هل المرأة أسوأ من الرجل فى قيادة السيارة ؟

يري البعض أن المرأة تنشغل بأشياء أخري غير القيادة مما ينتج عنه وقوع الحوادث.
يري البعض أن المرأة تنشغل بأشياء أخري غير القيادة مما ينتج عنه وقوع الحوادث.

إن كنت ممن يرددون المقولة السائدة: "النساء أسوأ من الرجال في قيادة السيارة"، فإليك هذه الدراسة التي أجرتها جامعة ميتشيجان مؤخرا.. تقول الدراسة إن النساء هن أكثر تسبباً للحوادث مقارنة بالرجال، وأكدت الأبحاث التي قامت بها الدراسة على نحو 6 ملايين حادث كان معظم أسبابها نساء من الطرفين، كما وجدت الدراسة أن من أبرز نقاط ضعف المراة في قيادة السيارة تكمن في تقاطعات الطرق والمفترقات.
 
وتعطينا الدراسة المزيد من المعلومات حول أسباب تفوق الرجال على النساء بالقيادة، ويعود إلى أن الرجل يقضي 60% من وقته في القيادة بينما تقضي المرأة 40%.
 
كما أكدت الأبحاث أن الحوادث التي تحدث بين رجل ورجل تعتبر أقل خطورة من تلك التي تحدث بين 
امرأة وأخرى.
 
وتقول الدراسة أيضا "إن بعض الأسباب التي تعود وراء تسبب النساء لهذه الحوادث هى أن المرأة بطبيعتها أقصر من الرجل ومعظم نوافذ السيارات الحديثة تكون أعلى من مستوى طول المرأة مما يؤدي في بعض الأحيان إلى عدم قدرتها على التركيز او تقدير المسافات بشكل صحيح".
 
ويري البعض أن المرأة تهتم بأشياء تشغلها عن القيادة وأن كثير من النساء يعتمدن على أنهن سيدات وأن 
الناس سوف يتعاملون معهن على هذا الأساس مما يؤدي إلي تغاضي البعض عن أخطائهن في القيادة أو 
إعطائهن الأولوية في العبور أو الوقوف.
 
ويري محللون أن المرأة دائما ما تلتزم بقوانين المرور ولكنها لا تحسن التصرف في المواقف التي قد 
تتعرض لها أثناء القيادة مثل الرجل، أي أنها تفتقر إلى سرعة البديهة وقوة التركيز اللذين لابد أن يتوفرا في سائق السيارة، ولهذا نجد أن سائقي السيارات الذين يعملون لدى الشخصيات الهامة مثل الرؤساء والسفراء وغيرهم يكونون من الرجال.
 
ويصل  الأمر بإعراب البعض عن أمنيتهم فى إقلاع السيدات عن القيادة لما يسببنه من إرباك  للمرور 
وعرقلة السير.  
 
غير أن الكثيرين يجمعون علي حق المرأة في قيادة سيارتها، لكنهم شددوا علي أهمية  التركيز والانتباه وعدم الانشغال بالأمور الأخرى كالمكياج أوتعديل شعرها أو استخدام الهاتف النقال الذي يعتبر من الأسباب التي تؤدي إلى الحوادث، فالمرأة في بعض الأحيان تقود السيارة بصورة صحيحة وأفضل من الرجل.
 
وترجع بعض الدراسات أسباب ارتباك المرأة في القيادة إلي أن المرأة تخاف أكثر من الرجل ولا تركز في القيادة أثناء سير السيارة، بل قد يشغلها موقف أو منظر معين فتنسى أنها تقود سيارة كما أنها تستعمل حقها في الطريق دون النظر للوضع الفعلي للطريق، أي إذا كان الضوء أخضر فهي تمر ولو كانت هناك سيارة مازالت تقطع الطريق من الجهة الأخرى، وعموما لا تعتبر المرأة مخطئة. 
 
في معظم الحوادث التي تكون هي سببها، فهي تسوق ببطء مما يجبر السيارات التي خلفها على كسر الإشارات أو عمل مناورات خطيرة، وطبعا هي لا تكترث لذلك، فهي دائمة النظر في المرآة لتتأكد من مكياجها وتسريحة شعرها ولكن ليس معنى ذلك أنها لا تصلح لقيادة السيارات فهناك بعض الرجال أفظع منهن في قيادة السيارات. 
 
