أنوسكا هيمبل .. مصممة ديكور وبيوت وحدائق وأكثر من ذلك

أنوسكا هيمبل .. مصممة ديكورات لا تستغنى فيها عن مزج مختلف الثقافات والفنون ففي ديكور كل من فنادقها لمسة خاصة بها حيث استعملت هيمبل الألوان والديكورات التي تناسب مختلف الأذواق
أنوسكا هيمبل .. مصممة ديكورات لا تستغنى فيها عن مزج مختلف الثقافات والفنون ففي ديكور كل من فنادقها لمسة خاصة بها حيث استعملت هيمبل الألوان والديكورات التي تناسب مختلف الأذواق

تعتبر الفنادق من فئة «بوتيك» الواقعة في قلب العواصم العالمية النابضة بالحياة ، مشروعا واعدا ينظر إليه رجال الأعمال من الناحية المالية على أنه مشروع مربح ، وفي نفس الوقت ينظر إليه الزبائن من الأثرياء والمهتمين بالسفر من الشباب على أنه مكان عصري وجميل صغير ومريح وخاص جدا ، ولكن وللمفاجأة قد يعتقد البعض أن فنادق «البوتيك» (أي الفنادق الصغيرة وعالية المستوى من حيث الخدمة والديكور والموقع) ليست بجديدة ، فالمصممة العالمية أنوسكا هيمبل ومالكة فندق «بلايكس» في لندن وفنادق أخرى حول العالم ، تتيح أن فندق «بلايكس» هو أول من أطلق فكرة فندق «البوتيك» بعد أن تحدثته في عام 1978 ، فهو يقع في قلب منطقة جنوب كينزينغتون في لندن ويتألف من 47 جناحا تلك كل منها بديكور مختلف من توقيع هيمبل نفسها ، التي تمزج ما بين عقلية امرأة الأعمال وذهنية المصممة مرهفة الإحساس ، التي تعرف كيف تمزج الألوان ، وتدرك ما تريد ترجمته في تصميم كل مشروع خاص بها أو بغيرها.


عندما أطلق فندق «بلايكس» في لندن في السبعينات كان بمثابة إطلاق موضة ومفهوم جديد ، وذلك ما يريده هيمبل من مشروعها ، فهي تعرف كيف تمزج ما بين روعة الغرب وسحر الشرق ، وتراها دائما تستعمل الألوان الداكنة في أماكنها المناسبة ، وهي أول من أطلق مفهوم الإقامة «الصفحة الرئيسية من المنزل» ونعني هنا في هذا التعبير سعي بعض الفنادق العالمية إلى اللعب على عنصر الراحة المنزلية التي تشعر بها أثناء إقامتك وكأنك تقيم في منزلك ، ولو أن هذا المفهوم قد لا يروق للجميع.

وتزامنت المقابلة مع هيمبل أو «الليدي فينبيرغ» مع إطلاق الديكورات الجديدة واقتراب فندق «بلايكس» من الانتهاء من مرحلة التجديد التي وصلت تكلفتها إلى ملايين الجنيهات الإسترلينية ، واستهلت هيمبل حديثها بالقول إنها تعشق الفن العربي ، وتتأثر جدا بالفنون العالمية الكثيرة ، وهذا ما يساعدها في ابتكار أي ديكور جديد لأي من فنادقها أو حتى لأعمال خاصة بأحد الزبائن حول العالم ؛ فهي تعشق كل ما له علاقة بالتصميم والديكور ، كما أنها تعشق العمل في الفنادق ؛ إنها عملت في مطبخ فندقها ، وتدخلت في تفاصيل تصميم لوائح الطعام ، كما أنها تجرأت على تعليم الطهاة في مطابخها بعضا من أساليبها الخاصة وأفكارها العملية ، وتم بالفعل تبني تلك الأفكار ويفها في المطاعم.

