عندما لا تنفع الرياضة .. تبريد الدهون الحل الجديد لمعالجة السمنة

تعد مشكلة زيادة الوزن والمحافظة على الرشاقة من أكثر المشكلات التي تواجه العالم اليوم، وتزداد المشكلة مع عدم استجابة أجسام بعض النساء والرجال للحميات الغذائية المتبعة، مما يستوجب تدخلا جراحيا، قد لا يكون آمنا أو دون مضاعفات أحيانا.
 
وقد أكدت إحدى الدراسات الحديثة أن الحكومة الأميركية تنفق أكثر من 147 مليار دولار للتخلص من الوزن الزائد والحد من مخاطره المتوقعة على الأجيال القادمة، لهذا يجتهد الأطباء في الوصول إلى حلول تخلص العالم من هذه المشكلة. من هذه الحلول نذكر طريقة تبريد الدهون في المناطق الزائدة بالجسم عن طريق موجات الليزر، وهي طريقة يعتبرها العلماء طفرة في عالم الرشاقة.
 
فالكثير من الأجسام لا تستجيب للحميات بفاعلية، ربما لطبيعة الجسم أو نمط الحياة وغيرها من الأسباب، مما يجعل الخضوع لأشعة موجات من جهاز حديث يدعى الـ «Cavitations ultrasonic» طفرة في عالم الرشاقة، فالجهاز يطلق موجات فوق صوتية تعتبر من أحدث التقنيات في التخلص من طبقات الدهون المتراكمة في الجسم، من خلال تركيز حزمة من هذه الموجات على الدهون العميقة، خصوصا في منطقة الأرداف والبطن، ودون اللجوء إلى الجراحة في الكثير من الحالات.
 
وتصلح هذه التقنية لجميع الأعمار ابتداء من 18 عاما، وأيضا كل الأجسام المصابة بسمنة متوسطة أو تركز الدهون في مناطق معينة يصعب التخلص منها بواسطة الحمية أو الرياضة.
 
وهذه التقنية تساعد على تقليل السمنة شهريا بنسبة تتراوح بين 5% و10%، وهذه النسبة كفيلة بالحد من خطر ارتفاع ضغط الدم والسكر والكولسترول في الدم.
 
فالأشعة المنبعثة من جهاز الـ «Cavitations ultrasonic» تساعد على سرعة الحرق والعمل في الوقت نفسه على رفع قوة «الميتوكوندريا» القابعة داخل الخلايا، التي تقوم بتحويل الطاقة القابلة للاستخدام والسماح للجسم بالحفاظ على وظائفه الطبيعة، بالإضافة إلى إطلاق هرمون «الأندروفين» من الخلايا وإعطاء المرضى الشعور بالشبع وفقدان الشهية.
 
وما تقوم به هذه التقنية الحديثة أنها تذيب الدهون عن طريق تنشيط الخلايا، فيتخلص الجسم من التكتلات الدهنية من داخل الخلايا إلى خارجها، حيث تنتقل بعد ذلك إلى الدم عن طريق الجهاز الليمفاوي ثم من الدم إلى الكبد، الذي يتخلص من الدهون الزائدة عن طريق تحويلها إلى طاقة خارجة من الجسم. كما أن هذا النوع من الأشعة آمن للاستخدام على كل أجزاء الجسم، علما بأن هناك مناطق، مثل الظهر والذراعين، تتأثر تباعا من تعرض باقي المناطق للأشعة.
 
ليس هذا فحسب، فهذه الأشعة تساعد أيضا على تحسين ملمس الجلد وإمداده بالكولاجين اللازم له، فضلا عن شد الجلد والتخلص من الترهلات التي تعتبر العدو الأول لجمال المرأة، وتقليص حجم الدهون وفقد عدة سنتيمترات من محيط الجسم خلال شهر واحد.
 
وتستغرق جلسة الليزر من 30 إلى 40 دقيقة تدليك بالأشعة المنبعثة من الجهاز، حيث يطلق الجهاز أشعة الليزر البارد، وتحتاج من 10 إلى 12 جلسة خلال شهر للحصول على نتيجة مُرضية.
 
ويستطيع الفرد ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي من دون أن يتغيب عن عمله ومهامه، بخلاف جلسات شفط أو إذابة الدهون التقليدية، وذلك أن الجهاز يعمل بطريقة تبريد الدهون في الجسم، ولا يحدث أي ألم أو تجمعات دموية في المنطقة المستهدفة، بل العكس، فقد أثبت الجهاز جدارته في علاج الآلام المزمنة، والتئام الجروح، والتهاب المفاصل، وبعض الأمراض الجلدية، والصداع، وفي عمليات التئام العظام.
 
ورغم أننا ينصح باستخدام هذه التقنية في إزالة تجمعات الدهون في أماكن يصعب التخلص منها عن طريق الحمية والرياضة، فإننا نحذر من استخدامها بطريقة عشوائية وننصح أن تتم بحذر شديد. كما لا يجب الاعتماد عليها وحدها للحصول على نتائج سريعة وجيدة، بل يجب أن يرافقها التزام ببرنامج غذائي متكامل وممارسة الرياضة كعنصر مكمل.
 
ويمكن استعمال هذه الأشعة لعلاج السمنة عند الرجال والنساء على حد سواء، على شرط معرفة شكل الجسم جيدا، حتى توجه إليه الأشعة المناسبة، فهناك شكل الكمثرى حيث تتركز الدهون في منطقتي الأرداف، وشكل التفاحة حيث تتركز الدهون في الذراعين والصدر والبطن والأرداف.
 
أما بالنسبة للرجال فتتركز الدهون غالبا في محيط الوسط ليتكون بهذا «الكرش»، وفي هذه الحال يتم التعرض للأشعة بنفس الأساليب السابقة ويقرر الطبيب عدد الجلسات المطلوبة.