ولا يري بعض الرجال بدا من ضرورة قيادة المرأة للسيارة؛ لأن ذلك الأمر يرفع حملا عن كاهل الرجل الذي يكون مضطرا لتوصيلها وانتظارها عند ذهابها إلي عملها أو أقاربها، وأن هذا يحول دون تعرضها لمخاطر المواصلات والأمطار وغير ذلك، وهي أيضا ترفع عن كاهل الرجل حملا حتي لا يضطر إلي ترك عمله والهرولة إلي الطبيب لاصطحابها أو أطفالها إلي المدارس أو النوادي أو الطبيب، فضلا عن الحد من مخاطر التحرش.
 
وبعض الرجال - وخصوصا في المجتمعات الشرقية - يري مخاطر من خروج المرأة بالسيارة، الأمر الذى يطلق لها العنان للتحرر والانفلات خاصة إن كانت تتمتع بقدر من الجمال، ومن ثم تبدأ تدريجيا في الاستغناء عن زوجها وتبحث عن مجالات أكثر اتساعا مما قد يثير حنق الرجل الشرقي.
 
والبعض الآخر يخشي إعطاء السيارة لزوجته حتي لا تتسبب في تدميرها وتغريمه مبالغ مالية في إصلاحها أو تسديد قيمة المخالفات المرورية.
 
سبعة أسباب دفعت المرأة السعودية للمطالبة بقيادة السيارة:
السبب الأول:
احترام خصوصية المرأة السعودية ورفضها الخروج مع سائق أجنبي، فقد تضطر المرأة إلى الخروج وحدها مع السائق في وقت يكون فيه زوجها في عمله وأبنائها في المدرسة؛ حيث إن حكم خروج المرأة سواءً كانت الزوجة أو البنت مع السائق الأجنبي هو حكم الخلوة، وهذا يتعارض مع أحكام الشرع، لذا ترى المرأة السعودية أن قيادة السيارة هو أفضل من ركوبها مع سائق. 
 
السبب الثاني:
تزايد أعداد الضحايا اللاتي تعرضن لجرائم اعتداء السائقين، مع اعتماد الأسر السعودية على السائقين بشكل كبير حيث بلغ عدد النساء السعوديات اللاتي يركبن مع السائق بمفردهن 90 أسرة بنسبة 0.5%، الأمر الذي أدى إلى زيادة التخوف وأخذ الحيطة والحذر لتفادي التعرض لمثل هذه الجرائم.
 
السبب الثالث:
زيادة العبء المالي على الأسرة السعودية، حيث تتفاوت طبقات المجتمع في قدرتها المالية على توظيف سائق للعائلة، وتكلفة السائق تتراوح ما بين 600-1800 ريال سعودي، وهذا الأمر يزيد من المتطلبات المالية على الأسرة، التي قد تكون فى احتياج له لتغطية مصروفات أساسية أخرى. 
 
السبب الرابع:
دعم وتأييد عدد من الرجال وصانعي القرار السعوديين لهذه المطالبة باعتبارها حقاً شرعياً، حيث أكد وزير الإعلام السعودي الدكتور "عبد العزيز محي الدين خوجة" دعمه لقيادة المرأة للسيارة في السعودية معتبراً ذلك حقاً لها طالما كانت تلتزم بالآداب العامة والأنظمة وأخلاق الإسلام .
 
السبب الخامس:
رغبة المرأة السعودية في التنقل لأي مكان داخل حدود البلد بوسائل النقل المتاحة، وذلك للتسهيل عليها وتوفير الوقت لقضاء حاجاتها وحاجات أبنائها عند غياب زوجها أو معيلها، فهذا يسهل عليها وعلى أسرتها إنهاء المتطلبات الحياتية بوقت أسرع. 
 
وقضية قيادة المرأة السعودية للسيارة هي قضية حقوقية بالدرجة الأولى حيث أشار الباحث في الشئون الإسلامية أحمد بن عبد العزيز "أن حق المرأة في القيادة ينطلق من حقوق الإنسان التي أعطاه إياها الإسلام كحق التملك وحرية التنقل".
 
السبب السادس:
تتطلع المرأة السعودية إلى أن يتم التعامل معها مثل سائر نساء العالم العربي بقدرٍ كاملٍ من المسئولية والاحترام، حيث تعتبر المرأة السعودية قدوة يحتذى بها في الالتزام الشرعي في كافة ميادين الحياة، وأثبتت ذلك من خلال انخراطها في كافة ميادين الحياة التعليمية والعملية واحتلالها مناصب مرموقة على الصعيد العربي والعالمي .
 
السبب السابع:
تغيير النظرة السائدة عن المجتمع السعودي على أنه مجتمع ذكوري عنصري، وذلك بتحقيق الاستقلالية باعتبارها نوعاً من أنواع تحرير المرأة السعودية دون التنافي مع الالتزام الشرعي والأخلاق.