وأضافت هيمبل أنها تقوم في بعض الأحيان بتذوق الأطباق الجديدة ولا تخجل من إعطاء رأيها فيما تتذوقه بكل صراحة ومن دون أي حرج، وهي تعتقد أن المصمم هو فنان، والفنان يجب أن يجرب ويختبر كل شيء يمت بصلة للابتكار، وفيما يخص عالم الفنادق فهي تسعى بأن تضع بصماتها على الجو العام في الفندق لتخلق روحا فريدة في كل مكان يخصها، وهذا ينطبق على الديكورات في البهو والغرف وحتى الموظفين والزبائن وعلى الحدائق والأزياء، وتضيف: «أنا جاهزة على الدوام لابتكار أي شيء جديد والتدخل بالتفاصيل، التصميم يجري في دمي وعروقي وأنا أعشق الديكور والابتكار».

وردا على سؤال «الشرق الأوسط» عن اختيار الألوان الداكنة ، لا سيما اللون الأسود ، في فندق «بلايكس» في لندن في بعض الأجنحة التي لم ينته تجديدها بعد ، ومختلف الديكورات القديمة بالديكورات الجديدة ، قالت هيمبل إن الديكورات الجديدة في الفندق هي عصرية جدا ومريحة بنفس الوقت وتتناسب مع ذوق كل النزلاء ، ويطلق على كل من الأجنحة اسم معين ويعكس الاسم نفسه على جو وروح المكان من ناحية الألوان والأثاث ، مثل جناح «كاردينال» الذي يستخدم فيه اللون الأحمر الأرجواني ، في حين يستخدم في جناح «كورفو» اللون الأبيض والأثاث الذي يتلاءم مع روح الجزيرة اليونانية التي تحمل في نسماتها عبق البحر الأبيض المتوسط.

وتقول هيمبل إن كل مصمم لا بد أن يتأثر بشيء أو بأحد ، أنها لا تنكر أنها متأثرة جدا بجون بوسون وتعشق أسلوب سهل والرشيق في التصميم ، فهو بعيد كل البعد عن التعقيد ، كما أنها متأثرة للغاية بالمصمم جاك غارسيا وكريستيان لييغر.

هيمبل تسافر كثيرا ، وهذا ما يساعدها على توسيع دائرة تفكيرها فيما يخص التصميم ، وعندما تكون في مراكش تحرص على زيارة مطعم «The Yacoult» ، وفي لندن ، فهي تعتبر مطعم وولسلي من المطاعم المفضلة لديها ، وذلك يعود إلى الديكورات الكلاسيكية والأجواء الإنجليزية التقليدية التي يتمتع بها المكان.

 

إذا زرت فندق «بلايكس» في لندن، فسوف تشعر بمدى تأثر هيمبل بالشرق، فهي تفسر ذلك بالقول إن السفر هو أفضل

 طريقة للتعرف على ثقافات جديدة، وتعني بالثقافة أسلوب الحياة من اللبس إلى الأثاث إلى المعتقدات.. وفي كل زيارة لها إلى الشرق الأقصى تحمل معها قطعة وفكرة، وهذا ينطبق أيضا على زياراتها إلى الشرق الأوسط، فهي تعشق الثقافة الصينية، وهذا واضح في عدة زوايا في «بلايكس»، وتراها أيضا متأثرة بالفن العربي والهندي والياباني وهذا يترجم في الألوان التي تستعملها وفي نوعية خشب الأثاث، واللافت في تصميمات هيمبل دائما هو المزج ما بين عدة ثقافات.

وعما إذا كانت هيمبل تعتبر نفسها امرأة أعمال أو مصممة ديكور ، تقول إنها تنظر إلى كل مشروع بمنظورين ؛ الأول كسيدة أعمال والثاني كمصممة ، و «لكن أجد نفسي أكثر في خانة التصميم ، وأحب المراحل الأولى حيث توضع الخطوط العريضة لفكرة الديكور ، وهذا الشعور عشته مؤخرا عندما جددت فندق« بلايكس »، وأعيشه حاليًا في مشروع فندق جديد في بيروت تحت اسم« المسرح الكبير بيروت »، وأشعر عند البدء بأي مشروع بالتحدي مع نفسي لابتكار الأفضل.

