للشهرة بريق حارق فاحذر أن تكوى به

عندما تقع عزيزي تحت أضواء الشهرة قي نفسك من الاحتراق
عندما تقع عزيزي تحت أضواء الشهرة قي نفسك من الاحتراق

ترتبط الشهرة مباشرة بما يقوم الشخص من أفعال ويخلص في أدائها سواء كانت أعمالا جيدة أو سيئة، فإذا كنت طبيبا أجرى عملية ناجحة وأنقذ حياة شخص تصبح مشهورا، وإذا كنت قاتلا سلب الحياة من شخص آخر تشتهر أيضا، وبما أن للشهرة وجهين فهي أيضا سلاح ذو حدين، وكلنا يعلم خيرها، لكن هل علمنا شرها؟ في هذا الموضوع سوف نتحدث عن الآثار الجانبية الضارة لها حتى تنتبه أيها المشرف على عالم الشهرة أو تحلم بها.


دعونا نعلم أولا، لم يؤدي النجاح أو الشهرة المفاجئة إلى سلوك مدمر للذات؟
يفضل الناس أن يتسم عالمهم بالوضوح، حتى يتمتعوا بحياة هادئة قليلة التوتر، لأن عدم المعرفة بالغيب أو التنبؤ بما سيحدث يسبب لهم الكثير من القلق بما قد يحل بهم، فتخيل وقوع حدث مؤلم مثل فقدان عضو من أعضاء الجسم في حادث سوف ينتج عنه مشاعر من اليأس نتيجة لتوقف عمل ذلك العضو، مما يجعل الشخص يعتقد أنه أصبح شخصا آخر بسبب ما طرأ عليه من تغيير.

يظهر نفس نوع المشاعر الغير سارة هذه نتيجة لوقوع أحداث إيجابية، فتحقيق مبلغ كبير من المال أوتسليط الأضواء على الشخص يُحدث تأثير يزلزل النفس، وشعور يهز الشخص من الأعماق.

فعندما يتحول حال الشخص من إنسان عادي إلى شخصية عامة يعرفها الجميع، يخلق انفصالا مفاجئا بين شعور الشخص وإدراكه لنفسه إلى واقع غير مألوف، وللحد من التوتر الداخلي يحاول الشخص تغيير تصوراته الذاتية أو واقعه الحالي كوسيلة لخلق نوع من التوازن.

ما الخطوات التي يأخذها المشهور لوقاية نفسه من الوقوع في مزالق الشهرة ؟
عندما تقع - عزيزي - تحت أضواء الشهرة، فحاول أن تقي نفسك من الاحتراق من خلال هاتين الخطوتين:

- حافظ على علاقتك الوثيقة والقريبة مع الأهل والأصدقاء فهم نبع دافيء لا ينقطع من الدعم والحب قبل أن تصاب ببرودة الشهرة.

- اعمل على تقييم ما لديك من قيم وأخلاق وتمسك بها ولا تحاول تغيرها من أجل الحفاظ على الشهرة والمال.

كيف تؤثر الشهرة على تصور الشخص لذاته؟
تقتحم الشهرة حياة الشخص الهادئة فتغيرها بطريقتين وهما :

- الأولى، يقل خضوع أصحاب الشخصية السوية طيبة البنية لمزالق الشهرة، وبدلا من ذلك يستغلونها لصالح الآخرين.

- الثانية، من لم يكتمل لديهم نمو الذات أو إدراك الهوية الذاتية عن أنفسهم وما زالو يعملون على تشكيلها هم الأكثر عرضة للتأثر والتشكل بالطريقة التي يريدها العامة.

وهذا أحد أنواع الصراعات التي تواجه من تأتيه الشهرة المفاجئة، فيظل يبحث ويحاول استعادة ذاته الداخلية وهويته الشخصية التي تختلف بشكل كبير عن القناع الواهي الذي ألبسته الشهرة إياه.

بعد مناقشة بعض التساؤلات الهامة، علينا الآن التعرف على الوجه القبيح للشهرة وما يخلفه من آثار جانبية.

الآثار الجانبية للشهرة:
إذن هل تسعى وراء الثراء والشهرة ؟ اعلم أن كونك شخصا ثريا أو مشهورا لا يكون دائما بالصورة التي نتخيلها، مثل قيادة السيارات الفخمة، تناول أطباق نجوم المجتمع، ارتداء الملابس ذات الماركات الشهيرة وتهافت الناس على تقديم فروض الطاعة والولاء لك إينما تذهب.

فهذه هي الصورة التي نرى عليها الأثرياء ونتمنى أن نصبح مثلهم بسببها، لذلك اسأل أي إنسان مشهور عن الوجه القبيح للشهرة والثروة وستندهش عندما تجد أن لديه الكثير من الجوانب السلبية للحياة في الحي السهل.

