تمارين الأيروبيك الأفضل في تقليل دهون البطن

إذا ما أردت التخلص من دهون البطن، فيمكنك ممارسة تمارين الأيروبيك العنيفة مثل العدو أو المشي السريع بدلا من تمارين المقاومة أو رفع الأثقال وفقا لدراسة جديدة.


يقول كريس سلينتز، الباحث الحائز درجة الدكتوراه والاختصاصي في الطب الرياضي بالمركز الطبي بجامعة ديوك بمدينة دورهام بولاية نورث كارولينا: «إذا ما كنت تعاني من زيادة الوزن أو البدانة إلى حد ما وتريد أن تتخلص من الدهون سواء كانت دهون البطن أو الأحشاء أو الكبد فإن تمارين الأيروبيك أفضل من تمارين المقاومة».

ونشرت الدراسة في المجلة الأميركية المتخصصة في علم وظائف الأعضاء والغدد الصماء والآيض.

مجموعات اختباريةقام سلينتز وفريقه بتقسيم الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين الـ18 والسبعين إلى 3 مجموعات:

- المجموعة الأولى هي مجموعة تمارين الأيروبيك وتضم الذين يمارسون المشي على جهاز للجري (دواسة كهربائية) موضوع على سطح منحدر.

وحددت لهم مهمات خلال مدة أسبوع، تعادل الركض لمسافة 12 ميلا (19 كلم تقريبا) بحيث يصل معدل ضربات القلب لديهم إلى نسبة 80 في المائة من الحد الأقصى لضربات القلب.

- أما المجموعة الثانية فهي مجموعة تمارين المقاومة التي تمارس ثلاثة أنماط من التمارين على أجهزة رفع الأثقال من 8 إلى 12 مرة لثلاث مرات أسبوعيا.

- وجمعت المجموعة الثالثة بين هذين النوعين من التمرينات.

واستمرت الدراسة على مدى 8 أشهر.

دهون الأحشاء والجلد

وركز سلينتز على دهون الأحشاء، حيث إنها تقع في أعماق الجسم حول المعدة وتملأ المسافات الفارغة بين الأعضاء الداخلية. وكان يرى أنها «دهون داخلية»، وهي مرتبطة باحتمالات كبيرة للإصابة بأمراض القلب والسكري وغيرها من المشاكل الصحية.

كما أنها تختلف عن دهون ما تحت الجلد، التي تكون مسؤولة عن تراكم الدهون في المنطقة التي تقع أسفل الخصر مباشرة والتي تبرز عند ارتداء بنطلون أو تنورة ضيقة.

وعلى الرغم من أن الكثير من دهون ما تحت الجلد ليست بالأمر الجيد، فإن الكثير من دهون الأحشاء أو دهون البطن الداخلية أخطر بكثير.

نتائج الدراسة قارن الباحثون النتائج قبل وبعد التمارين. وأعلنوا عن نتائج 144 رجلا وامرأة، تم تقسيمهم بالتساوي إلى ثلاث مجموعات.

وكانت المجموعة التي مارست تمارين الأيروبيك هي المجموعة التي تخلصت من أكبر قدر من دهون الأحشاء.

كذلك كانت المجموعة الثالثة التي جمعت بين التمرينين معا أكثر مجموعة تخلصت من كمية كبيرة من دهون البطن حيث كان معدل التخلص من كل دهون البطن بالنسبة لها أكبر من معدل المجموعة التي مارست تمارين الأيروبيك فقط لكن معدل تخلصها من دهون الأحشاء أقل من معدل المجموعة التي مارست تمارين الأيروبيك فقط.

وكان أقل معدل تخلص من دهون البطن من نصيب المجموعة التي مارست تمارين المقاومة فقط. كما فقدت قدرا من دهون ما تحت الجلد لكنها اكتسبت قليلا من دهون الأحشاء.

وذكر سلينتز في معرض حديثه عن السبب وراء أن تمارين الأيروبيك أفضل تمارين للتخلص من دهون البطن هو أن هذه التمارين تساعد في حرق المزيد من السعرات الحرارية بصورة تفوق تمارين المقاومة «أعتقد حقا أن هذا هو السبب وراء ذلك».

كما كانت تمارين الأيروبيك أفضل من تمارين المقاومة في الحد من احتمالات الإصابة بمرض السكري، مثل مقاومة الإنسولين وعوامل الإصابة بأمراض القلب.

وحذر سلينتز الأشخاص الذين لم يكونوا نشطاء باستشارة طبيبهم قبل بدء برنامج التمرينات العنيفة.

وجهة نظر ولم تكن النتائج مفاجئة لمارك تارنوبولسكي، الطبيب الحائز درجة الدكتوراه وأستاذ طب الأطفال والطب بمستشفى «ماك ماستر شيلدرين» بالمركز الطبي بجامعة ماك ماستر الذي قام بمراجعة النتائج لموقع «ويب ميد» لكنه لم يشارك في البحث.

وأشار إلى أن تمارين الأيروبيك أفضل للتخلص من دهون البطن وذلك لأنها تساعد على حرق كمية أكبر من السعرات الحرارية. وذكر أن «هناك دائما فترات راحة بين المجموعات حتى في برنامج لتمارين الوزن».

وأضاف: «قبل سنوات وجدنا أن كمية الطاقة التي تحرقها مجموعة من الشباب يمارسون تمارين رفع الأثقال نحو 250 سعرا حراريا في الساعة». ويساعد الركض لمدة ساعة على حرق كمية تتراوح بين 500 و750 سعرا حراريا.

ويبحث ماك هو وزميل له فيما إذا كان العدو بأقصى سرعة يقلل أيضا من دهون البطن.

وذكر أن النتائج لا تشير إلى أنه يجب الامتناع عن ممارسة تمارين المقاومة، فهي مطلوبة لعمل توازن بين فقدان كتلة العضلات والسن والمحافظة في الوقت ذاته على القوة.

كما أوضح أن «القوة مهمة للغاية وهي تؤثر على الصحة والقدرة على عدم الاعتماد على الآخرين بينما نتقدم في السن. ولا تساعد تمارين التحمل كثيرا في حالة فقدان القوة».

لهذا السبب، كما يقول، فإن مزيجا من تمارين الأيروبيك وتمارين المقاومة هو الأفضل.