المعروف عن هيمبل التي تحتاج في مجال التمثيل أيضًا في أفلام مثل «جيمس بوند» وغيرها ، أنها فنانة مرهفة وتشتهر أيضًا بجمالها وأنا لها وقد تكون هذه الميزات تلعب دورا كبيرا في تصميماتها التي تصفها هي تعبر عنها وعن أسلوبها الشخصي الذي لا تتوانى عن وصفه بالغريب ، ولكنها تسعى دائما إلى إيجاد معادلة ناجحة تمزج ما بين أسلوبها وما يتناسب مع حاجة الزبون ، في النظر إلى فندق «بلايكس» على أنه من فئة «الكوتور» تماما مثل الملابس المصممة من قبل مصممين عالميين ومفضل للمناسبات الكبرى ، وهذا ما ترنو إليه هيمبل في تصميماتها كلها .

وتعترف هيمبل بأنها نرجسية وتفرض ذوقها في الكثير من الأحيان من خلال استخدام الألوان الداكنة التي تجد فيها الدراما والمزاج الفني الصاخب وهي تعتقد بأنك من الإضاءة لإنجاح أو تحطيم أعظم ديكور ، فالديكور برأيها هو مزاج وفكرة لا تكتمل إلا بإضاءة رائعة تراعي أجواء المكان.

وتقول هيمبل إن الموقع يفرض نفسه على ديكور وتصميم أي مكان إن كان فندقا أو منزلا خاصا ، يجب أن يكون تصميم منزلا في الجبل يجب جلب عناصر الطبيعة المحيطة به إلى الداخل ، وإذا كان المشروع بمحاذاة البحر تختلف هنا الألوان والخامات ، في حين إذا كان المشروع داخل المدن الكبرى يجب أن يتناسب ذلك مع وتيرة الديكور ، وهذا ما حافظه عليه في «بلايكس لندن» ، الواقع في زاوية مخبأة في أحد شوارع كينزينغتون ، لذا سعيت إلى المحافظة على الخصوصية التامة ، لأن هذا الفندق لا يناسب الخبراء الباحثين عن الأضواء ، إنما يناسب المشاهير الهاربين من عدسات المصورين وفضول النزلاء الآخرين ، ويناسب أيضا النزلاء الباحثين عن الهدوء في قلب العاصمة.

وتقول هيمبل إنها تقوم بتصميم الكثير من المشاريع الخاصة ، وهنا تأخذ بالحسبان ذوق وأسلوب الزبون في الحياة ، إلا أنها وبكل تواضع ستحتاج إلى وضع بصماتها الخاصة في التصميم ، خاصة أن هناك الكثير من الحالات التي لا تلتقي فيها بالزبائن ، فتعتمد هنا على ذوقها الخاص وخبرتها في التخمين.

* أنوسكا هيمبل من أصول ألمانية سويسرية ، تملك الكثير من الفنادق الخاصة من بينها «بلايكس لندن» و «بلايكس أمستردام» و «ذا هيمبل» ولديها مشاريع كثيرة في باريس وبالما ولندن وجاكارتا والبندقية وسلاحزبورغ ونيوز ، ومن أجدد مشاريعها إنشاء فندق «غراند تياتر» في بيروت ، وفندق «وارابورو» في باهيا على الساحل الشمالي للبرازيل ، ومن تصميماتها الشهيرة ، مطعم «توم ايكنز» اللندني ، وفندق «داينزفيلد هاوس» في مارلو في إنجلترا ، و «آيشي» في جاكارتا و «ذا أوك روم» و «آي تاي ».

وتتميز هيمبل عن باقي المصممين بأنها لا تحصر نفسها في نوع واحد من التصميم ، فتراها تصمم الملابس وحقائب اليد والأقلام لـ «لوي فيتون» ، ومحلات «لوي فيتون» في باريس ومصابيح الإنارة ، وحتى مستحضرات التجميل وأدوات الموائد.

وقامت بتصميم حدائق منزل الأميرة مارغريت في مدينة أكسفورد ، وتملك محلات لبيع الملبوسات من تصميمها في جنوب كينزينغتون وقامت بتصميم الكثير من ملابس الأميرة الراحلة ديانا والأميرة مارغريت ، إضافة إلى عدد من أفراد العائلة المالكة.

للمزيد من المعلومات: www.blakeshotels.com