحاول ابتكار طرق سهلة لسرقة السياح دون ترك أي أثر يقود لملاحقة أعضائها.


فبعد لجوء أعضاء من عصابات المافيا إلى وضع كاميرات صغيرة في أجهزة السحب الآلي لرؤية رقم الحساب والأرقام السرية للعملاء، إلا أن البنوك في أوروبا، وخاصة في بريطانيا، كشفت تلك الحيل وقامت بتحذير العملاء، حيث نشرت إرشادات على القرب من الأجهزة تحذر من استخدام الرقم السري دون تغطية لوحة الأرقام باليد الأخرى لضمان عدم رؤية الرقم بواسطة الكاميرات غير الشرعية في حال وجودها.

ولجأت مجموعة من اللصوص إلى طريقة أخرى لسرقة البطاقات البنكية، تتلخص في إرباك العميل من خلال تجمع أكثر من شخص لإيهامه أن الجهاز يسحب بطاقة البنك ولا يعيدها، وفي لحظة مباغتة يتم سحب البطاقة دون علمه وجعله يصدق أن الجهاز بالفعل قد سحب البطاقة.

واستطاعنا الحصول على معلومات من سجين سابق في بريطانيا حول تطوير عصابات المافيا أدوات السرقة من خلال شراء جهاز صغير من دول شرق آسيا يوضع كميدالية للمفاتيح يصور عبر الليزر الضوئي الموجود في الجهاز معلومات بطاقة البنك.

وقال الأوكراني نيناد اولز (اسم غير حقيقي) أن الجهاز باستطاعته تخزين 10 آلاف معلومة لبطاقات الفيزا والماستر كارد. وأضاف أن بعض الأجهزة يتم توزيعها على بعض الباعة في محلات ومراكز التسوق الكبرى والشهيرة في أنحاء أوروبا، وما أن يريد الزبون دفع المبلغ عبر بطاقة الفيزا يمرر البائع الجهاز على البطاقة فتخزن كل المعلومات، مبينا أن كل معلومة تباع بـ50 جنيها استرلينيا.

وبعد تجميع المعلومات يتم وضعها في حاسوب، ثم إصدار بطاقات شرائية ويتم وضع المعلومات على بطاقات جديدة لكن بأسماء مستعارة مختلفة لاستخدامها من قبل أشخاص يتبعون المافيا.

وأوضح نيناد أنه "غالبا من يستخدم تلك البطاقات المزورة يحصل على 500 جنيه، فهو يقوم بأخطر عملية وهي الشراء بالفيزا حتى يصل للسقف الأخير"، منوها إلى أن البطاقات المسروقة من باريس تستخدم في إيطاليا والبطاقات المسروقة من لندن تستخدم في هولندا وهكذا يتم تداولها في أوروبا.

وبيّن نيناد أن أصحاب البطاقات الأصلية يكتشفون السرقات لاحقا بعد أن تسحب جميع أموالهم، مشيرا إلى أن بعض المافيا تطلب من الباعة سحب معلومات من يملكون بطاقات الفيزا الذهبية والماسية فقط لضمان وجود أرصدة بها.

وحذر نيناد، الذي وضعت الشرطة جهاز تتبع في قدمه، حيث أفرج عنه بعد تطبيق نصف عقوبته في السجن على أن المدة المتبقية في المنزل، حذر السياح، خصوصا العرب، ونصحهم بضرورة أخذ الحيطة والحذر في مراكز التسوق وعدم الوثوق في الباعة، وفي حال رؤية جهاز أسود صغير عليهم أن يبلّغوا مدير المركز.

وأكد نيناد أنه لا يستطيع ذكر اسمه الحقيقي خوفا من ردة فعل بعض شبكات المافيا، مشددا على أنه خسر حتى أمواله بسبب عمله في البطاقات المزورة. وكانت شرطة اسكوتلنديارد قد ألقت القبض قبل شهور على شبكة مافيا تقوم بتزوير بطاقات بنكية.