الميل للعزلة:
يميل أصحاب المال والشهرة دائما إلى حياة العزلة لأسباب لا يعلمها إلا هم؛ ولأنها الطريقة الوحيدة للمحافظة على ما تبقى لديهم من عقل بعد قضاء معظم الوقت مع أناس ماهرين في سياسة الطعن في الظهر والمنافسة الغير شريفة من أجل الحفاظ علي ما لديهم.

البحث عن الأمان:
فقدان الأمان والخوف من التأذي من سلبيات الشهرة، فنجد المشاهير دائمي السعي لحماية أبنائهم، أفراد أسرتهم وأحيانا يصل الحد إلى الخوف على أصدقائهم المقربين، فهم على الدوام معرضون للخطف أو غيره من أعمال العنف التي يشتهر بها المعجبين أو المختلين عقليا ممن يضطهدون المشاهير ويدفعون ثمن ذلك كما يلي :

- الشعور الدائم بالقلق والخوف في أي مكان يذهبون إليه هم أو أي أحد من أفراد أسرتهم.

- يدفعون مبالغ طائلة لتجنيد حراس لحمايتهم.

- تتقيد حركتهم ولا يشعرون أبدا بالخصوصية؛ فهناك حارس خاص ملاصق لهم طوال الوقت حتى خلال الممارسات شديدة الخصوصية.

هدف للقيل والقال:
بعد ذهاب زهوة الشهرة التي ينخدع بها الشخص من الوهلة الأولى وبعد أن كان يهفو أن تتابع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية أخباره ليلعم بها الجميع، يتمنى نفس الشخص أن تنشق الأرض لتبتلعه وتكف عنه مطاردتهم.

وبعد أن كانت تنشر عنه الحقائق، يتحول اتجاهها وتبدأ في نشر الإشاعات التي لا أساس لها من الصحة في أحيان كثيرة والتلميحات الأخرى في أحيان أخرى، لإرضاء الذوق العام والشهرة حتى ولو كانت زائفة حيث يريد الناس معرفة :

- من أقام علاقة مع من؟.

- من تزوج أو طلق من؟.

- من يكتم سرا خطيرا عن الناس؟.

يشتري معظم الناس هذه الصحف الصفراء لكي يجدوا ما يشغلون به وقت فراغهم ويتحدثون عنه مع أسرهم وأصدقائهم وزملاء العمل، فهو حقا شيء مؤسف تجرد مثل هذه الصحف من الضمير وليس طبع الأكاذيب عن الناس، إنما تحفيز الآخرين على قراءتها وتصديقها أيضا.

مصدر لسخرية الناس القاسية:
لم تكن نية الشخص من الشهرة أن يكون يوما ما موضع لسخرية الآخرين أو التسلي بأخباره، لكن هذا ما يحدث وما يشعرنا بالخجل من أنفسنا لأن هذا المشهور يصبح هدفا أساسيا لمجالس الأنس والضحكات.

ويظهر ذلك على صفحات الجرائد في صورة مقالات من النقد اللاذع أو الرسوم الكاريكاتيرية المتهكمة، الأغنيات والأعمال الفنية الكوميدية، والجزء المحزن هو انعكاس أثر ذلك على أسرهم وخاصة أبنائهم الذين قد تتغير نظرتهم إلى والديهم وبعد أن كانت تنم عن الاحترام تصبح نظرة تعبر عن الاشمئزاز والكراهية.

هدف مشترك للكراهية:ت
صل رسائل الكراهية إلى كثير من المشاهير، أو يتم إنشاء بعض المواقع الإلكترونية والشات خصيصا لهم والهدف الأساسي منها هو التعبير عن كراهية الناس لهم، ولدينا المزيد منها على كل المواقع مثل موقع الفيس بوك.

الغريب هو عدم قدرة هؤلاء المشاهير على تفسير مثل هذه التصرفات التي تصدر عن أناس لا يعرفونهم معرفة شخصية، أهي الغيرة؟ لكن الحقيقة أن الدخان يدل على وجود نار تختبئ تحته، مما يشعرهم بالضيق واليأس والخوف في أسوأ الأحوال .

على كل من يحلم بالشهرة أن يعلم جيدا أن الأثرياء والمشاهير يتلهفون لبعض اللحظات التي يعيشها البسطاء من الناس، فمثلا وجود شخص صادق لتفضفض معه شيء يفتقده هؤلاء المشاهير، لأنهم محرومون من الصديق الوفي الأمين لكي يفضوا إليه بما لديهم من الأسرار المحيرة؛ لأنهم غالبا محاصرون بأناس مزيفين يعرفون أقل القليل ويثرثرون بأكثر الكثير.

من الأفضل أن يرضى الشخص بحاله ويشكر الله عليه، فكلما منحتك الحياة كلما دفعت من أثمان غالية مقابل ذلك.